حثي (عماره وفن)
-
الفن الحثي والعمارة الحثية
يعد الفن الحثي أحد فنون الشرق الأدنى القديم. ازدهر هذا الفن في القرنين الرابع عشر والثالث عشر ق.م، وتابع بقايا الحثيين - في جنوبي الأناضول وشمالي سورية - وجودهم الفني حتى القرن السابع ق.م.
عثر على آثار الفن الحثي في مواقع العاصمة حاتوشا وزنجرلي وجرابلس /كركميش وساكجة جوزي Sakge - Geuzi وملاطية وحلب وخان شيخون وأفاميا وقادش. وتحتفظ عدد من متاحف العالم بالآثار الفنية الحثية مثل: المنحوتات والأختام الأسطوانية، ومن هذه المتاحف: المتحف البريطاني واللوفر ومتحف برلين ومتحف حلب ومتحف اصطنبول ومتحف أضنة.
كان الفن الحثي مجهولاً مدة طويلة. وبدأ الاهتمام بدراسته في نهاية القرن التاسع عشر، عندما بدأ الباحثون ينشرون دراساتهم عن مملكة الحثيين وحضارتهم وفنونهم. وتبين أن الفن الحثي قد تأثر بفنون بلاد مابين النهرين، ثم أثّر في الفن اليوناني. ويميز الباحثون مراحل هذا الفن كما يأتي:
- الفن الحثي القديم: من القرن الرابع عشر ق.م حتى القرن الثاني عشر ق.م، ومجيء شعوب البحر.
- الفن الحثي الخليط من القرن الثاني عشر ق.م حتى القرن العاشر ق.م.
- الفن الحثي المتأخر: من القرن التاسع حتى القرن السابع ق.م.
واستنتج الباحثون الخصائص الفنية والجمالية للفن الحثي مثل:
- طابع الخشونة والصلابة.
- التعبير عن جمالية القوة في ملامح الوجوه البشرية والحيوانية (الأسد، النسر).
- التمسك بالتقاليد الشرقية المحلية المتوارثة.
- الاهتمام بالإيحاء، مثل جعل فم الأسد فاغراً يوحي بزئيره، أو إبراز رب المطر والصاعقة (تيشوب) يحرك يده ويوحي بأنه ينزل المطر من الغيوم.
- للمرأة وجودها في الفن الحثي (مثل الربة هبات Hebat - شاوشكا/عشتار والملكة بودو هيبا).
- لفن النحت الحثي وظيفته التزيينية وكان في خدمة العمارة.
- سيادة الأسلوب الواقعي، واهتمام النحات بالتفاصيل وإبراز الشعر واللحية، والملابس ومطرزاتها.
- انتشار الفن الحثي بانتشار نفوذهم.
فن العمران الحثي
أوضحت التنقيبات الأثرية مفهوم تنظيم المدن الحثية الذي يجعل الأسوار تتكيف في امتدادها مع طبيعة الأرض وتعرجاتها وارتفاعها ومنعطفاتها، ويدفع الحثيين إلى تبني شكل (المخطط المستدير) لمدنهم (مثل مدينة زنجرلي) وذلك لخصائصه الدفاعية.
العمارة الحثية
تمثل أقوى مظاهر الفن الحثي، تميزت بتفضيلها الأبنية الضخمة المزينة بالنقوش والتماثيل البارزة المنحوتة على الجدران الصخرية، وأشهرها تلك الموجودة في معبد يازيليكايا Yazilikaya القائم قرب العاصمة حاتوشا والتي تعود إلى القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وهو عصر ازدهار المملكة والحضارة الحثية.
تميزت العمارة الدينية باهتمام المهندسين المعماريين باستمرارها وبقائها إلى أقصى مدة ممكنة، وتزيين مداخل مباني المعابد والقصور بتماثيل الأسود الضخمة التي تبدو حارسة تثير مشاعر الإعجاب والخوف في نفوس شاهديها، ومن هذه المباني يُذكر قصر زنجرلي الذي تبلغ أبعاده 125×60م وقواعد أعمدته مزينة بأجمل الزخارف، وقصر ملاطية الذي تزين مدخله تماثيل الأسود لحراسته لها وظيفة جمالية وسحرية.
فن النحت الحثي
يعد فن النحت الحثي مرآة المجتمع، زود التاريخ بمعلومات عن الحثيين وملامحهم ومعتقداتهم وعاداتهم وأزيائهم، وهو فن ديني عموماً تمثل آثاره مشاهد رب المطر، وشروق الشمس وتألقها في السماء وغروبها، ورموز الأرباب (مثل الأسد واللبوة، والنسر والثور، والغزال) ومن آثارهم الفنية:
- تمثال رب المطر والصاعقة تيشوب وتمثال رب المطر «حدد» المكتشف في زنجرلي.
