حنجره (اعراض وامراض)
Larynx (syndromes and diseases-) - Larynx (syndromes et maladies-)
الحنجرة (أعراض وأمراض -)
لأمراض الحنجرة أعراض تتظاهر بـ: ألم في الحنجرة والبلعوم وبحة الصوت وعسرة البلع وعسرة التنفس أو الزلة التنفسية، في حالة الإصابات الشديدة، وقد تترافق بضباح (خانوق) croup وسعال ونفث دم.
و تظهر هذه الأعراض أو العلامات إما مجتمعة أو متفرقة، وتكون على درجات من الشدة تختلف بحسب سبب الإصابة وشدتها.
الآفات الرضية والجروح
إن شكل العنق مع بروز الفك السفلي إلى الأمام في الأعلى، ووجود عظم القص والترقوتين في الأسفل يشكلان حماية كبيرة للحنجرة من الأذى في حالات عدة كالسقوط والصدمات.
كما أن الحركة الجانبية للحنجرة تنقص كثيراً من انضغاط الحنجرة بعوامل خارجية والغضاريف الحنجرية تحمي النسج الرخوة داخل الحنجرة وعلى الرغم من هذه العوامل، فإن الحنجرة معرضة لجروح مفتوحة أو مغلقة وإلى دخول أجسام غريبة فيها أو حروق داخلية وانضغاطات خارجية.
- الجروح المفتوحة: إن الطلقات النارية والجروح القاطعة بسكين أو شفرة تؤدي لأذيات شديدة قد تكون في أغلب الأحيان مميتة مما يدفع لتأمين فوري للطريق التنفسي بإجراء تنبيب للحنجرة ثم القيام بعملية خزع رغامى وترميم الجروح المفتوحة. ومن أعراض الجروح حدوث النزف، وعسرة التنفس.
- الرضوض المغلقة: تحدث نتيجة حركة شديدة في العنق أو الاصطدام بجسم صلب كحافة كرسي أو كما يتم في حوادث السير باصطدام العنق بمقود السيارة، وكذلك في لكمة يد قوية أو ضربة قدم أو عصا، كما أن انضغاط الحنجرة يحدث في محاولة الخنق أو في حالات الشنق بالحبل، وجميع هذه الأسباب تؤدي إلى حدوث أذية شديدة في الحنجرة. ومن أعراض الرضوض عسرة التنفس وتكون فجائية وتنجم عن نزف شديد تحت الغشاء المخاطي أو انتفاخ غازي في النسج الرخوة للعنق وفي المنصف، وبحة الصوت وعسرة البلع، ونفث دموي قد يكون خفيفاً، وألم مختلف الشدة وكذلك مضض بالجس، وسحجات خارجية تشاهد في محاولة الخنق.
وتكون المعالجة في الحالات الشديدة: بخزع الرغامى فوراً، وتفجير الورم الدموي إذا وجد، وإعطاء الصادات المناسبة، وقد يصبح استئصال الحنجرة الجزئي ضرورياً فيما بعد في حال وجود كسر في الغضروف الدرقي أو حدوث التصاقات لاحقة.
- حروق الحنجرة: وتكون داخلية عادة وتحدث إما باستنشاق غازات مخرشة أو دخان كثيف وكذلك في حال ابتلاع مواد كاوية.
وهناك أسباب أخرى رضية للحنجرة تؤدي إلى حدوث بحة صوتية منها: تنبيب الحنجرة المديد في السبات، واستعمال الصوت بشدة وبطريقة غير صحيحة كما هو الأمر عند بعض المغنين.
التهابات الحنجرة
وهي حادة ومزمنة:فالحادة منها تترافق بالتهابات الطرق التنفسية العلوية في الأنف والجيوب والبلعوم، وتكون من منشأ فيروسي أو جرثومي. كما أن التعرض للبرد والرطوبة والمخرشات كالدخان والغبار هي عوامل مهيئة لحدوث التهاب الحنجرة.
ومن أعراض التهابات الحنجرة:بحة الصوت وتكون على درجات مختلفة من الشدة، وألم البلعوم والحنجرة، والسعال التخريشي النوبي.
وتخف هذه الأعراض بعد يومين وتزول في اليوم الخامس حتى السابع من الإصابة.
تتم الوقاية بتجنب المخرشات التي تكثر في الأماكن المزدحمة كالمقاهي، وعدم التعرض للهواء الجاف والشمس.
المعالجة: راحة صوتية تامة وتجنب المخرشات واستنشاق هواء رطب وتناول مشروبات ساخنة مع مسكنات وصادات مناسبة.
