يُعد ضبط النفس مفتاحًا للنجاح في معظم نواحي الحياة، إذ يُطرد الكثير من الشباب اللامعين من المدرسة فقط لأنهم شعروا بالملل أو يُشتت انتباههم بسهولة، فلا يتخرج إلّا المصممون على الاستمرار رغم التحديات التي تعترض طريقهم. وبالمثل في بيئة العمل، يمثل ضبط النّفس سببًا رئيسيًا خلف الأداء الوظيفي المتميز الذي يؤدي إلى حصولك على العلاوات والترقيات.
يمكن القول إن العلاقات الحميمية جانب آخر من الحياة حيث يكون ضبط النفس أمرًا ضروريًا، فبصرف النظر عن مدى حبك لشريكك، سترغب في أوقات معينة بفعل أشياء تعلم أنها ستؤذيه، فيدمر الشركاء المندفعون علاقاتهم بأفعالهم الطائشة، أما من يتمتعون بضبط النفس فيراقبون رغباتهم ويحافظون على علاقاتهم على المدى الطويل.
تبقى من المسائل الأقل وضوحًا أهمية ضبط النفس عند بحثك عن شريك رومانسي، فإذا أسرفت بضبط النفس، قد تغفل عن فرص المواعدة المحتملة التي قد تجمعك بحب حياتك، ومن ناحية أخرى، سوف يؤدي ابتعادك عن ضبط النّفس إلى تضييع الكثير من الوقت مع شركاء لن يوفروا لك أبدًا ما تريد.
لم يفحص أي بحث تقريبًا حتى الآن العلاقة بين ضبط النفس ونجاح تجارب المواعدة، ولسد هذه الفجوة في الأدبيات الأكاديمية، دعت عالمة النفس في جامعة تيلبورغ -هولندا- تيلا برونك وفريقها طلاب الجامعات إلى سلسلة من تجارب المواعدة السريعة ليتمكنوا من مراقبة تأسيس العلاقات الناجمة عن المواعدة ضمن إطار زمني. لُخصت نتائج هذه الدراسة في مقال نُشر حديثًا في دورية Journal of Social and Personal Relationships.
قبل بدء تجارب المواعدة السريعة، أجاب كل مشارك على استبيان قيم جانبين من جوانب شخصيته: ضبط النفس والتوجه الاجتماعي الجنسي، وقيس ضبط النفس لديهم بإظهار موافقتهم على عبارات مثل «أنا جيد في مقاومة الإغراء» و«أنا قادر على العمل بفعالية لتحقيق أهداف طويلة المدى»، على مقياس مكون من 7 نقاط يتراوح من «غير موافق» إلى «موافق تمامًا».
تُعد الاجتماعية الجنسية مقياسًا لاهتمام الشخص واستعداده للانخراط في علاقات جنسية قصيرة الأمد مع شركاء متعددين، فضّل أصحاب التوجه الاجتماعي الجنسي ضيق النطاق علاقة طويلة الأمد مع شريك ملتزم تفضيلًا قويًا، في حين مال أصحاب التوجه الاجتماعي الجنسي غير المقيد إلى اختيار وجود شركاء جنسيين متعددين على المدى القصير.
استمر كل موعد سريع مدة ثلاث دقائق، تمكن خلالها الطرفان من التحدث عن أي شيء يريدانه، وفي نهاية الموعد، عبّر كل طرف عن درجة رغبته في موعد جديد مع الشريك ذاته بواسطة ملء استمارة.
عمد المشاركون بعدها إلى تبديل شركائهم، وتكررت العملية حتى التقى جميع الرجال والنساء ببعضهم. جمع الباحثون الاستمارات وقدموا لاحقًا معلومات الاتصال للثنائيات التي أبدت اهتمامًا مشتركًا باللقاء مرة أخرى.
قدمت الاستمارات أيضًا بيانات مفيدة للباحثين، لا سيما عن مدى انتقائية كل شخص في اختيار شركاء المواعدة المحتملين، كلما زاد عدد الشركاء الذين أبدوا اهتمامًا بهم، قلت انتقائيتهم، وبالمثل، صُنّف من أبدوا اهتمامًا بعدد أقل من الشركاء بوصفهم انتقائيين للغاية.
