وجد بحث أن نصف الشعب الأمريكي قد امتنع عن مناقشة المواضيع السياسية مع الآخرين. قد لا يوجد موضوع أكثر قطبيةً وجذبًا من السياسة، خاصةً في خضم سنة انتخابية. ولا يُهم من الفائز، فنصف الشعب سيغضب لأن مرشحه المفضل لم يتسنّ له أن يصبح رئيسًا، أو أن يبقى في سُدّة الرئاسة.
إن الانقسام الحاصل على وسائل التواصل الاجتماعي يصمُّ الآذان. لكن مواجهة لوحة مفاتيح حاسوبك تختلف عن مواجهة أناسٍ آخرين حول طاولة عشاء. إذ يستطيع أي شخص أن ينشر محتوى ساخرًا على منصات التواصل الاجتماعي، أو أن يعلق بصورة وقحة وخبيثة على المقالات، وأن يضايق من لا يوافقونه الرأي. إذ يمنح الإنترنت حرية التعبير دون خوف من العواقب.
حياة من المواجهات:
كان هذا العام صعبًا ومليئًا بالتحديات. إضافةً إلى الانتخابات المُحتدِمة، هناك وباء كوفيد-19 الذي غيّر حياة الكثيرين. وانكشف جوهر العديد من الصداقات نتيجة اختلاف الناس في تعاطيها مع الجائحة، وكان ذلك مدهشًا.
وفقًا لبحث أجراه مركز بيو للأبحاث، توقف ما يقارب 45% من الأمريكيين عن مناقشة المواضيع السياسية مع الآخرين بسبب تصريحاتهم على المواقع الافتراضية أو على أرض الواقع.
هل تمكن مناقشة المواضيع السياسية دون التضحية بصداقاتنا؟
يعتمد هذا الموضوع على الشخص نفسه. لكن لحسن الحظ، فالإجابة غالبًا هي نعم.
إن المحادثة هي تبادُل للأفكار والآراء. وإن كنت على علم بأن صديقك يمتلك وجهة نظر سياسية مخالفة، فعليك أن تستعد لتقبُّل وجهة نظره.
في هذه الفترة، علينا تحدي أنفسنا، وتقبُّل الإزعاجات، وإعطاء الأولوية للصداقة عوضًا عن السياسة. ففي الحقيقة، من يقف إلى جانبك عندما تختبر يومًا عصيبًا، أو تجد صعوبة في تربية أطفالك، أو تكون في سبيلك إلى الطلاق، هم العائلة والأصدقاء. إن لم تقتنع جرّب أن تهاتف مرشحك للكونغرس لتشكو له مديرك في العمل أو شريكك! أو أن تهاتف مفوضك الحكومي لتشرح له مشكلة عقارية. الأرجح أنهم لن يردوا سوى برسالة آلية تُعلمك بتسلمهم رسالتك وأنهم سيطلعون عليها قريبًا.
إن صديقك أهم بكثير من أي مرشح، أو سياسي، أو سنة انتخابية بأسرها. لذلك عليك أن تجِد طريقةً لتتفقوا فيها رغم اختلافاتكم، وتتقبَّل فكرة أنك مهما حاولت إرغامهم على رؤية الأمور بطريقتك، فلن تستطيع تغيير وجهة نظرهم. ولن يستطيعوا تغيير آرائك أيضًا.
ثلاث طرق لاجتياز النقاشات السياسية:
راقب لغة جسدك وأسلوبك حين تتحدث إلى أصدقائك، فلا ترفع كتفيك، أو تحرك عينيك استهجانًا، أو تتبجح بتعليقات ساخرة. كن مهتمًا ومنغمسًا في الحديث. فإذا بدأنا بالإصغاء بدلًا من رفع أصواتنا والجدال، عندها لن تتصدع صداقاتنا على الأرجح. فلا أحد يكسب عند احتداد المواقف وتأذي المشاعر، وتذكر أن السكوت من ذهب.
