أحد مفاتيح الرضا هو القدرة على تقبل حالة «عدم اليقين». تقول مارغريت دربل: «عندما تكون الأشياء غير مؤكدة، يصبح كل شيء ممكنًا». في حين استمرار الحياة نؤدي أعمالنا اليومية بالروتين ذاته ويبدو أن كل شيء يجري على ما يرام، وإذ بحدث مفاجئ وغير متوقع يغير إيقاع حياتنا.
ما الذي يحدث عندما تفقد شخصًا تقدره؟ أو عندما تُشخَّص أو يشخص أحد المقربين لك بمرض مستعص؟ أو عندما تدمر كارثة طبيعية منزلك فيصبح غير قابل للسكن؟ أو عندما تختبر تغيرًا كبيرًا في علاقة حميمية، أو عند انتهاء العلاقة؟ أو عندما تتعرض أنت أو شخص مقرب إلى حادث أو إصابة مأساوية ينجم عنها إعاقة جسدية؟ أو عندما تصادف فقدان وظيفة مهمة أو خسارة مهنتك بأكملها؟ ماذا عن فقدان الاحترام أو الثقة بأحدهم، أو خسارة احترام الآخرين لك وثقتهم بك؟
في لحظة تكون مستقرًا على أساس ثابت ومألوف وفي اللحظة التالية يتداعى كل شيء وتشعر بالانهيار، فبعد اعتيادك على العيش بطريقة معينة تتغير الأشياء وتفقد استقرارك، تنتج عن هذه التغيرات حالة من الضياع الشديد والحزن والغضب والارتباك والخوف.
نميل إلى الرغبة في رؤية أنفسنا والعالم أشياءً ثابتةً ومستقرةً ودائمةً، إذ تمدنا هذه الرؤية بالراحة، وعندما تنهار الأمور تصبح مشاعرنا في حالة من الفوضى التي قد تتحول بسهولة إلى أزمة. ولكن هل يجب حدوث ذلك؟ وكيف نستطيع معايشة «المجهول» مع شعور عدم الاستقرار والضعف الذي يرافقه؟ ما هو تأثير ذلك في طريقة رؤيتنا لأنفسنا وللعالم؟
تتطور حياة كل منا وفقًا لنمط المد والجزر، تمتد هذه العملية لتشمل كل شيء لكنها تتجسد بطريقة تختلف من شخص إلى آخر، فعندما تختبر إحدى هذه النقلات النوعية التي تغير مجرى حياتك، تبدو لك الأحداث غير منطقية وغير مرتبطة بأي سبب معروف، فتقف في كل مرة عند مفترق طرق وفي مكان غير مألوف. نستطيع النظر إلى الأمر بوصفه فرصةً لنا لنصبح أكثر وعيًا وانفتاحًا لتجاربنا رغم صعوبتها، إنها فرصة مهمة لتقبُّل غموض حالة عدم اليقين ومعايشة المجهول.
أفاد العديد من الناس أن عدم معرفة ما سيحصل أسوأ من معرفة أن النهاية ستكون مؤلمة، يعود ذلك إلى صعوبة الشعور بعدم اليقين، وتسمى هذه الظاهرة «الذعر الإدراكي». تُظهر الأبحاث أن معظم الناس الذين يواجهون إمكانية التعرض للألم، يفضلون تجاوز الألم بأسرع وقت ممكن، فهم على استعداد لقبول ألم آني أكثر حدةً في مقابل تجنب انتظار الألم، وأفاد الأشخاص الذين يعانون حالات الألم المزمنة أن الخوف من ازدياد الألم في المستقبل قد يكون أكثر إحباطًا من الألم نفسه.
يكون الموقف الغامض مبهمًا بسبب إمكانية تفسيره بطرق عديدة، ويعد تقبل الغموض مهارةً حياتيةً مهمةً تساعد على خلق الظروف المناسبة للرضا، فهي تمكّنك من التخلي عن الحاجة إلى فهم الأمور بوضوح. لطالما كان الوضوح وهمًا ذاتي المنشأ يغذيه القلق والتوتر والخوف من عدم اليقين ، فعندما تتقبل غموض حالة عدم اليقين وتتعلم التعايش مع حيرة عدم الاستقرار، تستطيع تغيير مسارك وخوض التجارب، إضافةً إلى التحلي بالمرونة واستيعاب المعطيات الجديدة التي كنت ترفضها سابقًا.