افترض الباحثون أن الانتقائية مرتبطة بضبط النفس، لكن فقط لدى أصحاب التوجه الاجتماعي الجنسي ضيق النطاق، إذ رأوا أن المشاركين الباحثين عن شريك ملتزم طويل الأمد سيعبرون عن اهتمامهم بعدد أقل من الشركاء إذا تمتعوا أيضًا بدرجة عالية من ضبط النفس، ما يعني أنهم لن يبدوا اهتمامًا إلا بمن استوفوا بوضوح معاييرهم للشريك الحميم.
أما لدى المشاركين الذين أقروا بخوض علاقات جنسية غير مقيدة، توقع الباحثون انعدام العلاقة بين ضبط النفس والانتقائية، فلا يتوافق تعدد الشركاء الجنسيين مع الانتقائية الواضحة عندما يتعلق الأمر بالمواعدة.
في حين أن هذه الفرضيات تبدو جذابة حدسيًا، كشفت البيانات عن علاقة أكثر تعقيدًا بين المتغيرات الثلاثة: ضبط النّفس والانتقائية والتوجه الاجتماعي الجنسي.
دعمت البيانات الفرضية الأولى إلى حد بعيد، فالباحثون عن شريك ملتزم طويل الأمد والمتمتعون بدرجة عالية من ضبط النفس حسب وصفهم عبروا عن اهتمامهم بعدد قليل من الشركاء عقب تجارب المواعدة السريعة. افترض الباحثون أن هؤلاء الأشخاص قيموا الطرف المقابل بوصفه شريكًا محتملًا طويل الأجل في هذه المواعيد السريعة، ومن ثم رفضوا ببساطة كل من لم يحقق معاييرهم المطلوبة.
على عكس التوقعات، أظهرت الفرضية الثانية أيضًا ارتباطًا بين ضبط النفس والانتقائية، لكن هذه المرة كان الارتباط عكسيًا، فبزيادة ضبط النفس تنخفض الانتقائية، لذا أظهر المتمتعون بدرجة عالية من ضبط النفس اهتمامًا بمزيد من شركاء المواعيد السريعة، عندما يتعلق الأمر بالبحث عن شركاء جنسيين متعددين على المدى القصير، في حين أظهر أصحاب الدرجات الأقل من ضبط النفس اهتمامًا بعدد أقل من شركاء المواعدة السريعة.
يبدو هذا النمط من النتائج منطقيًا، إذ يُمثل الزواج الأحادي في مجتمعنا الوضع الافتراضي للعلاقات الحميمة، فإذا وجدنا شريكًا جنسيًا، نميل إلى افتراض أننا في علاقة ملتزمة. يميل العديد من الأشخاص، خاصةً الفئة الأصغر عمرًا، إلى الزواج الأحادي المتكرر، أي أنهم يلتزمون بعلاقة لحين انتهائها، ثم ينتقلون إلى شريك جنسي أحادي جديد، مع أن نيتهم عمومًا تتمثل في وجود شريك جنسي واحد فقط في كل مرة.
على أي حال، يتطلب اتباع استراتيجية تزاوج قصيرة المدى بوصفها أسلوب حياة الكثير من الجهد. لا يتعلق الأمر فقط بامتلاك المهارات اللازمة «للعبة» جذب شركاء جنسيين، بل يجب أن تحافظ على تركيزك في اللعبة دائمًا. يستخدم من يُطلق عليهم اسم «فناني المصاحبة» عبارات ملفتة في لعبتهم، ويتفاعلون مع عدد أكبر من الشركاء المحتملين، على أمل أن تؤتي لعبتهم ثمارها، بعبارة أخرى، يتطلب الأمر قدرًا كبيرًا من ضبط النفس لمتابعة كل خطوة تؤدي إلى لقاء جنسي محتمل.
حتى الآن، لم يُنفّذ أي بحث تقريبًا حول العلاقة بين ضبط النفس والنجاح في عالم المواعدة، لكن عمل برونك يبين أهمية ضبط النفس في الانجذاب بين الأشخاص. يحتاج الباحثون عن شريك ملتزم طويل الأجل إلى ضبط النفس لاستبعاد اللقاءات التي ستفشل غالبًا، في حين يحتاج الباحثون عن شركاء متعددين على المدى القصير إلى ضبط النفس لمواصلة المهمة في أثناء متابعة «اللعبة».
