سالم (عاطف ـ)
(1927 ـ 2002)
عاطف سالم، مخرج سينمائي مصري، ولد في مدينة الأبيض بالسودان وتوفي في القاهرة. كان ابناً لأحد ضباط الجيش المصري في الوقت الذي كان فيه السودان خاضعاً للاستعمار البريطاني، وحين انتقلت الأسرة إلى القاهرة أقام في حي السيدة زينب، ثم انتقل إلى شبرا حيث التحق بالمدرسة الثانوية، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون التطبيقية من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة). دخل عالم السينما عام 1943 كممثل في فيلم «ماجدة»، وانتقل بعدها للعمل كمساعد ثالث للمخرجين حتى وصل إلى موقع مساعد أول لأهم المخرجين المصريين في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين مثل أحمد بدرخان، وأحمد جلال، وحلمي رفله وغيرهم. ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليدرس الإخراج السينمائي، وعاد مع ثورة يوليو عام 1952 ليبدأ رحلته مخرجاً سينمائياً.
ترك عاطف سالم وراءه رصيداً حافلاً تجاوز الخمسين فيلماً، إذ بدأت رحلته مع الإخراج عام 1953 في فيلمه الأول «الحرمان» من بطولة الطفلة فيروز التي عُدَّت معجزة بين بنات جيلها في التمثيل. وكان هذا الفيلم بداية لسلسلة متميزة من الأفلام في تاريخ السينما المصرية. وانطلقت شهرته مع فيلم «جعلوني مجرماً» (1954) الذي تسبب في صدور أهم مبدأ قانوني تم العمل به فيما بعد وهو إسقاط الجريمة الأولى من سجل المتهم، كما تسبب في إصلاحات تشريعية مهمة تتعلق بالسجون. جاءت بعده عدة أفلام أهمها فيلم «إحنا التلامذة» (1959) الذي كان بداية موجة من أفلام الشباب تتناول مشكلاتهم وانحرافاتهم نتيجة انشغال الآباء عنهم، والذي يُعد واحداً من أهم علامات السينما الاجتماعية المصرية.
لاقت أفلام عاطف سالم قبولاً جماهيرياً واسعاً في حينه مثل الفيلم الرومنسي «يوم من عمري» (1961) بطولة عبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت، وكذلك أفلامه الاجتماعية التي التقى فيها مع الأديب المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 1988 في أفلام «جعلوني مجرماً»، و«النمرود» (1956)، و«إحنا التلامذة»، و«خان الخليلي» (1966). وكان من بين أشهر أفلامه أيضاً الفيلم الكوميدي «أم العروسة» (1963) الذي جمع بين عماد حمدي وتحية كاريوكا، والذي يقدم دراما اجتماعية تنقل الحياة المصرية إلى الشاشة كما تعيشها الطبقة المتوسطة، وحركة المجتمع بكل ما تحمله من مفهومات: الزواج، والإنجاب، وعمل المرأة، والتحايل والتعايش مع الأوضاع الاقتصادية وغير ذلك.
من أفلام عاطف سالم المهـمة الأخرى: «صراع في النيـل» (1959)، و«أين عقـلي» (1974)، و«الحفيـد» (1974)، و«ومضى قطـار العمر» (1975)، و«ضـاع العمر يا ولدي» (1978)، و«قـاهر الظـلام» (1979)، و«البؤساء» (1979)، و«العرافة» (1981)، و«النمر الأسود» (1984)، و«دموع صاحبة الجلالة» (1992).
ولعاطف سالم، أيضاً، مجموعة من الأعمال الفنية التي أخرجها في المناسبات القومية وأعياد ثورة 23 يوليو (تموز)، قدم فيها أفلاماً قصيرة عن إنجازاتها مثل «جنود الظلام»، و«الكلية الحربية»، و«الرمال الخضراء»، و«فجر جديد»، و«السد العالي». وكان آخر الأفلام التي قام بإخراجها وهو مقعد على كرسي متحرك في أثناء مرضه الطويل فيلم «فارس ضهر الخيل» (2002).
كان عاطف سالم أحد المخرجين الذين استفادوا من المناخ الجديد الذي أفرزته ثورة يوليو، فاهتم في أفلامه بتفاصيل حياة الأسرة بدءاً من قيمها الأخلاقية، والتطورات الاجتماعية والاقتصادية التي لحقت بها عقب قيام الثورة وحتى مشكلات أبنائها التي طرأت عليها نتيجة هذه التغيرات. كما قدم أعمالاً لأهم الأدباء من نجيب محفوظ إلى عبد الحميد جودة السحار، وإحسان عبد القدوس، وتوفيق الحكيم وغيرهم. كما أخرج فيلماً تدور أحداثه حول ثورة اليمن عام 1966.
