التسمم:
هو التأثير الضَّار الذي يحدث عند ابتلاع أو استنشاق مادة سامة أو عند ملامستها للجلد أو العينين أو الأغشية المخاطية، كتلك الموجودة في الفم أو الأنف
وتنطوي المواد السَّامة المُحتَملة على الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبية ومن دون وصفةٍ طبِّيَّة، والأدوية المحظورة، والغازات والمواد الكيميائية والفيتامينات والطَّعام والفطر والنباتات وسُمُّ الحيوان. لا تَتَسبَّبُ بعض السُّموم في حدوث أيِّ ضرر، في حين أنَّ بعضها الآخر يمكن أن يُسبِّبَ أضرارًا شديدة أو الوفاة.
ويعتمد التَّشخيص على الأَعرَاض وعلى المعلومات المُستمَدَّة من الشخص المسموم والحاضرين، ومن الاختبارات البوليَّة والدَّمويَّة أحيَانًا.
ولذلك، يجب الاحتفاظ دائمًا بالأدوية في عبواتها الأصلية العصيَّة على الأطفال، وبعيدًا عن متناولهم.
تنطوي المعالجة على دعم الشخص ومنع امتصاص المزيد من السُّم، وزيادة طَرح السُّم في بعض الأحيان.
يُعاني أكثر من مليوني شخص من أحد أنواع التَّسمُّم في الولايات المتحدة سنويًّا.وتُعدُّ الأدوية - المصروفة بموجب وصفةٍ طبيَّة أو من دون وصفةٍ طبيَّة والمَحظورة - مصدرًا شائعًا للتَّسمُّمات الخطيرة والوفيات المرتبطة.
وتشتمل السمومُ الشائعة الأخرى على الغازات (مثل أول أكسيد الكربون) والمنتجات المنزليَّة والمنتجات الزراعيَّة النباتات والمعادن الثقيلة (مثل الحديد و الرصاص) والفيتامينات وسُمُّ الحيوان وأنواع الطعام (ولاسيَّما أنواع مُعيَّنة من الفطر و السَّمك)؛إلَّا أنَّ تناول أي مادة تقريبًا بكمياتٍ كبيرة قد يؤدي إلى حدوث تسمُّم.
التَّسمُّم العَرَضي أو الحادثي
التَّسمُّم هو السبب الأكثر شُيُوعًا للحوادث غير المُميتة في المنزل.ويكون الأطفالُ الصغار مُعرَّضين بشكلٍ خاص للتَّسمُّم العَرَضي في المنزل بسبب الفضول والميل إلى الاستكشاف، وكذلك عند كبار السن والذين ينجم في كثيرٍ من الأحيان عن التَّخليط الذهنِي حول أدويتهم.ونظرًا إلى تشارك الأطفال غالبًا في الأقراص والمواد التي يكتشفونها، قد يكون الأشقاء وزملاء اللعب قد تعرَّضوا إلى التسمُّم أيضًا.
كما أنَّ الأشخاصُ المُعرَّضين للتَّسمُّم العَرَضي هم الأشخاص الذين يدخلون المستشفى (بسبب أخطاء الأدوية) والعمال الصناعيين (نتيجة التَّعرُّض للمواد الكيميائية السامة).
التَّسمُّم المُتَعمَّد
قد يكون التَّسمُّم أيضًا محاولةً مُتعمَّدًة للقيام بالقتل أو الانتحار.يستعمل معظمُ البالغين الذين يحاولون الانتحار بالتسمم أكثر من دواء واحدٍ كما يتناولون الكحول.
يمكن استعمال التَّسمُّم لإضعاف الشخص (كما هي الحال عند الاغتصاب أو السَّرقة).وفي حالاتٍ نادرةٍ يقوم الوالدان اللذان يعانيان من اضطرابٍ نفسيٍّ بتسميم أطفالهم ليُسبِّبوا لهم المرض، وبذلك يكسبون الرعاية الطبية (اضطراب يسمى اضطراب مُفتَعل مفروض على الآخر actitious disorder imposed on another).