يمكن القول إن العلاقات الحميمية جانب آخر من الحياة حيث يكون ضبط النفس أمرًا ضروريًا، فبصرف النظر عن مدى حبك لشريكك، سترغب في أوقات معينة بفعل أشياء تعلم أنها ستؤذيه، فيدمر الشركاء المندفعون علاقاتهم بأفعالهم الطائشة، أما من يتمتعون بضبط النفس فيراقبون رغباتهم ويحافظون على علاقاتهم على المدى الطويل.
تبقى من المسائل الأقل وضوحًا أهمية ضبط النفس عند بحثك عن شريك رومانسي، فإذا أسرفت بضبط النفس، قد تغفل عن فرص المواعدة المحتملة التي قد تجمعك بحب حياتك، ومن ناحية أخرى، سوف يؤدي ابتعادك عن ضبط النّفس إلى تضييع الكثير من الوقت مع شركاء لن يوفروا لك أبدًا ما تريد.
لم يفحص أي بحث تقريبًا حتى الآن العلاقة بين ضبط النفس ونجاح تجارب المواعدة، ولسد هذه الفجوة في الأدبيات الأكاديمية، دعت عالمة النفس في جامعة تيلبورغ -هولندا- تيلا برونك وفريقها طلاب الجامعات إلى سلسلة من تجارب المواعدة السريعة ليتمكنوا من مراقبة تأسيس العلاقات الناجمة عن المواعدة ضمن إطار زمني. لُخصت نتائج هذه الدراسة في مقال نُشر حديثًا في دورية Journal of Social and Personal Relationships.
قبل بدء تجارب المواعدة السريعة، أجاب كل مشارك على استبيان قيم جانبين من جوانب شخصيته: ضبط النفس والتوجه الاجتماعي الجنسي، وقيس ضبط النفس لديهم بإظهار موافقتهم على عبارات مثل «أنا جيد في مقاومة الإغراء» و«أنا قادر على العمل بفعالية لتحقيق أهداف طويلة المدى»، على مقياس مكون من 7 نقاط يتراوح من «غير موافق» إلى «موافق تمامًا».
تُعد الاجتماعية الجنسية مقياسًا لاهتمام الشخص واستعداده للانخراط في علاقات جنسية قصيرة الأمد مع شركاء متعددين، فضّل أصحاب التوجه الاجتماعي الجنسي ضيق النطاق علاقة طويلة الأمد مع شريك ملتزم تفضيلًا قويًا، في حين مال أصحاب التوجه الاجتماعي الجنسي غير المقيد إلى اختيار وجود شركاء جنسيين متعددين على المدى القصير.
استمر كل موعد سريع مدة ثلاث دقائق، تمكن خلالها الطرفان من التحدث عن أي شيء يريدانه، وفي نهاية الموعد، عبّر كل طرف عن درجة رغبته في موعد جديد مع الشريك ذاته بواسطة ملء استمارة.
عمد المشاركون بعدها إلى تبديل شركائهم، وتكررت العملية حتى التقى جميع الرجال والنساء ببعضهم. جمع الباحثون الاستمارات وقدموا لاحقًا معلومات الاتصال للثنائيات التي أبدت اهتمامًا مشتركًا باللقاء مرة أخرى.
قدمت الاستمارات أيضًا بيانات مفيدة للباحثين، لا سيما عن مدى انتقائية كل شخص في اختيار شركاء المواعدة المحتملين، كلما زاد عدد الشركاء الذين أبدوا اهتمامًا بهم، قلت انتقائيتهم، وبالمثل، صُنّف من أبدوا اهتمامًا بعدد أقل من الشركاء بوصفهم انتقائيين للغاية.
