سحيم وثيل رياحي
Suhaim ibn Wathil al-Riyahi - Suhaim ibn Wathil al-Riyahi
سُحيم بن وثيل الرياحيّ
(…ـ نحو 60هـ/… ـ 679م)
سحيم بن وثيل الرياحي اليربوعي التميمي، شاعر مخضرم اشتُهر بنسبه إلى رياح، وبه عُرف، ورياح هو ابن يربوع ابن حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم، ويربوع أبو حيّ كبير من تميم. وسُحيم بضم السين، تصغير ترخيم من السُحمة وهو السواد، ووَثِيل بفتح الواو وكسر الثاء: هو الليف والرِّشاء الضعيف، أو الحبل من القنب.
أدرك سحيم الجاهلية والإسلام، وعاش نحو مئة سنة، منها أربعون في الجاهلية، وستون في الإسلام. ولا تذكر المصادر شيئاً عن سنة ولادته، ولا تذكر الكثير عن نشأته وحياته، ويستفاد مما ذكر أنه سكن في الكوفة وبادية السماوة مدة من الزمن، ورويت له أخبار في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنهما.
كان سُحيم شريفاً في قومه ذا منزلة عظيمة، نابه الذكر بين ظهرانيهم، وله خبر مع ابن عمه الأُبيرد الرياحي (ت68هـ)، ومع الشاعر الأموي نصيب (ت 108هـ)، ذلك أن أعرابياً أتاهما يطلب حاجة منهما، فقالا له، إذا أنت أبلغت سُحيماً بيتاً من الشعر أعطيناك ما تسأل، فأبلغاه أن يقول:
فإنّ بداهتي وجِراء حَوْلي
لذو شِقٍّ على الحَطِم الحرون
يريدان من ذلك التعرض لسُحيم بأنه لايبلغ غايتهما لكبره وعجزه، فأثار البيت حفيظة الشاعر ورد عليهما مفتخراً بقوله:
أنا ابن جلا و طلاع الثنايا
متى أضعِ العمامة تعرفوني
وإن مكانَنا من حِميريٍّ
مكان الليث من وسط العرِين
فإن عُلالتي وجِراء حولي
لذو شِقٍّ على الضرع الظنون
وماذا يغمز الأعداء مني
وقد جاوزت رأس الأربعين
وقد استشهد الحجاج بن يوسف الثقفي (ت95هـ) والي الأمويين على العراق بالبيت الأول عندما حلّ بالكوفة، فذكره في مطلع خطبة له، ونال استشهاده استحسان النقاد.
حُبس سُحيم في خلافة عثمان بن عفان لاستعداء سَمُرَة بن عمرو بن قيراط العنبري، الذي استخدمه عثمان على هوامي إبل عمرو بن تميم وفَلْج ومايليها، وكان من سبب حبسه صرعه لعبيد بن غاضرة بن سَمُرَة، فحبسه عثمان ولم يخرجه من سجنه إلا بعد أن قام بأمره مسعود بن جندل، ونُعيم أبو قُرّان اليربوعي، إذ دفعا إلى سَمُرَة مئة من الإبل فأسقط سَمُرَة حقه، وفي ذلك يقول سُحيم:
كفاني أبو قُرَّان نفسي فِداؤه
ومن يك مولاه فليس بواحد
نافر سُحيم غالب بن صعصة والد الفرزدق، أيام الخليفة علي بن أبي طالب في عام مجاعة، إذ تبارى الرجلان في نحر الإبل لإطعام الناس، وبالغ سُحيم في النحر بعد مدة من المنافرة وانتهاء المجاعة، فذبح إبله كلها، مما دفع الخليفة إلى منع الناس أكل ماذبح سُحيم قائلاً: « إنها مِمّا أُهلَّ بها لغير الله » ولم يكن الغرض من ذبائحه إلاّ المنافرة والمباهاة، فجُمعت لحومها على كِناسة الكوفة، فأكلها الكلاب والعقبان.
لم تنقل كتب الأدب الكثير من شعره، وما وصل إلينا لا يكاد يتجاوز عشرات الأبيات، بَيْد أنها تنم على مقدرة الشاعر لما اتسمت به من جزالة في الألفاظ وقوة في المعاني، ويغلب عليها غرض الفخر بنفسه وبقومه.
صنفه ابن سلام الجمحي (ت232هـ) في الطبقة الثالثة من الشعراء الإسلاميين، ووصفه بأنه شاعر خنذيذ (مجيد مُفْلِق) ومشهور.
