الساحل
الساحل coast هو خط التقاء مياه البحر بأراضي اليابس coastline. أما الشاطئ shoreفهو الأراضي السهلية الساحلية التي تقع مجاورة لخط الساحل.
أولاً: نماذج السواحل
تصنف تبعا لعدة وجهات نظر يشار منها إلى:
ـ شكل خطوط مسارها:
ويقصد بذلك خطوط مسار الشكل العام التكتوني لتضاريس الأرض المسايرة للبحر وتصنف إلى:
أ ـ سواحل باسيفيكية Pacific type: وهي تمثل سواحل طولانية جبليةmountainous coasts شبه مغلقة تحيط بالحوض الباسيفيكي، تتصف بقلة الخلجان والموانئ الطبيعية، وبصعوبة الاتصال بالظهير الجغرافي القاري، وبشدة انحدار جوانبها المطلة على البحر.
ب ـ سواحل أطلسية Atlantic-type: وهي سواحل ذات تضاريس بنائية معترضة (متعامدة أو مائلة)، لاتساير اتجاه البناء التضاريسي structural trend، تتداخل فيها القارة مع المحيط والبحر عبر الخلجان والأودية العميقة كثيراً.
ـ تبعا للتضاريس الملاصقة:
أ ـ سواحل قائمة شديدة الانحدار: تتمثل في مناطق الجروف cliffs أو falaise، التي تسقط بشدة نحو الأعماق البحرية، وقدأنجز النسف السفلي بعضها.
ب ـ سواحل منبسطة: تساير السهول الساحلية و تنحدر فيها اليابسة تدريجياً نحو أعماق البحر. تسودها التكوينات الصخرية الرخوة، كسواحل خليج المكسيك في الولايات المتحدة. تتقدمها أشرطة وجزر رملية، يتعذر على السفن اختراقها. .يطلق على نماذج منها بالفرنسية اسم côte à îles-barrières.
ـ تبعاً لتأثرها بحركات الأرض الناهضة والهابطة وعامل تكوينها السابق:
أ ـ سواحل ناهضة (طافية) emerged coasts: تكونت بسبب تراجع البحر أو نهوض اليابسة من تحت سطح البحر على مراحل في الدور الرابع. وتتميز بتعدد المصاطب البحرية الحتية والرسوبية الناهضة، مما زاد في ارتفاع أقدمها نحو 200م واتساع السواحل، وتقسم مصاطبها عادة أربع مصاطب رئيسة مرتبطة بالفترات الجمودية (الجليدية)، وترجع إلى هذا النموذج معظم السهول الساحلية ومصاطب أوديتها وأنهارها.
ب ـ سواحل هابطة (غارقة) submerged coasts: تعرضت للغمر بسبب تقدم البحر أوحركات القشرة الأرضية الهابطة. يهجم فيها البحر على تضاريس اليابسة المختلفة الأشكال والأصول، وتنتج من ذلك نماذج مختلفة، يشار منها إلى:
ـ سواحل ذات رياس Rias-coasts: ترجع في أصولها إلى أودية سيلية أونهرية تعرضت للغمر، كما في شمال غربي اسبانيا و إيرلندا وكورسيكا وشرقي البرازيل وشرقي الولايات المتحدة (خليج شيزابيك). تسمى تبعاً لتغير بعض تفاصيلها في تركيا ليمان وفي خليج العقبة شرم وفي الخليج العربي خور .
ـ سواحل دالماسية: تتميز بتغريق البحر لقعر طيات متتالية محاذية لاتجاه الشاطئ، وترك هامات هذه الطيات، كجزر متطاولة مقابل خط اليابسة وموازية لها، كما في سواحل دالماسيا وزادار Zadar وكاناليCanali.
ـ سواحل بروتانيا: تتمثل في شبه جزيرة بروتاني (شمال غربي فرنسا) حيث تتعامد الطيات البنائية القديمة مع اتجاه الساحل العام.
ـ سواحل فوردينية Foerden: حيث يغمر البحر التوضعات الجمودية (المورينات) القارية كما في شلزفيغ وهولشتاين أو سواحل بودِّن Bodden. كما في سواحل مكلينبورغ Mecklenburg.
ـ سواحل أودية جمودية معلفية (سواحل فيوردية) Fjord-coasts: تعرضت للتغريق حتى عمق نحو 400 متر ونيف، على سواحل النرويج وآلاسكا والشيلي وجزر نيوزيلندا الجنوبية .
ـ سواحل ذات فياردن Fiarden coasts: ذات أشكال حدبية جمودية دائرية Dramlinمغرقة، كما في ساحل نيو هامبشاير في الولايات المتحدة الأمريكية،و تسمى في فنلندا والسويد Schärenküste.
ـ تبعا لمضمونها الحيوي:
أ ـ سواحل مرجانية coral coasts: تسود قيعانها وجوانبها الناهضة مستعمرات مرجانية حيوانية كلسية، كما في سواحل الحيد المرجاني على جوانب الخليج العربي والبحر الأحمر وساحل أستراليا الشرقي.