ومن أشكال التهابات الحنجرة الحادة:
- التهاب الحنجرة الحاد عند الأطفال: هو أشد خطورة منه عند الكبار، وذلك بسبب عدم اكتمال المناعة الجرثومية لالتهاب الطرق التنفسية ولسهولة تسبيبه انسداد الطريق الهوائي. يضاف إلى ذلك ضعف قدرة الطفل على إخراج المفرزات المخاطية بالسعال، ويترافق هذا النوع من الالتهاب عند الأطفال عادة بالتهاب الطرق التنفسية.
الأعراض: يسبق حدوث الأعراض الشديدة ألم في البلعوم مع حمى خفيفة، وسعال من النوع التشنجي الفجائي، وعسرة التنفس التي تصاحبها زرقة خفيفة وصوت ضباحي.
التشخيص التفريقي:يجب تفريق الالتهاب الحاد في الحنجرة عند الأطفال عن الخناق الدفتريائي الذي يؤكد بالزرع الجرثومي وعن وجود جسم غريب في الحنجرة والوذمة الناجمة عن استنشاق أبخرة حارة أو مواد كاوية ووذمة كوينكة التحسسية المنشأ.
المعالجة: وتكون بالصادات واستعمال خيمة بخار رطب وتناول المقشعات وتنبيب الحنجرة في حال الانسداد التنفسي، وخزع الرغامى إذا كان الانسداد شديداً.
- التهاب الحنجرة الخناقي (الدفتريائي): ينجم عن العصيات الخناقية (كليبس لوفلر)، ويكون امتداداً لالتهاب البلعوم الخناقي. يصيب الأطفال دون سن العاشرة، وقد خفت هذه الإصابات كثيراً وذلك بسبب التلقيح المبكر.
وتتصف الإصابة به بسعال خشن في البدء، وضباح مع زلة تنفسية في أثناء الشهيق مترافقة مع زرقة وانخفاض جدار الصدر، وترفع حروري؛ ويكون النبض سريعاً وضعيفاً ترافقه حمى، تتشكل أغشية بيضاء رمادية في البلعوم والحنجرة تنزف إذا كشطت.
تكون المعالجة بإعطاء المصل المضاد للخناق وريدياً أو في العضل وبكميات كبيرة حتى في حالة الشك، كما يعطى الأكسجين والصادات الملائمة، ويجرى خزع الرغامى في حال الانسداد التنفسي.
أما التهابات الحنجرة المزمنة فتنقسم إلى التهابات لا نوعية والتهابات نوعية:
- الالتهابات المزمنة اللانوعية: قد تعقب الالتهابات الحادة ولكنها تحدث غالباً تدريجياً لأسباب عدة منها: الاستعمال الخاطئ للصوت، باستعمال الشدة غير اللازمة للتصويت ووجود التهاب في مناطق أعلى الحنجرة كما في أمراض البلعوم والجيوب والأسنان واللوزتين والناميات وخصوصاً المترافقة بالسعال الشديد. والتناول الزائد للمشروبات الكحولية والتدخين والتعرض المستمر للمخرشات كالدخان والغبار والأبخرة.
الأعراض: بحة صوت وتكون متقطعة في البدء وتخف باستمرار التكلم، وألم في البلعوم، وسعال يتصف بأنه متقطع وجاف ويحاول المريض عن طريقه تنظيف البلعوم.
وتكون المعالجة بالراحة الصوتية والتدريب على كيفية استعمال الصوت وإعطاء الصادات المناسبة، بعد إجراء الزرع الجرثومي والتحسس الدوائي مع تبخيرة رطبة والابتعاد عن العوامل المخرشة، وقد يحتاج الأمر إلى تقشير الحبل الصوتي في الحالات المزمنة التي تؤدي إلى ضخامة الحبلين الصوتيين.
- الالتهابات المزمنة النوعية ومنها: سل الحنجرة: ويكون ثانوياً في الغالب لإصابة رئوية، ويتظاهر سريرياً بضعف الصوت في البدء ثم تصبح البحة مزمنة مع سعال مزمن وبلع مؤلم وألم أذن انعكاسي وحس مضض في الحنجرة بالجس. ويبدي تنظير الحنجرة احتقاناً أو تقرحاً أو براعم في حافة الحبل الصوتي.
يعتمد التشخيص على إجراء صورة شعاعية للصدر وزرع القشع مع التحسس الدوائي، وربما احتاج الأمر إلى القيام بخزعة مباشرة للتشخيص التفريقي.
يعالج هذا الالتهاب بإعطاء P.A.S + Isoniazid + Streptomycin+ Rifampicin.
