«كل العائلات السعيدة متشابهة، أما العائلات التعيسة فكل واحدة منها تعيسة بطريقتها الخاصة». هذا ما كتبه الروائي الروسي الشهير «ليو تولستوي» في السطور الافتتاحية من روايته «آنا كارينينا». اتفق علماء النفس على أن العائلات المتماسكة تشترك في بعض الصفات الأساسية، وتُعد المرونة العاطفية من أهم العوامل عندما يتعلق الأمر باستمرار كل من علاقاتك العائلية والرومانسية وصحتها العامة. هذا ما وجدته جامعة روتشستر في تحليل بعدي –وهو تحليل لعدة دراسات بحثية سابقة عن موضوع معين– جديد نُشر في مجلة (Journal of Contextual Behavioral Science)، الذي جمع إحصائيًا نتائج 174 دراسة منفصلة عن العلاج بالالتزام والقبول، والتركيز الكامل للذهن، وتنظيم العواطف. كان هدف الباحثين توضيح كيف ترتبط المرونة الواعية من جهة، والعناد الطائش والمتزمت من جهة أخرى بديناميكية كل من العلاقات العائلية والعاطفية.
يضيف الباحث المشارك رونالد روج، الأستاذ المساعد في قسم علم النفس في جامعة روتشستر: «ببساطة، يؤكد هذا التحليل أن المرونة العاطفية والوعي في المواقف الصعبة لا تحسن حياة الأفراد فحسب، بل تؤثر في تقوية علاقاتهم وتعزيزها».
المرونة النفسية مقابل عدم المرونة
تُعرف المرونة النفسية بأنها مجموعة من المهارات يستخدمها الناس عند مواجهتهم تحديات فكرية وعاطفية، أو تجارب صعبة. تشمل هذه المهارات:
أما العكس تمامًا، أي عدم المرونة النفسية، فتصف 6 سلوكيات محددة:
يعد علماء النفس الاستجابات العنيدة غير المرنة للتجارب الصعبة والمعقدة اختلالًا وظيفيًا، تؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية المرضية للشخص.
المرونة تساهم في تشكيل التفاعلات بين البشر
من خلال تحليلهما، اكتشف كل من روج والباحثة المشاركة جينفر داكس، المرشحة لنيل درجة الدكتوراه في قسم العلم النفس في جامعة روتشستر، أن أشكالًا مختلفة من المرونة النفسية للوالدين ضمن العائلات رُبطت بما يلي:
أما في العلاقات الرومانسية، فقد رُبطت أشكال مختلفة من عدم المرونة النفسية بما يلي:
تشير النتائج إلى أن المرونة النفسية وعدم المرونة يؤديان دورًا مهمًّا في كل من العلاقات والعائلات، بتحديد وتشكيل كيف يتعامل الأفراد مع الأشخاص الأقرب إليهم.
إن التحليل البعدي، أو ما يُسمى: «دراسة الدراسات»، يعزز ويضيف إلى نتائج روج السابقة التي اختبر فيها وفريقه تأثيرات مشاهدة الأزواج الأفلام معًا والتحدث عنها بعد ذلك. في هذه التجربة، أظهر روج وزملاؤه أن الأزواج يمكن أن يعيدوا الوعي والعاطفة والمرونة إلى علاقتهم باستخدام الأفلام لاستثارة نقاشات هادفة في العلاقة، ما يؤدي إلى نتائج فورية وطويلة الأمد.
وجدت تلك الدراسة، التي أُجريت عام 2013، أن أسلوب المشاهدة والتحدث البسيط، الممتع، غير المكلف، قد يمتلك نفس فعالية الطرق الأخرى التي يوصي بها معالج نفسي.
يقول روج عن الدراسة السابقة: «تشير النتائج إلى أن الأزواج يشعرون ضمنيًّا بما يفعلونه بصورة صحيحة أو خاطئة في علاقتهم. وقد لا تحتاج إلى تعليمهم الكثير من المهارات من أجل خفض معدل الطلاق، بل عليك فقط جعلهم يمعنون التفكير بالطريقة التي يتصرفون بها حاليًا. وأن تمنحنا خمسة أفلام فائدة لتحقيق ذاك على مدى ثلاث سنوات، فهذا أمر رائع».
«قد يكون لمشاهدة الأفلام التي تدور حول العلاقات العاطفية مع شريكك ومناقشتها معه بعدها تأثير إيجابي في علاقتكما. وهو تصرف بسيط قد يحل مشكلات كبيرة في أثناء الحجر المنزلي».
يضيف الباحث المشارك رونالد روج، الأستاذ المساعد في قسم علم النفس في جامعة روتشستر: «ببساطة، يؤكد هذا التحليل أن المرونة العاطفية والوعي في المواقف الصعبة لا تحسن حياة الأفراد فحسب، بل تؤثر في تقوية علاقاتهم وتعزيزها».
