قد نصيح في حماس «أوه، أنا متيقنة أنها لم تقصد ذلك!» في محاولة لإيجاد عذر لتعقيبٍ قاسٍ وجهه إلينا أحد المعارف. ونُبرّر لشخصٍ نهتم لأمره عاملنا بطريقة سيئة، بالقول: «بالتأكيد يعاني عبئًا ثقيلًا!». هل علينا دائمًا التسامح مع تصرف مُسيء، أم أن بعض الناس يسعون لإيذاء غيرهم عامدين؟!
طيف السادية
نميل إلى الاعتقاد بأن كل الناس طيبون. أعرف بعد 23 عامًا قضيتها في منصب المدعي العام أن معظم الناس طيبون بالفعل. لكن ليس كلهم كذلك. في تساؤل واقعي متصل بالعلاقات في العصر الحديث، كيف تعي الفرق؟ كيف تُفرِّق بين السلوك غير المناسب أحيانًا لكنه عن حسن نية في الغالب، والسلوك الخبيث المتعمد؟
عام 2019، تحرَّت لورا ك. جونسون السمات الشخصية للسادية تحت السريرية، وعلاقتها بالثالوث المظلم من الشخصيات. تساءل باحثون تساؤلًا آخر هو: هل يجب علينا إضافة السادية إلى الثالوث المظلم: النرجسية، والاعتلال النفسي، والميكيافيلية. مع ما تتشاركه السادية من صفات الاعتلال النفسي.
ترى جونسون، موضحةً الاختلاف؛ السادية لا تتضمن فقط الاستمتاع بإيذاء الآخرين، بل على البحث عن الفرص السانحة لذلك أيضًا! يتضح اختلافها عن تصرفات المعتلين نفسيًّا، الذين قد ينخرطون في أفعال عنيفة نتيجة الملل أو لمكاسب نفعية، لكن لا عن رغبة في القسوة المقصودة. يُشير بحث آخر إلى أن من يتحلون بسمات مفرطة من الاعتلال النفسي يؤذون الآخرين فقط عندما يكون ذلك ملائمًا ومتاحًا. تماشيًا مع طبيعتهم القهرية، الباحثة عن الإثارة. بصرف النظر عن العواقب المُحتمَلة على المدى البعيد.
تُقر جونسون وفريقها فكرة التشابه القريب بين السادية تحت السريرية والاعتلال النفسي، إذ ترتبط هذه الصفات المظلمة بالعدوانية غير المبررة. وترى أن الاعتلال النفسي مرتبط بشدة بما أسماه باحثون آخرون الشماتة، التي تنطوي على: «استمداد المتعة من شقاء الآخرين ومعاناتهم، ولو بطريقة غير مباشرة». وترى أيضًا أن الساديين وذوي الميول المرضية ينخرطون في سلوكيات منحرفة ومعادية للمجتمع، ويفتقدون التعاطف، ويعانون ضعف القدرة على الإدراك الوجداني.
لكن يبدو أنّ الساديين يذهبون أبعد من ذلك بحثًا عن فرص سانحة لممارسة الشر.
يخلق الساديون الفُرص ليكونوا قساة:
سنة 2013، قيّمت إرين إي. باكيلز فكرة: هل يجب إضافة ما يُعرَف عند العامة بسادية الحياة اليومية إلى ثالوث الشخصيات الشريرة؟
ترى باكيلز أن معظم التصورات عن السادية تربطها بالسلوك الإجرامي أو الفيتيشية الجنسية. لكن الحقيقة أن الأشخاص العاديون في الحياة اليومية ينخرطون أيضًا بممارسات القسوة. يفسر هؤلاء شعبية القسوة بالموجودة في ألعاب الفيديو والرياضات القاسية والأفلام العنيفة.
برهنت باكيلز خلال تجربتين مخبريتين على أن بإمكان الشخصية السادية توقع السلوك القاسي. وأظهرت أن الساديين يتطوعون للقضاء على الحشرات أكثر من سواهم. لكن قبل تشخيص حالة مبيدي الحشرات دون أي داعٍ، تناولت في دراستها الثانية مدى استعدادهم لإيذاء إنسان بريء.
وجدت أنّه في المواقف التي يسهل فيها الانخراط بالعنف، توقعت عناصر ثالوث الشخصيات الشريرة والسادية العنف غير المبرر. مع ذلك، وجدت أن الساديين فقط كانوا على استعداد لإيجاد الفرصة السانحة لإيذاء ضحية بريئة. وجدت الدراستان أن السادية توقعت السلوك الذي يعبر عنه مصطلح «شهوة القسوة».
واكتشفت أن نتائجها تدعم فكرة إدراج سادية الحياة اليومية تحت نموذج من الشخصيات الشريرة هو الرباعي الشرير.
أظهر البحث العديد من النقاط المثيرة للاهتمام حول طيف السلوك السادي؛ إذ إن الاستمتاع بقتل الحشرات لا يعني بالضرورة الاستمتاع بإيذاء أشخاص آخرين. لكن تُظهر الدراسة الثانية أن بعض الناس سينحرفون عن طريقهم في سبيل إيذاء غيرهم. بالمقابل، فإن المشاركين بالدراسة ممن لديهم معدلات سادية منخفضة، يفضّلون أن يعانوا ألم التعرض لماء مثلج على إيذاء كائن حي آخر.