الأعراض:
تختلف الأَعرَاضُ الناجمة عن التسمم باختلاف نوع السُّم والكميَّة المُستَعمَلة والعمر وصحَّة الشخص الذي يستعمله.لا تكون بعض السموم شديدة القوَّة، ويقتصر تأثيرها على حدوث مشاكل عند التعرض لفترات طويلة أو عند تكرُّر استعمال كميات كبيرة منها.بينما تكون السموم الأخرى شديدة القوَّة بحيث يمكن أن تُسبِبَ قطرة على الجلد أعراضًا شديدة.
تتسبَّب بعض السموم في ظهور أعراضٍ في غضون ثوان، في حين أنَّ البعض الآخر لا يُسبِّبُ ظهور الأعراض إلَّا بعد ساعاتٍ أو أيامٍ أو حتى سنوات.وتُسبَّبُ بعض السموم ظهورَ بعض الأَعرَاض الواضحة حتى تتضرَّر الأعضاء الحيويَّة - مثل الكلى أو الكبد - بشكلٍ دائمٍ في بعض الأحيان.
تؤدي
السُّموم المُتناوَلة (المبتَلعة) والمُمتَصَّة إلى ظهور أعراض في كامل الجسم، لأنَّها غالبًا ما تحرم خلايا الجسم من الأكسجين أو تنشط أو تمنع عمل الإنزيمات والمستقبلات.قد تشتمل الأعراضُ على حدوث تغيُّرات في الوعي وفي درجة حرارة الجسم وفي مُعدَّل ضربات القلب والتنفس وعدد من الأعراض الأخرى، وذلك بحسب الأعضاء المُصابة.
المواد الكاوية أو المُهيِّجة تؤدِّي إصابة الأغشية المخاطيَّة في الفم والحلق والسبيل الهضمي والرئتين إلى الشعور بالألم والسعال والقيء وضيق النَّفَس.
يمكن أن يتسبَّب تعرُّض الجلد للسموم في ظهور أعراضٍ مختلفة، مثل، الطفح الجلدي والألم وظهور نفطات.كما يمكن أن يؤدي التَّعرُّض المديد للسُّموم إلى حدوث التهابٍ في الجلد.
قد يؤدي تعرُّض العين للسموم إلى إلحاق الضَّرر بالعين، ممَّا يَتسبَّب في الشعور بألمٍ في العين وحدوث احمرارٍ ونقصٍ في الرؤية.
الإسعافات الأولية:
يكون على رأس الأولويات في مساعدة الشخص المُتسمِّم ألَّا يصاب الحاضرون بالتسمُّم أيضًا.
ولذلك، ينبغي إبعاد الأشخاص المُعرَّضين للغاز السام عن مصدر التَّسمُّم بسرعة، ويُفَضَّل أن يكون إلى الهواء النقي في الخارج، ولكن يجب إجراء محاولات الإنقاذ من قِبَلِ المُتخصِّصين.
كما يجب مراعاة التدريب والاحتياطات الخاصة لتفادي سيطرة الغازات السامة أو المواد الكيميائية في أثناء محاولات الإنقاذ
عند انسكاب كميَّات من المواد الكيميائية، يجب نزع جميع الملابس المُلوَّثة، بما في ذلك الجوارب والأحذية والجواهر على الفور.يجب غسل الجلد جيِّدًا بالماء والصابون.
وإذا تعرَّضت العينان للمواد الكيميائيَّة، يجب شطفهما جيِّدًا بالماء أو بالمحلول الملحي النظامي.ينبغي على عمَّال الإنقاذ توخِّي الحذر لتجنُّب تلويث أنفسهم.
إذا بدا الشخص شديد المرض، يجب استدعاء المساعدة الطبيَّة الطارئة
كما يجب على الحاضرين إجراء الإنعاش القلبي الرئوي عند الضرورة.أمَّا إذا لم يبدُ على الشخص المرض الشديد، فيمكن للحضور الاتصال بأقرب مركزٍ للسيطرة على السُّموم للحصول على المشورة.
إذا كان المتصل يعرف أو يمكنه معرفة نوع السُّم والكمية المُتناوَلة، فيمكن البدء بالمعالجة في المنزل غالبًا إذا كان هذا الموصى به من قبل مركز السُّموم.