أورام الحنجرة
تقسم إلى أورام سليمة وأورام خبيثة والعرض الأول لهذه الأورام هو بحة الصوت التي تختلف شدتها وقوتها بحسب توضع الورم في أقسام الحنجرة وخاصة التوضع على الحبلين الصوتيين، كما أنها تترافق بسعال تخريشي وعسرة تنفس في حال الأورام الكبيرة.
يعتمد التشخيص على القصة السريرية للمريض، والفحص السريري المباشر وغير المباشر سواء بالمرآة أو المنظار، وأخذ خزعة من الورم إذا كان كبيراً أو استئصاله إذا كان صغيراً ليفحص نسيجياً وتقرر بعده نوع المعالجة اللازمة للمريض.
- الأورام السليمة:
1ـ المرجلات (السليلات) والعقد الحنجرية: وهي انتفاخات صغيرة تنشأ عن توذم أو نزف في الطبقة تحت الغشاء المخاطي للحبل الصوتي، وتكون إما موضعة في جزء الحبل الصوتي أو منتشرة على امتداده، وقد تكون العقد مزدوجة ومتقابلة على الحبلين الصوتيين وتظهر في سن 40 إلى 50 سنة من العمر، وتدعى عقد المغنين وتشاهد عند الذين يستعملون أصواتهم بشدة كالمعلمين والمطربين والممثلين والخطباء.
2- الأورام الحليمية: وتكون إما وحيدة أو متعددة، وتظهر بشكل ثؤلولي لونها زهري أو أحمر غامق.
وسببها غالباً فيروسات، وهناك عدة طرق للمعالجة كالاستئصال الجراحي المتكرر وبشكل محافظ والكي الكهربائي أو بالليزر وإعطاء الصادات الملائمة، ويجرى خزع الرغامى في حال الانسداد التنفسي.
3- الأورام الليفية في الحنجرة: نادرة الحدوث وتشاهد ما بين سن 30 إلى 50 سنة من العمر، وتتوضع في الثلث المتوسط أو الأمامي للحبل الصوتي والمعالجة تكون بالاستئصال الجراحي.
4- كيسات الحنجرة: تقسم إلى كيسات ولادية حقيقية وكيسات كاذبة، تشاهد في لسان المزمار والحبل الصوتي، وتكون رقيقة الجدار وناعمة بعكس الكيسات الولادية التي تكون عميقة وسميكة الجدار. وهناك كيسات حنجرية مكتسبة تشاهد عند الذكور البالغين وخصوصاً في صانعي الأدوات الزجاجية بالنفخ أو الموسيقيين الذين يستعملون الأدوات الموسيقية بالنفخ. وتعالج الكيسات بالاستئصال الجراحي.
5- الأورام الوعائية: تشاهد عند الأطفال في الأشهر الثلاثة الأولى من العمر في منطقة تحت المزمار، كما تشاهد عند الكبار في المنطقة فوق المزمار وتمتد إلى البلعوم الحنجري وليس لها أعراض.
يفضل عند الأطفال إعطاء مقدار ضئيل من الأشعة وعند الكبار تترك دون معالجة.
6- الأورام الغضروفية.
ـ الأورام الخبيثة: وتشكل نسبة 2% من عموم أورام الجسم الخبيثة، وتحدث بنسبة 5 بالعشرة آلاف بين المدخنين وفي الذكور أكثر من الإناث، وغالباً ما تحدث فوق سن الـ 40 من العمر. وتظهر في منطقة المزمار أو في منطقة تحت المزمار.
تنتشر هذه الأورام إما مباشرة أو عن طريق الأوعية اللمفاوية إلى العقد اللمفاوية المجاورة، أو عن طريق الدوران الدموي إلى مناطق بعيدة في الجسم كالكبد والرئة والعظام.
إن النوع الأكثر شيوعاً هو الورم البشروي الخبيث، وهناك أنواع نادرة الحدوث كالأورام القاعدية الخلايا والساركوما والأورام الصباغية.
ومن الأعراض السريرية بحة الصوت: وهي العرض المبكر وخصوصاً في أورام الحبل الصوتي، وشعور مبهم بعدم الراحة في البلعوم وسعال تخريشي؛ وفي المراحل الأخيرة تظهر عسرة التنفس وعسرة البلع وفقد الشهية ورائحة تنفس كريهة ونحول ونفث دموي.
يعتمد التشخيص على القصة السريرية، وفحص البلعوم والحنجرة مع أخذ خزعة، وفحص العنق لمعرفة حركة الحنجرة ووجود عقد لمفاوية مجسوسة، وتصوير شعاعي للصدر، وفحص القشع لتحري الخلايا الورمية، وتصوير طبقي محوري للعنق.
