الحسين بـن طلال Al-Hussein ibn Talal ملك المملكة الأردنية الهاشمية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسين بـن طلال Al-Hussein ibn Talal ملك المملكة الأردنية الهاشمية

    حسين طلال

    Al-Hussein ibn Talal - Al-Hussein ibn Talal

    الحسين بـن طلال
    (1935-1999)
    الحسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية (1953-1999) ولد في 14 تشرين الثاني في عمان، وهو الابن الأكبر للملك طلال بن عبد الله بن الحسين، وينتهي نسب الأسرة إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، وتنعت بالأسرة الهاشمية، بدأ حياته الدراسية في سن الخامسة عندما التحق بالمدرسة الأهلية في العاصمة «عمان»، ثم تابع دراسته الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية بعمان أيضاً.
    التحق بكلية فيكتوريا بالإسكندرية لمتابعة دراسته الثانوية، وانتسب بعد ذلك إلى كلية هاردكولج في بريطانيا عام 1950، ثم التحق بكلية «ساندهيرست» العسكرية، وأمضى فيها قرابة العام. كان مقرباً جداً من جده الملك عبد الله، وكان برفقته في زيارة إلى القدس لحضور صلاة الجمعة في المسجد الأقصى حينما اغتاله شاب فلسطيني في 20 تموز عام 1951.
    بعد وفاة جده، انتقلت السلطة إلي والده الأمير طلال بن عبد الله، ولكن المرض الذي كان يعانيه الملك طلال حال دون ممارسته للسلطة، فقرر مجلس الأمة نقلها إلى الأمير الحسين، ولي العهد في 11آب 1952.
    ولمّا كان الحسين دون سن الرشد، فقد تقرر تعيين مجلس وصاية مؤلف من إبراهيم هاشم رئيس مجلس الأعيان، وسليمان طوقان وعبد الرحمن الرشيدات عضوي المجلس، وأقسم الحسين اليمين الدستورية بتاريخ 6/5/1953.
    عين الحسين ولياً للعهد الأمير عبد الله بن الحسين بتاريخ 30/1/1962 م، ثم نقل ولاية العهد إلى شقيقه الأمير الحسن بن طلال بتاريخ1/4/1965، لكنه أعاد ولاية العهد من جديد، قبيل وفاته، إلى ولده الأمير عبد الله الذي نصب ملكاً دستورياً بعد وفاة والده (1999)، وعّين شقيقه الأمير حمزة بن الحسين ولياً للعهد.
    كان الحسين رياضياً متميزاً، ومن هواياته الطيران وقيادة الدراجات النارية وسباق السيارات، وهو شغوف بالقراءة وقد نُشر عنه عدد من الكتب، كما ألفّ ثلاثة كتب هي:
    ـ «ليس في الملك راحة» عام 1962، تناول السنين الأولى من حكمه.
    ـ «حربي مع إسرائيل» عام 1969.
    ـ والثالث «مهنتي كملك» عام 1975. ويحمل الحسين عدداً من الأوسمة الرفيعة من الدول العربية.
    وللملك حسين خمسة أبناء وست بنات حصيلة أربع زيجات.
    الزوجة الأولى قريبته «دينا عبد الحميد» 1955، والثانية «منى الحسين» 1961 واسمها الأصلي «أنطوانيت جاردينر» وهي بريطانية الجنسية، الثالثة «علياء طوقان» من نابلس عام 1972، والرابعة «نور» واسمها الأصلي «إليزابيث حلبي» عربية الأصل أمريكية الجنسية (1978).
    تولى الملك حسين الحكم في بلد قليل الموارد، مكّبل بمعاهدة مع بريطانيا، وتعتمد ميزانيته اعتماداً أساسياً على المساعدات البريطانية، ويترأس الجيش فيه جنرال بريطاني هو «جلوب باشا».
    وقد ساءت العلاقة بين الملك وقائد الجيش عند رفضه ترقية بعض الضباط الأردنيين وتهيئتهم لتولي مسؤوليات مستقبلية، مما جعل الملك يتخذ قراراً بطرده مع معاونيه وتعريب قيادة الجيش الأردني عام 1965وإنهاء المعاهدة مع بريطانيا. وقد قوبل هذا القرار بارتياح عربي وتأييد شعبي.
    ركزّ الملك على التنمية عامة، فطوّر الصناعات الرئيسية في الأردن، مثل الفوسفات والبوتاسيوم والإسمنت، إضافة إلى شبكة المواصلات والماء والكهرباء والتعليم.
    وقد سعى إلى تحويل المملكة من مجتمع عشائري بدوي في أثناء الاستعمار البريطاني إلى دولة حديثة تتمتع ببنية تحتية جيدة ومستوى ثقافي عال مقارنة مع دول العالم النامية.
