كلمة العدد
مع نهاية هذا العام سيكون لمجلة « فن التصوير » محطة تقديرية للفنانين الضوئيين الذين قدموا إنتاجاً فنياً أو تقنياً أو بحثاً أو مؤلفات أسهمت وتُسهم بدفع عجلة الفن الضوئي لمزيد من التحديث والمعاصرة .
وهذه الخطوة التكريمية ، والتي ستصبح تقليداً سنوياً ، وإن تكن قد جاءت متأخرة ، فإنها تهدف إلى القاء الضوء على المجلين في هذا المجال ، وبالتالي ستتحول إلى حافز للتعاطي الفوتوغرافي من المنظار الفني ، وفي سبيل الاستمرار تصاعدياً لعطاء أفضل ، لمصلحة تقدم وإزدهار الفن الفوتوغرافي .
هذه الخطوة الجديدة تمثلت بتخصيص ثلاث جوائز تقديرية تُمنح سنوياً ـ من قبل إدارة المجلة ـ عن الأعمال المصورة المتميزة وهذه الصور سوف يتم إختيارها من بين الصور والأعمال المنشورة عبر المجلة وعلى مدى اعدادها الأثني عشر .
هذا ومن المباديء الأولية لهذه الجوائز عدم إقتصارها على نوع محدد من الصور ، كما ستقوم لجنة خاصة بمهمة مراقبة الأعمال المنشورة في المجلة من صور وتحقيقات ومقابلات ، أو مواضيع تقنية وابحاث ومؤلفات وتقديمها بالتالي في إجتماع عام أمام لجنة تُعقد سنوياً بين ٢٥ كانون الثاني « يناير » و ٥ شباط « فبراير » لاختيار ثلاثة من المصورين المميزين ، على امتداد العالم العربي ، بغض النظر عن وضعية هؤلاء المصورين ـ كمحترفين او هواة - لأن الصورة المميزة هي التي تصنف موقع صاحبها .
إن خطوتنا هذه قد تكون مرحلة متقدمة بعدما لمسنا جدية المتعاطين مع الشأن الفوتوغرافي ، إنما تطورها واستمرارها يكمنان في النوعية المعطاة من الأعمال والتي تستحق الوقوف عندها . والتي نأمل تقدمها وإستمرارها ..
- رئيس التحرير
فلاش يقدمه أحمد الأسعد
رحلةالكاميرا بحثا عن الحقيقة وانواعها
بعد عشر سنوات وأكثر على محنتنا ، نستطيع القول بما لا يقبل الشك أن الكاميرا خاضت معركتها بكل شرف وصدق نابعين من رحلة مشبعة بالآلام ومفعمة بالأحاسيس الواقعية المرئية ، والتسجيل الحدثي بالعين كانا خلف كل مشاهدات الكاميرا ، تلك الآلة البعيدة كل البعد عن ضروب التحيز والتصنيفات .
الكاميرا ... تلك الآلة اللامذهبية ، والتي لا تنتمي إلى جنس او عرق او لون .. الآلة التي تعالت على كل الاعتبارات والمواقف هي وحدها التي إستطاعت طرق كل الأبواب وتجاوزت كل المستحيلات بعد رحلة من البحث والتنقيب والغوص بعيداً في الأعماق ، الغوص في مكنونات الإنسان وهمومه توصلا إلى تسجيل تلك الحقيقة زادها اليومي الذي لا تقوى على العيش بدونه ـ فجاءت « تسجيلاتها » هذه صوراً تنقل لنا المآسي بالف ثوب وثوب ، لأن الزمن هو زمن المآسي .. زمن الحقيقة المرة والآلام والدموع في مسيرتها هذه ، دخلت الكاميرا إلى البيوت متأطئة الرأس تحاشياً للانقاض المرتسمة على واجهات البيوت التي صعقتها حقيقة من نوع آخر ، حقيقة الشر الكامن في اعداء الإنسان والحضارة .