وتكون المعالجة جراحية في الدرجة الأولى وهي استئصال جزئي من الحبل الصوتي عندما يكون الورم صغيراً ومحدوداً في الحبل الصوتي، واستئصال الحبل الصوتي كاملاً مع استئصال نصف الحنجرة، أو استئصال كامل الحنجرة مع تجريف العقد اللمفاوية للعنق أو دون ذلك في الحالات المتقدمة.
المعالجات الملطفة: وهي إما كيمياوية أو شعاعية أو مشتركة معاً، وهذا بحسب شدة الحالة أو حدوث النكس بعد المعالجة، وفي المراحل الأخيرة من الإصابة يوضع أنبوب للتغذية عبر الأنف، أو تجرى عملية خزع المعدة.
الإصابات الحنجرية ذات المنشأ العصبي
وتقسم إلى إصابات حسية وإصابات حركية.
أ- الإصابات العصبية الحسية ومنها:
ـ زوال حس الحنجرة: وفيه يفقد الحس في الغشاء المخاطي المبطن للحنجرة ويشكل جزءاً من إصابة عصبية واسعة للبلعوم والحنجرة بإصابة العصب الحنجري العلوي أو إصابة العصب المبهم ذاته، ويكون في أغلب الحالات وحيد الجانب وقد يكون ثنائي الجانب في حالات أشد كما في: إصابات التصلب اللويحي وانسداد الشريان المخيخي السفلي الخلفي وحدوث نزف دماغي في منطقة جذع الدماغ.
وقد تكون الإصابة عابرة كما في حالات الخناق الدفتريائي والتسمم بالرصاص وأهم الأعراض هنا هي استنشاق الأجسام الغريبة من طعام وشراب بسبب فقد المنعكسات الدفاعية في الحنجرة، وما ينتج منها من حدوث ذات الرئة الاستنشاقية. وتكون المعالجة بمدواة السبب، مع تغذية المريض بالأنبوب أو إجراء خزع المعدة.
ـ فرط حس الحنجرة: يحدث غالباً عند النساء وخصوصاً في سن الإياس، ويحدث في حالات التدخين المزمن وتناول المشروبات الكحولية، وقد يكون ثانوياً في حالات التهابية مزمنة في أعلى الحنجرة كالأسنان والفم والجيوب الأنفية، كما يحدث عند العصابيين neurotic.
وأهم أعراضه هي الشكوى من حس ألم ووخز وحرق وخشونة في البلعوم، وعدم السيطرة على السعال، وتكون المعالجة بإزالة الأسباب، وإعطاء مضادات الخمج موضعياً.
ب- الإصابات العصبية الحركية:
ـ تشنج الحنجرة عند الأطفال الصغار: يكون فجائياً وشديد الشهيق مترافقاً مع ضباح، وغالباً يحدث عند الأطفال المصابين بفرط التحسس، ومعالجته بسحب اللسان وإعطاء مضادات التشنج والأكسجين، ورش الوجه بماء بارد.
ـ تشنج الحنجرة عند الكبار: ينتج من تقلص تشنجي زفيري للعضلات المقربة في الحنجرة، ويكون ثانوياً لأخماج مزمنة في البلعوم والفم والجيوب الوجهية.
كذلك يشاهد في حالات انضغاط العصب الراجع أو العصب المبهم بأم دم صدرية، أو وجود ورم في الغدة الدرقية أو المنصف أو المري.
ـ شلل الحنجرة: وينجم عن إصابة العصب الراجع في طرف واحد أو في طرفين في أثناء جراحة العنق وخاصة الغدة الدرقية. كما يمكن للعصب الراجع أن يتأذى بانضغاطه في أورام المنصف وأورام القصبات الكبيرة وأمهات الدم الصدرية.
وتحدث شلول الحنجرة في الإصابات الدماغية المركزية كما في أورام الحفرة الخلفية والتهابات السحايا القاعدية وكسور قاعدة الجمجمة والأورام الخبيثة في البلعوم الأنفي.
الإصابات الحنجرية النفسية المنشأ
يذكر منها: حس خدر وفرط حس، وسعال تخريشي، وتشنج حنجرة هراعي (هستريائي)، ويكون عادة في أثناء الشهيق ويترافق بشعور الاختناق، وفقد الصوت الهستريائي ويشاهد في النساء الصغيرات، ويكون فجائياً بعد صدمة عاطفية، ولكن المريضة تضحك وتصرخ بشكل طبيعي.
