الملكة حتشبسوت Hatshepsut من أعظم الملكات في تاريخ مصر القديم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الملكة حتشبسوت Hatshepsut من أعظم الملكات في تاريخ مصر القديم

    حتشبسوت

    Hatshepsut - Hatchepsout

    حتشبسوت
    تعد الملكة حتشبسوت Hatshepsut من أعظم الملكات في تاريخ مصر القديم، حققت إنجازات كبيرة في أثناء تسلمها عرش مصر.
    ولدت حتشبسوت لوالدين ملكيين، الأب الملك تحوتمس الأول (1528-1510ق.م)، والملكة «أحمس» الزوجة الملكية. ولم تنجب الأم الملكة أولاداً ذكوراً، ولكن تحوتمس الأول أنجب ولداً ذكراً من زوجة أخرى (موت نفرة)، هو تحوتمس الثاني (1510-1490ق.م) ملك المستقبل، وليكتسب الشرعية في تسلمه عرش مصر، تزوج أخته غير الشقيقة الملكة حتشبسوت (الوريثة الشرعية). وبعد موت والده، اعتلى عرش مصر، ولكن كان لأخته الكلمة المسموعة واليد العليا في إدارة البلاد. ولم يدم هذا الوضع طويلاً، فقد توفي الملك تحوتمس الثاني عام 1490ق.م، وهنا تهيأت الظروف المناسبة كي تضع الملكة، الوريث الشرعي لعرش والده «تحوتمس الثالث» في الظل، وتحكم منفردة مدة اثنتين وعشرين سنة، فكانت تزين رأسها بتاج مصر المزدوج، وترتدي زي الملوك، وتتخذ لنفسها كل الألقاب الملكية، وتستخدم ضمير المذكر في كل النصوص، ولم تكتف بهذا، بل ادّعت لنفسها المولد الإلهي من أبيها الإله آمون، وأن أباها الملك تحوتمس الأول نزل لها عن العرش، وتوجها أمام رجال البلاط. وفي كل ما سلف إنكار صريح لحق أخيها الملك تحوتمس الثاني وابنه تحوتمس الثالث في عرش مصر.
    وفيما يتعلق بإنجازات الملكة، فهي كثيرة، ولكن يذكر أهمها: فقد بنت الملكة الصرح الثامن في معبد الكرنك، ونصبت مسلتين أمام هذا الصرح، جلبتهما من أسوان، كما شيدت معبداً من الغرانيت للإله آمون، وأنشأت مقبرتين، الأولى رقم 20 بوادي الملوك، والثانية خلف معبدها في منطقة الدير البحري. ويعد معبدها في منطقة الدير البحري من أجمل ما بُني في مصر القديمة، فقد استفاد مهندس الملكة من أسلوب بناء معبد الملك منتوحتب الثاني المجاور (من ملوك الأسرة 11)، وأقام المعبد على ثلاثة مسطحات متعاقبة، يعلو الواحد منها الآخر، ويمكن الصعود إليها بوساطة منحدر واسع بين المسطحات. وقد سجلت الملكة على جدران معبدها قصة ولادتها الإلهية، ودعمت صور ولادتها بنصوص نسبتها إلى والدها تحوتمس الأول. ولكن تبقى حملة الملكة التجارية إلى بلاد بونت Punt (إريتريا والصومال)، أعظم إنجازات الملكة الاقتصادية، وقد سجلت الملكة أخبار هذه الحملة بالرسم والكتابة على جدران معبدها في الدير البحري، وكانت الحملة تتألف من خمس سفن، سلكت النيل وقناة وادي الطميلات والبحر الأحمر في الذهاب والإياب، وجلبت من بلاد بونت الأخشاب العطرية والأبنوس والعاج والذهب والبخور والكحل والحيوانات النادرة.
    سعت حتشبسوت لتحقيق الخير لمصر ولشعوب المنطقة في أثناء حكمها، واعتقدت بأن «نهوض وعزة وسيادة مصر على غيرها من الأمم المجاورة، يمكن أن يتحقق بالسمو الثقافي والازدهار الاقتصادي». وأخلصت الملكة لهذه المبادئ، فلم تقم بحروب ضد شعوب منطقة المشرق العربي القديم، بل قامت بإعادة استغلال مناجم سرابة الخادم في شبه جزيرة سيناء، وبحملتها التجارية إلى بلاد بونت.
    واجهت الملكة حتشبسوت المصاعب التي أدت إلى سقوطها، فقد سعى أنصار الملك تحوتمس الثالث من ضباط الجيش وكهان معبد الإله أمون، الذين تضررت مصالحهم جراء السياسة السلمية التي اتبعتها الملكة، إذ كان الضباط يستفيدون مادياً ومعنوياً من الانتصار في المعارك، وكان كهّان المعبد يستفيدون من الغنائم والأتاوات التي يمنحها الحاكم لمعبد الإله أمون الذي نصر الملك، وسعى هؤلاء إلى تنصيب الملك تحوتمس الثالث على عرش مصر. وهكذا نصب الكهان تحوتمس الثالث ملكاً في أثناء طقس معتاد لموكب الإله آمون في معبد الكرنك.
    وبذلك انتهى عهد الملكة حتشبسوت عام 1468ق.م، ومن المحتمل أن نهاية الملكة كانت مأساوية، إذ لم يُعثر على جثتها في مقبرتيها، وقد عدها تحوتمس الثالث مغتصبة لحقه في العرش، كما أنه أزال اسمها من كل الآثار التي أقامتها.
    محمود عبد الحميد
يعمل...
X