إعادة اكتشاف البهجة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إعادة اكتشاف البهجة

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_٢٠٢٣٠٣٢٤_١٥٢٦٠٩.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	98.0 كيلوبايت 
الهوية:	88267 خيّم الحزن على حياة هذه المصورة، بدءًا من مشاهد المعاناة التي التقطتها كاميرتها، إلى الوفاة غير المتوقعة لوالدها. ولكن مع مرور الوقت عادت إلى حياتها أنوار البهجة وألوانها.

    قلم: سارة هيلتون
    عدسة: سارة هيلتون
    1 مارس 2023 - تابع لعدد مارس 2023
    ألقت الأحزان بظلالها على العقد الأول من مسيرتي المهنية. فقد كنت أصور قصصًا عن مواضيع مروعة مثل العنف الجنسي، والهجرة، والصراع الديني، والحروب. وكنت قد كتبت اقتباسًا من كتاب "البهاغافاد غيتا" الهندوسي على غلاف دفتر ملاحظاتي في عام 2019، يقول: "الروح لا تولد، ولا هي تفنى". كان القصد منه تذكيري باللعب أكثر والتعامل مع نفسي بقدر أقل من الجدية. أحيانًا كنت أحصل على مَهمة تصوير نادرة يمكنني التنفيس عن نفسي من خلالها؛ على سبيل المثال، تصوير مقال عن الشاي لإحدى مجلات الطيران. كنت في منطقة "دارجيلنغ" بشمال الهند، عند سفوح جبال الهيمالايا، وهي منطقة معروفة بإنتاج "أرقى أنواع الشاي وأفخرها". توليت هذه المهمة على أمل التقاط صور مرحة وشبه سينمائية، لكني في نهاية المطاف وجدت أنني لم أنجز أي شيء من هذا القبيل. وعندما كنت أحزم كاميرتي، شعرت بنوع من الفشل.

    في طريق العودة إلى الفندق، لاحظت تصاعد بخار كثيف من مبنى أمامي. عند وصولي إلى المكان، فتحت باب السيارة، وأدركت أنني في محطة "غوم" لسكة حديد دارجيلنغ في الهيمالايا، والمعروفة باسم "قطار الألعاب"، وهو قطار سياحي تجره قاطرة بخارية تقليدية. ثم، فجأة ومن حيث لا أدري، ركض شخص نحوي. رفعت عدسة الكاميرا وسرعان ما التقطت ثلاث صور. كانت إحداها مشوشة بسبب التقاطها خارج نطاق تركيز العدسة. وكانت الصورة الأخرى رديئة نوعًا ما. لكن إحدى هذه الصور كانت تفي بالغرض. إنها الصورة التي ترونها هنا. عندما قدمت صوري إلى محرر مقالة الشاي، لم يتم اختيار هذه الصورة للنشر، لكنني كنت أعرف أنها كانت تحمل قيمة خاصة لدي. كنت أبحث عن "المصادفة السعيدة" في حياتي. وكانت هذه الصورة ترمز إلى هذا المعنى تمامًا. كان عمري 27 عامًا عندما سافرت أول مرة إلى الهند بعد وفاة والدي المفاجئة. ولعدم قدرتي على فهم معنى الموت في الإطار الديني الغربي، كنت أتوق إلى الحداد في مكان ما يفسر الموت بمفهوم أقل حتمية وقطعية. على مرّ عدة أشهر، تنقلت عبر مناطق الهند مع أعز أصدقائي، بلا هاتف، ومع اتصال محدود بالإنترنت، وكانت أحاسيسي ومشاعري هي بوصلتي نحو التعافي. كنت أبكي على درجات المعابد المقدسة، وأمارس اليوغا والتأمل في دير [أشرام] بالقرب من المكان الذي وُلد فيه ألبوم فرقة "البيتلز" الأبيض، وقد أحييت احتفالًا روحيًا مع ناسك شامان تبتي ثمل، ووقعت في الحب، ومُنيت بكسرة القلب. تسلقت الجبال وسبحت في البحر وأطلقت العنان لنفسي تمامًا بلا قيود. أصبحت الهند موطني، ولفترة من الوقت واصلت التقاط الصور التي تبرز حزني. ففي نهاية المطاف، أليست كل صورة تعبر عن صورة ذاتية؟ ولكن عندما تنقلت بين أكثر مدن العالم اكتظاظًا بالسكان، بدأت أرى الحياة من منظور ساحر يزخر بمزيد من الألوان والأنوار. سمحتُ لنفسي بالسير بلا هدف.. بلا هدف سوى المراقبة، وأصبحت كل لحظة أشبه برقصة، أو مصادفة سعيدة تنتظر الكشف عنها. نزلتُ بمومباي قبل أكثر من 12 عامًا، وغادرتها مؤخرًا إلى الأبد. أشعر بالحزن لأنني لن أتمكن بعد الآن من زيارة كشك الشاي في الشارع الذي يوجد فيه منزلي أو أن أتجول بين المارة للوصول إلى مطعمي الهندي المفضل، أو ببساطة أن أسمع صوت أواني طهي الأرز كل صباح من الشقة فوقي. لكن إن كنت قد تعلمت أي شيء من الهند وهذه الرحلة، فهو أن الآتي سيجلب معه سحره الخاص. ألوان جديدة، وأنوار مبهجة، تنتظر الكشف عنها.
يعمل...
X