ممارسات عملية
أطلق العنان لشعورك، من المهم أن تكرس بعض الوقت لتقبل مشاعرك ومعايشتها وتنظيمها عندما تخسر شيئًا أو شخصًا مهمًا، قد تحتاج إلى وقت لتحزن اعتمادًا على نوع الخسارة. استفد من الناس حولك وشارك مشاعرك مع من تثق به، بإمكانك أن تكون غاضبًا أو قلقًا أو حانقًا أو خائفًا دون أن تشعر بأن عليك الثوران على أو كتمان هذه المشاعر.
خذ بعض الوقت لاستكشاف قيمك وأولوياتك، انظر إلى تجربة عدم الاستقرار بوصفها دعوةً للتريث وإعادة تقييم الأولويات، فربما تغيرت أولوياتك عن السابق، فكر في القيم أو الأولويات القابلة للنقاش والتي لا تقبل نقاشًا، واستكشف الأشياء أو الخبرات المعينة التي تحتاج إليها.
مارس التأمل وحدد الأشياء التي تستطيع التحكم فيها والأشياء الخارجة عن سيطرتك، فعندما لا تجري الأمور كما نرغب وتنقلب ضدنا، نميل إلى التركيز على ما نعجز عن تغييره مع رغبتنا الدفينة بتغييره، لكن عندما ندرك الأشياء التي نستطيع السيطرة عليها ونعرف مدى قدرتنا على إحداث تغييرات صحية، يسهّل ذلك توازننا العاطفي ويحسن كفاءتنا الذاتية.
تحلى بالصبر والتقبل، وتذكر أنه «عندما يغلق باب يفتح باب آخر»، لكنك غير قادر على تحديد وقت انتهاء هذا الحدث الطارئ أوكيف سينتهي، إذ يشبه الأمر الانتظار في البهو بين هذين البابين وهو أمر صعب للغاية، وعليه يتطلب الأمر وعيًا ومهارةً وممارسةً لتتغلب على عدم اليقين لديك وتتجاوز الأمر.
ما الذي يحدث عندما تفقد شخصًا تقدره؟ أو عندما تُشخَّص أو يشخص أحد المقربين لك بمرض مستعص؟ أو عندما تدمر كارثة طبيعية منزلك فيصبح غير قابل للسكن؟ أو عندما تختبر تغيرًا كبيرًا في علاقة حميمية، أو عند انتهاء العلاقة؟ أو عندما تتعرض أنت أو شخص مقرب إلى حادث أو إصابة مأساوية ينجم عنها إعاقة جسدية؟ أو عندما تصادف فقدان وظيفة مهمة أو خسارة مهنتك بأكملها؟ ماذا عن فقدان الاحترام أو الثقة بأحدهم، أو خسارة احترام الآخرين لك وثقتهم بك؟
في لحظة تكون مستقرًا على أساس ثابت ومألوف وفي اللحظة التالية يتداعى كل شيء وتشعر بالانهيار، فبعد اعتيادك على العيش بطريقة معينة تتغير الأشياء وتفقد استقرارك، تنتج عن هذه التغيرات حالة من الضياع الشديد والحزن والغضب والارتباك والخوف.
نميل إلى الرغبة في رؤية أنفسنا والعالم أشياءً ثابتةً ومستقرةً ودائمةً، إذ تمدنا هذه الرؤية بالراحة، وعندما تنهار الأمور تصبح مشاعرنا في حالة من الفوضى التي قد تتحول بسهولة إلى أزمة. ولكن هل يجب حدوث ذلك؟ وكيف نستطيع معايشة «المجهول» مع شعور عدم الاستقرار والضعف الذي يرافقه؟ ما هو تأثير ذلك في طريقة رؤيتنا لأنفسنا وللعالم؟
تتطور حياة كل منا وفقًا لنمط المد والجزر، تمتد هذه العملية لتشمل كل شيء لكنها تتجسد بطريقة تختلف من شخص إلى آخر، فعندما تختبر إحدى هذه النقلات النوعية التي تغير مجرى حياتك، تبدو لك الأحداث غير منطقية وغير مرتبطة بأي سبب معروف، فتقف في كل مرة عند مفترق طرق وفي مكان غير مألوف. نستطيع النظر إلى الأمر بوصفه فرصةً لنا لنصبح أكثر وعيًا وانفتاحًا لتجاربنا رغم صعوبتها، إنها فرصة مهمة لتقبُّل غموض حالة عدم اليقين ومعايشة المجهول.