يجب حفظُ عبوات السموم وجميع الأدوية التي قد يكون قد استعملها الشخص المسموم (بما في ذلك المنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية) وتسليمها للطبيب أو لموظفي الإنقاذ.قد يوصي مركزُ السموم بإعطاء الشخص المسموم الفحم المُنَشَّط قبل الوصول إلى المستشفى، وقد يُوصى في حالاتٍ نادرة استعمال شراب عرق الذهب للتَّحريض على التقيؤ، وخصوصًا إذا كان ينبغي على الشخص أن يسافر بعيدًا للوصول إلى المستشفى.ولكن، ما لم يُطلب على وجه التحديد القيام بتلك الإجراءات،
فيجب عدم استعمال الفحم المُنَشَّط وشراب عرق الذهب في المنزل أو من قِبَل أوائل الحاضرين أو المستجيبين (مثل موظفي الإسعاف).ولشراب عرق الذهب تأثيراتٌ لا يمكن التنبؤ بها، وغالبًا ما يُسبِّبُ القيء لفترات طويلة، وقد لا يزيل كميَّاٍت كبيرةٍ من السُّم من المعدة.
التشخيص
تُسَهِّل المُلصقاتُ الموجودة على الزجاجات والمعلومات الأخرى من الشخص أو من أفراد العائلة أو من زملاء العمل على الطبيب أو مركز السموم تحديدَ السُّموم.ولكن، في حالة عدم توفُّر المُلصقات، يمكن تحديد هويَّة الأدوية غالبًا من خلال العلامات والألوان على الأقراص أو المحافظ.ومن غير المرجَّح أبدًا أن تستطيع الاختبارات المعمليَّة تحديد السُّم، حيث يتعذَّر التَّعرُّف بسهولةٍ على الكثير من الأدوية والسموم أو قياس مستوياتها في المستشفى.ولكن، قد تساعد الاختبارات الدَّمويَّة والبوليَّة على تحديد طبيعة السُّم في بعض الأحيان.
يمكن للاختبارات الدَّمويَّة أن تكشفَ عن شِدَّة التَّسمُّم في بعض الأحيان، ولكنَّ هذه الاختبارات تكون مقتصرةً على عددٍ قليل جدًّا من السموم.
يقوم الأطباء بفحص الأشخاص للتَّحرِّي عن علامات تُشير إلى نوعٍ معيَّنٍ من المادة؛فمثلًا، يتحرَّى الأطباء عن علامات الإبر أو يتعقَّبون العلامات التي تُشير إلى أنَّ هؤلاء الأشخاص قد حُقِنوا بالمخدِّرات.
كما يقومون بفحص الأشخاص الذين يُعانون من أعراضٍ مُميَّزة لأنواعٍ مُعيَّنة من التَّسمم.ويهتمُّ الأطباء بمعرفة ما إذا كان لدى الأشخاص آثار من دواء أو مادة على جلدهم، أو ما إذا كانت اللصاقات الدوائية الخاصة بالأدوية المُمتصَّة عن طريق الجلد مخفية في طيَّات الجلد أو على سقف الفم أو تحت اللسان.
بالنسبة لبعض حالات التَّسمُّم، قد تُظهِر صورة الأشعَّة السِّينية للبطن وجود وموضع المواد التي تمَّ تناولها.تشتمل السمومُ التي قد تكون مرئيَّةً في صورة الأشعَّة السِّينية على الحديد والرصاص والزرنيخ والمعادن الأخرى والحُزَم الكبيرة من الكوكايين أو غيرها من الأدوية المَحظورة التي ابتُلِعَت من خلال ما يسمى مِدَكَّات الجسم أو حَوامِل الدَّواء.
كما يمكن تمييزُ البطاريات والمغانط في صورة الأشعَّة السِّينية، وكذلك الأنياب والأسنان والأشواك الغضروفية والأجزاء الحيوانية الأخرى التي قد تتفكَّك وتبقى كجزءٍ لا يتجزَّأ من الجسم بعدَ هجوم الحيوان أو التَّعرُّض لزُعَافِ الحَشَرَات
اختبارات الأدوية
يمكن الآن شراء مجموعة أدوات لتحديد الأدوية في البول دون وصفة طبية.يمكن أن يوجد اختلافٌ كبيرٌ في دقة هذه المجموعات.وبالتالي، ينبغي عدم اعتبار النتائج دليلاً على أنَّ دواءً معيَّنًا قد استُعمِل أو لم يُستَعمَل.ومن الأفضل إجراء الاختبارات بالتشاور من الاختصاصيين.وإذا أُجريَت الاختبارات من دون إشراف الاختصاصيين، فينبغي مناقشة النتائج مع اختصاصي لديه خبرة في اختبارات الأدوية.يمكن للاختصاصي مساعدة الأشخاص على تفسير نتائج الاختبار واستخلاص النَّتائج المناسبة.
