ما سر ازدياد العلاقات العاطفية من نوع «أمورة بابا» شوغر دادي؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما سر ازدياد العلاقات العاطفية من نوع «أمورة بابا» شوغر دادي؟

    تقول بروك أوريك: «لا تقبض المستفيدة <الأمورة> من هذه العلاقة راتبًا ماليًا، بل تحصل على هدايا»، بينما تعبّر فيوليت عن تجربتها في هذا النمط من العلاقات قائلةً: «بالنسبة إلي، لا يُعدّ هذا النمط من المواعدة وظيفةً أو مهنةً، بل مجرد اختيار لأسلوب حياة أريد أن أعيشها». لينبثق أمامنا السؤال التالي: هل تلك النساء الأمورات «شوغر بيبيز» حبيبات عاديات أم عاملات في مجال الجنس؟ يبدو أن خطًّا رفيعًا يفصل بين هاتين الصفتين!






    يمكننا تعريف مصطلح «شوغر بيبي» على أنه شخص يتلقى «هدايا» (بما فيها النقود) مقابل رفقته التي قد تتضمن أحيانًا تقديم منافع جنسية، وعادةً ما يكون «الشوغر دادي» الذي يقدم مثل هذه «الهدايا»، أكثر ثراءً وأكبر سنًا من الشوغر بيبي. تُذكر أيضًا ندرة الحالات التي يكون فيها الشوغر دادي أنثى، أي تكون «شوغر مامي»، ربما لأن النساء أقل رغبةً في الدفع مقابل الحصول على الجنس. قد تنشأ مثل هذه العلاقات أيضًا بين المثليين، لكننا سنركز في هذا المقال على النمط الشائع من هذه العلاقات، ألا وهو بين زير النساء العجوز وطفلته المدللة.



    يُقدّم بعض كبار السن الماجنين هؤلاء «أتعابًا»، أي مبلغًا ثابتًا كل أسبوع أو شهر، ويدفع بعضهم حسب تاريخ معيّن، بينما لا يوجد اتفاق ملموس في حالات أخرى، إذ يعتمد الشوغر بيبي على رغبة الدادي في إهدائه. يطلب بعضهم الاجتماع مرات عدة في الأسبوع، بينما يفضل آخرون لقاءً واحدًا في الشهر، وتتراوح المنافع المقدمة من الإمساك باليدين والعناق، وصولًا إلى علاقة جنسية كاملة، إذ عادةً ما يبحث زير النساء العجوز عن الرفقة والجنس معًا، ويميل الذين يهتمون بالرفقة إلى منح أطفالهم المدللين دعمًا شهريًا، أما الأكثر اهتمامًا بالجنس فيفضلون منحهم المال نقدًا عند اللقاء.

    يشير موقع SeekingArrangement الإلكتروني، موقع مشهور لتدبير مثل هذه العلاقات، إلى أن الشوغر دادي يبلغ 38 عامًا وسطيًا، ويكسب 250 ألف دولار سنويًا، بينما يبلغ متوسط أعمار الأطفال المدللين 25 عامًا ويتلقون 2800 دولار شهريًا من «آبائهم». شاع هذا النمط من العلاقات شيوعًا ملحوظًا في العقود القليلة الماضية، خاصةً بين الطلاب، وتوجد الكثير من المواقع المتخصصة بهذا النوع من العلاقات، ويستخدمها ملايين الأشخاص. رغم شيوع المنفعة الجنسية المقدمة في مثل هذا النوع من العلاقات، لا يضع جميع هؤلاء الكهول الجنس في مقدمة أولوياتهم. وبالمثل، يأمل بعض الشوغر بيبيز في تأسيس علاقة جدية مع الأب العجوز -المتزوج في كثير من الأحيان-، مع أن معظمهم ينخرط في هذه العلاقات بهدف تغطية نفقاتهم.




    قد يعاني طرفا هذا النوع من العلاقات مشكلات في تقدير الذات، فلا العجوز يرغب في أن يشعر بأنه زبون إحدى العاهرات، ولا الطفلة المدللة تفضل أن ترى نفسها عاهرة، وعليه يهدف الطرفان في هذه العلاقة إلى ترسيخ الاحترام المتبادل بينهما، ما ينعكس بدوره على المصطلحات المحكية، فلا تُستخدم كلمات مثل «العامل» أو «العميل»، بل يُستعاض عنها بكلمة «شريك» -مع أن الشوغر بيبيز هم بوضوح الشريك الأضعف في هذه العلاقة-، إضافةً إلى تفضيل كلمات معينة مثل «لقاء» أو «مواعدة» بدلًا من «طلب» عاهرة أو «الذهاب إليها».

