قد تكون متابعة الأخبار عملية مجهدة نفسيًا حتى عندما تتابع الأخبار في أفضل مزاج. وعندما ترِد الأنباء المضطربة، تتزايد مستويات القلق إلى حد لا يمكن التأقلم معه.
لذا كيف يمكننا أن نحول تجربتنا إلى تجربة خالية من القلق (قدر المستطاع) في ظل وابل الأنباء والأخبار العاجلة التي تضيء باللون الأحمر معلنةً اندلاع كارثة مخيفة؟
يحدث أن تغرقنا وسائل الإعلام بكثير من الأخبار المقلقة كل يوم سواء أعن الحروب أم الاشتباكات المدنية أم عن الكوارث البيئية المرتقبة والاقتصادات الفاشلة والعنف والحوادث المحلية المحزنة.
كيف يمكنك الخروج من المتاهة الدوارّة للأخبار ذات الطابع السلبي التي تردك عبر جميع وسائل الإعلام؟! تلك الأخبار التي تؤرقك وتسبب تدهور صحتك!
ندرج أمامك الآن بعضًا من النصائح التي تساعد على التأقلم مع هذا النوع المحدد من التوتر.
قلق مرضيّ من متابعة الأنباء ؟
أُثبت وجود القلق الذي تثيره الأنباء السيئة في النفوس منذ قرون طويلة،وبات واضحًا وضوح الشمس عام 2016، عامٌ من أنباء وأحداث شلّت المجتمعات الإنسانية حول العالم.
بدأت التقارير تتزايد حول إصابة العامة بالتوتر والقلق النابع من وابل الأخبار والعناوين الرئيسة الحمراء المقلقة، وشرع المعالجون النفسيون يواجهون الأمر بصفته حالة نفسية مستقلة عما خبِروه سابقًا.
وصفه الطبيب المعالج ستيفن ستوسي بأنه «توتر العناوين الرئيسية» بتصريح أدلاه في صحيفة ذا واشنطن بوست. وتابع واصفًا تجارب مرضاه الذين أُثيرت في نفوسهم مشاعر القلق والعجز عند تتابع الأنباء المقلقة، وخاصة النساء.
يبدو أن ملاحظات د. ستوسي أصابت الهدف. فوفقًا لدراسة أُجريت عام 2012، تفوقت فيها النساء على الرجال في استرداد أنباء سلبية أكثر قِدمًا. توصلت الدراسة أيضًا إلى استنتاج مفاده أن الانعكاسات الفسيولوجية لمتابعة الأنباء المقلقة كانت أشد عليهنّ.
صرح ستوسي: «تنتاب الكثيرين مشاعر بانعدام القيمة والرفض والإهمال وانعدام الأمان. إضافةً إلى شعورهم بالخوف من المستقبل والتشاؤم منه».
توصل استطلاع أجرته جمعية علم النفس الأمريكية في الفترة الممتدة بين أغسطس 2016 ويناير 2017 إلى ما مفاده أن الناس في الولايات المتحدة الأمريكية لاحظوا ارتفاع مستويات التوتر عن معدلها (من 4.8 إلى 5.1) إذ يشير الرقم 1 على المقياس إلى شعور طفيف أو منعدم بالتوتر، ويشير الرقم 10 إلى مستوى عالٍ جدًا من التوتر.
ذكر الباحثون أن هذه الزيادة الملحوظة في مستويات التوتر هي الأعلى في هذا العقد منذ بدء الجمعية بإجراء الدراسات حول هذا الموضوع.
لم يجد تقرير جمعية علم النفس الأمريكية عام 2019 أي فروق معنوية في مستويات التوتر عن تلك السابقة إلا عند تناولهم أحد الجوانب، إذ أقر المشاركون في الاستطلاع بشعورهم بالتوتر في نطاق أو سياق خاص بهم لا يمكن تصنيفه على أنه حالة عامة.
وفقًا لبيانات أحدث الاستطلاعات في التقرير، عانى البالغون في الولايات المتحدة تزايد الشعور بالتوتر إثر متابعة مجريات الأحداث السياسية، ونظم الرعاية الصحية، وتوارد الأنباء عن حوادث إطلاق النار الجماعية.
تسببت الأنباء الواردة حول مواضيع مثل التغيرات المناخية العالمية وقضايا التحرش الجنسي ازديادًا كبيرًا في مستويات التوتر عام 2019 عن المستوى المسجل عام 2018.