- تمثال كبير لرب بلحية، يبدو جالساً وبيده الصولجان وبالأخرى الفأس، ويزين عرشه أسدان.
- تمثال رب بلحية، يعلوه لباس رأس له قرن، ويبدو شعر رأسه بشكل ضفائر، وفي قدميه حذاء طرف مقدمته مرتفع، يرفع بيده سلاحه (دبسة)، ويمسك بالأخرى القائمة الأمامية للأسد.
- منحوتة تمثل رباً يعلوه قرص، ويزين صدره قرص، وفي يده اليسرى وعاء، وتتقدم رجله اليمنى تعبيراً عن سيره.
- وثمة منحوتات تمثل كائنات خرافية مجنحة لها رأس حيوان، ومنحوتات تمثل الملك وأربابه أو مع حاشيته، ومشاهد صيد ومواكب جنود وعربات.
- ومنحوتات تمثل حيوانات مختلفة كالنسر والأسد والغزال، والأسد البازلتي الضخم الذي عثر عليه في قرية الشيخ سعد ومعروض في حديقة المتحف الوطني بدمشق، وثمة منحوتات تمثل عبادة النبات المقدس، ومنحوتات تمثل زخارف جميلة ورموزاً متنوعة.
الأختام الأسطوانية والمبسطة
عثر على عدد كبير من الأختام الأسطوانية والمبسطة المتميزة بمشاهدها الأسطورية استخدمها ملوكهم مثل شوبيلوليوما وآرنووانتا Arnuwanta ومواتال Muwatall وحَتوشيلي الثالث Hattushili III، مما يجعل لهذه الأختام قيمة تاريخية وفنية وجمالية ورمزية.
ومن الأختام المبسطة ختم الملك شوبيلوليوما عليه كتابة ثنائية مسمارية وهيروغليفية حثية، وقد تميز فن الكتابة الهيروغليفية الحثية بالجمال.
من الفنون التطبيقية
- الفخار: أبدع الفاخوري روائعه الفخارية المختلفة وزينها برسوم هندسية أو حيوانية.
- الصناعات المعدنية كالأسلحة (مثل السيف والخوذة ).
- النسيج والملابس: تدل المنحوتات الحثية على أهمية النسيج والملابس عند الحثيين.
والخلاصة:
يعد الفن الحثي أحد فنون الشرق الأدنى القديم ولآثاره الفنية قيمتها الجمالية والوثائقية.
بشير زهدي
-
الفن الحثي والعمارة الحثية
عثر على آثار الفن الحثي في مواقع العاصمة حاتوشا وزنجرلي وجرابلس /كركميش وساكجة جوزي Sakge - Geuzi وملاطية وحلب وخان شيخون وأفاميا وقادش. وتحتفظ عدد من متاحف العالم بالآثار الفنية الحثية مثل: المنحوتات والأختام الأسطوانية، ومن هذه المتاحف: المتحف البريطاني واللوفر ومتحف برلين ومتحف حلب ومتحف اصطنبول ومتحف أضنة.
كان الفن الحثي مجهولاً مدة طويلة. وبدأ الاهتمام بدراسته في نهاية القرن التاسع عشر، عندما بدأ الباحثون ينشرون دراساتهم عن مملكة الحثيين وحضارتهم وفنونهم. وتبين أن الفن الحثي قد تأثر بفنون بلاد مابين النهرين، ثم أثّر في الفن اليوناني. ويميز الباحثون مراحل هذا الفن كما يأتي:
- الفن الحثي القديم: من القرن الرابع عشر ق.م حتى القرن الثاني عشر ق.م، ومجيء شعوب البحر.
- الفن الحثي الخليط من القرن الثاني عشر ق.م حتى القرن العاشر ق.م.
- الفن الحثي المتأخر: من القرن التاسع حتى القرن السابع ق.م.
واستنتج الباحثون الخصائص الفنية والجمالية للفن الحثي مثل:
- طابع الخشونة والصلابة.
- التعبير عن جمالية القوة في ملامح الوجوه البشرية والحيوانية (الأسد، النسر).
- التمسك بالتقاليد الشرقية المحلية المتوارثة.
- الاهتمام بالإيحاء، مثل جعل فم الأسد فاغراً يوحي بزئيره، أو إبراز رب المطر والصاعقة (تيشوب) يحرك يده ويوحي بأنه ينزل المطر من الغيوم.
- للمرأة وجودها في الفن الحثي (مثل الربة هبات Hebat - شاوشكا/عشتار والملكة بودو هيبا).
- لفن النحت الحثي وظيفته التزيينية وكان في خدمة العمارة.