ب ـ سواحل المانغروف Mangrove coasts: تسودها شجيرات المانغروف (القرم)، التي تأخذ أحياناً شكل أدغال، كما في سواحل موريتانيا وسواحل جنوبي شبه الجزيرة العربية في كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية ودول الخليج العربي.
ثانيا: أهمية الساحل لجغرافية الدولة البشرية والاقتصادية
يعد الساحل واجهة البلاد البحرية على العالم الخارجي حدوداً سياسية مفتوحة، تصلها مباشرة بالمجال الدولي العالمي البحري والمحيطي، من دون المرور بدول مجاورة أو الحاجة إلى إذن منها، وبذا تتمتع الدول البحرية كافة وشعوبها بإمكانات الوصول إلى سواحل أي بلد آخر وتبادل التأثير البشري ـ الحضاري والاقتصادي والسياسي والعسكري. ويشهد تاريخ شعوب سواحل المتوسط والأطلسي ودوله كافة على ذلك، لذا تسعى الدول الساحلية إلى تطوير دفاعاتها وتحصيناتها الساحلية تبعا للتقانات المعاصرة،بدءا من أبراج وأسوار القلاع البسيطة كأسوار أوغاريت وعكا وانتهاء بالأسلحة الصاروخية المختلفة المدى والمضادة للصواريخ باتريوت) والغواصات وحاملات الطائرات، وطائرات الإنذار المبكر(أواكس) وأقمار الرصد والسفن الحربية المختلفة الحجم والوظيفة والسرعة والتسليح، لذا نمت على السواحل مدن ضخمة متعددة الوظائف السياسية والعسكرية والتجارية والسياحية والصناعية والحرفية: بخاصة صناعة وسائط النقل البحري والغوص والصيد.
يضاف إلى هذا كله موارد الساحل الذاتية من زراعة وصناعة وتجارة وصيد أحياء بحرية ومعالم طبيعية وإمكانات سياحية للاستجمام والرياضات البحرية وتراث حضاري عريق يشغل الساحل وسهوله وجباله.
وتتطور اليوم على السواحل الزراعات المائية aquacultures للأحياء البحرية النباتية والحيوانية.
ثالثا ـ لمحة عن الساحل السوري
هو ساحل بلاد الشام تاريخياً حتى قبل نهاية العقد الثاني من القرن العشرين. كان له عبر التاريخ دور ملتقى حضارات البحر المتوسط الإفريقية والأوروبية والآسيوية، كان مهد الحضارة الكنعانية ومصدر الأبجدية الأولى. فرضت عليه الظروف السياسية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تغييرات إدارية وسياسية جعلت منه ثلاثة أقسام رئيسة هي: سواحل كل من فلسطين ولبنان والجمهورية العربية السورية.
عماد الدين الموصل
الساحل coast هو خط التقاء مياه البحر بأراضي اليابس coastline. أما الشاطئ shoreفهو الأراضي السهلية الساحلية التي تقع مجاورة لخط الساحل.
أولاً: نماذج السواحل
ساحل صخري أثر فيه الحت البحري بشدة قرب البرتغال |
ـ شكل خطوط مسارها:
ويقصد بذلك خطوط مسار الشكل العام التكتوني لتضاريس الأرض المسايرة للبحر وتصنف إلى:
أ ـ سواحل باسيفيكية Pacific type: وهي تمثل سواحل طولانية جبليةmountainous coasts شبه مغلقة تحيط بالحوض الباسيفيكي، تتصف بقلة الخلجان والموانئ الطبيعية، وبصعوبة الاتصال بالظهير الجغرافي القاري، وبشدة انحدار جوانبها المطلة على البحر.
ب ـ سواحل أطلسية Atlantic-type: وهي سواحل ذات تضاريس بنائية معترضة (متعامدة أو مائلة)، لاتساير اتجاه البناء التضاريسي structural trend، تتداخل فيها القارة مع المحيط والبحر عبر الخلجان والأودية العميقة كثيراً.
ـ تبعا للتضاريس الملاصقة:
أ ـ سواحل قائمة شديدة الانحدار: تتمثل في مناطق الجروف cliffs أو falaise، التي تسقط بشدة نحو الأعماق البحرية، وقدأنجز النسف السفلي بعضها.
ب ـ سواحل منبسطة: تساير السهول الساحلية و تنحدر فيها اليابسة تدريجياً نحو أعماق البحر. تسودها التكوينات الصخرية الرخوة، كسواحل خليج المكسيك في الولايات المتحدة. تتقدمها أشرطة وجزر رملية، يتعذر على السفن اختراقها. .يطلق على نماذج منها بالفرنسية اسم côte à îles-barrières.
ـ تبعاً لتأثرها بحركات الأرض الناهضة والهابطة وعامل تكوينها السابق:
أ ـ سواحل ناهضة (طافية) emerged coasts: تكونت بسبب تراجع البحر أو نهوض اليابسة من تحت سطح البحر على مراحل في الدور الرابع. وتتميز بتعدد المصاطب البحرية الحتية والرسوبية الناهضة، مما زاد في ارتفاع أقدمها نحو 200م واتساع السواحل، وتقسم مصاطبها عادة أربع مصاطب رئيسة مرتبطة بالفترات الجمودية (الجليدية)، وترجع إلى هذا النموذج معظم السهول الساحلية ومصاطب أوديتها وأنهارها.
