يستعرض هذا المقال موقف المجتمع من العلاقات المتفارقة بالسن. كبيرٌ هو تحامل مجتمعنا على العلاقات العاطفية التي تتسم بفروق عمرية ملحوظة. ثارت الصحف الصفراء عند إعلان جورج كلوني زواجه من آمال علم الدين التي كانت تصغره بسبعة عشر عامًا. وعندما انتُخِبَ إيمانويل ماكرون رئيسًا على فرنسا، تعجّب الكثيرون من كون زوجته تكبره بأربعة وعشرين عامًا.
على المرء عندما يُطرَح موضوع العلاقات المتفارقة بالسن أن يشير إلى قاعدة «نصف العمر زائد سبعة». وفقًا لهذه القاعدة، نقسّم عمر الطرف الأكبر على اثنين ونضيف إليه سبعة لتحديد أصغر حدٍّ عمري للشخص الذي بإمكانه الارتباط فيه عاطفيًّا.
لا يوجد ما هو علمي حيال هذه القاعدة، لكنها تعكس إجماعًا عامًا على أهمية الفوارق العمرية في الأعمار الشابة أكثر منها في المسنة. فمثلًا بإمكان طالب في الثالث الثانوي بعمر ١٨ سنة أن يواعد طالبة في الأول الثانوي بعمر ١٦ سنة. لكن على طالب جامعي بعمر ٢١ سنة مواعدة فتيات بعمر ١٨ سنة فما فوق.
للقاعدة استثناء أيضًا في الأعمار الأكبر، فجورج كلوني كان في الثالثة والخمسين عندما تزوج من آمال ابنة الستة وثلاثين عامًا؛ التي تجاوز سنها الحد الأدنى للسن الذي بإمكان جورج مواعدته وهو ٣٤ سنة.
إضافة إلى أن قاعدة (نصف العمر زائد سبعة) لا تبرر سبب ازدراء الناس للعلاقات المتسمة بفوارق عمرية. وفي الحقيقة، قليلة هي الأبحاث التي أُجريَت على هذا الموضوع. لكن في مقال نشره مؤخرًا عالما النفس في جامعة باسيفيك أزوسا، براين كوليسون ولوسيانا بونس دو ليون، كُشف عن الأسباب وراء التحيُّز المجتمعي ضد العلاقات المتفارقة بالسن.
افترض كل من كوليسون وبونس دو ليون أن الناس يزدرون هذه العلاقات لاعتقادهم أنها ظالمة. وتمحور الافتراض بالتحديد حول اعتقاد الناس أن الطرف الأكبر سنًا يستفيد من العلاقة أكثر من الشريك الأصغر.
ووفقًا لوجهة النظر هذه، لم يجذب الطرف الأكبر شريكه الأصغر سنًا اعتمادًا على الشكل أو الجوهر فقط، وإنما أغواه بالمال أو بمقدَّرات أخرى.
ليس من الاستثنائي في المجتمعات التقليدية لامرأة شابة أن تتزوج من رجل يكبرها بتمتع بنفوذ سياسيّ ومستقرٌ اقتصاديًّا.
بينما في المجتمعات المعاصرة القائمة على المساواة، يسود الاعتقاد بأن الزواج يجب أن يُبنَى على الحب. والحب فقط.
طوّع كوليسون وبونس دو ليون لتجربة فرضيتهم ٩٩ مشارِكًا من موقع Amazon Mechanical Turk وهو موقع عام يُستخدَم باستمرار للعثور على متطوعين للأبحاث من العامة.
وتحت ستار «استعراضٌ لمواقف المجتمع»، قدّم الباحثان للمشاركين ١٦ نوعًا مختلفًا للعلاقات بين ذكور وإناث. من ضمنها ٤ سيناريوهات أساسية هي:
تضمنت الفئات الأخرى شركاء يختلفون بالعرق (أسود وأبيض)، وشركاء يختلفون بالوزن (بدين ونحيل)، وشركاء يختلفون بالطبقة الاجتماعية (غني وفقير). أحد أسباب تضمين أنماط أخرى للعلاقات هو إخفاء الغاية الحقيقية للدراسة عن المشاركين. لكن أعطت الآراء حول أنواع العلاقات المختلطة بيانات تفيد في تجريب فرضية ازدراء الناس للعلاقات التي تتسم بالفوارق العمرية لأنها -برأيهم- غير متكافئة.