كذلك كان عاطف سالم واقعاً منذ بداياته الفنية تحت تأثير المدرسة الواقعية الجديدة الإيطالية، وهذا ما تجلى بصورة خاصة في فيلمه «إحنا التلامذة» الذي يعدّه نقطة انعطاف في حياته المهنية. وقد اقتبست قصة هذا الفيلم من حوادث واقعية، لكنه بعدما تم إعداد المشروع، ظل لشهور عدة يبحث عن منتج له، إذ لم يكن أحد يتصور أن يكون ثمة فيلم مصري، ينتهي نهاية مأسوية، كهذا الفيلم، فضلاً عن أن المنتجين لم يكونوا يعتقدون أن الجمهور العربي يمكن أن يهتم بحكايات تتناول حياة الشباب.
قدم سالم، في مسيرته الفنية، عدداً من الوجوه السينمائية الجديدة في الأفلام التي قام بإخراجها، من بينها ليلى علوي وفردوس عبد الحميد وإيهاب نافع ومصطفي فهمي وهالة فؤاد ومحمود عبد العزيز ونيللي وزوجته السابقة نبيلة عبيد التي كانت تعمل عارضة أزياء وقدمها للسينما في فيلم «المماليك» (1965) أمام عمر الشريف..
ومثلت أفلامه مصر في الكثير من المهرجانات العالمية، وحصدت الكثير من الجوائز، منها ميدالية ذهبية عن إخراجه فيلم «ثورة اليمن»، وميدالية عن إخراج فيلم «السد العالي»، وجائزة خاصة من المهرجان القومي الثامن للسينما المصرية عن فيلمه الأخير «فارس ضهر الخيل». كذلك حصل سالم على الكثير من الأوسمة والتقديرات، آخرها تكريم مهرجاني الاسكندرية والقاهرة الدوليين. كما حصل على شهادة تقدير من المركز الكاثوليكي لأعماله الفنية الإنسانية.
محمود عبد الواحد
(1927 ـ 2002)
عاطف سالم، مخرج سينمائي مصري، ولد في مدينة الأبيض بالسودان وتوفي في القاهرة. كان ابناً لأحد ضباط الجيش المصري في الوقت الذي كان فيه السودان خاضعاً للاستعمار البريطاني، وحين انتقلت الأسرة إلى القاهرة أقام في حي السيدة زينب، ثم انتقل إلى شبرا حيث التحق بالمدرسة الثانوية، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون التطبيقية من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة). دخل عالم السينما عام 1943 كممثل في فيلم «ماجدة»، وانتقل بعدها للعمل كمساعد ثالث للمخرجين حتى وصل إلى موقع مساعد أول لأهم المخرجين المصريين في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين مثل أحمد بدرخان، وأحمد جلال، وحلمي رفله وغيرهم. ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليدرس الإخراج السينمائي، وعاد مع ثورة يوليو عام 1952 ليبدأ رحلته مخرجاً سينمائياً.
ترك عاطف سالم وراءه رصيداً حافلاً تجاوز الخمسين فيلماً، إذ بدأت رحلته مع الإخراج عام 1953 في فيلمه الأول «الحرمان» من بطولة الطفلة فيروز التي عُدَّت معجزة بين بنات جيلها في التمثيل. وكان هذا الفيلم بداية لسلسلة متميزة من الأفلام في تاريخ السينما المصرية. وانطلقت شهرته مع فيلم «جعلوني مجرماً» (1954) الذي تسبب في صدور أهم مبدأ قانوني تم العمل به فيما بعد وهو إسقاط الجريمة الأولى من سجل المتهم، كما تسبب في إصلاحات تشريعية مهمة تتعلق بالسجون. جاءت بعده عدة أفلام أهمها فيلم «إحنا التلامذة» (1959) الذي كان بداية موجة من أفلام الشباب تتناول مشكلاتهم وانحرافاتهم نتيجة انشغال الآباء عنهم، والذي يُعد واحداً من أهم علامات السينما الاجتماعية المصرية.
