اسرائیل شوهت صورة الأول وخنقت صوت الثاني
توفيق غزاوي مصور وكالة « CBS » - إبن طريق الجديدة - وبهيج متني مهندس الصوت ـ ابن الاشرفية - جمعتهما المهنة والمصير الواحد حيث قضيا بقذيفة واحدة لم تفرق بينهما .
تطايرت اشلاؤهما دون تمييز .
توفيق المبتسم .. حتى ساعة النوم .. طباعه هادئة دائم المزاح الممتلىء بالشباب وبالعاطفة قتلوا بسمته وحرموه من « أركيلته » التي لم تفارق صندوق سيارته .
وبهيج الشاهد على أصواتهم وأصوات قذائفهم وأصوات طهارة الأرض والشهادة حرموه من تسجيل انشودة السلام ..
من كان يدري أن قوات الغزو تريدهما معاً ربما لانهما شهدا على ما تقوم به فشكلت مشاهداتهما صوراً تحكي المأساة وتروي أيامها ، واذيعت من كافة تلفزيونات العالم .. إسرائيل تخاف من صورة توفيق وصوت بهيج لذا شوهت صورة الأول وخنقت صوت الثاني !
نبيل إسماعيل .. زميلنا كان آخر من شاهدهما معاً على أرض المعركة ، يروي الحكاية .
في صباح ذلك اليوم حملت كاميراتي وتوجهت إلى الجنوب حيث اللقاء الأخير ، الذي لم أكن اترقبه .
نشرات الاخبار تتقاذفني من موجة إلى موجة وأنا في طريقي إلى صيدا ، حيث من هناك أقرر وجهة الذهاب والتوغل في قرى الجنوب ...
الاذاعات تعلن عن دخول قوات الاحتلال إلى عدة
قرى .... وانا اتوجه إلى كفرملكي وفي بالي ألف سؤال وسؤال ...
الأهالي يتراكضون مخلفين وراءهم أدوات الرعب .. نسال أحدهم اين اصبح الإسرائيليون ؟ . .
لم يدخلوا كفرملكي ... ومنذ نصف ساعة حاول زملاء لكم التقدم فاطلقت إسرائيل عليهم النار ونعتقد أنهم جرحوا ..
وآخر قال مؤكداً : . لا لم يصابوا ، تابعت طريقي إلى بيت رئيس البلدية السيد محمد غندور و اللهفـة تمتلكني أريد التاكد ... من هم الزملاء ... وهل أصيبوا فعلا .
أحاول اجتياز اللحظات كي لا يقتلني التفكير أسرع إلى المنزل وأدخله فأرى توفيق غزاوي وبهيج متني وعياد حركة سالمين إلا من غبار القذائف أصرخ بوجه توفيق ....
الحمد لله على السلامة . . وبدأ توفيق يقص علينا ماحدث قائلا :
ـ تقدمنا على أمل أنهم لن يطلقوا النار على الصحافيين وفجأة أطلق الاسرائيليون علينا قذيفتين سقطنا بالقرب منا واصيبت
سياراتنا ... زحفنا وإختبأنا عند . اخينا ، رئيس البلدية ، قالها توفيق ونظر إلى صاحب البيت مبتسماً - على كل حال الحمد لله على سلامتك يا حاج توفيق ... ودير بالك على حالك انت والشباب ... قالها صاحب البيت ثم أحضر لنا القهوة ... وتبادلنا الأحاديث والمزاح ولم أحس وقتها ان هذا الفنجان ... هو آخر فنجان قهوة يشربه توفيق وبهيج ولم أعي للآن انه آخر لقاء بيننا ...
ربع ساعة .... مضت قبل أن تبدأ عملية سحب السيارات من قبل الصليب الأحمر ... فيما هممت انا بالرحيل قائلا لهم : « فلنترك كفر ملكي ، لا يوجد شيء للتصوير هنا . ... إلا ان الحاج توفيق أصر على الانتظار مشيرا إلى وجود تحركات عسكرية ...
غادرت المنطقة والحاج يطلب مني إبلاغ تحياته للزملاء والشباب قائلا لي - دير بالك على حالك . . كانت آخر كلمات قالها الحاج توفيق غزاوي مصور آل ( CHS ) وزميله بهيج ... اللذين كانت قذيفة اسرائيل تترصدهما .
