التفكير عملية مرهقة، وتوجيه أسئلة صعبة دومًا يجعل منك شخصًا غريب الأطوار، فليس مفاجئًا أن أذكى الأشخاص لا يستخدمون عقولهم طوال الوقت. جميعنا نعرف أشخاصًا أذكياء يفاجئوننا بتصرفات غبية، إذ نصادف في العمل أناسًا بعقول لامعة يرتكبون أتفه الأخطاء، وقد نعيش مع أحد موهوب فكريًا لا يملك أدنى فكرة عما يفعله، ونملك أصدقاء لديهم معدلات ذكاء مذهلة يفتقرون إلى التفكير المنطقي.
ما معنى أن تكون ذكيًا؟
إن استخدامنا لهذا المصطلح في حياتنا اليومية يدل على وصف شخص واسع المعرفة يتخذ قرارات حكيمة، لكن هذا يختلف عن طريقتنا التقليدية في قياس الذكاء. تُعد نسبة الذكاء وسيلة القياس الأكثر انتشارًا، وتُعرف عمومًا باختبار معدل الذكاء (IQ). يشمل هذا الاختبار الأحاجي البصرية المكانية والمسائل الرياضية وتعرف النماذج وأسئلة المفردات اللغوية والبحث البصري.
إن امتلاك معدل ذكاء عال لا يعني بالضرورة أن الشخص ذكي، إذ لا يقيس الاختبار سوى الذكاء التحليلي، وهو القدرة على ملاحظة النماذج وحل المسائل التحليلية. تفتقر اختبارات الذكاء المعيارية أيضًا إلى نوعين آخرين من الذكاء البشري: الإبداعي والعملي. الذكاء الإبداعي هو قدرتنا على التعامل مع الحالات الجديدة، والذكاء العملي هو قدرتنا على إنجاز المهام. نقيم الناس في السنين العشرين الأولى من حياتهم بقياس ذكائهم التحليلي فقط، ثم نتساءل: لماذا أذكى وألمع العقول يفتقرون للإبداع والقدرات العملية؟
يميل الناس الأذكى إلى الانحياز نحو تعظيم النفس، إذ يعتقدون أنهم أفضل من الآخرين، وأنهم على مستوى ذكاء أعلى من المتوسط. لا يمكن أن يكون الجميع فوق المتوسط! لكن يمكننا توهم ذلك، ونتشبث بقوة بهذا الوهم، وإن ظهر دليل قوي يثبت العكس! إذ نجمع المعلومات التي تُثبت صحة موقفنا ونتجاهل تلك التي تثبت خطأنا، وهذا يضفي علينا شعورًا بالسعادة، لكننا نتجاهل الحقائق المصيرية. هكذا يتجاهل الحاذقون ذكاء الآخرين ويشعرون أنهم أعلى مرتبةً.
قد يكون الذكاء عبئًا على صاحبه، إذ يجد نفسه محاطًا بأسئلة شائكة، ويستغرق وقتًا في البحث وإمعان التفكير، وهذا ليس أمرًا مريحًا، لهذا يفضل أغلبنا ممارسة أي نشاط على إتعاب نفسه بالتفكير. يدرك الأذكياء هذا سريعًا، فبدلًا من استخدام ذكائهم يتصرفون بهدوء ويسيرون مع التيار وإن قادهم هذا إلى نتائج سيئة. على المدى القصير، يجد الأذكياء في هذا الأسلوب راحة أنفسهم، إذ تُنجز المهام المطلوبة بسلاسة وتصبح الحياة أسهل والجميع حولهم سعداء، لكن على المدى الطويل تسوء قدرتهم على اتخاذ القرارات الحكيمة، ما قد يؤدي إلى كارثة.