بعد قراءة موضوع كل فئة، أدلى كلّ مشاركٍ برأيه حول العلاقة باستخدام «تيرمومتر عاطفي»، حيث ٠ تعني (بارد، أي مناهض بشدة)، و٩٩ تعني (حار، أي موافق بشدة).
وحددوا أيضًا رأيهم حيال مقدار الظلم في العلاقة على مقياس من سبع نقاط، حيث ١ تعني (استفادة الذكر من العلاقة أكبر من استفادة الأنثى)، و٧ تعني (استفادة الأنثى من العلاقة أكبر من استفادة الذكر)، والنقطة الوسطى ٤ تعني أن كلًّا منهما يستفيد من العلاقة بالدرجة نفسها.
قدمت النتائج تأييدًا جزئيًّا للفرضية. فكما هو متوقع استحسن المشاركون العلاقات المتقاربة بالعمر (شاب مع شابة، ومسن مع مسنة)، وازدروا العلاقات المتفارقة بالسن (مسنٌ مع شابة، وشابٌ مع مسنة). وكان استنكار العلاقات التي تتسم بفوارق عمرية متقاربًا.
حتى وإن لم تكن هذه النتيجة مفاجِئة فإنها تظهر أنّ المنهجية التي اتبعها كوليسون وبونس دو ليون أظهرت معتقدات العامة.
بعد ذلك، قارن الباحثون تقييمات الاستحسان للعلاقات المتفارقة عمريًّا مع تقييمات الاستحسان لتلك المختلطة.
وأظهرت النتائج مواقف استحسان عامة تجاه العلاقة مختلطة العرق والوزن والمستوى الاجتماعي. وتعكس هذه البيانات مدى تنامي التقبل لهذه الزيجات في المجتمع المعاصر.
لكن كان المشاركون أقل استحسانًا للعلاقات مع فوارق عمرية. وتقترح هذه النتيجة أن العلاقات المتفارقة بالسن ما تزال موصومة في المجتمع المعاصر، حتى وإن غدونا أكثر تقبّلًا لأنماط أخرى من الزيجات المختلطة.
عندما اطلع كوليسون وبونس دو ليون على تقييمات مقياس مدى إجحاف العلاقة، وجدوا بعض الأنماط المثيرة. مع الأخذ بالاعتبار توقُّع الباحثيَن لنظرة المشاركين إلى أن الشريك الأكبر سنًّا هو المستفيد الأكبر في العلاقة. وكان الرأي بالتماشي مع ما توقعه الباحثان، أن الرجال الأكبر يحظون بفوائد العلاقة أكثر من شريكتهم الأصغر.
لكن في سياق ما يُدعَى بعلاقة الأسد-شبل (علاقة سيدة مسنة بشاب يصغرها في العمر)، كان الرأي أن الشاب يستفيد من العلاقة بقدر فائدة المرأة.
وبتعبيرٍ آخر، لا تلقى العلاقات التي تتسم بفوارق عمرية التأييد، سواءً كان الطرف الأكبر هو المرأة أم الرجل. لكنها تُعَد غير متكافئة فقط عندما يكون الرجل هو الطرف الأكبر.
بالمحصلة، قد يعارض الناس ارتباط الرجال الأكبر سنًّا مع نساء شابات لاعتقادهم أن الرجل يستغل شريكته الصغيرة.
لكن الظلم الحاصل لا يفسّر لماذا تلقى علاقة السيدة الأكبر سنًّا مع شاب يصغرها القدر نفسه من المعارَضة، علمًا أنّ الناس لا يعدّونها ظالمة.
أحد الاحتمالات هو أن البيانات انعكاس للتعصّب الجنسي لصالح النساء وهو الاعتقاد أن علينا حمايتهن.
أشكّ في أن العديد من الناس يعتقدون أن الشاب يعرف تمامًا ما يقحِم نفسه فيه عندما يخوض علاقة مع سيدة تكبره في السن.
لكن الموقف المتعصب جنسيًّا للنساء سينظر للموضوع على أنّ الرجل الأكبر سنًّا يغوي الشابة البريئة إلى علاقة لا تصب في مصلحتها.
