"أنجليك" لغيوم ميسو: الكتابة لاعتلاء عرش "الأكثر مبيعًا"
سمير قسيمي 18 فبراير 2023
تغطيات
شارك هذا المقال
حجم الخط
مع روايته العشرين الموسومة "أنجليك"، يستمر الروائي الفرنسي، غيوم ميسو (مواليد 1974) في اكتساح قلوب القرّاء الفرنسيين، وفي التربع على عرشِ الرواية التشويقيَّة التي جعلته الأكثر مقروئيّة منذ أزيد من سبع سنوات، ليس في فرنسا وحدها، بل في عدد من دول العالم التي تُرجِمَت فيها أعماله، حتى وصفته جريدة "نيويورك تايمز" في أحد أعمدتها بـ "سيّد التشويق الفرنسي". وصفٌ لم يفوّته ناشره، كلمان ليفي، ليدرجه على غلاف أحدث إصداراته في طبعة أولى تجاوزت الأربعمئة ألف نسخة، بالكاد صمدت في المكتبات الفرنسيّة.
يسرد ميسو قصة الفتاة لويز، التي فقدت والدتها ستيلا بترونكو (راقصة باليه متقاعدة) إثر حادثةٍ غريبةٍ أدّت إلى سقوطها من على شرفة شقّتها. وحسب تقرير الشرطة، حدث الأمر حين تعثّرت وهي تحاول سقي بعض نباتات الزينة، كما اعتادت أن تفعل عشيّة كل يوم. ومع أنه حادث محتمل، إلا أن لويز لم تقتنع بما انتهى إليه تحقيق الشرطة في أسباب موت والدتها، مفترضةً أنها قُتِلَت لسببٍ ما. فحتى احتمال انتحار أمّها لم يكن مطروحًا بالنسبة إليها، لأسباب أجاد صاحب "الحياة السريّة للكُتّاب" في تحديدها على لسان شخصيّته لويز.
حاول ميسو في هذه الرواية الاحتفاظ بما ميَّزه دائمًا منذ ظهوره عام 2004 من قدرةٍ استثنائيّة في صنع التشويق، عبر بثّ ما يلزمُ من غموضٍ في معظم أحداث الرواية، كما سعى بطريقته إلى رسم المشاهد رسمًا سينمائيًا يشدّ القارئ من أول سطر. فالبداية التي اختارها لروايته "أنجليك" كانت كفيلةً للزجّ بقارئها في متاهاتها، لكن ليس لتجعله ينهي صفحات الرواية الـ 320 بالحماسة نفسها التي بدأ بها قراءتها. إذ لم يتمكن من فتلِ حبل التشويق إلى النهاية. بل بالكاد يجد القارئ رغبة في قلب صفحاتها بعد أن يبلغ منتصفها، وإن حدث وفعل، فليس إلا أملًا في الوصول إلى آخر صفحة.
تبدأ الرواية في غرفةٍ بأحد المستشفيّات الباريسيّة، حيث يستعيد الشرطي المتقاعد ماتياس وعيه على صوت موسيقى عذبة، غير مصدّقٍ أنّه عاد إلى الحياة بعد أزمة قلبيّة أدخلته في غيبوبة، لتتقاطع نظراته بنظرات الفتاة لويز التي كانت تجلس غير بعيدة عنه تعزفُ على آلة الكمان، غير قادرة على إخفاء سعادتها باستعادته لوعيه، ليدور بينهما حوارٌ طويل يُعرَف من خلاله أنّها متطوعة في جمعيّة تعمل على توفير الراحة لنزلاء المستشفى.