عبد الرحمن عبد الرحيم
Suhaim ibn Wathil al-Riyahi - Suhaim ibn Wathil al-Riyahi
سُحيم بن وثيل الرياحيّ
(…ـ نحو 60هـ/… ـ 679م)
سحيم بن وثيل الرياحي اليربوعي التميمي، شاعر مخضرم اشتُهر بنسبه إلى رياح، وبه عُرف، ورياح هو ابن يربوع ابن حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم، ويربوع أبو حيّ كبير من تميم. وسُحيم بضم السين، تصغير ترخيم من السُحمة وهو السواد، ووَثِيل بفتح الواو وكسر الثاء: هو الليف والرِّشاء الضعيف، أو الحبل من القنب.
أدرك سحيم الجاهلية والإسلام، وعاش نحو مئة سنة، منها أربعون في الجاهلية، وستون في الإسلام. ولا تذكر المصادر شيئاً عن سنة ولادته، ولا تذكر الكثير عن نشأته وحياته، ويستفاد مما ذكر أنه سكن في الكوفة وبادية السماوة مدة من الزمن، ورويت له أخبار في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنهما.
كان سُحيم شريفاً في قومه ذا منزلة عظيمة، نابه الذكر بين ظهرانيهم، وله خبر مع ابن عمه الأُبيرد الرياحي (ت68هـ)، ومع الشاعر الأموي نصيب (ت 108هـ)، ذلك أن أعرابياً أتاهما يطلب حاجة منهما، فقالا له، إذا أنت أبلغت سُحيماً بيتاً من الشعر أعطيناك ما تسأل، فأبلغاه أن يقول:
فإنّ بداهتي وجِراء حَوْلي
لذو شِقٍّ على الحَطِم الحرون
يريدان من ذلك التعرض لسُحيم بأنه لايبلغ غايتهما لكبره وعجزه، فأثار البيت حفيظة الشاعر ورد عليهما مفتخراً بقوله:
أنا ابن جلا و طلاع الثنايا
متى أضعِ العمامة تعرفوني
وإن مكانَنا من حِميريٍّ
مكان الليث من وسط العرِين
فإن عُلالتي وجِراء حولي
لذو شِقٍّ على الضرع الظنون
وماذا يغمز الأعداء مني
وقد جاوزت رأس الأربعين
وقد استشهد الحجاج بن يوسف الثقفي (ت95هـ) والي الأمويين على العراق بالبيت الأول عندما حلّ بالكوفة، فذكره في مطلع خطبة له، ونال استشهاده استحسان النقاد.
حُبس سُحيم في خلافة عثمان بن عفان لاستعداء سَمُرَة بن عمرو بن قيراط العنبري، الذي استخدمه عثمان على هوامي إبل عمرو بن تميم وفَلْج ومايليها، وكان من سبب حبسه صرعه لعبيد بن غاضرة بن سَمُرَة، فحبسه عثمان ولم يخرجه من سجنه إلا بعد أن قام بأمره مسعود بن جندل، ونُعيم أبو قُرّان اليربوعي، إذ دفعا إلى سَمُرَة مئة من الإبل فأسقط سَمُرَة حقه، وفي ذلك يقول سُحيم:
كفاني أبو قُرَّان نفسي فِداؤه
ومن يك مولاه فليس بواحد
نافر سُحيم غالب بن صعصة والد الفرزدق، أيام الخليفة علي بن أبي طالب في عام مجاعة، إذ تبارى الرجلان في نحر الإبل لإطعام الناس، وبالغ سُحيم في النحر بعد مدة من المنافرة وانتهاء المجاعة، فذبح إبله كلها، مما دفع الخليفة إلى منع الناس أكل ماذبح سُحيم قائلاً: « إنها مِمّا أُهلَّ بها لغير الله » ولم يكن الغرض من ذبائحه إلاّ المنافرة والمباهاة، فجُمعت لحومها على كِناسة الكوفة، فأكلها الكلاب والعقبان.
لم تنقل كتب الأدب الكثير من شعره، وما وصل إلينا لا يكاد يتجاوز عشرات الأبيات، بَيْد أنها تنم على مقدرة الشاعر لما اتسمت به من جزالة في الألفاظ وقوة في المعاني، ويغلب عليها غرض الفخر بنفسه وبقومه.
صنفه ابن سلام الجمحي (ت232هـ) في الطبقة الثالثة من الشعراء الإسلاميين، ووصفه بأنه شاعر خنذيذ (مجيد مُفْلِق) ومشهور.
عبد الرحمن عبد الرحيم