جيل الألفية والجيل زد (الذي يلي جيل الألفية) الأكثر تأثرًا
أفادت مجموعات متفاوتة الأعمار بشعورهم بمستويات مختلفة من التوتر بفعل وسائل الإعلام الإخبارية، وتزايد إقرار شريحة الثلاثينيين والأصغر سنًّا بالانزعاج الذي يسببه ورود الأنباء المقلقة.
«بلغت النسبة 61% من أفراد الجيل زد و60% من أفراد جيل الألفية ممن أعلنوا رغبتهم بالاطلاع الدائم على مجريات الأحداث، إلا أن ذلك يسبب لهم الشعور بالإجهاد، في حين بلغت النسبة 55% من أفراد الجيل إكس (الجيل ما بين بداية الستينيات إلى نهاية الثمانينيات)، و50% من أفراد جيل الطفرة (مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية من عام 1946 إلى عام 1964). ومع ذلك، أقرت نسبة لا تزيد كثيرًا عن ثلث البالغين الأكبر سنًا (36%) برغبتهم في متابعة الأخبار رغم شعورهم بالتوتر إزاء اطلاعهم على مجريات الأحداث».
أضاف الباحثون أن فئة كبيرة من الناس تعاملت مع هذه المشكلة بابتعادهم إجمالًا عن متابعة الأخبار ، أكد الباحثون قائلين: «امتنع اثنان من كل خمسة بالغين (39%) عن متابعة الأخبار خلال العام الماضي».
خذ استراحة من الأخبار
عند شعورك بالقلق مما يبدو أنه تدفق دوري للأنباء المقلقة، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو الامتناع عن أخبار وتقارير كهذه، ولو فترة مؤقتة.
يطول الشعور بالغضب واليأس والعجز عند البعض إلى حد يمنع استمرار إنتاجية الأشخاص على مقياس النشاط اليومي. وخاصة بالنسبة لمن يعاني اضطراب الكرب التالي للصدمة المعقد إذ يُنصحون بالامتناع عن متابعة الأخبار مؤقتًا.
من الحلول المقترحة أيضًا صرف الانتباه بالانشغال بأنشطة أخرى. والابتعاد عن الهالة السلبية وتنظيم دورة المشاعر وإيجاد الروابط الإيجابية.
أظهرت الأبحاث الدور الفعال للمطالعة في المساعدة على التخفيف من التوتر. ومثله دور ممارسة التمارين الرياضية، والاستماع للموسيقى وممارسة التأمل.
على نحو مماثل، تؤكد البروفيسورة كاثرين سي نوردال -المديرة التنفيذية لفرع الممارسة المهنية في جمعية علم النفس الأميركية- ضرورةَ الانسحاب من دوامة الأنباء المقلقة والتحول إلى القيام بأنشطة أخرى وإيلاء الاهتمام لميادين مهنية وحياتية أخرى. على حد تعبيرها: «اقرأ ما يكفي كي تبقى على اطلاع، وخطِّط بعدها لأنشطة من شأنها منحك راحة دورية. ولا تنسَ الاعتناء بنفسك وأن تولي الاهتمام بجميع جوانب حياتك».
ركّز على ما يمكنك تغييره
ما عليك إلا أن تولي مزيدًا من الاهتمام للقضايا والشؤون التي يمكنك المساعدة في حلها.
فتتالي الأخبار السلبية من جميع أنحاء العالم مما يتحدث عن أعمال العنف وأضرار الكوارث الطبيعية قد يخلف إحساسًا بالعجز وإحباطًا للعزيمة لدى جمهور المتابعين.
يمكن لأي شخص أن يصنع فرقًا صغيرًا من شأنه جعل العالم أفضل، بدئًا بإحداث تغييرات إيجابية في مجتمعه وفي عائلته وفي ذاته.
أكدت نتائج الأبحاث أن المشاركة الفاعلة للفرد في المجتمع -كأن يتطوع لحل قضايا محلية- ذات آثار إيجابية على شعور الفرد بالراحة، وعلى امتلاكه هدفًا محددًا، وعلى تعزيز شعوره بالهوية داخل المجتمع.
البحث عن أخبار إيجابية
علينا أن نبتعد عن الأخبار السيئة ونحاول جاهدين أن نجد بعضًا من الأخبار الإيجابية، ما قد يساعدنا على مواجهة التوتر المرتبط بالأخبار.