قلل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
وفقًا لبحث آخر، يمضي البالغون ما يصل إلى 11 ساعة يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي. ليس من الخاطئ أو المعيب إلغاء متابعة صديق يُكثِر من نشر تحديثات تحوي آراءه السياسية التي قد لا تهمك، أو لا تتفق معها. وعندها تصبح صحيفة أخبارك أقل إثارةً للتوتر. وستجد بواسطة إدارة الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي المواقع والصفحات التي تبقيك مطلعًا على الأحداث التي تهمك.
الشخصية مهمة:
لا تستطيع التحكم في أفعال الآخرين، لكنك تستطيع التحكم في ردود أفعالك. ولا تنسَ أن ردود أفعالك -في العالم الافتراضي أو الواقعي- هي انعكاس لشخصيتك. من الطبيعي أن تكون متحيزًا ومتمسكًا بآرائك ومعتقداتك السياسية، أما أن يتخطى هذا التحيز حدوده إلى القسوة والأذى فأمر مختلف تمامًا.
ماذا يفعل الأزواج للحفاظ على أصدقائهم بصرف النظر عن آرائهم السياسية؟ ناقشنا المقابلات والتحقيقات في كتابنا: «اثنان زائد اثنين: الأزواج وأصدقائهم»، ووجدنا بمقابلة 400 شخص أنَّ:
كانت الحكم المستوحاة من مقابلاتنا مع أشخاص سألناهم النُصح حول كيفية المحافظة على الصداقات:
خاتمة
إن مفهوم الصداقة أعم وأشمل من مجرد محاولة رصد الآراء السياسية للأصدقاء. إذ يضيف وجود الأصدقاء الكثير من المعنى إلى حياتنا. لذلك، حال كان جُل تركيزنا على أسئلة مثل: لمن صوّت صديقك في الانتخابات؟ أكثر من التركيز على مواقفه ومساندته لك في محنة مثل وفاة ابن أو أب، فإننا نغفل المعنى الأهم للروابط الإنسانية مع الآخرين حتى عند مخالفتهم الرأي حول الأمور الأساسية في الحياة.
إن الانقسام الحاصل على وسائل التواصل الاجتماعي يصمُّ الآذان. لكن مواجهة لوحة مفاتيح حاسوبك تختلف عن مواجهة أناسٍ آخرين حول طاولة عشاء. إذ يستطيع أي شخص أن ينشر محتوى ساخرًا على منصات التواصل الاجتماعي، أو أن يعلق بصورة وقحة وخبيثة على المقالات، وأن يضايق من لا يوافقونه الرأي. إذ يمنح الإنترنت حرية التعبير دون خوف من العواقب.
حياة من المواجهات:
كان هذا العام صعبًا ومليئًا بالتحديات. إضافةً إلى الانتخابات المُحتدِمة، هناك وباء كوفيد-19 الذي غيّر حياة الكثيرين. وانكشف جوهر العديد من الصداقات نتيجة اختلاف الناس في تعاطيها مع الجائحة، وكان ذلك مدهشًا.
وفقًا لبحث أجراه مركز بيو للأبحاث، توقف ما يقارب 45% من الأمريكيين عن مناقشة المواضيع السياسية مع الآخرين بسبب تصريحاتهم على المواقع الافتراضية أو على أرض الواقع.
هل تمكن مناقشة المواضيع السياسية دون التضحية بصداقاتنا؟
يعتمد هذا الموضوع على الشخص نفسه. لكن لحسن الحظ، فالإجابة غالبًا هي نعم.
إن المحادثة هي تبادُل للأفكار والآراء. وإن كنت على علم بأن صديقك يمتلك وجهة نظر سياسية مخالفة، فعليك أن تستعد لتقبُّل وجهة نظره.
