يُعرف قصور الغدة الدرقية:
hypothyroidism بأنه النقص في إنتاج الهرمون الدرقي
عادةً ما يحدث قصور الغدة الدرقية عند الأطفال عند وجود مشكلة تشريحية أو التهاب في الغدة الدرقية.
تعتمد الأعراض على عمر الطفل، ولكنها تتضمن تأخر النمو والتطور.
يستند التشخيص إلى اختبارات التحري عند حديثي الولادة، والاختبارات الدموية، واختبارات التصوير الشعاعي.
تُعالج الحالة بوصف أدوية مُعيضة عن الهرمون الدرقي.
الغدة الدرقية هي واحدة من الغدد الصماء التي تتوضع في الرقبة.
تطرح الغدد الصماء هرموناتها في مجرى الدم مباشرةً
الهرمونات هي مواد كيميائية تؤثر في نشاط أجزاء أخرى من الجسم.
تقوم الغدة الدرقية بإفراز الهرمون الدرقي.
يتحكم الهرمون الدرقي في معدل الاستقلاب في الجسم، بما في ذلك معدل ضربات القلب، وكيفية تنظيم الجسم لدرجة حرارته.
إذا لم تُنتج الغدة الدرقية كميات كافية من الهرمون الدرقي، فقد يؤدي ذلك إلى تباطؤ تلك الوظائف.
هناك نوعان من قصور الغدة الدرقية عند الأطفال الرضع والأطفال الأكبر سنًا:
قصور الغدة الدرقية الخلقي: تكون هذه الحالة موجودة منذ الولادة
قصور الغدة الدرقية المكتسب: يحدث بعد الولادة
قصور الغدة الدرقية الخلقي:
يحدث قصور الغدة الدرقية الخلقي عندما لا تتطور الغدة الدرقية أو لا تعمل بشكل صحيح قبل الولادة.
يحدث هذا النوع من قصور الغدة الدرقية بنسبة 1 لكل 2,000 إلى 3,000 حالة ولادة.تحدث معظم الحالات بشكل عفوي، إلا أن حوالى 10-20% منها تكون موروثة.
تحدث معظم الحالات الخلقية من قصور الغدة الدرقية (حوالى 85% منها) بسبب غياب الغدة الدرقية، أو عدم تطورها بشكل كافٍ، أو توضعها في مكان خاطئ.وفي حالات أقل شيوعًا، قد تتطور الغدة الدرقية بشكل طبيعي ولكنها لا تقوم بإنتاج الهرمون الدرقي بصورة صحيحة.
يمكن أن يحدث قصور الغدة الدرقية الخلقي إذا لم تكن الأم تحصل على كميات كافية من اليود في طعامها (عوز اليود).
يُعد عوز اليود من الحالات النادرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه قد يكون شائعًا في بعض البلدان النامية.
ومن الأسباب الأخرى النادرة قصور الغدة الدرقية المركزي.
ينجم قصور الغدة الدرقية المركزي عن المشاكل البنيوية التي تحدث في أثناء نمو وتطور الغدة النخامية.
يمكن في بعض الأحيان أن تصل الأدوية التي تُستخدمها الأم في علاج الاضطرابات الدرقية أو المواد في الأغذية إلى الجنين عبر المشيمة وتُسبب قصورًا خلقيًا في الغدة الدرقية بشكل مؤقت.ويمكن في حالات نادرة أن يحدث شذوذ في تطور الغدة النخامية وتفشل في تحفيز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمون الدرقي .
قصور الغدة الدرقية المُكتسب
يحدث قصور الغدة الدرقية المكتسب بعد الولادة؛وذلك في وقت لاحق من الطفولة والمراهقة.
عادةً ما ينجم هذا النوع من قصور الغدة الدرقية عن التهاب الغدة الدرقية بحسب هاشيموتو.في التهاب الغدة الدرقية بحسب هاشيموتو، يهاجم الجهاز المناعي للجسم خلايا الغدة الدرقية مُسببًا التهابًا مزمنًا فيها، وهو ما يؤدي إلى تناقص إنتاج الهرمون الدرقي.