على الرغم من شعورنا المتجذر بضرورة فهم مجريات الأحداث العالمية والبحث عن حلول، فمن الضروري أيضًا أن نبحث عما قد يوقد شعورنا بالحماس، ويجدد آمالنا ويشعرنا بالبهجة.
أكد الباحثون من جامعة ساسكس في برايتون المملكة المتحدة التأثير السلبي لمتابعة الأخبار السلبية سواء أكانت مرئية أم مقروءة أم مسموعة، وأثرها في زيادة الشعور بالقلق والميل إلى صياغة سيناريوهات كارثية لجوانب الحياة الخاصة ولو تلك التي لا تمت بصلة إلى ما تتناوله الأخبار.
أضاف الباحثون: «تظهر نتائجنا أن المتابعة الدورية للأخبار ذات الوقع السلبي أثرت في الشعور بالحزن والتوتر وأدت إلى تفاقم المخاوف الشخصية بصورة مأساوي».
ولهذا السبب، ترى د. كارين ماكنتاير، الطبيبة من جامعة فرجينيا كومنولث، في ريتشموند، و د. كاثرين جيلدنستيد، من معهد أوبن آيز في أمستردام بهولندا، أننا في حاجة إلى أنباء صحفية بنّاءة.
صاغت الباحثتان هذا المصطلح لوصف نوع من الصحافة يركز أكثر على الحلول الممكنة للمشاكل الجارية وعلى تمثيل الرأي الآخر، بدلاً من تناول المشكلة بحد ذاتها.
تقول ماكنتاير وجيلدنستيد: «تسعى الصحافة البنّاءة إلى موازنة التمثيل غير العادل لجوانب القضايا التي تتناولها الصحافة الإخبارية التقليدية وتمكين دور الصحافة بأخلاقياتها الحقيقية».
عندما تحبطنا الأخبار السلبية مؤذيةً مشاعرنا الإيجابية، تتجلى ضرورة أن نسأل أنفسنا عن صلتنا بهذه الأنباء وعن الغاية من متابعتها.
علينا أن نضع صحتنا النفسية والجسدية نُصب أعيننا حين نبدأ بالاطلاع على دوامة الأخبار، حتى نمضي قدمًا في تغيير العالم نحو الأفضل.
لذا كيف يمكننا أن نحول تجربتنا إلى تجربة خالية من القلق (قدر المستطاع) في ظل وابل الأنباء والأخبار العاجلة التي تضيء باللون الأحمر معلنةً اندلاع كارثة مخيفة؟
يحدث أن تغرقنا وسائل الإعلام بكثير من الأخبار المقلقة كل يوم سواء أعن الحروب أم الاشتباكات المدنية أم عن الكوارث البيئية المرتقبة والاقتصادات الفاشلة والعنف والحوادث المحلية المحزنة.
كيف يمكنك الخروج من المتاهة الدوارّة للأخبار ذات الطابع السلبي التي تردك عبر جميع وسائل الإعلام؟! تلك الأخبار التي تؤرقك وتسبب تدهور صحتك!
ندرج أمامك الآن بعضًا من النصائح التي تساعد على التأقلم مع هذا النوع المحدد من التوتر.
قلق مرضيّ من متابعة الأنباء ؟
أُثبت وجود القلق الذي تثيره الأنباء السيئة في النفوس منذ قرون طويلة،وبات واضحًا وضوح الشمس عام 2016، عامٌ من أنباء وأحداث شلّت المجتمعات الإنسانية حول العالم.
بدأت التقارير تتزايد حول إصابة العامة بالتوتر والقلق النابع من وابل الأخبار والعناوين الرئيسة الحمراء المقلقة، وشرع المعالجون النفسيون يواجهون الأمر بصفته حالة نفسية مستقلة عما خبِروه سابقًا.
وصفه الطبيب المعالج ستيفن ستوسي بأنه «توتر العناوين الرئيسية» بتصريح أدلاه في صحيفة ذا واشنطن بوست. وتابع واصفًا تجارب مرضاه الذين أُثيرت في نفوسهم مشاعر القلق والعجز عند تتابع الأنباء المقلقة، وخاصة النساء.