في هذه الفترة، علينا تحدي أنفسنا، وتقبُّل الإزعاجات، وإعطاء الأولوية للصداقة عوضًا عن السياسة. ففي الحقيقة، من يقف إلى جانبك عندما تختبر يومًا عصيبًا، أو تجد صعوبة في تربية أطفالك، أو تكون في سبيلك إلى الطلاق، هم العائلة والأصدقاء. إن لم تقتنع جرّب أن تهاتف مرشحك للكونغرس لتشكو له مديرك في العمل أو شريكك! أو أن تهاتف مفوضك الحكومي لتشرح له مشكلة عقارية. الأرجح أنهم لن يردوا سوى برسالة آلية تُعلمك بتسلمهم رسالتك وأنهم سيطلعون عليها قريبًا.
إن صديقك أهم بكثير من أي مرشح، أو سياسي، أو سنة انتخابية بأسرها. لذلك عليك أن تجِد طريقةً لتتفقوا فيها رغم اختلافاتكم، وتتقبَّل فكرة أنك مهما حاولت إرغامهم على رؤية الأمور بطريقتك، فلن تستطيع تغيير وجهة نظرهم. ولن يستطيعوا تغيير آرائك أيضًا.
ثلاث طرق لاجتياز النقاشات السياسية:
راقب لغة جسدك وأسلوبك حين تتحدث إلى أصدقائك، فلا ترفع كتفيك، أو تحرك عينيك استهجانًا، أو تتبجح بتعليقات ساخرة. كن مهتمًا ومنغمسًا في الحديث. فإذا بدأنا بالإصغاء بدلًا من رفع أصواتنا والجدال، عندها لن تتصدع صداقاتنا على الأرجح. فلا أحد يكسب عند احتداد المواقف وتأذي المشاعر، وتذكر أن السكوت من ذهب.
قلل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
وفقًا لبحث آخر، يمضي البالغون ما يصل إلى 11 ساعة يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي. ليس من الخاطئ أو المعيب إلغاء متابعة صديق يُكثِر من نشر تحديثات تحوي آراءه السياسية التي قد لا تهمك، أو لا تتفق معها. وعندها تصبح صحيفة أخبارك أقل إثارةً للتوتر. وستجد بواسطة إدارة الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي المواقع والصفحات التي تبقيك مطلعًا على الأحداث التي تهمك.
الشخصية مهمة:
لا تستطيع التحكم في أفعال الآخرين، لكنك تستطيع التحكم في ردود أفعالك. ولا تنسَ أن ردود أفعالك -في العالم الافتراضي أو الواقعي- هي انعكاس لشخصيتك. من الطبيعي أن تكون متحيزًا ومتمسكًا بآرائك ومعتقداتك السياسية، أما أن يتخطى هذا التحيز حدوده إلى القسوة والأذى فأمر مختلف تمامًا.
ماذا يفعل الأزواج للحفاظ على أصدقائهم بصرف النظر عن آرائهم السياسية؟ ناقشنا المقابلات والتحقيقات في كتابنا: «اثنان زائد اثنين: الأزواج وأصدقائهم»، ووجدنا بمقابلة 400 شخص أنَّ:
- ينقسم الأزواج إلى نوعين: أزواج يتشاركون المرح، وأزواج يتشاركون الأفكار. إن الزوجين اللذين يُفضّلان المرح يريدان الخروج مع زوجين آخرين في أمسية اعتيادية وممارسة نشاطات مثل لعب البولنغ أو الغولف، وإمضاء سهرة مسلية. هذا لا يعني عدم تفضيلهم للمحادثات العميقة، لكنهم قد يفضلون الاحتفاظ بها لأنفسهم أو لأفراد العائلة. أو قد يريدون التخلص من صعوبات العمل أو الأوضاع العائلية ويستعينون بالأصدقاء للتخفيف من أعبائهم. أما الأزواج الذين يفضلون مشاركة أفكارهم، فهم أكثر استعدادًا لخوض مواجهات كلامية ويحرصون على كونها جدية ومهمة. وقد يرتاحون بالانفتاح على الآخرين ومشاركة مشاعرهم وآرائهم. إنهم يحبون المرح والتسلية بالتأكيد، لكنهم يبحثون عن رابط أعمق عند الاجتماع بأصدقائهم.