في هذا المشهد السردي الأول، عمل ميسو على دخول روايته بلا مقدمات. إذْ قدَّم بطلي الرواية، الشرطي السابق والفتاة الباحثة عن حقيقة موت أمّها، والتي ستقنعه في النهاية بالتحقيق فيها. هنا يلعب ميسو في نحت شخصيتَيْه على الكليشيه التقليدي المعروف في الروايات البوليسية: شخصيّة المحقّق الذي يكون من جهةٍ بذيئًا غير مهذّب، يتذمَّر من كل شيء، لكنّه من جهةٍ أخرى صاحب نظرة ثاقبة وعقل فذّ لا يكفُّ عن تحليل الأشياء والمواقف. أما شخصيّة الفتاة، فقد اتّسمت بنوعٍ من البراءة التي بفضلها أقنعت ماتياس باقتفاء جريمةٍ لا أحد يصدّق أنّها وقعت.
لا يبدو أنّ ميسو في هذه الرواية سعى إلى كتابة رواية ألغاز بوليسيّة، فجميع ما استُعْمِلَ من حيلٍ، سبق وأن استعمِلَتْ في أعمال روائيّة سابقة، تخوض في سرد الجريمة. كما أنه بلا شكّ لم يكتب رواية أدبيّة، بل شابَ عمله الخطاب المباشر الموظّف للغة سهلة وجميلة، لكنها ليست لغةً أدبيّة يُحتجُّ بقوّتها. أما الغموض الذي ساير أحداث عمله، فلم يكن من القوّة التي تمنعُ توقّع ما ستنتهي إليه الأمور في النهاية. وكأنه لم يكتب روايته هذه إلا ليشارك جمهور قراءه نشوة صدور عمل جديد، كما عوَّدهم في خريف كلّ سنة.
ظهر ميسو في هذه الرواية غير الذي عرفناه في بداياته. والحقيقة أنّه، ومنذ ثلاث سنوات، لم يعد يهدي القرّاء الملاحم التشويقيّة التي صنعت اسمه، وجعلت منه الروائي الأكثر مقروئيّة لدى الفرنسيين، وهو الاسم الذي سمح له بالحصول على جائزة "ريمون شندلر" الإيطالية، والتي تعدّ واحدة من أهم الجوائز العالميّة في مجاله، إذْ سبق أن حصلت عليها قامات عالميّة في الرواية التشويقيّة، مثل: مارغريت أتوود، وميخائيل كونلي.
اعتمد ميسو في هذه الرواية على بناء سردي يسمح للقارئ بالاندماج مع شخصياته التي أراد لها أن تظهر تدريجيًا، بداية بماتياس ولويز، وانتهاء بأنجليك شارفيي وبقية الشخصيات الثانوية. إلا أن التشويق والإبهار توقّف مفعولهما سريعًا بسبب الخيارات اللغوية التي وظفها الروائي، سيما تلك المتعلقة بالحوارات بين شخوص عمله، وبالأخصّ الأسلوب الذي ميّز حديث ماتياس المتّسم بالسذاجة والبذاءة والمباشرة المبالغ فيها.
بالطبع، لا يمكن إنكار ما صبغ رواية "أنجليك" من تشويق، وإن لم يكن في مستوى ميسو الذي يُعدُّ المعلّم الأوّل في رواية التشويق الفرنسيّة. لكنّه في هذا العمل بدا منقطعًا غير مشتغل عليه بنحو كاف، يسمح له بالاستمرار إلى آخر صفحةٍ من الرواية. وهو انقطاع أساء كثيرًا للحبكة إلى درجة أن القارئ سيكتشف "الجاني" حتى قبل منتصف العمل، مع محاولة ميسو حقن عمله بألغازٍ صغيرةٍ سمحت له بكسب مزيد من الوقت والصفحات التي تُشعر القارئ أنّها مُقحَمَةٌ على نحوٍ ما.