كانت القذيفة هذه المرة تحمل إسم توفيق و إسم زميله ورقم بطاقتيهما الصحافية ...
خمس دقائق بعد مغادرتي لزملاء الأمس وأنا اجتاز بلدة كفرملكي باتجاه كفرحتي .. أطلقت قذيفتان من دبابة ، ميركافا ، باتجاه توفيق غزاوي وبهيج متني وعياد حركة سقطتا على بعد مترين ... فقتلت بسمة ودعابة توفيق مع رصانة بهيج وشوهت ساقي عياد حركة .
- نبيل إسماعيل -
Israel distorted the image of the first and stifled the voice of the second
Tawfiq Ghazzawi, cameraman of the CBS agency, son of Tariq al-Jadida, and Bahij Matni, sound engineer, son of Ashrafieh, brought them together by profession and the same destiny, as they were killed by a single missile that did not separate them.
Their remains were scattered indiscriminately.
The smiling Tawfiq.. until the hour of sleep.. his calm nature, always joking, full of youth and passion. They killed him with his smile and deprived him of his “hookah” that did not leave the trunk of his car.
And the joy of the witness to their voices and the sounds of their shells and the sounds of the purity of the land and the martyrdom prevented him from recording the song of peace..
Who knew that the invading forces wanted them together, perhaps because they witnessed what they are doing, so their views formed images that tell the tragedy and narrate its days, and were broadcasted from all televisions in the world.
Nabil Ismail.. Our colleague was the last to see them together on the battlefield, telling the story.
On the morning of that day, I carried my cameras and headed to the south for the last meeting, which I was not expecting.
News bulletins toss me from wave to wave on my way to Sidon, from where I decide where to go and incursion into the villages of the south...
The radio announces the entry of the occupation forces into several
Villages.... I am heading to Kfarmalki with a thousand questions in my mind...
The people are running, leaving behind the tools of terror. We ask one of them: Where are the Israelis? . .
They did not enter Kfarmalki... Half an hour ago, your colleagues tried to advance, but Israel opened fire on them, and we believe that they were wounded.
And another confirmed: No, they were not injured. I continued on my way to the house of the mayor, Mr. Muhammad Ghandour, and I was anxious. I wanted to make sure... who were the colleagues... and were they really injured?
I try to pass through the moments so that thinking does not kill me. I hurry to the house and enter it, and I see Tawfiq Ghazzawi, Bahij Matni, and Ayad Harka, safe from the dust of the shells. I scream at Tawfiq....
Thank God for safety . . Tawfiq began telling us what had happened, saying:
We advanced hoping that they would not shoot at the journalists, and suddenly the Israelis fired two shells at us.
Our cars... we crawled and hid at. Our brother, the head of the municipality, said Tawfiq and looked at the owner of the house smiling - Anyway, thank God for your safety, Hajj Tawfiq ... and take care of yourself and the youth ... said the owner of the house and then bring us coffee ... and we exchanged conversations and banter and I did not feel At the time, this cup was the last cup of coffee that Tawfiq and Bahij drank, and I did not realize until now that it was the last meeting between us.
A quarter of an hour passed before the Red Cross started towing the cars... while I was about to leave, saying to them: “Let us leave Kafr Melki, there is nothing to photograph here.” ... However, Hajj Tawfiq insisted on waiting, indicating the presence of military movements...
I left the area and the pilgrim asked me to convey his greetings to the colleagues and the youth, telling me - take care of yourself. . These were the last words said by Hajj Tawfiq Ghazzawi, the CHS photographer, and his colleague, Bahij, who were being watched by an Israeli missile.
This time, the bomb bore the name of Tawfiq, the name of his colleague, and the number of their press cards...
Five minutes after I left yesterday's colleagues as I passed the town of Kfarmalki towards Kfarhati.. Two Merkava tanks were fired at Tawfiq Ghazzawi, Bahij Matni, and Ayad Harka. They fell two meters away... I killed Tawfiq's smile and humor with Bahij's sobriety and maimed Ayad Harka's legs.
