يتصدى كلٌّ منا للقلق والشدة بطريقته الخاصة. وقد يشتمل ذلك عند مرضى هوس نتف الشعر على توقٍ عارم لنتف الشعر. ويؤدي نتف الشعر المتكرر إلى بقع صلعاء، وحتى إلى المزيد من الضيق العاطفي. سنناقش هنا علامات هوس نتف الشعر وأعراضه وطرق علاجه.
ما هوس نتف الشعر؟
(هوس نتف الشعر-Trichotillomania TTM) هو اضطراب نفسي يشعر فيه المريض برغبة ملحّة في نتف شعره. ويقترح بحث أنّ 0.5-2% من الأشخاص يعانون هذا الهوس.
يركز العديد ممن يعانون الهوس على نتف شعر الفروة من منطقة أو منطقتين فقط. لكن لا يقتصر نتف الشعر عند المصابين على الفروة فقط، فقد يلجؤون إلى نتف الشعر من أماكن أخرى، مثل: الحواجب أو الرموش أو أي منطقة أخرى مُشعِرة من جسدهم. ويؤدي هذا مع الوقت إلى بقع صلعاء وترقق الشعر.
يتطور الهوس عادةً خلال سنوات المراهقة، لكن من المعلوم أنه قد يظهر عند الأطفال الصغار أيضًا. وحالما يبدأ قد يستمر لعدة سنوات ممتدًا لفترة الرشد. ويصيب الذكور والإناث على حد سواء في الطفولة لكنه يرخي بظلاله أكثر على الإناث خلال فترة البلوغ.
وصرحت بعض النساء أنَّ رغبتهم في نتف الشعر تزداد أكثر في أثناء فترة بدء الدورة الشهرية. ويشير مقال في مجلة Psychology Research عام 2018 إلى أن التغيرات الهرمونية الحاصلة في جسم الأنثى خلال فترة بدء الدورة الطمثية لها تأثير على أعراض هوس نتف الشعر. لكن لم يتأكد الباحثون من السبب.
وأشارت دراسة حالة عام 2013 إلى أن أعراض الهوس قد تتدهور خلال الحمل جراء التغيرات الهرمونية.
ما أعراض هوس نتف الشعر؟
تشتمل أعراض هوس نتف الشعر على ما يلي:
وتتضمن الأماكن الشائعة لنتف الشعر ما يلي:
وقد يعاني المصابون بهوس نتف الشعر مع مرور الوقت تأثيرات جانبية، ومنها:
لا يعلم الباحثون على وجه الدقة سبب هوس نتف الشعر. قد يوجد سبب وراثي وراءه وقد تلعب العوامل البيئية دورًا أيضًا في إحداثه.
ووفقًا لدراسة عام 2016، يتراوح العمر النموذجي لظهور الأعراض بين 10-13 سنة. تبدأ الأعراض عادةً بنتف شعر الفروة الذي يخفّف إحساس الشخص بالقلق والتوتر.
ولا يلاحظ العديد من الناس أنهم ينتفون شعرهم، وقد يؤدي إدراكهم هذا إلى زيادة إحساسهم بالقلق والإحراج وذلك يخلق حلقةً مُفرَغة من القلق ونتف الشعر، ثم ارتياح مؤقت، يليه قلق وإحراج، ومن ثم نتف الشعر مجددًا.
هوس نتف الشعر هو حالة نفسية تترافق أحيانًا مع حالات نفسية أخرى منها:
لا يعاني كل المصابين بالحالات المذكورة سابقًا هوس نتف الشعر. وتظهر الأعراض جراء العديد من الأسباب ومنها:
سيسألك الطبيب لتشخيص الهوس حول قصتك المرضية والأعراض التي تعانيها. وسيلجأ على الأرجح إلى معايير الإصدار الحديث إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM ليرى إن كانت الأعراض توافق الحالة.
ووفق معايير (DSM-5)، لتشخيص الهوس على المريض أن يحقق ما يلي:
وسيستبعد الطبيب أيضًا الأسباب الأخرى لفقدان الشعر وقد يحيلك إلى طبيب جلدية.
كيف يُعالَج هوس نتف الشعر؟
يعتمد علاج هوس نتف الشعر على شدة الأعراض. وينصح اختصاصي الصحة النفسية بما يلي:
علاج سلوكي:
أظهرت دراسة عام 2012 منافع تدريب عكس السلوك Habit Reversal Training HRT في علاج هوس نتف الشعر. ويعمل (HRT) على:
وفقًا لمراجعة مجموعة من الدراسات عام 2013 فبإمكان ثلاثة أدوية التأثير على هوس نتف الشعر:
أشار الباحثون إلى أن تجربة هذه الأدوية سريريًّا تكون بجرعات صغيرة.
ما التوقعات الخاصة بمرضى هوس نتف الشعر؟
غالبًا ما يبقى الهوس دونما تشخيص. فقد يشعر من يعانون الأعراض بالحرج أو الخوف من التحدث إلى الطبيب حول ما يعانونه. تستمر الأعراض لأشهر فقط، بينما قد تستمر في حالة أخرى لعدة سنوات.
