يعاني الكثير من الأشخاص الألم الاجتماعي بسبب الوباء الحالي. ينتج عن الألم الاجتماعي أحاسيس مؤلمة، مثل الشعور بالرفض أو الوحدة أو النبذ، أو الشعور بانعدام القيمة أو الهجران أو الانعزال عن الآخرين بسبب بعض المواقف التي تشمل أشخاصًا آخرين.
توصل الخبراء لبعض الطرق للتعامل مع الألم الاجتماعي خلال فترة الوباء.
مع تطبيق التباعد الاجتماعي وإلغاء المناسبات والاضطراب السياسي، يواجه الكثيرون ما يسميه الباحثون الألم الاجتماعي.
صرح الدكتور مارك ليري، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك: «يُستخدم مصطلح الألم الاجتماعي في أبحاث علم النفس ليصف غالبًا ردة الفعل لنهاية العلاقات، بسبب الرفض أو الهجران أو الوفاة، أو الانتقال إلى مكان آخر وما شابه ذلك. لكن لا شك في أن انعدام التواصل في العلاقات مع الأشخاص المقربين منا يخلق أحاسيس سلبية مثل الحزن والوحدة».
في الواقع، أظهرت دراسة أجريت في جامعة ساو باولو ازديادًا هائلًا في حالات الألم الاجتماعي منذ انتشار فيروس كورونا المستجد.
يقول ليري إن مشاعر الفقدان هي غالبًا السبب الرئيسي لخرق الأفراد إجراءات الوقاية من الوباء، مثل الخروج مع الأصدقاء وحضور المناسبات الاجتماعية والسفر خلال العطلات.
يتابع ليري: «يكون الدافع للحفاظ على العلاقات الاجتماعية قويًا للغاية، في حين تكون المشاعر جراء الانعزال عن الآخرين بغيضةً للغاية. لذلك، تغلب هذه الأحاسيس على الحس الصائب للحفاظ على الصحة وحماية الآخرين من الفيروس».
ما الألم الاجتماعي؟
يعرّف الدكتور ليري الألم الاجتماعي بأنه طيف واسع من الأحاسيس المؤلمة، مثل الشعور بالرفض أو الوحدة أو النبذ، أو الشعور بانعدام القيمة أو الهجران أو الانعزال عن الآخرين، بسبب بعض المواقف التي تتضمن أشخاصًا آخرين.
يقول ليري: «نفكر عادةً في الألم على أنه شيء مرتبط بالإحساس الجسدي، مثل كسر اليد أو الجرح أو التعرض للدغة حشرة، لكن المواقف الشخصية تسبب ألمًا تمامًا كالحوادث الجسدية».
قد تتضمن هذه المواقف أو الأحداث أحاسيس مؤلمة ناتجة عن وفاة شخص أو الحزن على نهاية علاقة عاطفية أو الشعور بتجاهل الزملاء.
يضيف ليري: «ببساطة، يماثل الألم الاجتماعي الألم الجسدي، ويشير الألم الاجتماعي إلى التهديدات المحتملة للصحة الاجتماعية للفرد، مثلما يشير الألم الجسدي إلى التهديدات القائمة للصحة الجسدية، إضافةً إلى منعنا من القيام بالأشياء التي تهدد علاقاتنا الاجتماعية، مثلما يحفزنا الخوف من الألم الحسّي على الحرص على سلامتنا الجسدية».
إن فائدة الألم الاجتماعي تكمن في النفور منه. مثلًا، يتصرف الأفراد بأساليب معينة للحفاظ على العلاقات المهمة في حياتهم بسبب رغبتهم في تجنب المشاعر السلبية. يقلق الأفراد حيال العلاقات الاجتماعية، رغم تشجيع الجميع للبالغين والأطفال على عدم القلق حيال ما يظنه الآخرون.
يقول ليري: «تخيل كيف ستتصرف إن لم تهتم بما فعله الناس، سواء أتجاهلوك أم رفضوك أم هجروك. ستعاني بسبب ذلك صعوبات في الحفاظ على الصداقات أو العلاقات العاطفية أو العمل وأية علاقات مهمة أخرى، فيؤثر ذلك في سير الحياة».
ولما كانت المشاعر جراء الألم الاجتماعي قد تصبح غير محتملة، قد تساعدك النصائح التالية على التعامل معها:
1. فلتدرك أن الألم الذي تعانيه حقيقي
يقول ليري إن مشاعر الألم الاجتماعي هي مشاعر فطرية عند الإنسان، فقد تسبب الضيق، ولا تعني وجود خلل في تركيبة الشخص.
مع ذلك، تشير هذه المشاعر إلى واقع عدم رضا الشخص بعلاقاته الاجتماعية في ذلك الوقت.