مختار الطرشة
Larynx (syndromes and diseases-) - Larynx (syndromes et maladies-)
الحنجرة (أعراض وأمراض -)
لأمراض الحنجرة أعراض تتظاهر بـ: ألم في الحنجرة والبلعوم وبحة الصوت وعسرة البلع وعسرة التنفس أو الزلة التنفسية، في حالة الإصابات الشديدة، وقد تترافق بضباح (خانوق) croup وسعال ونفث دم.
و تظهر هذه الأعراض أو العلامات إما مجتمعة أو متفرقة، وتكون على درجات من الشدة تختلف بحسب سبب الإصابة وشدتها.
الآفات الرضية والجروح
إن شكل العنق مع بروز الفك السفلي إلى الأمام في الأعلى، ووجود عظم القص والترقوتين في الأسفل يشكلان حماية كبيرة للحنجرة من الأذى في حالات عدة كالسقوط والصدمات.
كما أن الحركة الجانبية للحنجرة تنقص كثيراً من انضغاط الحنجرة بعوامل خارجية والغضاريف الحنجرية تحمي النسج الرخوة داخل الحنجرة وعلى الرغم من هذه العوامل، فإن الحنجرة معرضة لجروح مفتوحة أو مغلقة وإلى دخول أجسام غريبة فيها أو حروق داخلية وانضغاطات خارجية.
- الجروح المفتوحة: إن الطلقات النارية والجروح القاطعة بسكين أو شفرة تؤدي لأذيات شديدة قد تكون في أغلب الأحيان مميتة مما يدفع لتأمين فوري للطريق التنفسي بإجراء تنبيب للحنجرة ثم القيام بعملية خزع رغامى وترميم الجروح المفتوحة. ومن أعراض الجروح حدوث النزف، وعسرة التنفس.
- الرضوض المغلقة: تحدث نتيجة حركة شديدة في العنق أو الاصطدام بجسم صلب كحافة كرسي أو كما يتم في حوادث السير باصطدام العنق بمقود السيارة، وكذلك في لكمة يد قوية أو ضربة قدم أو عصا، كما أن انضغاط الحنجرة يحدث في محاولة الخنق أو في حالات الشنق بالحبل، وجميع هذه الأسباب تؤدي إلى حدوث أذية شديدة في الحنجرة. ومن أعراض الرضوض عسرة التنفس وتكون فجائية وتنجم عن نزف شديد تحت الغشاء المخاطي أو انتفاخ غازي في النسج الرخوة للعنق وفي المنصف، وبحة الصوت وعسرة البلع، ونفث دموي قد يكون خفيفاً، وألم مختلف الشدة وكذلك مضض بالجس، وسحجات خارجية تشاهد في محاولة الخنق.
وتكون المعالجة في الحالات الشديدة: بخزع الرغامى فوراً، وتفجير الورم الدموي إذا وجد، وإعطاء الصادات المناسبة، وقد يصبح استئصال الحنجرة الجزئي ضرورياً فيما بعد في حال وجود كسر في الغضروف الدرقي أو حدوث التصاقات لاحقة.
- حروق الحنجرة: وتكون داخلية عادة وتحدث إما باستنشاق غازات مخرشة أو دخان كثيف وكذلك في حال ابتلاع مواد كاوية.
وهناك أسباب أخرى رضية للحنجرة تؤدي إلى حدوث بحة صوتية منها: تنبيب الحنجرة المديد في السبات، واستعمال الصوت بشدة وبطريقة غير صحيحة كما هو الأمر عند بعض المغنين.
التهابات الحنجرة
وهي حادة ومزمنة:فالحادة منها تترافق بالتهابات الطرق التنفسية العلوية في الأنف والجيوب والبلعوم، وتكون من منشأ فيروسي أو جرثومي. كما أن التعرض للبرد والرطوبة والمخرشات كالدخان والغبار هي عوامل مهيئة لحدوث التهاب الحنجرة.
ومن أعراض التهابات الحنجرة:بحة الصوت وتكون على درجات مختلفة من الشدة، وألم البلعوم والحنجرة، والسعال التخريشي النوبي.
وتخف هذه الأعراض بعد يومين وتزول في اليوم الخامس حتى السابع من الإصابة.
تتم الوقاية بتجنب المخرشات التي تكثر في الأماكن المزدحمة كالمقاهي، وعدم التعرض للهواء الجاف والشمس.
المعالجة: راحة صوتية تامة وتجنب المخرشات واستنشاق هواء رطب وتناول مشروبات ساخنة مع مسكنات وصادات مناسبة.