صرح العديد من الأشخاص أن الأعراض تحدث في صورة دورات؛ فتستمر الرغبة بنتف الشعر لأشهر قليلة وتتلاشى تمامًا لفترة قصيرة.
كيف تتحدث إلى صديق يعاني هوس نتف الشعر؟
إذا شككت في أن صديقًا أو شخصًا عزيزًا يعاني أعراض الهوس، فمن الصعب معرفة ما عليك قوله. إليك هنا بعض النصائح:
تجنب قول أمور من قبيل:
《لماذا لا تتوقف عن نتف شعرك؟》
على الأرجح، يسأل المريض ذاته السؤال نفسه كلّ يوم. وقد يزيد قول ذلك من مشاعر الذنب والعار.
《جد طريقة أخرى للتعامل مع توترك!》
غالبًا هم حاولوا عمل ذلك العديد من المرات. وبدلًا من ذلك، استفسر عن مشاعره وكيف يمكنك مساعدته ودعمه.
بدلًا عن ذلك، قُل ما يلي:
《كيف بإمكاني مساعدتك؟》
بإمكانك إظهار دعمك له، سواء بمساعدته على إيجاد اختصاصي صحة نفسية أو مجموعات دعم محلية أو بمجرد الإصغاء إلى مشكلاته.
الخُلاصة
يصيب هوس نتف الشعر العديد من الناس حول العالم كل عام. ويعد حالةً نفسيةً قابلةً للعلاج ويوجد العديد من الطرق للتخلص منه بالعلاج النفسي والدوائي.
إذا عانيت أنتَ أو شخص تعرفه هوس نتف الشعر، فاستشر طبيب العائلة أو اختصاصي صحة نفسية أو مجموعة دعم معنية بهذه الناحية
ما هوس نتف الشعر؟
(هوس نتف الشعر-Trichotillomania TTM) هو اضطراب نفسي يشعر فيه المريض برغبة ملحّة في نتف شعره. ويقترح بحث أنّ 0.5-2% من الأشخاص يعانون هذا الهوس.
يركز العديد ممن يعانون الهوس على نتف شعر الفروة من منطقة أو منطقتين فقط. لكن لا يقتصر نتف الشعر عند المصابين على الفروة فقط، فقد يلجؤون إلى نتف الشعر من أماكن أخرى، مثل: الحواجب أو الرموش أو أي منطقة أخرى مُشعِرة من جسدهم. ويؤدي هذا مع الوقت إلى بقع صلعاء وترقق الشعر.
يتطور الهوس عادةً خلال سنوات المراهقة، لكن من المعلوم أنه قد يظهر عند الأطفال الصغار أيضًا. وحالما يبدأ قد يستمر لعدة سنوات ممتدًا لفترة الرشد. ويصيب الذكور والإناث على حد سواء في الطفولة لكنه يرخي بظلاله أكثر على الإناث خلال فترة البلوغ.
وصرحت بعض النساء أنَّ رغبتهم في نتف الشعر تزداد أكثر في أثناء فترة بدء الدورة الشهرية. ويشير مقال في مجلة Psychology Research عام 2018 إلى أن التغيرات الهرمونية الحاصلة في جسم الأنثى خلال فترة بدء الدورة الطمثية لها تأثير على أعراض هوس نتف الشعر. لكن لم يتأكد الباحثون من السبب.
وأشارت دراسة حالة عام 2013 إلى أن أعراض الهوس قد تتدهور خلال الحمل جراء التغيرات الهرمونية.
ما أعراض هوس نتف الشعر؟
تشتمل أعراض هوس نتف الشعر على ما يلي:
- نتف الشعر باستمرار.
- تقصيف أجزاء من الشعر.
- أكل الشعر (وهو اضطراب نفسي مستقل بحد ذاته).
- الارتياح بعد نتف الشعر.
وتتضمن الأماكن الشائعة لنتف الشعر ما يلي:
- الفروة.
- الحواجب.
- الرموش.
- اللحية.
- شعر العانة.
وقد يعاني المصابون بهوس نتف الشعر مع مرور الوقت تأثيرات جانبية، ومنها:
- حُكاك أو وخز في مكان نتف الشعر.
- بقع صلعاء وترقق الشعر.
- تهيّج الجلد.
- قلق اجتماعي.
لا يعلم الباحثون على وجه الدقة سبب هوس نتف الشعر. قد يوجد سبب وراثي وراءه وقد تلعب العوامل البيئية دورًا أيضًا في إحداثه.
ووفقًا لدراسة عام 2016، يتراوح العمر النموذجي لظهور الأعراض بين 10-13 سنة. تبدأ الأعراض عادةً بنتف شعر الفروة الذي يخفّف إحساس الشخص بالقلق والتوتر.
ولا يلاحظ العديد من الناس أنهم ينتفون شعرهم، وقد يؤدي إدراكهم هذا إلى زيادة إحساسهم بالقلق والإحراج وذلك يخلق حلقةً مُفرَغة من القلق ونتف الشعر، ثم ارتياح مؤقت، يليه قلق وإحراج، ومن ثم نتف الشعر مجددًا.