ويضيف: «تكمن المشكلة أيضًا في مجتمعنا الحديث المنفرد المتفرق. عاش أجدادنا ملايين السنين ضمن قبائل متلاحمة يصل عدد أفرادها إلى 30 أو 50 فردًا. بسبب ذلك، كانت مشاعر الانعزال الاجتماعي شيئًا نادرًا، إلا إذا تصرف الفرد بأسلوب سيئ فيتعرض للنبذ أو الطرد من المجموعة. أما الآن، فنعيش حياةً منفصلة اجتماعيًا، فتزيد احتمالية ظهور مشاعر الألم الاجتماعي».
تقول ديبرا سيراني الأستاذة في جامعة أدلفي، مؤلفة كتاب «عندما أحزن أحيانًا» إنه علينا السماح لأنفسنا بالشعور بالألم العاطفي. وأضافت: «يجتاز كل فرد الألم بطريقته ووقته الخاص، لذا احرص على ألا تمنع نفسك من الحصول على الوقت المناسب للتعامل مع الألم الاجتماعي».
2. حاول التعامل مع الأفكار
إضافةً إلى التوق إلى العلاقات الاجتماعية، يسبب التفكير بالتوق ذاته مزيدًا من الضيق. يقول ليري: «تخيل شخصًا يعاني ألمًا اجتماعيًا شديدًا، لكنه نسي مؤقتًا المواقف الاجتماعية التي سببت هذا الألم، نتيجةً لذلك تتلاشى المشاعر السلبية».
قد يساعد الحد من التفكير بالوضع الاجتماعي. يقول ليري: «بالتأكيد ليس هذا سهلًا، لكن يساعد الانخراط في النشاطات الممتعة للفرد، مثل الهوايات والموسيقى والمسلسلات أو الأفلام الممتعة وممارسة التمارين الرياضية وما شابه، وإن لم تشعر مبدئيًا بالرغبة في فعل شيء. قد يكون التشتيت أحيانًا استراتيجية مقبولة بل مثالية للتعامل مع الألم الاجتماعي. بإمكانك أيضًا ممارسة التأمل الذي يساعد الناس على تصفية ذهنهم، فلا تسبب أفكارهم الضيق».
3. إشباع الحواس
تقول الأستاذة سيراني إن الألم الاجتماعي -كالألم الجسدي- يتجاوب مع التجارب الحسية. وتتابع: «احرص على الاستراحة عندما تستطيع، ومارس الرياضة، إضافةً إلى النظر إلى الأشياء الجميلة والملونة، أو الاستماع إلى الموسيقى أو عناق أحد تحبه أو حيوان أليف، أو الاستحمام بمياه دافئة أو التلذذ بكوب من الشاي أو استنشاق الهواء النقي أو رائحة مهدئة لتصفي ذهنك وجسدك وروحك».
4. تواصل مع الآخرين
يقول ليري: «بالطبع، لا يعني هذا خرق تعليمات الوقاية من فيروس كورونا المستجد. أي تواصل يفي بالغرض، مثل التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الاتصال الهاتفي أو محادثات الفيديو مثل برنامج زوم وفيس تايم، لكن يُعد التواصل المباشر الشخصي هو الأمثل».
ينبغي أن نكون شاكرين لسهولة وسائل التواصل أيضًا. يقول ليري: «تخيلوا لو واجهنا الوباء الحالي دون وسائل التواصل الحالية، واكتفينا باستخدام الرسائل عبر البريد فقط للتواصل».
5. إشباع الاحتياجات الاجتماعية
بوسعك استرجاع ذكريات الماضي من علاقاتك عندما يتعذر التواصل مع الآخرين، مثل تناول وجبة خفيفة عندما لا تستطيع تناول وجبة كاملة. يقول ليري: «قد يساعد النظر إلى الصور أو قراءة الرسائل القديمة أو التفكير في العلاقات على الحد من المشاعر السلبية. قد تخلق هذه الأفعال أيضًا الحزن أو الحنين بسبب الشعور بالتوق للرابط الاجتماعي. مع ذلك، يكون هذا أحيانًا أفضل من معاناة الألم الاجتماعي».
6. الحصول على مساعدة متخصصة
تقول سيراني إن الألم الاجتماعي قد يكون عابرًا عند معظم الأطفال والبالغين، لكن، على الفرد اللجوء إلى مساعدة مختص عندما لا يستطيع التخلص من هذا الألم، وفي حال استمر فترةً تتجاوز أسبوعين أو أكثر، وسبّب ألمًا عاطفيًا وجسديًا في العمل أو المنزل أو المدرسة.