ومن أشكال التهابات الحنجرة الحادة:
- التهاب الحنجرة الحاد عند الأطفال: هو أشد خطورة منه عند الكبار، وذلك بسبب عدم اكتمال المناعة الجرثومية لالتهاب الطرق التنفسية ولسهولة تسبيبه انسداد الطريق الهوائي. يضاف إلى ذلك ضعف قدرة الطفل على إخراج المفرزات المخاطية بالسعال، ويترافق هذا النوع من الالتهاب عند الأطفال عادة بالتهاب الطرق التنفسية.
الأعراض: يسبق حدوث الأعراض الشديدة ألم في البلعوم مع حمى خفيفة، وسعال من النوع التشنجي الفجائي، وعسرة التنفس التي تصاحبها زرقة خفيفة وصوت ضباحي.
التشخيص التفريقي:يجب تفريق الالتهاب الحاد في الحنجرة عند الأطفال عن الخناق الدفتريائي الذي يؤكد بالزرع الجرثومي وعن وجود جسم غريب في الحنجرة والوذمة الناجمة عن استنشاق أبخرة حارة أو مواد كاوية ووذمة كوينكة التحسسية المنشأ.
المعالجة: وتكون بالصادات واستعمال خيمة بخار رطب وتناول المقشعات وتنبيب الحنجرة في حال الانسداد التنفسي، وخزع الرغامى إذا كان الانسداد شديداً.
- التهاب الحنجرة الخناقي (الدفتريائي): ينجم عن العصيات الخناقية (كليبس لوفلر)، ويكون امتداداً لالتهاب البلعوم الخناقي. يصيب الأطفال دون سن العاشرة، وقد خفت هذه الإصابات كثيراً وذلك بسبب التلقيح المبكر.
وتتصف الإصابة به بسعال خشن في البدء، وضباح مع زلة تنفسية في أثناء الشهيق مترافقة مع زرقة وانخفاض جدار الصدر، وترفع حروري؛ ويكون النبض سريعاً وضعيفاً ترافقه حمى، تتشكل أغشية بيضاء رمادية في البلعوم والحنجرة تنزف إذا كشطت.
تكون المعالجة بإعطاء المصل المضاد للخناق وريدياً أو في العضل وبكميات كبيرة حتى في حالة الشك، كما يعطى الأكسجين والصادات الملائمة، ويجرى خزع الرغامى في حال الانسداد التنفسي.
أما التهابات الحنجرة المزمنة فتنقسم إلى التهابات لا نوعية والتهابات نوعية:
- الالتهابات المزمنة اللانوعية: قد تعقب الالتهابات الحادة ولكنها تحدث غالباً تدريجياً لأسباب عدة منها: الاستعمال الخاطئ للصوت، باستعمال الشدة غير اللازمة للتصويت ووجود التهاب في مناطق أعلى الحنجرة كما في أمراض البلعوم والجيوب والأسنان واللوزتين والناميات وخصوصاً المترافقة بالسعال الشديد. والتناول الزائد للمشروبات الكحولية والتدخين والتعرض المستمر للمخرشات كالدخان والغبار والأبخرة.
الأعراض: بحة صوت وتكون متقطعة في البدء وتخف باستمرار التكلم، وألم في البلعوم، وسعال يتصف بأنه متقطع وجاف ويحاول المريض عن طريقه تنظيف البلعوم.
وتكون المعالجة بالراحة الصوتية والتدريب على كيفية استعمال الصوت وإعطاء الصادات المناسبة، بعد إجراء الزرع الجرثومي والتحسس الدوائي مع تبخيرة رطبة والابتعاد عن العوامل المخرشة، وقد يحتاج الأمر إلى تقشير الحبل الصوتي في الحالات المزمنة التي تؤدي إلى ضخامة الحبلين الصوتيين.
- الالتهابات المزمنة النوعية ومنها: سل الحنجرة: ويكون ثانوياً في الغالب لإصابة رئوية، ويتظاهر سريرياً بضعف الصوت في البدء ثم تصبح البحة مزمنة مع سعال مزمن وبلع مؤلم وألم أذن انعكاسي وحس مضض في الحنجرة بالجس. ويبدي تنظير الحنجرة احتقاناً أو تقرحاً أو براعم في حافة الحبل الصوتي.
يعتمد التشخيص على إجراء صورة شعاعية للصدر وزرع القشع مع التحسس الدوائي، وربما احتاج الأمر إلى القيام بخزعة مباشرة للتشخيص التفريقي.
يعالج هذا الالتهاب بإعطاء P.A.S + Isoniazid + Streptomycin+ Rifampicin.