تشمل الأسبابُ الأخرى الأقل شُيُوعًا لقصور الغُدَّة الدرقية المكتسب على المُعالجة الشعاعيَّة للرأس والرقبة لبعض أنواع السرطان، واستخدام بعض الأدوية (مثل ليثيوم lithium أو الأميودارون amiodarone).كما يحدث قصور الغدة الدرقية نتيجة لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية أو نتيجة لسرطان الغُدَّة الدرقية.
الأعراض
تتباين أعراض قصور الغدة الدرقية بحسب عمر الطفل.
الرُّضع والأطفال الصغار
في حال حدوث عوز اليود في وقت مبكر جدًا من الحمل، فقد يعاني الأطفال الرضع من فشل شديد في النمو، وسمات وجهية غير طبيعية، وإعاقة ذهنية، وتصلب العضلات بحيث يُصبح من الصعب تحريكها والتحكم بها (فرط توتر تشنجي spasticity).
في البداية، تكون لدى معظم الأطفال الرضع الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية أعراض قليلة أو لا تكون لديهم أية أعراض، لأن بعض كميات من الهرمون الدرقي تكون قد وصلت إليهم من الأم عبر المشيمة.حالما تنفد كمية الهرمون الدرقي الواصلة من الأم، تبدأ الأعراض بالظهور تدريجيًا، ويصبح المرض قابلاً للكشف عند إجراء اختبارات التحري عند حديثي الولادة.
في حال عدم علاج قصور نشاط الغدة الدرقية، فسوف يتباطأ نمو الدماغ، وقد يعاني الطفل من ضعف المقوية العضلية، ونقص السمع، وضخامة اللسان، وسوء التغذية، وبكاء مبحوح.يمكن لتأخير علاج الحالات الشديدة من قصور الغدة الدرقية أن يُؤدي إلى إعاقة ذهنية وقصر قامة.
الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين
تكون بعض الأعراض عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقن مشابهة لأعراض قصور الغدة الدرقية عند البالغين (مثل زيادة الوزن، والإرهاق، والإمساك، وتقصّف الشعر وجفافه، وجفاف الجلد وتشققه وزيادة سماكته).تتضمن الأعراض التي تظهر فقط عند الأطفال تباطؤ النمو، وتأخر تطور الهيكل العظمي، و تأخر البلوغ.
التشخيص:
- اختبارت التحري عند حديثي الولادة
- الاختبارات الدموية
- اختبارات التصوير الشعاعي في بعض الأحيان
حالما يجري تشخيص قصور الغدة الدرقية الخلقي، فقد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات تصوير شعاعي مثل:
التصوير بالنوكليدات المشعة أو التصوير بتخطيط الصدى لتحديد حجم وموضع الغدة الدرقية.
كما تُجرى اختبارات الغدة الدرقية أيضًا عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، والذين قد يشتبه الأطباء بإصابتهم بقصور الغدة الدرقية.قد يُجرى أيضًا تصوير بتخطيط الصدى إذا اشتبه الطبيب بإصابة الطفل بتضخم الغدة الدرقية (الدُراق goiter).
يقوم الطبيب بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والغدة النخامية عند الأطفال الذين يعانون من قصور غدة درقية لنفي الأسباب الدماغية المحتملة الأخرى.
العلاج:
المُعالجة المعيضة بالهرمون الدرقي
عادةً ما يُعطى الأطفال المصابون بقصور الغدة الدرقية الخلقي مُعالجة بالهرمون الدرقي الصُنعي ليفوثيروكسين levothyroxine.يحتاج معظم الأطفال لتناول المعالجة المُعيضة بالهرمون الدرقي طوال الحياة.تُعطى المعالجة المُعيضة بالهرمون الدرقي للطفل بشكل أقراص، ويمكن طحن هذه الأقراص وجعلها بشكل معجون لكي تُناسب الأطفال الرضع.ينبغي عدم إعطاء الهرمون الدرقي الصُنعي بالتزامن مع حليب الصويا، أو مكملات الحديد أو الكالسيوم، لأن هذه المكملات قد تُقلل من امتصاص الهرمون الدرقي الصنعي.
يستمر الطبيب في مراقبة الطفل عن طريق إجراء الاختبارات الدموية بفواصل ثابتة بحسب عمره.يُراقب الأطفال بشكل مكثف أكثر في السنوات الأولى من الحياة.