لاقت أفلام عاطف سالم قبولاً جماهيرياً واسعاً في حينه مثل الفيلم الرومنسي «يوم من عمري» (1961) بطولة عبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت، وكذلك أفلامه الاجتماعية التي التقى فيها مع الأديب المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 1988 في أفلام «جعلوني مجرماً»، و«النمرود» (1956)، و«إحنا التلامذة»، و«خان الخليلي» (1966). وكان من بين أشهر أفلامه أيضاً الفيلم الكوميدي «أم العروسة» (1963) الذي جمع بين عماد حمدي وتحية كاريوكا، والذي يقدم دراما اجتماعية تنقل الحياة المصرية إلى الشاشة كما تعيشها الطبقة المتوسطة، وحركة المجتمع بكل ما تحمله من مفهومات: الزواج، والإنجاب، وعمل المرأة، والتحايل والتعايش مع الأوضاع الاقتصادية وغير ذلك.
من أفلام عاطف سالم المهـمة الأخرى: «صراع في النيـل» (1959)، و«أين عقـلي» (1974)، و«الحفيـد» (1974)، و«ومضى قطـار العمر» (1975)، و«ضـاع العمر يا ولدي» (1978)، و«قـاهر الظـلام» (1979)، و«البؤساء» (1979)، و«العرافة» (1981)، و«النمر الأسود» (1984)، و«دموع صاحبة الجلالة» (1992).
ولعاطف سالم، أيضاً، مجموعة من الأعمال الفنية التي أخرجها في المناسبات القومية وأعياد ثورة 23 يوليو (تموز)، قدم فيها أفلاماً قصيرة عن إنجازاتها مثل «جنود الظلام»، و«الكلية الحربية»، و«الرمال الخضراء»، و«فجر جديد»، و«السد العالي». وكان آخر الأفلام التي قام بإخراجها وهو مقعد على كرسي متحرك في أثناء مرضه الطويل فيلم «فارس ضهر الخيل» (2002).
كان عاطف سالم أحد المخرجين الذين استفادوا من المناخ الجديد الذي أفرزته ثورة يوليو، فاهتم في أفلامه بتفاصيل حياة الأسرة بدءاً من قيمها الأخلاقية، والتطورات الاجتماعية والاقتصادية التي لحقت بها عقب قيام الثورة وحتى مشكلات أبنائها التي طرأت عليها نتيجة هذه التغيرات. كما قدم أعمالاً لأهم الأدباء من نجيب محفوظ إلى عبد الحميد جودة السحار، وإحسان عبد القدوس، وتوفيق الحكيم وغيرهم. كما أخرج فيلماً تدور أحداثه حول ثورة اليمن عام 1966.
كذلك كان عاطف سالم واقعاً منذ بداياته الفنية تحت تأثير المدرسة الواقعية الجديدة الإيطالية، وهذا ما تجلى بصورة خاصة في فيلمه «إحنا التلامذة» الذي يعدّه نقطة انعطاف في حياته المهنية. وقد اقتبست قصة هذا الفيلم من حوادث واقعية، لكنه بعدما تم إعداد المشروع، ظل لشهور عدة يبحث عن منتج له، إذ لم يكن أحد يتصور أن يكون ثمة فيلم مصري، ينتهي نهاية مأسوية، كهذا الفيلم، فضلاً عن أن المنتجين لم يكونوا يعتقدون أن الجمهور العربي يمكن أن يهتم بحكايات تتناول حياة الشباب.
قدم سالم، في مسيرته الفنية، عدداً من الوجوه السينمائية الجديدة في الأفلام التي قام بإخراجها، من بينها ليلى علوي وفردوس عبد الحميد وإيهاب نافع ومصطفي فهمي وهالة فؤاد ومحمود عبد العزيز ونيللي وزوجته السابقة نبيلة عبيد التي كانت تعمل عارضة أزياء وقدمها للسينما في فيلم «المماليك» (1965) أمام عمر الشريف..
ومثلت أفلامه مصر في الكثير من المهرجانات العالمية، وحصدت الكثير من الجوائز، منها ميدالية ذهبية عن إخراجه فيلم «ثورة اليمن»، وميدالية عن إخراج فيلم «السد العالي»، وجائزة خاصة من المهرجان القومي الثامن للسينما المصرية عن فيلمه الأخير «فارس ضهر الخيل». كذلك حصل سالم على الكثير من الأوسمة والتقديرات، آخرها تكريم مهرجاني الاسكندرية والقاهرة الدوليين. كما حصل على شهادة تقدير من المركز الكاثوليكي لأعماله الفنية الإنسانية.
محمود عبد الواحد