- تحمل المرأة على عاتقها الجانب الاجتماعي بين الأزواج غالبًا، لذلك فاليد العليا في العلاقات مع الأزواج الآخرين هي للمرأة.
- تبدأ معظم صداقات الشركاء بأحد الطرفين -في المدرسة، أو في العمل، أو منذ الطفولة- ولا تبدأ عادةً من قبل الطرفين في نفس الوقت إلا بواسطة الأبناء أو السكن في الحي نفسه.
- قد تظن المرأة أن شريكها لا يملك الكثير من الأصدقاء، فتحمل على عاتقها مساعدته على تكوين صداقات مع الآخرين.
- يقدّر الشركاء المتزوجون صداقاتهم أكثر من الشركاء غير المتزوجين. ويقدّر المتزوجون مرةً واحدة صداقاتهم أكثر من المتزوجين أكثر من مرة.
- قد تضفي علاقة الصداقة مع زوجين آخرين قيمة أعلى على علاقة الشريكين نفسيهما، وذلك تبعًا لنتائج البحث الذي أجرته الشبكة الاجتماعية، وتكشف أن حياة الأشخاص الذين يمتلكون أصدقاء أطول وأكثر صحةً وسعادة.
كانت الحكم المستوحاة من مقابلاتنا مع أشخاص سألناهم النُصح حول كيفية المحافظة على الصداقات:
- اعرِف في البداية هل أنتما زوجان يفضلان تشارك التسلية أم الأفكار؟ إذا كنتما زوجين يفضلان تشارك الأفكار فسيصعب تحويل دفة الحديث بعيدًا عن السياسة دون التصريح علانيةً أن النقاشات السياسية ممنوعة. أما الأزواج الذين يفضلون تشارك التسلية فبإمكانهم ممازحة بعضهم ببساطة مثل: اسكت، وقِنا شر هذا الحديث.
- خذ في حسبانك الطريقة التي ستتعامل بها مع أصدقائك قبل الخروج. وعلى أي حال، يجب ألا تكون آراءهم السياسية جديدة عليك.
- لما كانت المرأة هي غالبًا من يخطط للقاءات، فلتتذكر أنه في إثناء مشاهدة فيلم تكون المحادثات أقل منها في أثناء نزهة إلى الريف بالسيارة ضمن حيز مغلق حيث لا مفر من الحديث. باختصار: خُذ الموقف والحالة في الحسبان.
- يمكن أيضًا الاتفاق مسبقًا على عدم التطرق إلى السياسة في سياق الحديث. وقد لا تعني الصداقة التي نحاول الحفاظ عليها الكثير للبعض، فيتصرفون بطريقة مستفزة على الصعيد السياسي لأنهم ليس لديهم ما يخسرونه. فلأي درجة مستعد أنت أو أصدقاؤك للتضحية بصداقتكم حال سببت الاختلافات السياسية شرخًا واسعًا؟ قد لا تكون هذه الصداقة على نفس الدرجة من الأهمية للطرفين. أو ربما كانت الزوجة تحاول مساعدة زوجها في الحفاظ على صداقاته إذا كان يصعب عليه في مجال عمله البقاء على الحياد سياسيًّا. إذن عليك معرفة هل تهتم أنت وشريكك بالحفاظ على صداقاتكم بنفس الدرجة أم أن هذه العلاقة تهم أحدكما أكثر من الآخر؟
خاتمة
إن مفهوم الصداقة أعم وأشمل من مجرد محاولة رصد الآراء السياسية للأصدقاء. إذ يضيف وجود الأصدقاء الكثير من المعنى إلى حياتنا. لذلك، حال كان جُل تركيزنا على أسئلة مثل: لمن صوّت صديقك في الانتخابات؟ أكثر من التركيز على مواقفه ومساندته لك في محنة مثل وفاة ابن أو أب، فإننا نغفل المعنى الأهم للروابط الإنسانية مع الآخرين حتى عند مخالفتهم الرأي حول الأمور الأساسية في الحياة.