ما يُلاحَظُ في هذا العمل أيضًا هو جنوح الكاتب إلى إبداء مواقف مُحدّدة إزاء بعض الأحداث، جنوحٌ لا يُلاحَظ في أي عمل من أعمال ميسو السابقة. إذا يعد ميسو كاتبًا منفصلًا عن الواقع السياسيّ والاجتماعيّ، وحتى الفلسفيّ لعالمه، مكتفيًا بأن يكون ساردًا وحكّاءً جيّدًا، يهيم بالكتابة بغاية الكتابة. هذه المرّة أشعرَ القارئ، وذلك من خلال ما أبداه من مواقف داخل روايته "أنجليك" إزاء قضايا بعينها، أنّه يحاول أن يملك موقفًا ما، وبأنه يملك رأيًا خاصًّا تجاهها، وهي سقطةٌ أخرى تُضَاف إلى ما شاب هذا العمل من نقائص، لا سيما وأن ما حاول إدراجه كمواقف أو آراء كان سطحيًّا للغاية، ولا يتّسم بأيّ عمقٍ يُذْكَر.
حافظ ميسو في هذا العمل على بعض ما ميّزه في أعماله السابقة، ولعلَّ أهمّ ما حافظ عليه هو ولعه الجنوني بمدينة باريس، وما تمثّله بالنسبة إليه من حيِّزٍ مكانيّ شبه سحريّ، تتشابكُ فيه أحداث أعماله على نحو سلسٍ، سلاسة مدينة الجن والملائكة.
رغم المطبات التي وقع فيها ميسو في هذا العمل، إلا أنه استمر في اعتلاء عرش "الأكثر مبيعًا" في فرنسا لعام 2022، وهذا للسنة الثانية عشر على التوالي، بواقع أكثر من مليون و300 ألف نسخة مُباعة، وهو ما رأى فيه ناشره إنجازًا لم يحقّقه أي كاتب فرنسيّ في تاريخ الرواية الفرنسيّة. تُرْجِمَت أعمال ميسو إلى 45 لغة، وبلغت أعماله مجتمعة ما يزيد على 35 مليون نسخة في جميع أرجاء العالم.
(الجزائر).
سمير قسيمي 18 فبراير 2023
تغطيات
شارك هذا المقال
حجم الخط
مع روايته العشرين الموسومة "أنجليك"، يستمر الروائي الفرنسي، غيوم ميسو (مواليد 1974) في اكتساح قلوب القرّاء الفرنسيين، وفي التربع على عرشِ الرواية التشويقيَّة التي جعلته الأكثر مقروئيّة منذ أزيد من سبع سنوات، ليس في فرنسا وحدها، بل في عدد من دول العالم التي تُرجِمَت فيها أعماله، حتى وصفته جريدة "نيويورك تايمز" في أحد أعمدتها بـ "سيّد التشويق الفرنسي". وصفٌ لم يفوّته ناشره، كلمان ليفي، ليدرجه على غلاف أحدث إصداراته في طبعة أولى تجاوزت الأربعمئة ألف نسخة، بالكاد صمدت في المكتبات الفرنسيّة.
يسرد ميسو قصة الفتاة لويز، التي فقدت والدتها ستيلا بترونكو (راقصة باليه متقاعدة) إثر حادثةٍ غريبةٍ أدّت إلى سقوطها من على شرفة شقّتها. وحسب تقرير الشرطة، حدث الأمر حين تعثّرت وهي تحاول سقي بعض نباتات الزينة، كما اعتادت أن تفعل عشيّة كل يوم. ومع أنه حادث محتمل، إلا أن لويز لم تقتنع بما انتهى إليه تحقيق الشرطة في أسباب موت والدتها، مفترضةً أنها قُتِلَت لسببٍ ما. فحتى احتمال انتحار أمّها لم يكن مطروحًا بالنسبة إليها، لأسباب أجاد صاحب "الحياة السريّة للكُتّاب" في تحديدها على لسان شخصيّته لويز.