وتشتمل التدابيرُ الوقائية الأخرى على:
تعدّ مبادئ مُعالَجَة جميع حالات التَّسمُّم متماثلة:
دعم الوظائف الحيويَّة، مثل التنفُّس وضغط الدَّم ودرجة حرارة الجسم ومُعدَّل ضربات القلب
منع حدوث المزيد من الامتصاص
زيادة طرح السُّم
استعمال مضادَّات سم مُعيَّنة (مواد تطرح أو تُعطِّل أو تعاكس تأثيرات السُّم) عند توفُّرها
الوقاية من إعادة التَّعرُّض للسُّموم
الهدفُ المعتاد من المعالجة في المستشفى هو الحفاظ على حياة الأشخاص حتى زوال السُّم أو تعطيله من قِبَل الجسم.في نهاية المطاف، يتمُّ تعطيل معظم السُّموم في الكبد أو يجري تمريرها إلى البول.
هو التأثير الضَّار الذي يحدث عند ابتلاع أو استنشاق مادة سامة أو عند ملامستها للجلد أو العينين أو الأغشية المخاطية، كتلك الموجودة في الفم أو الأنف
وتنطوي المواد السَّامة المُحتَملة على الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبية ومن دون وصفةٍ طبِّيَّة، والأدوية المحظورة، والغازات والمواد الكيميائية والفيتامينات والطَّعام والفطر والنباتات وسُمُّ الحيوان. لا تَتَسبَّبُ بعض السُّموم في حدوث أيِّ ضرر، في حين أنَّ بعضها الآخر يمكن أن يُسبِّبَ أضرارًا شديدة أو الوفاة.
ويعتمد التَّشخيص على الأَعرَاض وعلى المعلومات المُستمَدَّة من الشخص المسموم والحاضرين، ومن الاختبارات البوليَّة والدَّمويَّة أحيَانًا.
ولذلك، يجب الاحتفاظ دائمًا بالأدوية في عبواتها الأصلية العصيَّة على الأطفال، وبعيدًا عن متناولهم.
تنطوي المعالجة على دعم الشخص ومنع امتصاص المزيد من السُّم، وزيادة طَرح السُّم في بعض الأحيان.
يُعاني أكثر من مليوني شخص من أحد أنواع التَّسمُّم في الولايات المتحدة سنويًّا.وتُعدُّ الأدوية - المصروفة بموجب وصفةٍ طبيَّة أو من دون وصفةٍ طبيَّة والمَحظورة - مصدرًا شائعًا للتَّسمُّمات الخطيرة والوفيات المرتبطة.
وتشتمل السمومُ الشائعة الأخرى على الغازات (مثل أول أكسيد الكربون) والمنتجات المنزليَّة والمنتجات الزراعيَّة النباتات والمعادن الثقيلة (مثل الحديد و الرصاص) والفيتامينات وسُمُّ الحيوان وأنواع الطعام (ولاسيَّما أنواع مُعيَّنة من الفطر و السَّمك)؛إلَّا أنَّ تناول أي مادة تقريبًا بكمياتٍ كبيرة قد يؤدي إلى حدوث تسمُّم.
التَّسمُّم العَرَضي أو الحادثي
التَّسمُّم هو السبب الأكثر شُيُوعًا للحوادث غير المُميتة في المنزل.ويكون الأطفالُ الصغار مُعرَّضين بشكلٍ خاص للتَّسمُّم العَرَضي في المنزل بسبب الفضول والميل إلى الاستكشاف، وكذلك عند كبار السن والذين ينجم في كثيرٍ من الأحيان عن التَّخليط الذهنِي حول أدويتهم.ونظرًا إلى تشارك الأطفال غالبًا في الأقراص والمواد التي يكتشفونها، قد يكون الأشقاء وزملاء اللعب قد تعرَّضوا إلى التسمُّم أيضًا.