هذا مجرد تنظير وعلينا اختبار مدى دقته في دراسات لاحقة.
وكما هو الحال في المواضيع العلمية، نحتاج إلى المزيد من البحث في الموضوع!
على المرء عندما يُطرَح موضوع العلاقات المتفارقة بالسن أن يشير إلى قاعدة «نصف العمر زائد سبعة». وفقًا لهذه القاعدة، نقسّم عمر الطرف الأكبر على اثنين ونضيف إليه سبعة لتحديد أصغر حدٍّ عمري للشخص الذي بإمكانه الارتباط فيه عاطفيًّا.
لا يوجد ما هو علمي حيال هذه القاعدة، لكنها تعكس إجماعًا عامًا على أهمية الفوارق العمرية في الأعمار الشابة أكثر منها في المسنة. فمثلًا بإمكان طالب في الثالث الثانوي بعمر ١٨ سنة أن يواعد طالبة في الأول الثانوي بعمر ١٦ سنة. لكن على طالب جامعي بعمر ٢١ سنة مواعدة فتيات بعمر ١٨ سنة فما فوق.
للقاعدة استثناء أيضًا في الأعمار الأكبر، فجورج كلوني كان في الثالثة والخمسين عندما تزوج من آمال ابنة الستة وثلاثين عامًا؛ التي تجاوز سنها الحد الأدنى للسن الذي بإمكان جورج مواعدته وهو ٣٤ سنة.
إضافة إلى أن قاعدة (نصف العمر زائد سبعة) لا تبرر سبب ازدراء الناس للعلاقات المتسمة بفوارق عمرية. وفي الحقيقة، قليلة هي الأبحاث التي أُجريَت على هذا الموضوع. لكن في مقال نشره مؤخرًا عالما النفس في جامعة باسيفيك أزوسا، براين كوليسون ولوسيانا بونس دو ليون، كُشف عن الأسباب وراء التحيُّز المجتمعي ضد العلاقات المتفارقة بالسن.
افترض كل من كوليسون وبونس دو ليون أن الناس يزدرون هذه العلاقات لاعتقادهم أنها ظالمة. وتمحور الافتراض بالتحديد حول اعتقاد الناس أن الطرف الأكبر سنًا يستفيد من العلاقة أكثر من الشريك الأصغر.
ووفقًا لوجهة النظر هذه، لم يجذب الطرف الأكبر شريكه الأصغر سنًا اعتمادًا على الشكل أو الجوهر فقط، وإنما أغواه بالمال أو بمقدَّرات أخرى.
ليس من الاستثنائي في المجتمعات التقليدية لامرأة شابة أن تتزوج من رجل يكبرها بتمتع بنفوذ سياسيّ ومستقرٌ اقتصاديًّا.
بينما في المجتمعات المعاصرة القائمة على المساواة، يسود الاعتقاد بأن الزواج يجب أن يُبنَى على الحب. والحب فقط.
طوّع كوليسون وبونس دو ليون لتجربة فرضيتهم ٩٩ مشارِكًا من موقع Amazon Mechanical Turk وهو موقع عام يُستخدَم باستمرار للعثور على متطوعين للأبحاث من العامة.
وتحت ستار «استعراضٌ لمواقف المجتمع»، قدّم الباحثان للمشاركين ١٦ نوعًا مختلفًا للعلاقات بين ذكور وإناث. من ضمنها ٤ سيناريوهات أساسية هي:
- رجل متقدم بالسن مع امرأة تصغره بالسن.
- رجل شاب مع امرأة تكبره.
- رجل شاب مع امرأة شابة.
- رجل مسن مع امرأة مسنة.
تضمنت الفئات الأخرى شركاء يختلفون بالعرق (أسود وأبيض)، وشركاء يختلفون بالوزن (بدين ونحيل)، وشركاء يختلفون بالطبقة الاجتماعية (غني وفقير). أحد أسباب تضمين أنماط أخرى للعلاقات هو إخفاء الغاية الحقيقية للدراسة عن المشاركين. لكن أعطت الآراء حول أنواع العلاقات المختلطة بيانات تفيد في تجريب فرضية ازدراء الناس للعلاقات التي تتسم بالفوارق العمرية لأنها -برأيهم- غير متكافئة.