أورام الحنجرة
تقسم إلى أورام سليمة وأورام خبيثة والعرض الأول لهذه الأورام هو بحة الصوت التي تختلف شدتها وقوتها بحسب توضع الورم في أقسام الحنجرة وخاصة التوضع على الحبلين الصوتيين، كما أنها تترافق بسعال تخريشي وعسرة تنفس في حال الأورام الكبيرة.
يعتمد التشخيص على القصة السريرية للمريض، والفحص السريري المباشر وغير المباشر سواء بالمرآة أو المنظار، وأخذ خزعة من الورم إذا كان كبيراً أو استئصاله إذا كان صغيراً ليفحص نسيجياً وتقرر بعده نوع المعالجة اللازمة للمريض.
- الأورام السليمة:
1ـ المرجلات (السليلات) والعقد الحنجرية: وهي انتفاخات صغيرة تنشأ عن توذم أو نزف في الطبقة تحت الغشاء المخاطي للحبل الصوتي، وتكون إما موضعة في جزء الحبل الصوتي أو منتشرة على امتداده، وقد تكون العقد مزدوجة ومتقابلة على الحبلين الصوتيين وتظهر في سن 40 إلى 50 سنة من العمر، وتدعى عقد المغنين وتشاهد عند الذين يستعملون أصواتهم بشدة كالمعلمين والمطربين والممثلين والخطباء.
2- الأورام الحليمية: وتكون إما وحيدة أو متعددة، وتظهر بشكل ثؤلولي لونها زهري أو أحمر غامق.
وسببها غالباً فيروسات، وهناك عدة طرق للمعالجة كالاستئصال الجراحي المتكرر وبشكل محافظ والكي الكهربائي أو بالليزر وإعطاء الصادات الملائمة، ويجرى خزع الرغامى في حال الانسداد التنفسي.
3- الأورام الليفية في الحنجرة: نادرة الحدوث وتشاهد ما بين سن 30 إلى 50 سنة من العمر، وتتوضع في الثلث المتوسط أو الأمامي للحبل الصوتي والمعالجة تكون بالاستئصال الجراحي.
4- كيسات الحنجرة: تقسم إلى كيسات ولادية حقيقية وكيسات كاذبة، تشاهد في لسان المزمار والحبل الصوتي، وتكون رقيقة الجدار وناعمة بعكس الكيسات الولادية التي تكون عميقة وسميكة الجدار. وهناك كيسات حنجرية مكتسبة تشاهد عند الذكور البالغين وخصوصاً في صانعي الأدوات الزجاجية بالنفخ أو الموسيقيين الذين يستعملون الأدوات الموسيقية بالنفخ. وتعالج الكيسات بالاستئصال الجراحي.
5- الأورام الوعائية: تشاهد عند الأطفال في الأشهر الثلاثة الأولى من العمر في منطقة تحت المزمار، كما تشاهد عند الكبار في المنطقة فوق المزمار وتمتد إلى البلعوم الحنجري وليس لها أعراض.
يفضل عند الأطفال إعطاء مقدار ضئيل من الأشعة وعند الكبار تترك دون معالجة.
6- الأورام الغضروفية.
ـ الأورام الخبيثة: وتشكل نسبة 2% من عموم أورام الجسم الخبيثة، وتحدث بنسبة 5 بالعشرة آلاف بين المدخنين وفي الذكور أكثر من الإناث، وغالباً ما تحدث فوق سن الـ 40 من العمر. وتظهر في منطقة المزمار أو في منطقة تحت المزمار.
تنتشر هذه الأورام إما مباشرة أو عن طريق الأوعية اللمفاوية إلى العقد اللمفاوية المجاورة، أو عن طريق الدوران الدموي إلى مناطق بعيدة في الجسم كالكبد والرئة والعظام.
إن النوع الأكثر شيوعاً هو الورم البشروي الخبيث، وهناك أنواع نادرة الحدوث كالأورام القاعدية الخلايا والساركوما والأورام الصباغية.
ومن الأعراض السريرية بحة الصوت: وهي العرض المبكر وخصوصاً في أورام الحبل الصوتي، وشعور مبهم بعدم الراحة في البلعوم وسعال تخريشي؛ وفي المراحل الأخيرة تظهر عسرة التنفس وعسرة البلع وفقد الشهية ورائحة تنفس كريهة ونحول ونفث دموي.
يعتمد التشخيص على القصة السريرية، وفحص البلعوم والحنجرة مع أخذ خزعة، وفحص العنق لمعرفة حركة الحنجرة ووجود عقد لمفاوية مجسوسة، وتصوير شعاعي للصدر، وفحص القشع لتحري الخلايا الورمية، وتصوير طبقي محوري للعنق.
