نحو مهرجان برلين السينمائي: أوكرانيا وإيران وكثير من الميلودراما
سمير رمان 12 فبراير 2023
تغطيات
شعار الدب خارج قصر برليناله قبل الدورة 73 للمهرجان(10/2/2023/Getty)
شارك هذا المقال
حجم الخط
من المعروف أنّ مهرجان برلين السينمائي يولي السياسة كثيرًا من اهتمامه، وستكون أوكرانيا، وإيران، في مركز اهتمام الدورة الثالثة والسبعين التي ستُعقد في المدة من 16 إلى 26 فبراير/ شباط الجاري، لأنّ البلدين يشكلان نقاطًا ساخنة على الساحة السياسية الدولية، وتراق فيهما الدماء ويموت الناس. ولهذا يتضمّن برنامج المهرجان عرض عددٍ قياسي من الأفلام الإيرانية، وكذلك الأوكرانية، أو المتعلقة بأوكرانيا. ويكفي أن نشير في هذا المجال إلى العرض الخاصّ الأول للفيلم الوثائقي "القوة العظمى/ Superpower" للمخرج شون بين، والمخرج آرون كاوفمان، الذي سيكون الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أحد شخصياته الرئيسية.
ويشارك في المهرجان فيلمان إيرانيان في قسمي "البانوراما"، و"الجيل"، حيث سيُعرض الفيلم الوثائقي "بوابة الأحلام" للمخرجـة نكين أحمدي في أول عرض دولي له، وهو عمل من إنتاج مشترك بين إيران والنرويج وفرنسا.
كما یشارك فيلم الرسوم المتحركة "صفارة الإنذار"، للمخرجة سبيده فارسي، في قسم البانوراما بالمهرجان، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ وبلجيكا.
وبعد الإعلان عن برنامج المهرجان، عقد مؤتمر صحافيّ سئل فيه مدير المهرجان، كارلو شاتريان، عن سبب وجود كثير من أفلام الميلودراما، وأفلام الحبّ، في برنامج المهرجان. فالمسابقة الرئيسية تتضمن 18 فيلمًا لأسماء جديدة، ولقليل من الأسماء الكبيرة. ومن بين الأسماء الكبيرة رواد الموجات السينمائية الجديدة في القرن العشرين، وبشكلٍ خاصّ قدامى المحاربين الألمان، مثل: مارغريت فون تروتا ذات الـ80 عامًا في فيلمها "أنغيبورغ باخمان: رحلة إلى الصحراء"، والمخرج كريستيان بتزولد الذي تجاوز الستين عامًا بفيلمه "السماء الكبيرة الحمراء"، وأنجيلا شانيليك، بفيلم "الموسيقى". وبالطبع، يمكن أن نضيف إلى القائمة الفرنسي فيليب غاريليا (75 عاما) بفيلمه "العربة الكبيرة/ Le Grand Chariot".
ومن بين المخرجين الأكثر شبابًا الألمانية إميلي عاطف في فيلم "يومًا ما سنروي لبعضنا كلّ شيءٍ"، ومواطنها كريستوف هوشهوسلر/Christoph Hochhنusler، والأسترالية إيفان سين بفيلم "ليمبو". ومن جنوب أفريقيا، جون ترنجوف بفيلم "مانودروم"، والأميركية سيلين سونغ بفيلم "حيوات سابقة". وهنالك أيضًا فيلم "سوزومي تغلق الأبواب/Suzume closes the doors" للمخرج ماكوتو سينكايا، والفيلم الوثائقي "الذي لا ينحني/ Relentless" للمخرج نيكولاي فيليبر.
وخيّب مهرجان برلين السينمائي توقعات الخبراء بعدم إدراج فيلم الفنلندي آكي كوريسماكي، والروماني كريستي بوبو، في برنامج المهرجان، وكذلك الأمر بالنسبة للعمل الجديد للمخرج كريل سيريبنيكوف عن إدوارد ليمونوف. ولكنّ هذه الأفلام ربما ستجد لها مكانًا في مسابقات مهرجان كان السينمائي المنافس الأبدي لمهرجان برلين.