كما أنَّ الأشخاصُ المُعرَّضين للتَّسمُّم العَرَضي هم الأشخاص الذين يدخلون المستشفى (بسبب أخطاء الأدوية) والعمال الصناعيين (نتيجة التَّعرُّض للمواد الكيميائية السامة).
التَّسمُّم المُتَعمَّد
قد يكون التَّسمُّم أيضًا محاولةً مُتعمَّدًة للقيام بالقتل أو الانتحار.يستعمل معظمُ البالغين الذين يحاولون الانتحار بالتسمم أكثر من دواء واحدٍ كما يتناولون الكحول.
يمكن استعمال التَّسمُّم لإضعاف الشخص (كما هي الحال عند الاغتصاب أو السَّرقة).وفي حالاتٍ نادرةٍ يقوم الوالدان اللذان يعانيان من اضطرابٍ نفسيٍّ بتسميم أطفالهم ليُسبِّبوا لهم المرض، وبذلك يكسبون الرعاية الطبية (اضطراب يسمى اضطراب مُفتَعل مفروض على الآخر actitious disorder imposed on another).
الأعراض:
تختلف الأَعرَاضُ الناجمة عن التسمم باختلاف نوع السُّم والكميَّة المُستَعمَلة والعمر وصحَّة الشخص الذي يستعمله.لا تكون بعض السموم شديدة القوَّة، ويقتصر تأثيرها على حدوث مشاكل عند التعرض لفترات طويلة أو عند تكرُّر استعمال كميات كبيرة منها.بينما تكون السموم الأخرى شديدة القوَّة بحيث يمكن أن تُسبِبَ قطرة على الجلد أعراضًا شديدة.
تتسبَّب بعض السموم في ظهور أعراضٍ في غضون ثوان، في حين أنَّ البعض الآخر لا يُسبِّبُ ظهور الأعراض إلَّا بعد ساعاتٍ أو أيامٍ أو حتى سنوات.وتُسبَّبُ بعض السموم ظهورَ بعض الأَعرَاض الواضحة حتى تتضرَّر الأعضاء الحيويَّة - مثل الكلى أو الكبد - بشكلٍ دائمٍ في بعض الأحيان.
تؤدي
السُّموم المُتناوَلة (المبتَلعة) والمُمتَصَّة إلى ظهور أعراض في كامل الجسم، لأنَّها غالبًا ما تحرم خلايا الجسم من الأكسجين أو تنشط أو تمنع عمل الإنزيمات والمستقبلات.قد تشتمل الأعراضُ على حدوث تغيُّرات في الوعي وفي درجة حرارة الجسم وفي مُعدَّل ضربات القلب والتنفس وعدد من الأعراض الأخرى، وذلك بحسب الأعضاء المُصابة.
المواد الكاوية أو المُهيِّجة تؤدِّي إصابة الأغشية المخاطيَّة في الفم والحلق والسبيل الهضمي والرئتين إلى الشعور بالألم والسعال والقيء وضيق النَّفَس.
يمكن أن يتسبَّب تعرُّض الجلد للسموم في ظهور أعراضٍ مختلفة، مثل، الطفح الجلدي والألم وظهور نفطات.كما يمكن أن يؤدي التَّعرُّض المديد للسُّموم إلى حدوث التهابٍ في الجلد.
قد يؤدي تعرُّض العين للسموم إلى إلحاق الضَّرر بالعين، ممَّا يَتسبَّب في الشعور بألمٍ في العين وحدوث احمرارٍ ونقصٍ في الرؤية.
الإسعافات الأولية:
يكون على رأس الأولويات في مساعدة الشخص المُتسمِّم ألَّا يصاب الحاضرون بالتسمُّم أيضًا.
ولذلك، ينبغي إبعاد الأشخاص المُعرَّضين للغاز السام عن مصدر التَّسمُّم بسرعة، ويُفَضَّل أن يكون إلى الهواء النقي في الخارج، ولكن يجب إجراء محاولات الإنقاذ من قِبَلِ المُتخصِّصين.
كما يجب مراعاة التدريب والاحتياطات الخاصة لتفادي سيطرة الغازات السامة أو المواد الكيميائية في أثناء محاولات الإنقاذ
عند انسكاب كميَّات من المواد الكيميائية، يجب نزع جميع الملابس المُلوَّثة، بما في ذلك الجوارب والأحذية والجواهر على الفور.يجب غسل الجلد جيِّدًا بالماء والصابون.