    رصدت مارين سكل (2020) مجموعة من أنواع هذه العلاقة؛ نجد في أحد طرفي السلسلة دعارة المنفعة «الشوغر»، وفي الطرف الآخر نلاحظ صداقة المنفعة وغراميات المنفعة، وتدعي سكل أن 40٪ من النساء اللاتي ينخرطن في مثل هذه العلاقات لا يمارسن الجنس مع الدادي الخاص بهن، بل ينجحن غالبًا في تأسيس علاقات حقيقية مع الرجال.


    ما معنى أن تكون شوغر بيبي في الواقع؟


    فيما يلي بعض الإجابات عن هذا السؤال من أشخاص خاضوا مثل هذا التجربة:
    • «يجب أن تمتلك الشوغر بيبي القدرة على لعب دور الحبيبة لمجموعة متنوعة من الرجال، ناهيك عن امتلاك بعض القدرات الجنسية التي تستحق الدفع للحصول عليها، إذ إنها في الواقع مهمة صعبة للغاية. يمكن تلخيص 90٪ من هذه المهمة في القدرة على التحدث عن أي شيء، بالتزامن مع جعله يشعر أنه مركز الكون».
    • «لقد حصلت على نصيبي العادل من اللقاءات الجنسية المنتظمة التي استمتعت بها كثيرًا، وأتمنى الآن لو تلقيت أجرًا مقابل كل علاقاتي السابقة».
    • «في حين أن الرفقة الجيدة والقدرة على تجاوز المواقف الاجتماعية أمران مهمان للغاية للنجاح بدور شوغر بيبي، لكنني أتمنى أن يتوقف الناس عن التقليل من أهمية العنصر الجنسي للعمل في مجال الجنس».
    • «أنا لا أستمتع بعلاقات الليلة الواحدة، بل تكمن متعتي في الانغماس بالعلاقة، دون التفكير في الحصول على علاقة دائمة مستمرة مع أي من الرجال الذين جمعتني بهم علاقات من هذا النوع».
    • «في هذا النوع من العلاقات، عليك أن تتحمل بعض اللقاءات الفظيعة والمملة، أو بعض كبار السن المعمرين إلى حد ما، إضافةً إلى سوء النظافة الشخصية، وما إلى ذلك، بينما توحي تصرفاتك بأنك تقضي وقتًا ممتعًا للغاية».
    هل يُعد هذا النوع من العلاقات نوعًا من أنواع الدعارة؟


    تقول ماغي: «أنا أعطيهم ما يريدون: فتاة مثيرة لمرافقتهم في الأحداث المهمة، وعلاقات جنسية دون أي قيود أو شروط، فأنا أفهم كيف تسير الأمور؛ إنهم رجال، ويريدون ممارسة الجنس، بينما أنا أريد أموالهم».

    فيما يلي بعض أوجه الاختلاف بين هذا النوع من العلاقات والدعارة (والعلاقات الرومانسية):

    عادةً ما تتضمن الدعارة نشاطًا جنسيًا قصيرًا نسبيًا مرة واحدة، ويمكن تلخيص جوهره في تلقي الأموال مقابل خدمات جنسية، بينما تتسم العلاقات الرومانسية بتفاعلات متعددة الأبعاد ومستمرة فترة أطول، أما العلاقة بين زير النساء العجوز وطفلته المدللة، فتشمل جوانب من كلا النوعين، لكن في هيئة «أبسط» إلى حد ما. من الاختلافات الأخرى أيضًا أن حياة الشوغر بيبيز لا ترتكز على علاقاتهم فحسب، بل غالبًا ما تسهم هذه العلاقات في دعم أنشطة المرأة المهمة.






    المال والرومانسية: ينطوي هذا النوع من العلاقات على تلقي الأموال (والهدايا) مقابل خدمات جنسية. وهنا يظهر اختلاف آخر بينها وبين الدعارة؛ تبدأ الدعارة وتنتهي بتبادل المنافع مرة واحدة، بينما تتضمن علاقة الشوغر داديز مع أطفالهم جوانب إضافية مثل الأنشطة الرومنسية، ما يفتح الباب أمام إمكانية التحول إلى علاقة طويلة الأمد، وفي حالات نادرة الزواج.

    الحرية: توفر علاقات الشوغر دادي -مقارنة بالدعارة- مزيدًا من الحرية في اختيار الشريك، بينما توجد قيود إضافية في الدعارة، نتيجة وجود «القوّاد» الذي «يحمي» العاهرة ويحدد العملاء لها، في حين لا نجد مثل هؤلاء الوسطاء في علاقات الشوغر داديز، إذ تبدأ الشراكة أساسًا عبر مواقع الإنترنت.