    كان يلتزم بالمشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات ويحترم حقوق الإنسان، ففي عام 1989 أجرى أول انتخابات عامة، وكلفّ بعد ذلك لجنة ملكية تتألف من جميع الأطراف السياسية لصياغة ميثاق وطني يحترم التعددية السياسية، دون أن ينقص ذلك من سلطة الملك، وتمت الموافقة عليه عام 1991.
    أما على الصعيد السياسي، فقد عدّ الملك حسين من الساسة المتميزين عربياً ودولياً، فقد استطاع على الصعيد الداخلي في مدة حكمه التي دامت ستة وأربعين عاماً، أن يمتصّ غضب مناوئيه والمعارضين لحكمه، وخاصة من المنتسبين للأحزاب القومية والوحدوية. وكان يسارع إلى تشكيل حكومة جديدة كلماّ مرت البلاد بأزمة سياسية واقتصادية، وقد بلغ عدد الحكومات التي شكلت في عهده اثنتين وثمانين حكومة.
    لم تكن علاقاته مع الأنظمة العربية إيجابية دائماً، فكان يعطي الأولوية لمصالحه، فقد دعم حلف بغداد بين العراق وتـركيـا وإيـران وباكـستان والمملكة المتحـدة (1955-1979)، على الرغم من الرفض العربي لهذا الحلف، وأقام الاتحاد الهاشمي مع العراق (1958)، رداً على الوحدة بين سورية ومصر، ولكن قيام الثورة في العراق ومقتل الملك فيصل أسقط هذا الاتحاد وحمَل الملك حسين مسؤولية ما حدث للرئيس جمال عبد الناصر، مما أدى إلى خلاف علني مع مصر.
    وإثر محاولة اغتياله عام 1960، وهروب أصحاب المحاولة إلى دمشق، حدثت أول قطيعة بين الأردن وسورية.
    وفي عام 1964 بدأ التوتر بين منظمة التحرير الفلسطينية والأردن، ومع ذلك، وبتأثير ضغط الشارع العربي شارك في حرب 1967، وخسر الأردن على أثرها الضفة الغربية والقدس.
    وبعد احتلال الضفة الغربية، اتخذت المنظمات الفدائية من الأردن ساحة للمقاومة، مما أزم العلاقة بينه وبين فصائل المقاومة، وعندما اغتيل رئيس وزرائه «وصفي التل»، حدثت المواجهة بين المقاومة والجيش الأردني، والتي أطلق عليها اسم «أيلول الأسود».
    كانت للملك مشاركة محدودة في حرب 1973، وفي عام 1974 حضر مؤتمر القمة الذي عقد في الرباط واعترف بمنظمة التحرير ممثلاً وحيداً للشعب العربي الفلسطيني.
    في عام 1988، تمّ فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية تمهيداً لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في حال انسحاب إسرائيل منها.
    ساند الملك حسين الغزو العراقي للكويت، مما تسبب في خلق فجـــوة بينه وبين حكام الخليج وبعض الأنظمة العربية الأخرى المناوئة لسياسة الرئيس العراقي.
    أما عن علاقته بإسرائيل، فقد عدّ من أكثر الزعماء العرب تأييداً للسلام معها، والداعين للاعتراف بها، وقد عمل طوال مدة حكمه على ذلك.
    شارك دولياً في صياغة القرار «242» الصادر عن الأمم المتحدة، وأسهم في عقد مؤتمر مدريد 1991، وشارك الفلسطينيون في مفاوضات مؤتمر السلام.
    في 24/9 /1994، وقع في وادي عربة معاهدة سلام مع إسرائيل بعد لقاءات سرية مع «رابين» رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، وفي عام 1998 حضر توقيع اتفاقية السلام في «واي ريفر» بين الفلسطينيين وإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد اختير عضوا في لجنة القدس، وحافظ على علاقات ودية مع أكثر الدول، على الرغم من المشكلات السياسية الدائمة.
    كان صديقاً للولايات المتحدة ملتزماً بنهجها السياسي، وظل على موقفه هذا طوال مدة حكمه ونتيجة لمواقفه المتباينة، لم يتعرض أي سياسي في العالم لمحاولات الاغتيال التي تعرض لها.
    لكن المواجهة الأصعب كانت مع المرض، فقد صارع السرطان على مراحل متعددة (1992)، سرطان الكلية والغدد اللمفاوية، وأجريت له أكثر من عملية جراحية (1997)، وزرع للنخاع الـشوكي، ولكن صحته تدهورت كثيراً وعاد من مـرحـلة العلاج في الولايات المتحدة في 4 شـباط 1999 حيث توفي صـباح يـوم 7 شـباط.
    عبد الكريم العلي

يعمل...
X