يبدو أن ملاحظات د. ستوسي أصابت الهدف. فوفقًا لدراسة أُجريت عام 2012، تفوقت فيها النساء على الرجال في استرداد أنباء سلبية أكثر قِدمًا. توصلت الدراسة أيضًا إلى استنتاج مفاده أن الانعكاسات الفسيولوجية لمتابعة الأنباء المقلقة كانت أشد عليهنّ.
صرح ستوسي: «تنتاب الكثيرين مشاعر بانعدام القيمة والرفض والإهمال وانعدام الأمان. إضافةً إلى شعورهم بالخوف من المستقبل والتشاؤم منه».
توصل استطلاع أجرته جمعية علم النفس الأمريكية في الفترة الممتدة بين أغسطس 2016 ويناير 2017 إلى ما مفاده أن الناس في الولايات المتحدة الأمريكية لاحظوا ارتفاع مستويات التوتر عن معدلها (من 4.8 إلى 5.1) إذ يشير الرقم 1 على المقياس إلى شعور طفيف أو منعدم بالتوتر، ويشير الرقم 10 إلى مستوى عالٍ جدًا من التوتر.
ذكر الباحثون أن هذه الزيادة الملحوظة في مستويات التوتر هي الأعلى في هذا العقد منذ بدء الجمعية بإجراء الدراسات حول هذا الموضوع.
لم يجد تقرير جمعية علم النفس الأمريكية عام 2019 أي فروق معنوية في مستويات التوتر عن تلك السابقة إلا عند تناولهم أحد الجوانب، إذ أقر المشاركون في الاستطلاع بشعورهم بالتوتر في نطاق أو سياق خاص بهم لا يمكن تصنيفه على أنه حالة عامة.
وفقًا لبيانات أحدث الاستطلاعات في التقرير، عانى البالغون في الولايات المتحدة تزايد الشعور بالتوتر إثر متابعة مجريات الأحداث السياسية، ونظم الرعاية الصحية، وتوارد الأنباء عن حوادث إطلاق النار الجماعية.
تسببت الأنباء الواردة حول مواضيع مثل التغيرات المناخية العالمية وقضايا التحرش الجنسي ازديادًا كبيرًا في مستويات التوتر عام 2019 عن المستوى المسجل عام 2018.
جيل الألفية والجيل زد (الذي يلي جيل الألفية) الأكثر تأثرًا
أفادت مجموعات متفاوتة الأعمار بشعورهم بمستويات مختلفة من التوتر بفعل وسائل الإعلام الإخبارية، وتزايد إقرار شريحة الثلاثينيين والأصغر سنًّا بالانزعاج الذي يسببه ورود الأنباء المقلقة.
«بلغت النسبة 61% من أفراد الجيل زد و60% من أفراد جيل الألفية ممن أعلنوا رغبتهم بالاطلاع الدائم على مجريات الأحداث، إلا أن ذلك يسبب لهم الشعور بالإجهاد، في حين بلغت النسبة 55% من أفراد الجيل إكس (الجيل ما بين بداية الستينيات إلى نهاية الثمانينيات)، و50% من أفراد جيل الطفرة (مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية من عام 1946 إلى عام 1964). ومع ذلك، أقرت نسبة لا تزيد كثيرًا عن ثلث البالغين الأكبر سنًا (36%) برغبتهم في متابعة الأخبار رغم شعورهم بالتوتر إزاء اطلاعهم على مجريات الأحداث».
أضاف الباحثون أن فئة كبيرة من الناس تعاملت مع هذه المشكلة بابتعادهم إجمالًا عن متابعة الأخبار ، أكد الباحثون قائلين: «امتنع اثنان من كل خمسة بالغين (39%) عن متابعة الأخبار خلال العام الماضي».
خذ استراحة من الأخبار
عند شعورك بالقلق مما يبدو أنه تدفق دوري للأنباء المقلقة، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو الامتناع عن أخبار وتقارير كهذه، ولو فترة مؤقتة.
يطول الشعور بالغضب واليأس والعجز عند البعض إلى حد يمنع استمرار إنتاجية الأشخاص على مقياس النشاط اليومي. وخاصة بالنسبة لمن يعاني اضطراب الكرب التالي للصدمة المعقد إذ يُنصحون بالامتناع عن متابعة الأخبار مؤقتًا.
من الحلول المقترحة أيضًا صرف الانتباه بالانشغال بأنشطة أخرى. والابتعاد عن الهالة السلبية وتنظيم دورة المشاعر وإيجاد الروابط الإيجابية.