وتكون المعالجة جراحية في الدرجة الأولى وهي استئصال جزئي من الحبل الصوتي عندما يكون الورم صغيراً ومحدوداً في الحبل الصوتي، واستئصال الحبل الصوتي كاملاً مع استئصال نصف الحنجرة، أو استئصال كامل الحنجرة مع تجريف العقد اللمفاوية للعنق أو دون ذلك في الحالات المتقدمة.
المعالجات الملطفة: وهي إما كيمياوية أو شعاعية أو مشتركة معاً، وهذا بحسب شدة الحالة أو حدوث النكس بعد المعالجة، وفي المراحل الأخيرة من الإصابة يوضع أنبوب للتغذية عبر الأنف، أو تجرى عملية خزع المعدة.
الإصابات الحنجرية ذات المنشأ العصبي
وتقسم إلى إصابات حسية وإصابات حركية.
أ- الإصابات العصبية الحسية ومنها:
ـ زوال حس الحنجرة: وفيه يفقد الحس في الغشاء المخاطي المبطن للحنجرة ويشكل جزءاً من إصابة عصبية واسعة للبلعوم والحنجرة بإصابة العصب الحنجري العلوي أو إصابة العصب المبهم ذاته، ويكون في أغلب الحالات وحيد الجانب وقد يكون ثنائي الجانب في حالات أشد كما في: إصابات التصلب اللويحي وانسداد الشريان المخيخي السفلي الخلفي وحدوث نزف دماغي في منطقة جذع الدماغ.
وقد تكون الإصابة عابرة كما في حالات الخناق الدفتريائي والتسمم بالرصاص وأهم الأعراض هنا هي استنشاق الأجسام الغريبة من طعام وشراب بسبب فقد المنعكسات الدفاعية في الحنجرة، وما ينتج منها من حدوث ذات الرئة الاستنشاقية. وتكون المعالجة بمدواة السبب، مع تغذية المريض بالأنبوب أو إجراء خزع المعدة.
ـ فرط حس الحنجرة: يحدث غالباً عند النساء وخصوصاً في سن الإياس، ويحدث في حالات التدخين المزمن وتناول المشروبات الكحولية، وقد يكون ثانوياً في حالات التهابية مزمنة في أعلى الحنجرة كالأسنان والفم والجيوب الأنفية، كما يحدث عند العصابيين neurotic.
وأهم أعراضه هي الشكوى من حس ألم ووخز وحرق وخشونة في البلعوم، وعدم السيطرة على السعال، وتكون المعالجة بإزالة الأسباب، وإعطاء مضادات الخمج موضعياً.
ب- الإصابات العصبية الحركية:
ـ تشنج الحنجرة عند الأطفال الصغار: يكون فجائياً وشديد الشهيق مترافقاً مع ضباح، وغالباً يحدث عند الأطفال المصابين بفرط التحسس، ومعالجته بسحب اللسان وإعطاء مضادات التشنج والأكسجين، ورش الوجه بماء بارد.
ـ تشنج الحنجرة عند الكبار: ينتج من تقلص تشنجي زفيري للعضلات المقربة في الحنجرة، ويكون ثانوياً لأخماج مزمنة في البلعوم والفم والجيوب الوجهية.
كذلك يشاهد في حالات انضغاط العصب الراجع أو العصب المبهم بأم دم صدرية، أو وجود ورم في الغدة الدرقية أو المنصف أو المري.
ـ شلل الحنجرة: وينجم عن إصابة العصب الراجع في طرف واحد أو في طرفين في أثناء جراحة العنق وخاصة الغدة الدرقية. كما يمكن للعصب الراجع أن يتأذى بانضغاطه في أورام المنصف وأورام القصبات الكبيرة وأمهات الدم الصدرية.
وتحدث شلول الحنجرة في الإصابات الدماغية المركزية كما في أورام الحفرة الخلفية والتهابات السحايا القاعدية وكسور قاعدة الجمجمة والأورام الخبيثة في البلعوم الأنفي.
الإصابات الحنجرية النفسية المنشأ
يذكر منها: حس خدر وفرط حس، وسعال تخريشي، وتشنج حنجرة هراعي (هستريائي)، ويكون عادة في أثناء الشهيق ويترافق بشعور الاختناق، وفقد الصوت الهستريائي ويشاهد في النساء الصغيرات، ويكون فجائياً بعد صدمة عاطفية، ولكن المريضة تضحك وتصرخ بشكل طبيعي.
مختار الطرشة