- Nabil Ismail -
توفيق غزاوي مصور وكالة « CBS » - إبن طريق الجديدة - وبهيج متني مهندس الصوت ـ ابن الاشرفية - جمعتهما المهنة والمصير الواحد حيث قضيا بقذيفة واحدة لم تفرق بينهما .
تطايرت اشلاؤهما دون تمييز .
توفيق المبتسم .. حتى ساعة النوم .. طباعه هادئة دائم المزاح الممتلىء بالشباب وبالعاطفة قتلوا بسمته وحرموه من « أركيلته » التي لم تفارق صندوق سيارته .
وبهيج الشاهد على أصواتهم وأصوات قذائفهم وأصوات طهارة الأرض والشهادة حرموه من تسجيل انشودة السلام ..
من كان يدري أن قوات الغزو تريدهما معاً ربما لانهما شهدا على ما تقوم به فشكلت مشاهداتهما صوراً تحكي المأساة وتروي أيامها ، واذيعت من كافة تلفزيونات العالم .. إسرائيل تخاف من صورة توفيق وصوت بهيج لذا شوهت صورة الأول وخنقت صوت الثاني !
نبيل إسماعيل .. زميلنا كان آخر من شاهدهما معاً على أرض المعركة ، يروي الحكاية .
في صباح ذلك اليوم حملت كاميراتي وتوجهت إلى الجنوب حيث اللقاء الأخير ، الذي لم أكن اترقبه .
نشرات الاخبار تتقاذفني من موجة إلى موجة وأنا في طريقي إلى صيدا ، حيث من هناك أقرر وجهة الذهاب والتوغل في قرى الجنوب ...
الاذاعات تعلن عن دخول قوات الاحتلال إلى عدة
قرى .... وانا اتوجه إلى كفرملكي وفي بالي ألف سؤال وسؤال ...
الأهالي يتراكضون مخلفين وراءهم أدوات الرعب .. نسال أحدهم اين اصبح الإسرائيليون ؟ . .
لم يدخلوا كفرملكي ... ومنذ نصف ساعة حاول زملاء لكم التقدم فاطلقت إسرائيل عليهم النار ونعتقد أنهم جرحوا ..
وآخر قال مؤكداً : . لا لم يصابوا ، تابعت طريقي إلى بيت رئيس البلدية السيد محمد غندور و اللهفـة تمتلكني أريد التاكد ... من هم الزملاء ... وهل أصيبوا فعلا .
أحاول اجتياز اللحظات كي لا يقتلني التفكير أسرع إلى المنزل وأدخله فأرى توفيق غزاوي وبهيج متني وعياد حركة سالمين إلا من غبار القذائف أصرخ بوجه توفيق ....
الحمد لله على السلامة . . وبدأ توفيق يقص علينا ماحدث قائلا :
ـ تقدمنا على أمل أنهم لن يطلقوا النار على الصحافيين وفجأة أطلق الاسرائيليون علينا قذيفتين سقطنا بالقرب منا واصيبت
سياراتنا ... زحفنا وإختبأنا عند . اخينا ، رئيس البلدية ، قالها توفيق ونظر إلى صاحب البيت مبتسماً - على كل حال الحمد لله على سلامتك يا حاج توفيق ... ودير بالك على حالك انت والشباب ... قالها صاحب البيت ثم أحضر لنا القهوة ... وتبادلنا الأحاديث والمزاح ولم أحس وقتها ان هذا الفنجان ... هو آخر فنجان قهوة يشربه توفيق وبهيج ولم أعي للآن انه آخر لقاء بيننا ...
ربع ساعة .... مضت قبل أن تبدأ عملية سحب السيارات من قبل الصليب الأحمر ... فيما هممت انا بالرحيل قائلا لهم : « فلنترك كفر ملكي ، لا يوجد شيء للتصوير هنا . ... إلا ان الحاج توفيق أصر على الانتظار مشيرا إلى وجود تحركات عسكرية ...
غادرت المنطقة والحاج يطلب مني إبلاغ تحياته للزملاء والشباب قائلا لي - دير بالك على حالك . . كانت آخر كلمات قالها الحاج توفيق غزاوي مصور آل ( CHS ) وزميله بهيج ... اللذين كانت قذيفة اسرائيل تترصدهما .