وإذا تعرَّضت العينان للمواد الكيميائيَّة، يجب شطفهما جيِّدًا بالماء أو بالمحلول الملحي النظامي.ينبغي على عمَّال الإنقاذ توخِّي الحذر لتجنُّب تلويث أنفسهم.
إذا بدا الشخص شديد المرض، يجب استدعاء المساعدة الطبيَّة الطارئة
كما يجب على الحاضرين إجراء الإنعاش القلبي الرئوي عند الضرورة.أمَّا إذا لم يبدُ على الشخص المرض الشديد، فيمكن للحضور الاتصال بأقرب مركزٍ للسيطرة على السُّموم للحصول على المشورة.
إذا كان المتصل يعرف أو يمكنه معرفة نوع السُّم والكمية المُتناوَلة، فيمكن البدء بالمعالجة في المنزل غالبًا إذا كان هذا الموصى به من قبل مركز السُّموم.
يجب حفظُ عبوات السموم وجميع الأدوية التي قد يكون قد استعملها الشخص المسموم (بما في ذلك المنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية) وتسليمها للطبيب أو لموظفي الإنقاذ.قد يوصي مركزُ السموم بإعطاء الشخص المسموم الفحم المُنَشَّط قبل الوصول إلى المستشفى، وقد يُوصى في حالاتٍ نادرة استعمال شراب عرق الذهب للتَّحريض على التقيؤ، وخصوصًا إذا كان ينبغي على الشخص أن يسافر بعيدًا للوصول إلى المستشفى.ولكن، ما لم يُطلب على وجه التحديد القيام بتلك الإجراءات،
فيجب عدم استعمال الفحم المُنَشَّط وشراب عرق الذهب في المنزل أو من قِبَل أوائل الحاضرين أو المستجيبين (مثل موظفي الإسعاف).ولشراب عرق الذهب تأثيراتٌ لا يمكن التنبؤ بها، وغالبًا ما يُسبِّبُ القيء لفترات طويلة، وقد لا يزيل كميَّاٍت كبيرةٍ من السُّم من المعدة.
التشخيص
- تحديد السُّم
- اختبارات بوليَّة ودمويَّة في بعض الأحيان
- صور بالأشعَّة السِّينية للبطن في حالاتٍ نادرة
تُسَهِّل المُلصقاتُ الموجودة على الزجاجات والمعلومات الأخرى من الشخص أو من أفراد العائلة أو من زملاء العمل على الطبيب أو مركز السموم تحديدَ السُّموم.ولكن، في حالة عدم توفُّر المُلصقات، يمكن تحديد هويَّة الأدوية غالبًا من خلال العلامات والألوان على الأقراص أو المحافظ.ومن غير المرجَّح أبدًا أن تستطيع الاختبارات المعمليَّة تحديد السُّم، حيث يتعذَّر التَّعرُّف بسهولةٍ على الكثير من الأدوية والسموم أو قياس مستوياتها في المستشفى.ولكن، قد تساعد الاختبارات الدَّمويَّة والبوليَّة على تحديد طبيعة السُّم في بعض الأحيان.
يمكن للاختبارات الدَّمويَّة أن تكشفَ عن شِدَّة التَّسمُّم في بعض الأحيان، ولكنَّ هذه الاختبارات تكون مقتصرةً على عددٍ قليل جدًّا من السموم.
يقوم الأطباء بفحص الأشخاص للتَّحرِّي عن علامات تُشير إلى نوعٍ معيَّنٍ من المادة؛فمثلًا، يتحرَّى الأطباء عن علامات الإبر أو يتعقَّبون العلامات التي تُشير إلى أنَّ هؤلاء الأشخاص قد حُقِنوا بالمخدِّرات.
كما يقومون بفحص الأشخاص الذين يُعانون من أعراضٍ مُميَّزة لأنواعٍ مُعيَّنة من التَّسمم.ويهتمُّ الأطباء بمعرفة ما إذا كان لدى الأشخاص آثار من دواء أو مادة على جلدهم، أو ما إذا كانت اللصاقات الدوائية الخاصة بالأدوية المُمتصَّة عن طريق الجلد مخفية في طيَّات الجلد أو على سقف الفم أو تحت اللسان.