تقول سيراني: «بإمكان المختصين فهم حاجتك إلى مساعدة مباشرة»، ويتفق ليري مع هذا ويضيف: «يقدم المرشد النفسي والمعالج النفسي أساليب للتعامل مع مشاعر الانفصال، وقد يساعد لقاء المختص والتواصل معه على الحد من شعور الفرد بالعزلة والوحدة».
توصل الخبراء لبعض الطرق للتعامل مع الألم الاجتماعي خلال فترة الوباء.
مع تطبيق التباعد الاجتماعي وإلغاء المناسبات والاضطراب السياسي، يواجه الكثيرون ما يسميه الباحثون الألم الاجتماعي.
صرح الدكتور مارك ليري، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك: «يُستخدم مصطلح الألم الاجتماعي في أبحاث علم النفس ليصف غالبًا ردة الفعل لنهاية العلاقات، بسبب الرفض أو الهجران أو الوفاة، أو الانتقال إلى مكان آخر وما شابه ذلك. لكن لا شك في أن انعدام التواصل في العلاقات مع الأشخاص المقربين منا يخلق أحاسيس سلبية مثل الحزن والوحدة».
في الواقع، أظهرت دراسة أجريت في جامعة ساو باولو ازديادًا هائلًا في حالات الألم الاجتماعي منذ انتشار فيروس كورونا المستجد.
يقول ليري إن مشاعر الفقدان هي غالبًا السبب الرئيسي لخرق الأفراد إجراءات الوقاية من الوباء، مثل الخروج مع الأصدقاء وحضور المناسبات الاجتماعية والسفر خلال العطلات.
يتابع ليري: «يكون الدافع للحفاظ على العلاقات الاجتماعية قويًا للغاية، في حين تكون المشاعر جراء الانعزال عن الآخرين بغيضةً للغاية. لذلك، تغلب هذه الأحاسيس على الحس الصائب للحفاظ على الصحة وحماية الآخرين من الفيروس».
ما الألم الاجتماعي؟
يعرّف الدكتور ليري الألم الاجتماعي بأنه طيف واسع من الأحاسيس المؤلمة، مثل الشعور بالرفض أو الوحدة أو النبذ، أو الشعور بانعدام القيمة أو الهجران أو الانعزال عن الآخرين، بسبب بعض المواقف التي تتضمن أشخاصًا آخرين.
يقول ليري: «نفكر عادةً في الألم على أنه شيء مرتبط بالإحساس الجسدي، مثل كسر اليد أو الجرح أو التعرض للدغة حشرة، لكن المواقف الشخصية تسبب ألمًا تمامًا كالحوادث الجسدية».
قد تتضمن هذه المواقف أو الأحداث أحاسيس مؤلمة ناتجة عن وفاة شخص أو الحزن على نهاية علاقة عاطفية أو الشعور بتجاهل الزملاء.
يضيف ليري: «ببساطة، يماثل الألم الاجتماعي الألم الجسدي، ويشير الألم الاجتماعي إلى التهديدات المحتملة للصحة الاجتماعية للفرد، مثلما يشير الألم الجسدي إلى التهديدات القائمة للصحة الجسدية، إضافةً إلى منعنا من القيام بالأشياء التي تهدد علاقاتنا الاجتماعية، مثلما يحفزنا الخوف من الألم الحسّي على الحرص على سلامتنا الجسدية».
إن فائدة الألم الاجتماعي تكمن في النفور منه. مثلًا، يتصرف الأفراد بأساليب معينة للحفاظ على العلاقات المهمة في حياتهم بسبب رغبتهم في تجنب المشاعر السلبية. يقلق الأفراد حيال العلاقات الاجتماعية، رغم تشجيع الجميع للبالغين والأطفال على عدم القلق حيال ما يظنه الآخرون.
يقول ليري: «تخيل كيف ستتصرف إن لم تهتم بما فعله الناس، سواء أتجاهلوك أم رفضوك أم هجروك. ستعاني بسبب ذلك صعوبات في الحفاظ على الصداقات أو العلاقات العاطفية أو العمل وأية علاقات مهمة أخرى، فيؤثر ذلك في سير الحياة».
ولما كانت المشاعر جراء الألم الاجتماعي قد تصبح غير محتملة، قد تساعدك النصائح التالية على التعامل معها:
1. فلتدرك أن الألم الذي تعانيه حقيقي
يقول ليري إن مشاعر الألم الاجتماعي هي مشاعر فطرية عند الإنسان، فقد تسبب الضيق، ولا تعني وجود خلل في تركيبة الشخص.
مع ذلك، تشير هذه المشاعر إلى واقع عدم رضا الشخص بعلاقاته الاجتماعية في ذلك الوقت.