ب ـ سواحل هابطة (غارقة) submerged coasts: تعرضت للغمر بسبب تقدم البحر أوحركات القشرة الأرضية الهابطة. يهجم فيها البحر على تضاريس اليابسة المختلفة الأشكال والأصول، وتنتج من ذلك نماذج مختلفة، يشار منها إلى:
ـ سواحل ذات رياس Rias-coasts: ترجع في أصولها إلى أودية سيلية أونهرية تعرضت للغمر، كما في شمال غربي اسبانيا و إيرلندا وكورسيكا وشرقي البرازيل وشرقي الولايات المتحدة (خليج شيزابيك). تسمى تبعاً لتغير بعض تفاصيلها في تركيا ليمان وفي خليج العقبة شرم وفي الخليج العربي خور .
ـ سواحل دالماسية: تتميز بتغريق البحر لقعر طيات متتالية محاذية لاتجاه الشاطئ، وترك هامات هذه الطيات، كجزر متطاولة مقابل خط اليابسة وموازية لها، كما في سواحل دالماسيا وزادار Zadar وكاناليCanali.
ـ سواحل بروتانيا: تتمثل في شبه جزيرة بروتاني (شمال غربي فرنسا) حيث تتعامد الطيات البنائية القديمة مع اتجاه الساحل العام.
ـ سواحل فوردينية Foerden: حيث يغمر البحر التوضعات الجمودية (المورينات) القارية كما في شلزفيغ وهولشتاين أو سواحل بودِّن Bodden. كما في سواحل مكلينبورغ Mecklenburg.
ـ سواحل أودية جمودية معلفية (سواحل فيوردية) Fjord-coasts: تعرضت للتغريق حتى عمق نحو 400 متر ونيف، على سواحل النرويج وآلاسكا والشيلي وجزر نيوزيلندا الجنوبية .
ـ سواحل ذات فياردن Fiarden coasts: ذات أشكال حدبية جمودية دائرية Dramlinمغرقة، كما في ساحل نيو هامبشاير في الولايات المتحدة الأمريكية،و تسمى في فنلندا والسويد Schärenküste.
ـ تبعا لمضمونها الحيوي:
ساحل بركاني قرب جزر هاواي |
ب ـ سواحل المانغروف Mangrove coasts: تسودها شجيرات المانغروف (القرم)، التي تأخذ أحياناً شكل أدغال، كما في سواحل موريتانيا وسواحل جنوبي شبه الجزيرة العربية في كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية ودول الخليج العربي.
ثانيا: أهمية الساحل لجغرافية الدولة البشرية والاقتصادية
يعد الساحل واجهة البلاد البحرية على العالم الخارجي حدوداً سياسية مفتوحة، تصلها مباشرة بالمجال الدولي العالمي البحري والمحيطي، من دون المرور بدول مجاورة أو الحاجة إلى إذن منها، وبذا تتمتع الدول البحرية كافة وشعوبها بإمكانات الوصول إلى سواحل أي بلد آخر وتبادل التأثير البشري ـ الحضاري والاقتصادي والسياسي والعسكري. ويشهد تاريخ شعوب سواحل المتوسط والأطلسي ودوله كافة على ذلك، لذا تسعى الدول الساحلية إلى تطوير دفاعاتها وتحصيناتها الساحلية تبعا للتقانات المعاصرة،بدءا من أبراج وأسوار القلاع البسيطة كأسوار أوغاريت وعكا وانتهاء بالأسلحة الصاروخية المختلفة المدى والمضادة للصواريخ باتريوت) والغواصات وحاملات الطائرات، وطائرات الإنذار المبكر(أواكس) وأقمار الرصد والسفن الحربية المختلفة الحجم والوظيفة والسرعة والتسليح، لذا نمت على السواحل مدن ضخمة متعددة الوظائف السياسية والعسكرية والتجارية والسياحية والصناعية والحرفية: بخاصة صناعة وسائط النقل البحري والغوص والصيد.
يضاف إلى هذا كله موارد الساحل الذاتية من زراعة وصناعة وتجارة وصيد أحياء بحرية ومعالم طبيعية وإمكانات سياحية للاستجمام والرياضات البحرية وتراث حضاري عريق يشغل الساحل وسهوله وجباله.
وتتطور اليوم على السواحل الزراعات المائية aquacultures للأحياء البحرية النباتية والحيوانية.
ثالثا ـ لمحة عن الساحل السوري
هو ساحل بلاد الشام تاريخياً حتى قبل نهاية العقد الثاني من القرن العشرين. كان له عبر التاريخ دور ملتقى حضارات البحر المتوسط الإفريقية والأوروبية والآسيوية، كان مهد الحضارة الكنعانية ومصدر الأبجدية الأولى. فرضت عليه الظروف السياسية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تغييرات إدارية وسياسية جعلت منه ثلاثة أقسام رئيسة هي: سواحل كل من فلسطين ولبنان والجمهورية العربية السورية.
عماد الدين الموصل