بالنسبة لبعض حالات التَّسمُّم، قد تُظهِر صورة الأشعَّة السِّينية للبطن وجود وموضع المواد التي تمَّ تناولها.تشتمل السمومُ التي قد تكون مرئيَّةً في صورة الأشعَّة السِّينية على الحديد والرصاص والزرنيخ والمعادن الأخرى والحُزَم الكبيرة من الكوكايين أو غيرها من الأدوية المَحظورة التي ابتُلِعَت من خلال ما يسمى مِدَكَّات الجسم أو حَوامِل الدَّواء.
كما يمكن تمييزُ البطاريات والمغانط في صورة الأشعَّة السِّينية، وكذلك الأنياب والأسنان والأشواك الغضروفية والأجزاء الحيوانية الأخرى التي قد تتفكَّك وتبقى كجزءٍ لا يتجزَّأ من الجسم بعدَ هجوم الحيوان أو التَّعرُّض لزُعَافِ الحَشَرَات
اختبارات الأدوية
يمكن الآن شراء مجموعة أدوات لتحديد الأدوية في البول دون وصفة طبية.يمكن أن يوجد اختلافٌ كبيرٌ في دقة هذه المجموعات.وبالتالي، ينبغي عدم اعتبار النتائج دليلاً على أنَّ دواءً معيَّنًا قد استُعمِل أو لم يُستَعمَل.ومن الأفضل إجراء الاختبارات بالتشاور من الاختصاصيين.وإذا أُجريَت الاختبارات من دون إشراف الاختصاصيين، فينبغي مناقشة النتائج مع اختصاصي لديه خبرة في اختبارات الأدوية.يمكن للاختصاصي مساعدة الأشخاص على تفسير نتائج الاختبار واستخلاص النَّتائج المناسبة.
وتشتمل التدابيرُ الوقائية الأخرى على:
- وضع الملصقات بشكلٍ واضح على المنتجات المنزلية
- حفظ الأدوية (وخاصة المواد الأفيونية) والمواد السامة في الخزائن التي تكون مغلقة وبعيدة عن متناول الأطفال
- استعمال أجهزة الكشف عن أول أكسيد الكربون
- يجب التَّخلُّص من الأدوية المُنتهية الصلاحية من خلال مزجها مع فضلات القطط أو أيَّة مادة أخرى غير مغرية، ووضعها في حاوية نفايات لا يمكن للأطفال الوصول إليها.كما يمكن للأشخاص الاتصال بالصيدلية المحلية للحصول على المشورة بشأن طريقة التَّخلُّص الصحيحة من الأدوية.يجب قراءة جميع المُلصقات قبل استعمال أو إعطاء أيَّة أدوية أو استعمال المنتجات المنزلية.
- يُؤدِّي خفض كمية مسكن الألم المصروف دون وصفة طبية، الموجودة في عبوةٍ واحدة، إلى تقليل شِدَّة التَّسمم، ولاسيَّما مع الأسيتامينوفين أو الأسبرين أو الإيبوبروفين.يمكن أن تساعد علامات التَّعريف المطبوعة على الأقراص والمحافظ من قِبَل الشركة الُمصنِّعة للدَّواء على منع وقوع الأشخاص والصيادلة ومُقدِّمي الرعاية الصحية في تشوُّش أو أخطاء
تعدّ مبادئ مُعالَجَة جميع حالات التَّسمُّم متماثلة:
دعم الوظائف الحيويَّة، مثل التنفُّس وضغط الدَّم ودرجة حرارة الجسم ومُعدَّل ضربات القلب
منع حدوث المزيد من الامتصاص
زيادة طرح السُّم
استعمال مضادَّات سم مُعيَّنة (مواد تطرح أو تُعطِّل أو تعاكس تأثيرات السُّم) عند توفُّرها
الوقاية من إعادة التَّعرُّض للسُّموم
الهدفُ المعتاد من المعالجة في المستشفى هو الحفاظ على حياة الأشخاص حتى زوال السُّم أو تعطيله من قِبَل الجسم.في نهاية المطاف، يتمُّ تعطيل معظم السُّموم في الكبد أو يجري تمريرها إلى البول.