المرونة النفسية مقابل عدم المرونة
تُعرف المرونة النفسية بأنها مجموعة من المهارات يستخدمها الناس عند مواجهتهم تحديات فكرية وعاطفية، أو تجارب صعبة. تشمل هذه المهارات:
- الانفتاح على التجارب –الصعبة منها والسهلة– وتقبلها بصرف النظر عن التحديات فيها.
- امتلاك وعي يقظ ومنتبه لكل لحظة في الحياة اليومية.
- تجربة الأفكار والمشاعر دون التشبث بها.
- الحفاظ على منظور واسع للأمور حتى في خضم الأفكار والمشاعر الصعبة.
- تعلم الحفاظ على صلتنا بقيمنا الداخلية، بصرف النظر عن مدى الفوضى أو التوتر في الحياة اليومية.
- الاستمرار في اتخاذ خطوات نحو الهدف، رغم التجارب والإخفاقات الصعبة.
أما العكس تمامًا، أي عدم المرونة النفسية، فتصف 6 سلوكيات محددة:
- تجنب الأفكار والمشاعر والأفكار المعقدة.
- خوض الحياة اليومية بطريقة مشتتة وشاردة.
- التعثر بالأفكار والمشاعر المعقدة.
- رؤية الأفكار والمشاعر المعقدة بأنها انعكاس شخصي والشعور بالعار لامتلاكها.
- فقدان ترتيب الأولويات في خضم التوتر وفوضى الحياة اليومية.
- الخروج عن المسار الأساسي بسبب الصعوبات والعثرات، ما يسبب عدم القدرة على اتخاذ خطوات نحو أهداف أعمق.
يعد علماء النفس الاستجابات العنيدة غير المرنة للتجارب الصعبة والمعقدة اختلالًا وظيفيًا، تؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية المرضية للشخص.
المرونة تساهم في تشكيل التفاعلات بين البشر
من خلال تحليلهما، اكتشف كل من روج والباحثة المشاركة جينفر داكس، المرشحة لنيل درجة الدكتوراه في قسم العلم النفس في جامعة روتشستر، أن أشكالًا مختلفة من المرونة النفسية للوالدين ضمن العائلات رُبطت بما يلي:
- استخدام أكبر لاستراتيجيات التربية التكيفية.
- عدد أقل من استراتيجيات التربية المتساهلة، والقاسية، أو السلبية.
- انخفاض الضغط أو العبء الأبوي المحسوس.
- تماسك عائلي أكبر.
- انخفاض الكرب والحزن لدى الأطفال.
أما في العلاقات الرومانسية، فقد رُبطت أشكال مختلفة من عدم المرونة النفسية بما يلي:
- انخفاض الرضا عن العلاقة، في نظر عديمي المرونة وشركائهم.
- انخفاض الرضا الجنسي.
- انخفاض الدعم العاطفي.
- ازدياد الجدل السلبي، والعدوان الجسدي، والقلق، وتجنب التعلق.
تشير النتائج إلى أن المرونة النفسية وعدم المرونة يؤديان دورًا مهمًّا في كل من العلاقات والعائلات، بتحديد وتشكيل كيف يتعامل الأفراد مع الأشخاص الأقرب إليهم.
إن التحليل البعدي، أو ما يُسمى: «دراسة الدراسات»، يعزز ويضيف إلى نتائج روج السابقة التي اختبر فيها وفريقه تأثيرات مشاهدة الأزواج الأفلام معًا والتحدث عنها بعد ذلك. في هذه التجربة، أظهر روج وزملاؤه أن الأزواج يمكن أن يعيدوا الوعي والعاطفة والمرونة إلى علاقتهم باستخدام الأفلام لاستثارة نقاشات هادفة في العلاقة، ما يؤدي إلى نتائج فورية وطويلة الأمد.
وجدت تلك الدراسة، التي أُجريت عام 2013، أن أسلوب المشاهدة والتحدث البسيط، الممتع، غير المكلف، قد يمتلك نفس فعالية الطرق الأخرى التي يوصي بها معالج نفسي.
يقول روج عن الدراسة السابقة: «تشير النتائج إلى أن الأزواج يشعرون ضمنيًّا بما يفعلونه بصورة صحيحة أو خاطئة في علاقتهم. وقد لا تحتاج إلى تعليمهم الكثير من المهارات من أجل خفض معدل الطلاق، بل عليك فقط جعلهم يمعنون التفكير بالطريقة التي يتصرفون بها حاليًا. وأن تمنحنا خمسة أفلام فائدة لتحقيق ذاك على مدى ثلاث سنوات، فهذا أمر رائع».
«قد يكون لمشاهدة الأفلام التي تدور حول العلاقات العاطفية مع شريكك ومناقشتها معه بعدها تأثير إيجابي في علاقتكما. وهو تصرف بسيط قد يحل مشكلات كبيرة في أثناء الحجر المنزلي».