هبطت إلى الملاجيء ، فسجلت الكاميرا صرخات الأطفال لتنقل عنهم حكايات المآسي والبراءة في مزيج غريب يتجلى بعيون الطفولة المتفتحة على الأهوال ، المتجمدة على الرعب بما فيها من وعي لحجم الفاجعة والمستقبل شبه الضائع .
الكاميرا تكمل مسيرتها بين الاطلال يفاجئها الزرع النابت من وسط الحجارة - حجارة المنازل والمحلات والساحات والقلاع - زرع ينبت من خلايا صخرية فيكرس حقيقة أخرى تحكي عن التفاؤل المقبل بعنوان جدید تجاوز الخطب والشعارات : « حياة تنهض من بين الانقاض ! » إنها رمز المعاندة والتحدي والبقاء .
زارت مدناً ، فسجلت حكاية المستقبل ، ومرت على القرى ، تنقل التراث رمزاً وصوراً وأصالة . عبرت الشوارع غير آبهة للخوف والرعب ، فقطعت الأسلاك وداست الحواجز مبشرة بتعميم صورة للحقيقة على كل « المخافر » والحواجز علهم يدركون المعنى الكامن وراء الانتماء للحق ومعاداة الباطل .
تطول الرحلة ، نصاب بالإرهاق وبالكلل ، والكاميرا على حالها لا تعرف في قاموسها معنى الأرهاق أو التعب والتلكؤ ... كل ما تعرفه يصب في خانة استمرار الرحلة التي تجاوزت عملية البحث عن الحقيقة ، إلى تعميمها بعدما أدركت المعادلة الكبرى ...
الحقيقة رهن باتفاق الأكثرية على صورتها ... فالحقيقة الفردية اكذوبة وتسلط ، ولن تصبح أمراً واقعاً إلا مع شمولية الالتفاف حولها ، وهذه هي الكاميرا ، يوماً بعد يوم تعمل على تعميم صور للحقيقة على كل الأشخاص والاطراف والتجمعات مطالبة بترسيخ مفاهيمها لئلا تبقى مجرد سراب يستحيل الامساك به ..
مع نهاية هذا العام سيكون لمجلة « فن التصوير » محطة تقديرية للفنانين الضوئيين الذين قدموا إنتاجاً فنياً أو تقنياً أو بحثاً أو مؤلفات أسهمت وتُسهم بدفع عجلة الفن الضوئي لمزيد من التحديث والمعاصرة .
وهذه الخطوة التكريمية ، والتي ستصبح تقليداً سنوياً ، وإن تكن قد جاءت متأخرة ، فإنها تهدف إلى القاء الضوء على المجلين في هذا المجال ، وبالتالي ستتحول إلى حافز للتعاطي الفوتوغرافي من المنظار الفني ، وفي سبيل الاستمرار تصاعدياً لعطاء أفضل ، لمصلحة تقدم وإزدهار الفن الفوتوغرافي .
هذه الخطوة الجديدة تمثلت بتخصيص ثلاث جوائز تقديرية تُمنح سنوياً ـ من قبل إدارة المجلة ـ عن الأعمال المصورة المتميزة وهذه الصور سوف يتم إختيارها من بين الصور والأعمال المنشورة عبر المجلة وعلى مدى اعدادها الأثني عشر .
هذا ومن المباديء الأولية لهذه الجوائز عدم إقتصارها على نوع محدد من الصور ، كما ستقوم لجنة خاصة بمهمة مراقبة الأعمال المنشورة في المجلة من صور وتحقيقات ومقابلات ، أو مواضيع تقنية وابحاث ومؤلفات وتقديمها بالتالي في إجتماع عام أمام لجنة تُعقد سنوياً بين ٢٥ كانون الثاني « يناير » و ٥ شباط « فبراير » لاختيار ثلاثة من المصورين المميزين ، على امتداد العالم العربي ، بغض النظر عن وضعية هؤلاء المصورين ـ كمحترفين او هواة - لأن الصورة المميزة هي التي تصنف موقع صاحبها .