الخلاصة هي أن السادية، وإن كانت غير شائعة عامةً، فهي أكثر انتشارًا مما نظن. ولأنّها تمتلك طيفًا واسعًا فربما نضع الأعذار للسلوكيات التافهة ونعدها مزاحًا، في حين أنّها تخفي شيئًا أكثر شرًّا. إذن، يجب علينا عند اختيار الأصدقاء والشركاء العاطفيين تقييم التصرفات، والدوافع وراء هذه التصرفات!
طيف السادية
نميل إلى الاعتقاد بأن كل الناس طيبون. أعرف بعد 23 عامًا قضيتها في منصب المدعي العام أن معظم الناس طيبون بالفعل. لكن ليس كلهم كذلك. في تساؤل واقعي متصل بالعلاقات في العصر الحديث، كيف تعي الفرق؟ كيف تُفرِّق بين السلوك غير المناسب أحيانًا لكنه عن حسن نية في الغالب، والسلوك الخبيث المتعمد؟
عام 2019، تحرَّت لورا ك. جونسون السمات الشخصية للسادية تحت السريرية، وعلاقتها بالثالوث المظلم من الشخصيات. تساءل باحثون تساؤلًا آخر هو: هل يجب علينا إضافة السادية إلى الثالوث المظلم: النرجسية، والاعتلال النفسي، والميكيافيلية. مع ما تتشاركه السادية من صفات الاعتلال النفسي.
ترى جونسون، موضحةً الاختلاف؛ السادية لا تتضمن فقط الاستمتاع بإيذاء الآخرين، بل على البحث عن الفرص السانحة لذلك أيضًا! يتضح اختلافها عن تصرفات المعتلين نفسيًّا، الذين قد ينخرطون في أفعال عنيفة نتيجة الملل أو لمكاسب نفعية، لكن لا عن رغبة في القسوة المقصودة. يُشير بحث آخر إلى أن من يتحلون بسمات مفرطة من الاعتلال النفسي يؤذون الآخرين فقط عندما يكون ذلك ملائمًا ومتاحًا. تماشيًا مع طبيعتهم القهرية، الباحثة عن الإثارة. بصرف النظر عن العواقب المُحتمَلة على المدى البعيد.
تُقر جونسون وفريقها فكرة التشابه القريب بين السادية تحت السريرية والاعتلال النفسي، إذ ترتبط هذه الصفات المظلمة بالعدوانية غير المبررة. وترى أن الاعتلال النفسي مرتبط بشدة بما أسماه باحثون آخرون الشماتة، التي تنطوي على: «استمداد المتعة من شقاء الآخرين ومعاناتهم، ولو بطريقة غير مباشرة». وترى أيضًا أن الساديين وذوي الميول المرضية ينخرطون في سلوكيات منحرفة ومعادية للمجتمع، ويفتقدون التعاطف، ويعانون ضعف القدرة على الإدراك الوجداني.
لكن يبدو أنّ الساديين يذهبون أبعد من ذلك بحثًا عن فرص سانحة لممارسة الشر.
يخلق الساديون الفُرص ليكونوا قساة:
سنة 2013، قيّمت إرين إي. باكيلز فكرة: هل يجب إضافة ما يُعرَف عند العامة بسادية الحياة اليومية إلى ثالوث الشخصيات الشريرة؟
ترى باكيلز أن معظم التصورات عن السادية تربطها بالسلوك الإجرامي أو الفيتيشية الجنسية. لكن الحقيقة أن الأشخاص العاديون في الحياة اليومية ينخرطون أيضًا بممارسات القسوة. يفسر هؤلاء شعبية القسوة بالموجودة في ألعاب الفيديو والرياضات القاسية والأفلام العنيفة.
برهنت باكيلز خلال تجربتين مخبريتين على أن بإمكان الشخصية السادية توقع السلوك القاسي. وأظهرت أن الساديين يتطوعون للقضاء على الحشرات أكثر من سواهم. لكن قبل تشخيص حالة مبيدي الحشرات دون أي داعٍ، تناولت في دراستها الثانية مدى استعدادهم لإيذاء إنسان بريء.
وجدت أنّه في المواقف التي يسهل فيها الانخراط بالعنف، توقعت عناصر ثالوث الشخصيات الشريرة والسادية العنف غير المبرر. مع ذلك، وجدت أن الساديين فقط كانوا على استعداد لإيجاد الفرصة السانحة لإيذاء ضحية بريئة. وجدت الدراستان أن السادية توقعت السلوك الذي يعبر عنه مصطلح «شهوة القسوة».
واكتشفت أن نتائجها تدعم فكرة إدراج سادية الحياة اليومية تحت نموذج من الشخصيات الشريرة هو الرباعي الشرير.
أظهر البحث العديد من النقاط المثيرة للاهتمام حول طيف السلوك السادي؛ إذ إن الاستمتاع بقتل الحشرات لا يعني بالضرورة الاستمتاع بإيذاء أشخاص آخرين. لكن تُظهر الدراسة الثانية أن بعض الناس سينحرفون عن طريقهم في سبيل إيذاء غيرهم. بالمقابل، فإن المشاركين بالدراسة ممن لديهم معدلات سادية منخفضة، يفضّلون أن يعانوا ألم التعرض لماء مثلج على إيذاء كائن حي آخر.
الخلاصة هي أن السادية، وإن كانت غير شائعة عامةً، فهي أكثر انتشارًا مما نظن. ولأنّها تمتلك طيفًا واسعًا فربما نضع الأعذار للسلوكيات التافهة ونعدها مزاحًا، في حين أنّها تخفي شيئًا أكثر شرًّا. إذن، يجب علينا عند اختيار الأصدقاء والشركاء العاطفيين تقييم التصرفات، والدوافع وراء هذه التصرفات!