لا أحد ينكر فائدة الذكاء، إذ ينال الأذكياء درجات أعلى في الامتحانات ويصلون إلى مراحل تعليمية متقدمة، ويملكون فرصًا أكبر للنجاح في عملهم، ويتجنبون الوقوع في مآزق، مثل ارتكاب الجرائم. رغم كل إيجابيات الذكاء، فهو لا يقود بالضرورة إلى النجاح في جوانب الحياة الأخرى مثل تحقيق رفاهية العيش. قد نتصور أن حُسن الأداء في المدرسة أو العمل سيؤدي إلى المزيد من الرضا في الحياة، لكن لم تجد الدراسات أي دليل على ارتباط معدل الذكاء بالقناعة وطول العمر.
على جانب آخر، يرتبط التفكير النقدي بالصحة الحسنة والحياة الطويلة. يخلط الناس أحيانًا بين التفكير النقدي والذكاء، لكنهما مفهومان منفصلان. يمثل التفكير النقدي مجموعةً من المهارات المعرفية التي تسمح لنا بالتفكير منطقيًا وفق أسلوب موجه نحو الهدف، وإعداد هذه المهارات للاستخدام عند الحاجة.
يتوقع التفكير النقدي مجالًا واسعًا من أحداث الحياة، إذ وجدت دراسة أمريكية أن أصحاب التفكير النقدي لا يواجهون الكثير من الأحداث السيئة. يقيس تقييم التفكير النقدي خمس مكونات من مهارات التفكير تشمل المنطق اللفظي، وتحليل الحجج، واختبار النظريات، والاحتمالية والتشكك، واتخاذ القرارات وحل المشكلات.
هل من الأفضل أن تكون مفكرًا ناقدًا أم شخصًا ذكيًا؟
في دراسة مقارنة بين التفكير النقدي والذكاء، وجد الباحثون أن المتمتعين بإحدى هاتين المهارتين واجهوا مواقف سلبية أقل من سواهم، لكن أصحاب التفكير النقدي تفوقوا في ذلك.
إن الذكاء وأساليب تحسينه مواضيع ملحة تستقطب الكثير من الاهتمام، لكن الوقت حان كي يحظى التفكير النقدي بالقليل منه. إن تحسين الذكاء عملية صعبة، فهو يخضع بنسبة كبيرة للجينات، لكن التفكير النقدي قابل للتحسين بالتدريب، ويبدو أن فوائده تدوم بمرور الوقت. يمكن أي شخص تحسين مهاراته في التفكير النقدي، وبذلك يمكننا القول بكل تأكيد أن هذا ضرب من الذكاء.
ما معنى أن تكون ذكيًا؟
إن استخدامنا لهذا المصطلح في حياتنا اليومية يدل على وصف شخص واسع المعرفة يتخذ قرارات حكيمة، لكن هذا يختلف عن طريقتنا التقليدية في قياس الذكاء. تُعد نسبة الذكاء وسيلة القياس الأكثر انتشارًا، وتُعرف عمومًا باختبار معدل الذكاء (IQ). يشمل هذا الاختبار الأحاجي البصرية المكانية والمسائل الرياضية وتعرف النماذج وأسئلة المفردات اللغوية والبحث البصري.
إن امتلاك معدل ذكاء عال لا يعني بالضرورة أن الشخص ذكي، إذ لا يقيس الاختبار سوى الذكاء التحليلي، وهو القدرة على ملاحظة النماذج وحل المسائل التحليلية. تفتقر اختبارات الذكاء المعيارية أيضًا إلى نوعين آخرين من الذكاء البشري: الإبداعي والعملي. الذكاء الإبداعي هو قدرتنا على التعامل مع الحالات الجديدة، والذكاء العملي هو قدرتنا على إنجاز المهام. نقيم الناس في السنين العشرين الأولى من حياتهم بقياس ذكائهم التحليلي فقط، ثم نتساءل: لماذا أذكى وألمع العقول يفتقرون للإبداع والقدرات العملية؟
يميل الناس الأذكى إلى الانحياز نحو تعظيم النفس، إذ يعتقدون أنهم أفضل من الآخرين، وأنهم على مستوى ذكاء أعلى من المتوسط. لا يمكن أن يكون الجميع فوق المتوسط! لكن يمكننا توهم ذلك، ونتشبث بقوة بهذا الوهم، وإن ظهر دليل قوي يثبت العكس! إذ نجمع المعلومات التي تُثبت صحة موقفنا ونتجاهل تلك التي تثبت خطأنا، وهذا يضفي علينا شعورًا بالسعادة، لكننا نتجاهل الحقائق المصيرية. هكذا يتجاهل الحاذقون ذكاء الآخرين ويشعرون أنهم أعلى مرتبةً.