إن خطوتنا هذه قد تكون مرحلة متقدمة بعدما لمسنا جدية المتعاطين مع الشأن الفوتوغرافي ، إنما تطورها واستمرارها يكمنان في النوعية المعطاة من الأعمال والتي تستحق الوقوف عندها . والتي نأمل تقدمها وإستمرارها ..
- رئيس التحرير
فلاش يقدمه أحمد الأسعد
رحلةالكاميرا بحثا عن الحقيقة وانواعها
بعد عشر سنوات وأكثر على محنتنا ، نستطيع القول بما لا يقبل الشك أن الكاميرا خاضت معركتها بكل شرف وصدق نابعين من رحلة مشبعة بالآلام ومفعمة بالأحاسيس الواقعية المرئية ، والتسجيل الحدثي بالعين كانا خلف كل مشاهدات الكاميرا ، تلك الآلة البعيدة كل البعد عن ضروب التحيز والتصنيفات .
الكاميرا ... تلك الآلة اللامذهبية ، والتي لا تنتمي إلى جنس او عرق او لون .. الآلة التي تعالت على كل الاعتبارات والمواقف هي وحدها التي إستطاعت طرق كل الأبواب وتجاوزت كل المستحيلات بعد رحلة من البحث والتنقيب والغوص بعيداً في الأعماق ، الغوص في مكنونات الإنسان وهمومه توصلا إلى تسجيل تلك الحقيقة زادها اليومي الذي لا تقوى على العيش بدونه ـ فجاءت « تسجيلاتها » هذه صوراً تنقل لنا المآسي بالف ثوب وثوب ، لأن الزمن هو زمن المآسي .. زمن الحقيقة المرة والآلام والدموع في مسيرتها هذه ، دخلت الكاميرا إلى البيوت متأطئة الرأس تحاشياً للانقاض المرتسمة على واجهات البيوت التي صعقتها حقيقة من نوع آخر ، حقيقة الشر الكامن في اعداء الإنسان والحضارة .
هبطت إلى الملاجيء ، فسجلت الكاميرا صرخات الأطفال لتنقل عنهم حكايات المآسي والبراءة في مزيج غريب يتجلى بعيون الطفولة المتفتحة على الأهوال ، المتجمدة على الرعب بما فيها من وعي لحجم الفاجعة والمستقبل شبه الضائع .
الكاميرا تكمل مسيرتها بين الاطلال يفاجئها الزرع النابت من وسط الحجارة - حجارة المنازل والمحلات والساحات والقلاع - زرع ينبت من خلايا صخرية فيكرس حقيقة أخرى تحكي عن التفاؤل المقبل بعنوان جدید تجاوز الخطب والشعارات : « حياة تنهض من بين الانقاض ! » إنها رمز المعاندة والتحدي والبقاء .
زارت مدناً ، فسجلت حكاية المستقبل ، ومرت على القرى ، تنقل التراث رمزاً وصوراً وأصالة . عبرت الشوارع غير آبهة للخوف والرعب ، فقطعت الأسلاك وداست الحواجز مبشرة بتعميم صورة للحقيقة على كل « المخافر » والحواجز علهم يدركون المعنى الكامن وراء الانتماء للحق ومعاداة الباطل .
تطول الرحلة ، نصاب بالإرهاق وبالكلل ، والكاميرا على حالها لا تعرف في قاموسها معنى الأرهاق أو التعب والتلكؤ ... كل ما تعرفه يصب في خانة استمرار الرحلة التي تجاوزت عملية البحث عن الحقيقة ، إلى تعميمها بعدما أدركت المعادلة الكبرى ...
الحقيقة رهن باتفاق الأكثرية على صورتها ... فالحقيقة الفردية اكذوبة وتسلط ، ولن تصبح أمراً واقعاً إلا مع شمولية الالتفاف حولها ، وهذه هي الكاميرا ، يوماً بعد يوم تعمل على تعميم صور للحقيقة على كل الأشخاص والاطراف والتجمعات مطالبة بترسيخ مفاهيمها لئلا تبقى مجرد سراب يستحيل الامساك به ..
تعليق