    التكرار والتطوير: تفتقر الدعارة إلى التنمية الهادفة، أما في علاقات الشوغر داديز، تستمر العلاقة (مع أنها عادةً علاقة سطحية تمامًا) وتتطور بمرور الوقت، ما يُمكّن الشريكين من التعرّف أكثر على بعضهما وإخراج أفضل ما فيهما. تُذكر أيضًا أهمية مظاهر التحمل والصبر، التي تظهر جليًا في السلوكيات المتّبعة بين اللقاءات الجنسية، إذ تسهم في تنمية الحب الدائم والعميق. وبالمثل، يريد الشوغر داديز من طفلاتهم البقاء بجانبهم بعد الممارسة الجنسية، في حين يُتوقع أن تغادر العاهرة مباشرةً بعد الانتهاء من العلاقة الجنسية.

    الالتزام والثقة: تُعدّ قضايا الالتزام والثقة مهمةً في العلاقات الرومانسية، لكن نادرًا ما تُلاحظ في مجال الدعارة، وتوجد وجودًا محدودًا في علاقات الشوغر داديز، وعليه فإن عدد الشركاء في هذه العلاقات أقل بكثير منه في الدعارة، ومن ثمّ تتسم العلاقة بمزيد من الشخصية والحميمية. يُذكر أيضًا ارتباط الميزات المذكورة أعلاه بالفرق بين العلاقات الرومانسية وعلاقات الشوغر داديز:
    • العلاقات الرومانسية أكثر تعقيدًا بكثير من هذه العلاقات.
    • يُعدّ المال أقل أهمية فيها، بالتزامن مع تعاظم أهمية الجانب الرومانسي.
    • توفر العلاقات الرومانسية قدرًا أكبر من الحرية في اختيار الشريك، وتكتسب مظاهر التنمية مزيدًا من الجدوى والمغزى في مثل هذه العلاقات، مثل الالتزام والثقة.
    ما مخاطر هذا النوع من العلاقات؟


    يقول سي. إس. لويس: «الطريق الأكثر أمانًا إلى الجحيم هي الطريق التدريجية، المنحدر اللطيف، الذي تعبره بنعومة ويسر دون أي تغيرات مفاجئة، ودون أحداث جللة، ودون أي إشارات».

    تقع علاقات الشوغر دادي في مكان ما بين الدعارة والحب الرومانسي، وتتسم ببعض المزايا والعيوب المأخوذة من كليهما، ومع أن الآثار الأخلاقية والعملية لهذه العلاقات خارج نطاق هذه المناقشة، لكننا سنذكر بعض المخاطر التي تنطوي عليها.

    ينوه الخبراء بضعف تحكم الشوغر بيبيز وسيطرتهم عمومًا في سياق العلاقة، ما قد يعرضهم إلى بعض المخاطر مثل الاستغلال وغيره، خاصةً مع الصورة الآمنة التي تتيحها هذه العلاقات عند مقارنتها بالدعارة، والنظرة السائدة لدى عدد من الشباب الذين يرون فيها تجربةً مسليةً مليئةً بالمرح، ما يقلل احتمال رصد النساء لهذه المخاطر، ويرفع احتمال تعرضهن للاحتيال والاعتداء.

    يختبر الشوغر بيبيز ظروفًا مغريةً عند أخذ الخطوة الأولى على هذا المنحدر الزلق المحفوف بالمخاطر، ومن ثم غالبًا ما ينزلقون على طول التل، لذلك يرى بعض المطلعين أن هذه العلاقات قد تحمل ضررًا أكبر للمرأة والمجتمع في بعض النواحي عند مقارنتها بالدعارة ذات العلاقات المحددة والمنعزلة.




    قد يُقلَّل أحيانًا من شأن هذه العلاقات بسبب عدم وضوح الحدود الأخلاقية الجوهرية، فينطوي عليه زيادة المخاطر المتعلقة بها وإفساد علاقات الحب الرومانسي. أما في حالات أخرى، قد تكون العلاقات واضحة المعالم لطيفة جدًا، لأنها تضفي إحساسًا بالاستقرار لواقعنا المتزعزع غالبًا! لكن الحياة نادرًا ما تكون واضحة المعالم، ولعل مواقفنا وممارساتنا هي الأجدر بتجسيد هذه الحقيقة. يقول بن زئيف إن العالم الرومانسي قد أصبح أكثر مرونةً وتنوعًا، وعلاقات الشوغر دادي تمثل تجسيدًا لهذا التنوع، وعليه من غير المرجح أن نتمكن من إيقاف هذا التوجه أو إلغائه؛ وعلى العكس من ذلك، قد ينمو في المستقبل.

    التخلي عن الفصل الواضح بين الخير والشر في عالم الرومانسية، مع إدراك وجود عشرات الآراء المختلفة، ليس نهاية العالم، على الرغم من مخاطره.
يعمل...
X