حاول ميسو في هذه الرواية الاحتفاظ بما ميَّزه دائمًا منذ ظهوره عام 2004 من قدرةٍ استثنائيّة في صنع التشويق، عبر بثّ ما يلزمُ من غموضٍ في معظم أحداث الرواية، كما سعى بطريقته إلى رسم المشاهد رسمًا سينمائيًا يشدّ القارئ من أول سطر. فالبداية التي اختارها لروايته "أنجليك" كانت كفيلةً للزجّ بقارئها في متاهاتها، لكن ليس لتجعله ينهي صفحات الرواية الـ 320 بالحماسة نفسها التي بدأ بها قراءتها. إذ لم يتمكن من فتلِ حبل التشويق إلى النهاية. بل بالكاد يجد القارئ رغبة في قلب صفحاتها بعد أن يبلغ منتصفها، وإن حدث وفعل، فليس إلا أملًا في الوصول إلى آخر صفحة.
تبدأ الرواية في غرفةٍ بأحد المستشفيّات الباريسيّة، حيث يستعيد الشرطي المتقاعد ماتياس وعيه على صوت موسيقى عذبة، غير مصدّقٍ أنّه عاد إلى الحياة بعد أزمة قلبيّة أدخلته في غيبوبة، لتتقاطع نظراته بنظرات الفتاة لويز التي كانت تجلس غير بعيدة عنه تعزفُ على آلة الكمان، غير قادرة على إخفاء سعادتها باستعادته لوعيه، ليدور بينهما حوارٌ طويل يُعرَف من خلاله أنّها متطوعة في جمعيّة تعمل على توفير الراحة لنزلاء المستشفى.
في هذا المشهد السردي الأول، عمل ميسو على دخول روايته بلا مقدمات. إذْ قدَّم بطلي الرواية، الشرطي السابق والفتاة الباحثة عن حقيقة موت أمّها، والتي ستقنعه في النهاية بالتحقيق فيها. هنا يلعب ميسو في نحت شخصيتَيْه على الكليشيه التقليدي المعروف في الروايات البوليسية: شخصيّة المحقّق الذي يكون من جهةٍ بذيئًا غير مهذّب، يتذمَّر من كل شيء، لكنّه من جهةٍ أخرى صاحب نظرة ثاقبة وعقل فذّ لا يكفُّ عن تحليل الأشياء والمواقف. أما شخصيّة الفتاة، فقد اتّسمت بنوعٍ من البراءة التي بفضلها أقنعت ماتياس باقتفاء جريمةٍ لا أحد يصدّق أنّها وقعت.
"حاول ميسو في هذه الرواية الاحتفاظ بما ميَّزه دائمًا منذ ظهوره عام 2004 من قدرةٍ استثنائيّة في صنع التشويق" |
لا يبدو أنّ ميسو في هذه الرواية سعى إلى كتابة رواية ألغاز بوليسيّة، فجميع ما استُعْمِلَ من حيلٍ، سبق وأن استعمِلَتْ في أعمال روائيّة سابقة، تخوض في سرد الجريمة. كما أنه بلا شكّ لم يكتب رواية أدبيّة، بل شابَ عمله الخطاب المباشر الموظّف للغة سهلة وجميلة، لكنها ليست لغةً أدبيّة يُحتجُّ بقوّتها. أما الغموض الذي ساير أحداث عمله، فلم يكن من القوّة التي تمنعُ توقّع ما ستنتهي إليه الأمور في النهاية. وكأنه لم يكتب روايته هذه إلا ليشارك جمهور قراءه نشوة صدور عمل جديد، كما عوَّدهم في خريف كلّ سنة.
ظهر ميسو في هذه الرواية غير الذي عرفناه في بداياته. والحقيقة أنّه، ومنذ ثلاث سنوات، لم يعد يهدي القرّاء الملاحم التشويقيّة التي صنعت اسمه، وجعلت منه الروائي الأكثر مقروئيّة لدى الفرنسيين، وهو الاسم الذي سمح له بالحصول على جائزة "ريمون شندلر" الإيطالية، والتي تعدّ واحدة من أهم الجوائز العالميّة في مجاله، إذْ سبق أن حصلت عليها قامات عالميّة في الرواية التشويقيّة، مثل: مارغريت أتوود، وميخائيل كونلي.
