سرقوسة Syracuse إحدى أشهر دول المدن city-states الإغريقية على الشاطئ الشرقي..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سرقوسة Syracuse إحدى أشهر دول المدن city-states الإغريقية على الشاطئ الشرقي..

    سرقوسة

    سرقوسة Syracuse إحدى أشهر دول المدن city-states الإغريقية على الشاطئ الشرقي لجزيرة صقلية في البحر المتوسط، مازالت قائمة حتى اليوم بالاسم نفسه. أسس هذه المدينة، عدد من المستعمرين من مدينة كورنثة في بلاد اليونان بداية على جزيرة تدعى أورتوغيه Ortygia الواقعة جنوب شرقي صقلية على البحر الأيوني نحو سنة 734ـ733ق.م، وبسبب الوصل الذي أحدث فيما بعد (نحو سنة 525ق.م) بين الشاطئ والجزيرة، فقد امتلكت المدينة ميناءين: شرقي وهو الأصغر، وجنوب غربي وهو الأكبر.
    استخدم «المستعمرون» Gamoroi«أهالي المنطقة المحليين»، الذين أطلق عليهم اسم Killyrioi، في فلاحة أراضيهم. وأقاموا نظاماً سياسياً أوليغاركياً (حكومة أقلية) ارتكز على الأرستقراطيين من ملاك الأرض الجدد. وحققت سرقوسة في تلك الفترة، اعتماداً على موقعها وميناءيها وحكومتها ونشاط مستعمريها، إنجازات اقتصادية لم تضاهها أي مدينة صقلية أخرى، قطف ثمارها أوائل حكامها الطغاة Tyrants، وهم على التوالي هيبوقراطس Hippocratesوغلون Gelon و هيرون Hieron، الذين طوروا أنظمة المدينة السياسية ومرافقها الاقتصادية، ووسعوا حدودها الإقليمية وحصنوا أسوارها وحسنوا من أداء قواتها المسلحة البحرية والبرية،عن طريق استخدام أعداد من المرتزقة المتخصصين في شؤون القتال. وعملوا على زيادة عدد سكانها بنقل عدد من سكان المدن المجاورة إليها، لدرجة مكنت سرقوسة من هزيمة حملة قرطاجية توجهت إليها سنة 480ق.م في موقعة هيمراHimera، ومن تحقيق رخائها اقتصادياً واجتماعياً،حتى تغنى بذلك عدد من فحول شعراء بلاد اليونان، وعلى رأسهم بندارسPindaros و أسخيلوس Aeschylos.
    وفي عام 466ق.م، تخلى السرقوسيون عن طغاتهم، وأسسوا حكماً ديمقراطياً أضاف رخاءً إلى رخائهم السابق، ولكنه ورَطهم في نزاع مع أثينا في أثناء الحرب البيلوبونيزية، وعلى الرغم من انتصارهم على الحملة الأثينية (425ـ413ق.م)، إلا أن هذا النصر أدى إلى انشقاق بين المنتصرين، وسيطرة ديوكليس Diocles وهو زعيم الديمقراطيين المناوئين للحرب ضد أثينا على مقاليد الأمور، فأبعد زعيم الحرب هيرموكراتسHermocrates، ولكنه افتعل خلافاً مع قرطاجة التي وجهت جيشاً اجتاح كل مدن صقلية وحاصر سرقوسة التي أعادت نظام الطغيان بزعامة ديونيسيوس الأول Dionysios I.
    وعلى الرغم من تأرجح نظام الحكم السرقوسي، مدة قرنين من الزمن، بين الطغيان والديمقراطية، إلا أن ديونيسيوس الأول الذي حكم المدينة مدة تقارب الأربعة عقود (405ـ367ق.م)، كان أعظم حكام سرقوسة أثراً، فقد تمكن من تطوير المدينة، وتقوية إمكاناتها البشرية والاقتصادية والعسكرية، وأسس امبراطورية امتدت على كل صقلية وجنوبي إيطاليا وبعض جزر البحر الأدرياتي، ولكنه لم يتمكن من مناهضة القرطاجيين داخل هذه الامبراطورية.
    ولم يكن ابنه وخليفته ديونيسيوس الثاني على شاكلة والده في الكفاءة السياسية، يشهد بذلك الفيلسوف الكبير أفلاطون، الذي أخفق في أن يجعل منه حاكماً فيلسوفاً، وأن يطبق جمهوريته المثالية في صقلية. وفي عهده استولى القرطاجيون على جنوبي صقلية سنة 343ق.م.
    وتوالت الأحداث المؤسفة على سرقوسة حتى تسلم الحكم فيها الطاغية أغاثوكلس Agathocles سنة 317ق.م، وتمكن من معادلة القوة القرطاجية، لكن موته سنة 289ق.م أدى إلى قيام حرب أهلية استغلها القرطاجيون وحاصروا المدينة التي أنقذها منهم بيروس Pyrrhus ملك إبيروس (ألبانيا اليوم). وانجلت الأحداث عن تولي هيرون الثاني الحكم مدة أربع سنوات(269ـ265ق.م )، أكرهت المدينة فيها على محالفة روما في الحرب البونية الأولى، لكنها انحازت في الحرب البونية الثانية إلى جانب قرطاجة، وتعرضت سنة 213ق.م لحصار روماني استسلمت بعد سنتين من إحكامه، وفقدت فيه عدداً كبيراً من أبنائها أشهرهم العالم أرخميدسArchimedes.
    وفي مرحلة الاحتلال الروماني الباكرة، استعادت سرقوسة جزءاً كبيراً من ازدهارها السابق، لكنها أصبحت في عهد أغسطس(سنة21ق.م) مستعمرة رومانية، واستمرت رومانية حتى استكمل الفتح العربي لصقلية سنة 265هـ/878م.
    من أهم آثار سرقوسة مسرحها الإغريقي الذي يعد من أكبر المسارح في العالم القديم، والمدرج الروماني وضريح هيرون الثاني ونبع اريتوزا، إضافة إلى مجموعة من القصور والأبنية التاريخية التي تعود إلى العصور الوسطى.
    مفيد رائف العابد
يعمل...
X