بعد قراءة موضوع كل فئة، أدلى كلّ مشاركٍ برأيه حول العلاقة باستخدام «تيرمومتر عاطفي»، حيث ٠ تعني (بارد، أي مناهض بشدة)، و٩٩ تعني (حار، أي موافق بشدة).
وحددوا أيضًا رأيهم حيال مقدار الظلم في العلاقة على مقياس من سبع نقاط، حيث ١ تعني (استفادة الذكر من العلاقة أكبر من استفادة الأنثى)، و٧ تعني (استفادة الأنثى من العلاقة أكبر من استفادة الذكر)، والنقطة الوسطى ٤ تعني أن كلًّا منهما يستفيد من العلاقة بالدرجة نفسها.
قدمت النتائج تأييدًا جزئيًّا للفرضية. فكما هو متوقع استحسن المشاركون العلاقات المتقاربة بالعمر (شاب مع شابة، ومسن مع مسنة)، وازدروا العلاقات المتفارقة بالسن (مسنٌ مع شابة، وشابٌ مع مسنة). وكان استنكار العلاقات التي تتسم بفوارق عمرية متقاربًا.
حتى وإن لم تكن هذه النتيجة مفاجِئة فإنها تظهر أنّ المنهجية التي اتبعها كوليسون وبونس دو ليون أظهرت معتقدات العامة.
بعد ذلك، قارن الباحثون تقييمات الاستحسان للعلاقات المتفارقة عمريًّا مع تقييمات الاستحسان لتلك المختلطة.
وأظهرت النتائج مواقف استحسان عامة تجاه العلاقة مختلطة العرق والوزن والمستوى الاجتماعي. وتعكس هذه البيانات مدى تنامي التقبل لهذه الزيجات في المجتمع المعاصر.
لكن كان المشاركون أقل استحسانًا للعلاقات مع فوارق عمرية. وتقترح هذه النتيجة أن العلاقات المتفارقة بالسن ما تزال موصومة في المجتمع المعاصر، حتى وإن غدونا أكثر تقبّلًا لأنماط أخرى من الزيجات المختلطة.
عندما اطلع كوليسون وبونس دو ليون على تقييمات مقياس مدى إجحاف العلاقة، وجدوا بعض الأنماط المثيرة. مع الأخذ بالاعتبار توقُّع الباحثيَن لنظرة المشاركين إلى أن الشريك الأكبر سنًّا هو المستفيد الأكبر في العلاقة. وكان الرأي بالتماشي مع ما توقعه الباحثان، أن الرجال الأكبر يحظون بفوائد العلاقة أكثر من شريكتهم الأصغر.
لكن في سياق ما يُدعَى بعلاقة الأسد-شبل (علاقة سيدة مسنة بشاب يصغرها في العمر)، كان الرأي أن الشاب يستفيد من العلاقة بقدر فائدة المرأة.
وبتعبيرٍ آخر، لا تلقى العلاقات التي تتسم بفوارق عمرية التأييد، سواءً كان الطرف الأكبر هو المرأة أم الرجل. لكنها تُعَد غير متكافئة فقط عندما يكون الرجل هو الطرف الأكبر.
بالمحصلة، قد يعارض الناس ارتباط الرجال الأكبر سنًّا مع نساء شابات لاعتقادهم أن الرجل يستغل شريكته الصغيرة.
لكن الظلم الحاصل لا يفسّر لماذا تلقى علاقة السيدة الأكبر سنًّا مع شاب يصغرها القدر نفسه من المعارَضة، علمًا أنّ الناس لا يعدّونها ظالمة.
أحد الاحتمالات هو أن البيانات انعكاس للتعصّب الجنسي لصالح النساء وهو الاعتقاد أن علينا حمايتهن.
أشكّ في أن العديد من الناس يعتقدون أن الشاب يعرف تمامًا ما يقحِم نفسه فيه عندما يخوض علاقة مع سيدة تكبره في السن.
لكن الموقف المتعصب جنسيًّا للنساء سينظر للموضوع على أنّ الرجل الأكبر سنًّا يغوي الشابة البريئة إلى علاقة لا تصب في مصلحتها.
هذا مجرد تنظير وعلينا اختبار مدى دقته في دراسات لاحقة.
وكما هو الحال في المواضيع العلمية، نحتاج إلى المزيد من البحث في الموضوع!