- سيادة الأسلوب الواقعي، واهتمام النحات بالتفاصيل وإبراز الشعر واللحية، والملابس ومطرزاتها.
- انتشار الفن الحثي بانتشار نفوذهم.
فن العمران الحثي
أوضحت التنقيبات الأثرية مفهوم تنظيم المدن الحثية الذي يجعل الأسوار تتكيف في امتدادها مع طبيعة الأرض وتعرجاتها وارتفاعها ومنعطفاتها، ويدفع الحثيين إلى تبني شكل (المخطط المستدير) لمدنهم (مثل مدينة زنجرلي) وذلك لخصائصه الدفاعية.
العمارة الحثية
تمثل أقوى مظاهر الفن الحثي، تميزت بتفضيلها الأبنية الضخمة المزينة بالنقوش والتماثيل البارزة المنحوتة على الجدران الصخرية، وأشهرها تلك الموجودة في معبد يازيليكايا Yazilikaya القائم قرب العاصمة حاتوشا والتي تعود إلى القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وهو عصر ازدهار المملكة والحضارة الحثية.
تميزت العمارة الدينية باهتمام المهندسين المعماريين باستمرارها وبقائها إلى أقصى مدة ممكنة، وتزيين مداخل مباني المعابد والقصور بتماثيل الأسود الضخمة التي تبدو حارسة تثير مشاعر الإعجاب والخوف في نفوس شاهديها، ومن هذه المباني يُذكر قصر زنجرلي الذي تبلغ أبعاده 125×60م وقواعد أعمدته مزينة بأجمل الزخارف، وقصر ملاطية الذي تزين مدخله تماثيل الأسود لحراسته لها وظيفة جمالية وسحرية.
فن النحت الحثي
يعد فن النحت الحثي مرآة المجتمع، زود التاريخ بمعلومات عن الحثيين وملامحهم ومعتقداتهم وعاداتهم وأزيائهم، وهو فن ديني عموماً تمثل آثاره مشاهد رب المطر، وشروق الشمس وتألقها في السماء وغروبها، ورموز الأرباب (مثل الأسد واللبوة، والنسر والثور، والغزال) ومن آثارهم الفنية:
- تمثال رب المطر والصاعقة تيشوب وتمثال رب المطر «حدد» المكتشف في زنجرلي.
- تمثال كبير لرب بلحية، يبدو جالساً وبيده الصولجان وبالأخرى الفأس، ويزين عرشه أسدان.
- تمثال رب بلحية، يعلوه لباس رأس له قرن، ويبدو شعر رأسه بشكل ضفائر، وفي قدميه حذاء طرف مقدمته مرتفع، يرفع بيده سلاحه (دبسة)، ويمسك بالأخرى القائمة الأمامية للأسد.
- منحوتة تمثل رباً يعلوه قرص، ويزين صدره قرص، وفي يده اليسرى وعاء، وتتقدم رجله اليمنى تعبيراً عن سيره.
- وثمة منحوتات تمثل كائنات خرافية مجنحة لها رأس حيوان، ومنحوتات تمثل الملك وأربابه أو مع حاشيته، ومشاهد صيد ومواكب جنود وعربات.
- ومنحوتات تمثل حيوانات مختلفة كالنسر والأسد والغزال، والأسد البازلتي الضخم الذي عثر عليه في قرية الشيخ سعد ومعروض في حديقة المتحف الوطني بدمشق، وثمة منحوتات تمثل عبادة النبات المقدس، ومنحوتات تمثل زخارف جميلة ورموزاً متنوعة.
الأختام الأسطوانية والمبسطة
عثر على عدد كبير من الأختام الأسطوانية والمبسطة المتميزة بمشاهدها الأسطورية استخدمها ملوكهم مثل شوبيلوليوما وآرنووانتا Arnuwanta ومواتال Muwatall وحَتوشيلي الثالث Hattushili III، مما يجعل لهذه الأختام قيمة تاريخية وفنية وجمالية ورمزية.
ومن الأختام المبسطة ختم الملك شوبيلوليوما عليه كتابة ثنائية مسمارية وهيروغليفية حثية، وقد تميز فن الكتابة الهيروغليفية الحثية بالجمال.
من الفنون التطبيقية
- الفخار: أبدع الفاخوري روائعه الفخارية المختلفة وزينها برسوم هندسية أو حيوانية.
- الصناعات المعدنية كالأسلحة (مثل السيف والخوذة ).
- النسيج والملابس: تدل المنحوتات الحثية على أهمية النسيج والملابس عند الحثيين.
والخلاصة:
يعد الفن الحثي أحد فنون الشرق الأدنى القديم ولآثاره الفنية قيمتها الجمالية والوثائقية.
بشير زهدي