اعتمد ميسو في هذه الرواية على بناء سردي يسمح للقارئ بالاندماج مع شخصياته التي أراد لها أن تظهر تدريجيًا، بداية بماتياس ولويز، وانتهاء بأنجليك شارفيي وبقية الشخصيات الثانوية. إلا أن التشويق والإبهار توقّف مفعولهما سريعًا بسبب الخيارات اللغوية التي وظفها الروائي، سيما تلك المتعلقة بالحوارات بين شخوص عمله، وبالأخصّ الأسلوب الذي ميّز حديث ماتياس المتّسم بالسذاجة والبذاءة والمباشرة المبالغ فيها.
بالطبع، لا يمكن إنكار ما صبغ رواية "أنجليك" من تشويق، وإن لم يكن في مستوى ميسو الذي يُعدُّ المعلّم الأوّل في رواية التشويق الفرنسيّة. لكنّه في هذا العمل بدا منقطعًا غير مشتغل عليه بنحو كاف، يسمح له بالاستمرار إلى آخر صفحةٍ من الرواية. وهو انقطاع أساء كثيرًا للحبكة إلى درجة أن القارئ سيكتشف "الجاني" حتى قبل منتصف العمل، مع محاولة ميسو حقن عمله بألغازٍ صغيرةٍ سمحت له بكسب مزيد من الوقت والصفحات التي تُشعر القارئ أنّها مُقحَمَةٌ على نحوٍ ما.
ما يُلاحَظُ في هذا العمل أيضًا هو جنوح الكاتب إلى إبداء مواقف مُحدّدة إزاء بعض الأحداث، جنوحٌ لا يُلاحَظ في أي عمل من أعمال ميسو السابقة. إذا يعد ميسو كاتبًا منفصلًا عن الواقع السياسيّ والاجتماعيّ، وحتى الفلسفيّ لعالمه، مكتفيًا بأن يكون ساردًا وحكّاءً جيّدًا، يهيم بالكتابة بغاية الكتابة. هذه المرّة أشعرَ القارئ، وذلك من خلال ما أبداه من مواقف داخل روايته "أنجليك" إزاء قضايا بعينها، أنّه يحاول أن يملك موقفًا ما، وبأنه يملك رأيًا خاصًّا تجاهها، وهي سقطةٌ أخرى تُضَاف إلى ما شاب هذا العمل من نقائص، لا سيما وأن ما حاول إدراجه كمواقف أو آراء كان سطحيًّا للغاية، ولا يتّسم بأيّ عمقٍ يُذْكَر.
حافظ ميسو في هذا العمل على بعض ما ميّزه في أعماله السابقة، ولعلَّ أهمّ ما حافظ عليه هو ولعه الجنوني بمدينة باريس، وما تمثّله بالنسبة إليه من حيِّزٍ مكانيّ شبه سحريّ، تتشابكُ فيه أحداث أعماله على نحو سلسٍ، سلاسة مدينة الجن والملائكة.
رغم المطبات التي وقع فيها ميسو في هذا العمل، إلا أنه استمر في اعتلاء عرش "الأكثر مبيعًا" في فرنسا لعام 2022، وهذا للسنة الثانية عشر على التوالي، بواقع أكثر من مليون و300 ألف نسخة مُباعة، وهو ما رأى فيه ناشره إنجازًا لم يحقّقه أي كاتب فرنسيّ في تاريخ الرواية الفرنسيّة. تُرْجِمَت أعمال ميسو إلى 45 لغة، وبلغت أعماله مجتمعة ما يزيد على 35 مليون نسخة في جميع أرجاء العالم.
(الجزائر).