هوس نتف الشعر هو حالة نفسية تترافق أحيانًا مع حالات نفسية أخرى منها:
- اضطراب الوسواس القهري Obsessive Compulsive Disorder OCD.
- القلق والاكتئاب.
- التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD.
لا يعاني كل المصابين بالحالات المذكورة سابقًا هوس نتف الشعر. وتظهر الأعراض جراء العديد من الأسباب ومنها:
- الاستمتاع بملمس الشعر الخشن بين أصابعهم.
- الاستمتاع بشعور نتف الشعرة من جذرها في الفروة.
- مشاعر القلق والملل والغضب والعار والتوتر.
سيسألك الطبيب لتشخيص الهوس حول قصتك المرضية والأعراض التي تعانيها. وسيلجأ على الأرجح إلى معايير الإصدار الحديث إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM ليرى إن كانت الأعراض توافق الحالة.
ووفق معايير (DSM-5)، لتشخيص الهوس على المريض أن يحقق ما يلي:
- نتف متكرر للشعر ما يؤدي إلى فقدان الشعر.
- محاولات مستمرة لتخفيف أو إيقاف عادة نتف الشعر.
- إحداث نتف الشعر لضيق واضح أو ضعضعة الأدائية في النواحي الاجتماعية أو الوظيفية.
- نتف الشعر أو تساقطه غير الناجم عن سبب طبي آخر (مثلًا مرض جلدي).
- عدم وجود اضطراب نفسي آخر يفسر نتف الشعر (مثلًا محاولات تحسين عيب مرئي أو علة في الشكل في اضطراب تشويه الجسد).
وسيستبعد الطبيب أيضًا الأسباب الأخرى لفقدان الشعر وقد يحيلك إلى طبيب جلدية.
كيف يُعالَج هوس نتف الشعر؟
يعتمد علاج هوس نتف الشعر على شدة الأعراض. وينصح اختصاصي الصحة النفسية بما يلي:
علاج سلوكي:
أظهرت دراسة عام 2012 منافع تدريب عكس السلوك Habit Reversal Training HRT في علاج هوس نتف الشعر. ويعمل (HRT) على:
- زيادة وعي الشخص حيال أعراض الهوس ومحرضاته.
- استبدال عادة نتف الشعر بعادة أخرى.
- البحث عن طرق للبقاء محفزًا وإيقاف سلوك نتف الشعر.
- ممارسة المهارات المكتسبة حديثًا في مواقف مختلفة.
وفقًا لمراجعة مجموعة من الدراسات عام 2013 فبإمكان ثلاثة أدوية التأثير على هوس نتف الشعر:
- إن-أسيتيل سيستين N- acetyl cysteine.
- اولانزابين Olanzapine.
- كلوميبرامين Clomipramine.
أشار الباحثون إلى أن تجربة هذه الأدوية سريريًّا تكون بجرعات صغيرة.
ما التوقعات الخاصة بمرضى هوس نتف الشعر؟
غالبًا ما يبقى الهوس دونما تشخيص. فقد يشعر من يعانون الأعراض بالحرج أو الخوف من التحدث إلى الطبيب حول ما يعانونه. تستمر الأعراض لأشهر فقط، بينما قد تستمر في حالة أخرى لعدة سنوات.
صرح العديد من الأشخاص أن الأعراض تحدث في صورة دورات؛ فتستمر الرغبة بنتف الشعر لأشهر قليلة وتتلاشى تمامًا لفترة قصيرة.
كيف تتحدث إلى صديق يعاني هوس نتف الشعر؟
إذا شككت في أن صديقًا أو شخصًا عزيزًا يعاني أعراض الهوس، فمن الصعب معرفة ما عليك قوله. إليك هنا بعض النصائح:
تجنب قول أمور من قبيل:
《لماذا لا تتوقف عن نتف شعرك؟》
على الأرجح، يسأل المريض ذاته السؤال نفسه كلّ يوم. وقد يزيد قول ذلك من مشاعر الذنب والعار.
《جد طريقة أخرى للتعامل مع توترك!》
غالبًا هم حاولوا عمل ذلك العديد من المرات. وبدلًا من ذلك، استفسر عن مشاعره وكيف يمكنك مساعدته ودعمه.
بدلًا عن ذلك، قُل ما يلي:
《كيف بإمكاني مساعدتك؟》
بإمكانك إظهار دعمك له، سواء بمساعدته على إيجاد اختصاصي صحة نفسية أو مجموعات دعم محلية أو بمجرد الإصغاء إلى مشكلاته.
الخُلاصة
يصيب هوس نتف الشعر العديد من الناس حول العالم كل عام. ويعد حالةً نفسيةً قابلةً للعلاج ويوجد العديد من الطرق للتخلص منه بالعلاج النفسي والدوائي.
إذا عانيت أنتَ أو شخص تعرفه هوس نتف الشعر، فاستشر طبيب العائلة أو اختصاصي صحة نفسية أو مجموعة دعم معنية بهذه الناحية