بابل بوابة الآلهة
كل عام و المعلم بالف خير
من اطرف ما وُجد في الالواح السومرية ، هو لوح كتبه معلم قبل اكثر من 2000 عام قبل الميلاد يصف نشاط التلميذ اليومي ، كان التلميذ يخشى الذهاب متأخراً الى المدرسة فينهض في الصباح و يستعجل امه في تحضير الغداء ، و اذا تأخر او اساء التصرف يُضرب بالعصا ، و يبدو ان معاشات المعلمين كانت دائماً ضئيلة ، حتى انه كان يفرح اذا حصل على بعض الاشياء من الاهل زيادة على المعاش .
تقول اللوحة :
(( ايها التلميذ الى اين ذهبت منذ الصباح الباكر !
فيجيب : لقد ذهبت الى المدرسة
المعلم : ماذا صنعت في المدرسة
قال التلميذ :
(( قرأتُ لوحي و اكلتُ غدائي و حضرتُ لوحاً جديداً كتبته و أنهيته ، ثم عينوا لي وظيفة شفوية و بعد الظهر عينوا لي وظيفة خطية ، و لما انتهت الصفوف (انتهى وقت الدوام في المدرسة) ذهبتُ الى البيت و دخلتُ و وجدتُ والدي جالساً هناك ، اخبرتُ والدي عن وظيفتي الكتابية ثم سمعّتُ له لوحي ، فانشرح والدي ، و لما استيقظتُ في الصباح الباكر واجهتُ امي و قلتُ لها : اعطني غدائي ، فانا اريد ان اذهب الى المدرسة .. و في المدرسة قال لي المراقب المسؤول : لماذا تأخرت ، و بخوف و قلب يخفق ، وقفتُ امام معلمي و قدمتُ الاحترام )).
و يبدو ان التلميذ قد ضُرب من قبل اعضاء هيئة التدريس ، و اسوأ من ذلك قال له معلمه : خطك غير جيد و ضُرب بالعصا ..
فأقترح التلميذ على والده ان يدعو المعلم الى بيته و يلين موقفه ببعض الهدايا ، و هذه اول حالة تملق في التاريخ ، و استمع الوالد لرأي التلميذ ، فدعا المعلم و لما دخل البيت اجلسوه في مكان الصدارة و حضر التلميذ لخدمته ، ثم سقى الوالد المعلم نبيذاً و اطعمه و البسه حلة جديدة و أعطاه هدية و وضع خاتماً في يده
كان التلميذ كلما تعلم فن الالواح ، عرضه امام والده و معلمه
قال المعلم : ايها الشاب لأنك لم تهمل كلمتي و لم تتركها ارجو ان تصل الى قمة فن الكتابة و لتتقنها بالكمال و لتكن قائداً في اخوتك و رئيساً في اصدقائك و مرتبتك العليا بين الطلاب ، لقد اتقنت نشاطات المدرسة و اصبحتَ رجل علم .
#عشتار_العراق