ويضيف: «تكمن المشكلة أيضًا في مجتمعنا الحديث المنفرد المتفرق. عاش أجدادنا ملايين السنين ضمن قبائل متلاحمة يصل عدد أفرادها إلى 30 أو 50 فردًا. بسبب ذلك، كانت مشاعر الانعزال الاجتماعي شيئًا نادرًا، إلا إذا تصرف الفرد بأسلوب سيئ فيتعرض للنبذ أو الطرد من المجموعة. أما الآن، فنعيش حياةً منفصلة اجتماعيًا، فتزيد احتمالية ظهور مشاعر الألم الاجتماعي».
تقول ديبرا سيراني الأستاذة في جامعة أدلفي، مؤلفة كتاب «عندما أحزن أحيانًا» إنه علينا السماح لأنفسنا بالشعور بالألم العاطفي. وأضافت: «يجتاز كل فرد الألم بطريقته ووقته الخاص، لذا احرص على ألا تمنع نفسك من الحصول على الوقت المناسب للتعامل مع الألم الاجتماعي».
2. حاول التعامل مع الأفكار
إضافةً إلى التوق إلى العلاقات الاجتماعية، يسبب التفكير بالتوق ذاته مزيدًا من الضيق. يقول ليري: «تخيل شخصًا يعاني ألمًا اجتماعيًا شديدًا، لكنه نسي مؤقتًا المواقف الاجتماعية التي سببت هذا الألم، نتيجةً لذلك تتلاشى المشاعر السلبية».
قد يساعد الحد من التفكير بالوضع الاجتماعي. يقول ليري: «بالتأكيد ليس هذا سهلًا، لكن يساعد الانخراط في النشاطات الممتعة للفرد، مثل الهوايات والموسيقى والمسلسلات أو الأفلام الممتعة وممارسة التمارين الرياضية وما شابه، وإن لم تشعر مبدئيًا بالرغبة في فعل شيء. قد يكون التشتيت أحيانًا استراتيجية مقبولة بل مثالية للتعامل مع الألم الاجتماعي. بإمكانك أيضًا ممارسة التأمل الذي يساعد الناس على تصفية ذهنهم، فلا تسبب أفكارهم الضيق».
3. إشباع الحواس
تقول الأستاذة سيراني إن الألم الاجتماعي -كالألم الجسدي- يتجاوب مع التجارب الحسية. وتتابع: «احرص على الاستراحة عندما تستطيع، ومارس الرياضة، إضافةً إلى النظر إلى الأشياء الجميلة والملونة، أو الاستماع إلى الموسيقى أو عناق أحد تحبه أو حيوان أليف، أو الاستحمام بمياه دافئة أو التلذذ بكوب من الشاي أو استنشاق الهواء النقي أو رائحة مهدئة لتصفي ذهنك وجسدك وروحك».
4. تواصل مع الآخرين
يقول ليري: «بالطبع، لا يعني هذا خرق تعليمات الوقاية من فيروس كورونا المستجد. أي تواصل يفي بالغرض، مثل التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الاتصال الهاتفي أو محادثات الفيديو مثل برنامج زوم وفيس تايم، لكن يُعد التواصل المباشر الشخصي هو الأمثل».
ينبغي أن نكون شاكرين لسهولة وسائل التواصل أيضًا. يقول ليري: «تخيلوا لو واجهنا الوباء الحالي دون وسائل التواصل الحالية، واكتفينا باستخدام الرسائل عبر البريد فقط للتواصل».
5. إشباع الاحتياجات الاجتماعية
بوسعك استرجاع ذكريات الماضي من علاقاتك عندما يتعذر التواصل مع الآخرين، مثل تناول وجبة خفيفة عندما لا تستطيع تناول وجبة كاملة. يقول ليري: «قد يساعد النظر إلى الصور أو قراءة الرسائل القديمة أو التفكير في العلاقات على الحد من المشاعر السلبية. قد تخلق هذه الأفعال أيضًا الحزن أو الحنين بسبب الشعور بالتوق للرابط الاجتماعي. مع ذلك، يكون هذا أحيانًا أفضل من معاناة الألم الاجتماعي».
6. الحصول على مساعدة متخصصة
تقول سيراني إن الألم الاجتماعي قد يكون عابرًا عند معظم الأطفال والبالغين، لكن، على الفرد اللجوء إلى مساعدة مختص عندما لا يستطيع التخلص من هذا الألم، وفي حال استمر فترةً تتجاوز أسبوعين أو أكثر، وسبّب ألمًا عاطفيًا وجسديًا في العمل أو المنزل أو المدرسة.
تقول سيراني: «بإمكان المختصين فهم حاجتك إلى مساعدة مباشرة»، ويتفق ليري مع هذا ويضيف: «يقدم المرشد النفسي والمعالج النفسي أساليب للتعامل مع مشاعر الانفصال، وقد يساعد لقاء المختص والتواصل معه على الحد من شعور الفرد بالعزلة والوحدة».