أظهرت الأبحاث الدور الفعال للمطالعة في المساعدة على التخفيف من التوتر. ومثله دور ممارسة التمارين الرياضية، والاستماع للموسيقى وممارسة التأمل.
على نحو مماثل، تؤكد البروفيسورة كاثرين سي نوردال -المديرة التنفيذية لفرع الممارسة المهنية في جمعية علم النفس الأميركية- ضرورةَ الانسحاب من دوامة الأنباء المقلقة والتحول إلى القيام بأنشطة أخرى وإيلاء الاهتمام لميادين مهنية وحياتية أخرى. على حد تعبيرها: «اقرأ ما يكفي كي تبقى على اطلاع، وخطِّط بعدها لأنشطة من شأنها منحك راحة دورية. ولا تنسَ الاعتناء بنفسك وأن تولي الاهتمام بجميع جوانب حياتك».
ركّز على ما يمكنك تغييره
ما عليك إلا أن تولي مزيدًا من الاهتمام للقضايا والشؤون التي يمكنك المساعدة في حلها.
فتتالي الأخبار السلبية من جميع أنحاء العالم مما يتحدث عن أعمال العنف وأضرار الكوارث الطبيعية قد يخلف إحساسًا بالعجز وإحباطًا للعزيمة لدى جمهور المتابعين.
يمكن لأي شخص أن يصنع فرقًا صغيرًا من شأنه جعل العالم أفضل، بدئًا بإحداث تغييرات إيجابية في مجتمعه وفي عائلته وفي ذاته.
أكدت نتائج الأبحاث أن المشاركة الفاعلة للفرد في المجتمع -كأن يتطوع لحل قضايا محلية- ذات آثار إيجابية على شعور الفرد بالراحة، وعلى امتلاكه هدفًا محددًا، وعلى تعزيز شعوره بالهوية داخل المجتمع.
البحث عن أخبار إيجابية
علينا أن نبتعد عن الأخبار السيئة ونحاول جاهدين أن نجد بعضًا من الأخبار الإيجابية، ما قد يساعدنا على مواجهة التوتر المرتبط بالأخبار.
على الرغم من شعورنا المتجذر بضرورة فهم مجريات الأحداث العالمية والبحث عن حلول، فمن الضروري أيضًا أن نبحث عما قد يوقد شعورنا بالحماس، ويجدد آمالنا ويشعرنا بالبهجة.
أكد الباحثون من جامعة ساسكس في برايتون المملكة المتحدة التأثير السلبي لمتابعة الأخبار السلبية سواء أكانت مرئية أم مقروءة أم مسموعة، وأثرها في زيادة الشعور بالقلق والميل إلى صياغة سيناريوهات كارثية لجوانب الحياة الخاصة ولو تلك التي لا تمت بصلة إلى ما تتناوله الأخبار.
أضاف الباحثون: «تظهر نتائجنا أن المتابعة الدورية للأخبار ذات الوقع السلبي أثرت في الشعور بالحزن والتوتر وأدت إلى تفاقم المخاوف الشخصية بصورة مأساوي».
ولهذا السبب، ترى د. كارين ماكنتاير، الطبيبة من جامعة فرجينيا كومنولث، في ريتشموند، و د. كاثرين جيلدنستيد، من معهد أوبن آيز في أمستردام بهولندا، أننا في حاجة إلى أنباء صحفية بنّاءة.
صاغت الباحثتان هذا المصطلح لوصف نوع من الصحافة يركز أكثر على الحلول الممكنة للمشاكل الجارية وعلى تمثيل الرأي الآخر، بدلاً من تناول المشكلة بحد ذاتها.
تقول ماكنتاير وجيلدنستيد: «تسعى الصحافة البنّاءة إلى موازنة التمثيل غير العادل لجوانب القضايا التي تتناولها الصحافة الإخبارية التقليدية وتمكين دور الصحافة بأخلاقياتها الحقيقية».
عندما تحبطنا الأخبار السلبية مؤذيةً مشاعرنا الإيجابية، تتجلى ضرورة أن نسأل أنفسنا عن صلتنا بهذه الأنباء وعن الغاية من متابعتها.
علينا أن نضع صحتنا النفسية والجسدية نُصب أعيننا حين نبدأ بالاطلاع على دوامة الأخبار، حتى نمضي قدمًا في تغيير العالم نحو الأفضل.