افترض الباحثون أن الانتقائية مرتبطة بضبط النفس، لكن فقط لدى أصحاب التوجه الاجتماعي الجنسي ضيق النطاق، إذ رأوا أن المشاركين الباحثين عن شريك ملتزم طويل الأمد سيعبرون عن اهتمامهم بعدد أقل من الشركاء إذا تمتعوا أيضًا بدرجة عالية من ضبط النفس، ما يعني أنهم لن يبدوا اهتمامًا إلا بمن استوفوا بوضوح معاييرهم للشريك الحميم.
أما لدى المشاركين الذين أقروا بخوض علاقات جنسية غير مقيدة، توقع الباحثون انعدام العلاقة بين ضبط النفس والانتقائية، فلا يتوافق تعدد الشركاء الجنسيين مع الانتقائية الواضحة عندما يتعلق الأمر بالمواعدة.
في حين أن هذه الفرضيات تبدو جذابة حدسيًا، كشفت البيانات عن علاقة أكثر تعقيدًا بين المتغيرات الثلاثة: ضبط النّفس والانتقائية والتوجه الاجتماعي الجنسي.
دعمت البيانات الفرضية الأولى إلى حد بعيد، فالباحثون عن شريك ملتزم طويل الأمد والمتمتعون بدرجة عالية من ضبط النفس حسب وصفهم عبروا عن اهتمامهم بعدد قليل من الشركاء عقب تجارب المواعدة السريعة. افترض الباحثون أن هؤلاء الأشخاص قيموا الطرف المقابل بوصفه شريكًا محتملًا طويل الأجل في هذه المواعيد السريعة، ومن ثم رفضوا ببساطة كل من لم يحقق معاييرهم المطلوبة.
على عكس التوقعات، أظهرت الفرضية الثانية أيضًا ارتباطًا بين ضبط النفس والانتقائية، لكن هذه المرة كان الارتباط عكسيًا، فبزيادة ضبط النفس تنخفض الانتقائية، لذا أظهر المتمتعون بدرجة عالية من ضبط النفس اهتمامًا بمزيد من شركاء المواعيد السريعة، عندما يتعلق الأمر بالبحث عن شركاء جنسيين متعددين على المدى القصير، في حين أظهر أصحاب الدرجات الأقل من ضبط النفس اهتمامًا بعدد أقل من شركاء المواعدة السريعة.
يبدو هذا النمط من النتائج منطقيًا، إذ يُمثل الزواج الأحادي في مجتمعنا الوضع الافتراضي للعلاقات الحميمة، فإذا وجدنا شريكًا جنسيًا، نميل إلى افتراض أننا في علاقة ملتزمة. يميل العديد من الأشخاص، خاصةً الفئة الأصغر عمرًا، إلى الزواج الأحادي المتكرر، أي أنهم يلتزمون بعلاقة لحين انتهائها، ثم ينتقلون إلى شريك جنسي أحادي جديد، مع أن نيتهم عمومًا تتمثل في وجود شريك جنسي واحد فقط في كل مرة.
على أي حال، يتطلب اتباع استراتيجية تزاوج قصيرة المدى بوصفها أسلوب حياة الكثير من الجهد. لا يتعلق الأمر فقط بامتلاك المهارات اللازمة «للعبة» جذب شركاء جنسيين، بل يجب أن تحافظ على تركيزك في اللعبة دائمًا. يستخدم من يُطلق عليهم اسم «فناني المصاحبة» عبارات ملفتة في لعبتهم، ويتفاعلون مع عدد أكبر من الشركاء المحتملين، على أمل أن تؤتي لعبتهم ثمارها، بعبارة أخرى، يتطلب الأمر قدرًا كبيرًا من ضبط النفس لمتابعة كل خطوة تؤدي إلى لقاء جنسي محتمل.
حتى الآن، لم يُنفّذ أي بحث تقريبًا حول العلاقة بين ضبط النفس والنجاح في عالم المواعدة، لكن عمل برونك يبين أهمية ضبط النفس في الانجذاب بين الأشخاص. يحتاج الباحثون عن شريك ملتزم طويل الأجل إلى ضبط النفس لاستبعاد اللقاءات التي ستفشل غالبًا، في حين يحتاج الباحثون عن شركاء متعددين على المدى القصير إلى ضبط النفس لمواصلة المهمة في أثناء متابعة «اللعبة».