كانت القذيفة هذه المرة تحمل إسم توفيق و إسم زميله ورقم بطاقتيهما الصحافية ...
خمس دقائق بعد مغادرتي لزملاء الأمس وأنا اجتاز بلدة كفرملكي باتجاه كفرحتي .. أطلقت قذيفتان من دبابة ، ميركافا ، باتجاه توفيق غزاوي وبهيج متني وعياد حركة سقطتا على بعد مترين ... فقتلت بسمة ودعابة توفيق مع رصانة بهيج وشوهت ساقي عياد حركة .
- نبيل إسماعيل -
Israel distorted the image of the first and stifled the voice of the second
Tawfiq Ghazzawi, cameraman of the CBS agency, son of Tariq al-Jadida, and Bahij Matni, sound engineer, son of Ashrafieh, brought them together by profession and the same destiny, as they were killed by a single missile that did not separate them.
Their remains were scattered indiscriminately.
The smiling Tawfiq.. until the hour of sleep.. his calm nature, always joking, full of youth and passion. They killed him with his smile and deprived him of his “hookah” that did not leave the trunk of his car.
And the joy of the witness to their voices and the sounds of their shells and the sounds of the purity of the land and the martyrdom prevented him from recording the song of peace..
Who knew that the invading forces wanted them together, perhaps because they witnessed what they are doing, so their views formed images that tell the tragedy and narrate its days, and were broadcasted from all televisions in the world.
Nabil Ismail.. Our colleague was the last to see them together on the battlefield, telling the story.
On the morning of that day, I carried my cameras and headed to the south for the last meeting, which I was not expecting.
News bulletins toss me from wave to wave on my way to Sidon, from where I decide where to go and incursion into the villages of the south...
The radio announces the entry of the occupation forces into several
Villages.... I am heading to Kfarmalki with a thousand questions in my mind...
The people are running, leaving behind the tools of terror. We ask one of them: Where are the Israelis? . .
They did not enter Kfarmalki... Half an hour ago, your colleagues tried to advance, but Israel opened fire on them, and we believe that they were wounded.
And another confirmed: No, they were not injured. I continued on my way to the house of the mayor, Mr. Muhammad Ghandour, and I was anxious. I wanted to make sure... who were the colleagues... and were they really injured?
I try to pass through the moments so that thinking does not kill me. I hurry to the house and enter it, and I see Tawfiq Ghazzawi, Bahij Matni, and Ayad Harka, safe from the dust of the shells. I scream at Tawfiq....
Thank God for safety . . Tawfiq began telling us what had happened, saying:
We advanced hoping that they would not shoot at the journalists, and suddenly the Israelis fired two shells at us.
Our cars... we crawled and hid at. Our brother, the head of the municipality, said Tawfiq and looked at the owner of the house smiling - Anyway, thank God for your safety, Hajj Tawfiq ... and take care of yourself and the youth ... said the owner of the house and then bring us coffee ... and we exchanged conversations and banter and I did not feel At the time, this cup was the last cup of coffee that Tawfiq and Bahij drank, and I did not realize until now that it was the last meeting between us.
A quarter of an hour passed before the Red Cross started towing the cars... while I was about to leave, saying to them: “Let us leave Kafr Melki, there is nothing to photograph here.” ... However, Hajj Tawfiq insisted on waiting, indicating the presence of military movements...
I left the area and the pilgrim asked me to convey his greetings to the colleagues and the youth, telling me - take care of yourself. . These were the last words said by Hajj Tawfiq Ghazzawi, the CHS photographer, and his colleague, Bahij, who were being watched by an Israeli missile.
This time, the bomb bore the name of Tawfiq, the name of his colleague, and the number of their press cards...
Five minutes after I left yesterday's colleagues as I passed the town of Kfarmalki towards Kfarhati.. Two Merkava tanks were fired at Tawfiq Ghazzawi, Bahij Matni, and Ayad Harka. They fell two meters away... I killed Tawfiq's smile and humor with Bahij's sobriety and maimed Ayad Harka's legs.
- Nabil Ismail -