قد يكون الذكاء عبئًا على صاحبه، إذ يجد نفسه محاطًا بأسئلة شائكة، ويستغرق وقتًا في البحث وإمعان التفكير، وهذا ليس أمرًا مريحًا، لهذا يفضل أغلبنا ممارسة أي نشاط على إتعاب نفسه بالتفكير. يدرك الأذكياء هذا سريعًا، فبدلًا من استخدام ذكائهم يتصرفون بهدوء ويسيرون مع التيار وإن قادهم هذا إلى نتائج سيئة. على المدى القصير، يجد الأذكياء في هذا الأسلوب راحة أنفسهم، إذ تُنجز المهام المطلوبة بسلاسة وتصبح الحياة أسهل والجميع حولهم سعداء، لكن على المدى الطويل تسوء قدرتهم على اتخاذ القرارات الحكيمة، ما قد يؤدي إلى كارثة.
لا أحد ينكر فائدة الذكاء، إذ ينال الأذكياء درجات أعلى في الامتحانات ويصلون إلى مراحل تعليمية متقدمة، ويملكون فرصًا أكبر للنجاح في عملهم، ويتجنبون الوقوع في مآزق، مثل ارتكاب الجرائم. رغم كل إيجابيات الذكاء، فهو لا يقود بالضرورة إلى النجاح في جوانب الحياة الأخرى مثل تحقيق رفاهية العيش. قد نتصور أن حُسن الأداء في المدرسة أو العمل سيؤدي إلى المزيد من الرضا في الحياة، لكن لم تجد الدراسات أي دليل على ارتباط معدل الذكاء بالقناعة وطول العمر.
على جانب آخر، يرتبط التفكير النقدي بالصحة الحسنة والحياة الطويلة. يخلط الناس أحيانًا بين التفكير النقدي والذكاء، لكنهما مفهومان منفصلان. يمثل التفكير النقدي مجموعةً من المهارات المعرفية التي تسمح لنا بالتفكير منطقيًا وفق أسلوب موجه نحو الهدف، وإعداد هذه المهارات للاستخدام عند الحاجة.
يتوقع التفكير النقدي مجالًا واسعًا من أحداث الحياة، إذ وجدت دراسة أمريكية أن أصحاب التفكير النقدي لا يواجهون الكثير من الأحداث السيئة. يقيس تقييم التفكير النقدي خمس مكونات من مهارات التفكير تشمل المنطق اللفظي، وتحليل الحجج، واختبار النظريات، والاحتمالية والتشكك، واتخاذ القرارات وحل المشكلات.
هل من الأفضل أن تكون مفكرًا ناقدًا أم شخصًا ذكيًا؟
في دراسة مقارنة بين التفكير النقدي والذكاء، وجد الباحثون أن المتمتعين بإحدى هاتين المهارتين واجهوا مواقف سلبية أقل من سواهم، لكن أصحاب التفكير النقدي تفوقوا في ذلك.
إن الذكاء وأساليب تحسينه مواضيع ملحة تستقطب الكثير من الاهتمام، لكن الوقت حان كي يحظى التفكير النقدي بالقليل منه. إن تحسين الذكاء عملية صعبة، فهو يخضع بنسبة كبيرة للجينات، لكن التفكير النقدي قابل للتحسين بالتدريب، ويبدو أن فوائده تدوم بمرور الوقت. يمكن أي شخص تحسين مهاراته في التفكير النقدي، وبذلك يمكننا القول بكل تأكيد أن هذا ضرب من الذكاء.