أفاد العديد من الناس أن عدم معرفة ما سيحصل أسوأ من معرفة أن النهاية ستكون مؤلمة، يعود ذلك إلى صعوبة الشعور بعدم اليقين، وتسمى هذه الظاهرة «الذعر الإدراكي». تُظهر الأبحاث أن معظم الناس الذين يواجهون إمكانية التعرض للألم، يفضلون تجاوز الألم بأسرع وقت ممكن، فهم على استعداد لقبول ألم آني أكثر حدةً في مقابل تجنب انتظار الألم، وأفاد الأشخاص الذين يعانون حالات الألم المزمنة أن الخوف من ازدياد الألم في المستقبل قد يكون أكثر إحباطًا من الألم نفسه.
يكون الموقف الغامض مبهمًا بسبب إمكانية تفسيره بطرق عديدة، ويعد تقبل الغموض مهارةً حياتيةً مهمةً تساعد على خلق الظروف المناسبة للرضا، فهي تمكّنك من التخلي عن الحاجة إلى فهم الأمور بوضوح. لطالما كان الوضوح وهمًا ذاتي المنشأ يغذيه القلق والتوتر والخوف من عدم اليقين ، فعندما تتقبل غموض حالة عدم اليقين وتتعلم التعايش مع حيرة عدم الاستقرار، تستطيع تغيير مسارك وخوض التجارب، إضافةً إلى التحلي بالمرونة واستيعاب المعطيات الجديدة التي كنت ترفضها سابقًا.
ممارسات عملية
أطلق العنان لشعورك، من المهم أن تكرس بعض الوقت لتقبل مشاعرك ومعايشتها وتنظيمها عندما تخسر شيئًا أو شخصًا مهمًا، قد تحتاج إلى وقت لتحزن اعتمادًا على نوع الخسارة. استفد من الناس حولك وشارك مشاعرك مع من تثق به، بإمكانك أن تكون غاضبًا أو قلقًا أو حانقًا أو خائفًا دون أن تشعر بأن عليك الثوران على أو كتمان هذه المشاعر.
خذ بعض الوقت لاستكشاف قيمك وأولوياتك، انظر إلى تجربة عدم الاستقرار بوصفها دعوةً للتريث وإعادة تقييم الأولويات، فربما تغيرت أولوياتك عن السابق، فكر في القيم أو الأولويات القابلة للنقاش والتي لا تقبل نقاشًا، واستكشف الأشياء أو الخبرات المعينة التي تحتاج إليها.
مارس التأمل وحدد الأشياء التي تستطيع التحكم فيها والأشياء الخارجة عن سيطرتك، فعندما لا تجري الأمور كما نرغب وتنقلب ضدنا، نميل إلى التركيز على ما نعجز عن تغييره مع رغبتنا الدفينة بتغييره، لكن عندما ندرك الأشياء التي نستطيع السيطرة عليها ونعرف مدى قدرتنا على إحداث تغييرات صحية، يسهّل ذلك توازننا العاطفي ويحسن كفاءتنا الذاتية.
تحلى بالصبر والتقبل، وتذكر أنه «عندما يغلق باب يفتح باب آخر»، لكنك غير قادر على تحديد وقت انتهاء هذا الحدث الطارئ أوكيف سينتهي، إذ يشبه الأمر الانتظار في البهو بين هذين البابين وهو أمر صعب للغاية، وعليه يتطلب الأمر وعيًا ومهارةً وممارسةً لتتغلب على عدم اليقين لديك وتتجاوز الأمر.