في برنامجٍ تنافسيٍّ آخر من برامج المهرجان، "اللقاءات"، سنشهد مزيدًا من الأسماء الجديدة، من بينهم مليكا موسايفا (تلميذة ألكسندر سوكوروف). في برلين، سيعرض أول أعمالها في الإخراج "القفص يبحث عن طائر/Cage Looks for a Bird"، الذي جرى تصويره في جمهورية أنغوشيا، على الحدود مع الشيشان، بمشاركة فنانين شيشان غير محترفين يتكلمون بلغتهم الأمّ. في هذا الفيلم، تتشابك اقدار نسوة من مختلف المشارب، توحدن من حيث صراعهنّ الداخلي للتغلب على افتقار الحرية، والبحث عن طريق المستقبل. على الرغم من أنّ موسايفا لا تزال تواصل تعليمها السينمائي ومسيرتها المهنية في ألمانيا، فهي تنوي مواصلة تصوير أفلامٍ عن مواطنيها باللغة الشيشانية. يكتسب ظهور هذا الفيلم في مهرجان برلين أهمية خاصّة، لأنّه رُفض العام الفائت في مهرجان كان السينمائي. وقد علّق ألكسندر سوكوروف حينها على قرار مهرجان كان بالقول: "ربما يعود إلى طغيان فكرة مقاطعة السينما الروسية التي استحوذت على أذهان كثيرين في ذلك الوقت بعد بدء الحرب الروسية على أوكرانيا".
فيلم آخر استحوذ على الاهتمام في برنامج "اللقاءات"، وهو الوثائقي "الجبهة الشرقية"، الذي تم تصويره في أوكرانيا من قبل فيتالي مانسكي، ويفغيني تيتارينكو، بالتعاون بين دول عدّة: لاتفيا، تشيكيا، أوكرانيا، والولايات المتحدة الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، يتضمن برنامج "بانوراما" أفلامًا مثل "هل تحبني" للمخرج تونيا نيابريفا (وهو فيلم أوكراني ـ سويدي)، وفيلم "الفراشات الحديدية" للمخرج رومان لوبوف (فيلم أوكرني ـ ألماني يتحدث عن حادثة إسقاط روسيا لطائرة مدنية). أمّا برنامج الأجيال/ Generation فسيتضمن فيلمين أوكرانيين: "نحن لن نزول" للمخرجة أليسا كوفالينكو، وفيلم "الاستيقاظ في صمت" للمخرج ميلا جلوكتينكو. من ناحيةٍ أُخرى، ستتضمن مسابقة الأفلام القصيرة فيلمًا أوكرانيًا آخر هو "إنّه موعد" للمخرجة نايا بارفان، والفيلم الألماني "نساء في ماكويني" للمخرجة داريا بيلوفا.
خارج المسابقات، سيعرض فيلم الإثارة "في الداخل/ Inside" للمخرج اليوناني فاسيلي كاتسوليس، الذي يلعب فيه ويليام ديفو دور لصّ أعمال فنيّة. وبالإضافة إلى كلّ ما ذكر، سيكون هنالك عدد من الأفلام التي يتوقع لها النقاد النجاح. أمّا لجنة تحكيم المنافسة الرئيسية فستكون برئاسة الفنانة كريستين ستيوارت، التي تمثّل نموذجًا ملهمًا يقتدي به الشباب والطلاب: إذ لم يعرف المهرجان من قبل شخصًا يترأس لجانه التحكيمية في مثل عمر كريستين ستيوارت.
وسيفتتح المهرجان بالفيلم الكوميدي "لقد جاءت إليّ/ She Came to Me"، للمخرجة والممثلة الأميركية ريبيكا ميللر/ Rebecca Augusta Miller، من بطولة بيتر نديكلاج، وآن هاثاواي، بالإضافة إلى ماريسا تومي. أما جائزة المهرجان الفخرية "الدبّ الذهبي" فستكون من نصيب ستيفن سبيلبرغ.
سمير رمان 12 فبراير 2023
تغطيات
شعار الدب خارج قصر برليناله قبل الدورة 73 للمهرجان(10/2/2023/Getty)
شارك هذا المقال
حجم الخط
من المعروف أنّ مهرجان برلين السينمائي يولي السياسة كثيرًا من اهتمامه، وستكون أوكرانيا، وإيران، في مركز اهتمام الدورة الثالثة والسبعين التي ستُعقد في المدة من 16 إلى 26 فبراير/ شباط الجاري، لأنّ البلدين يشكلان نقاطًا ساخنة على الساحة السياسية الدولية، وتراق فيهما الدماء ويموت الناس. ولهذا يتضمّن برنامج المهرجان عرض عددٍ قياسي من الأفلام الإيرانية، وكذلك الأوكرانية، أو المتعلقة بأوكرانيا. ويكفي أن نشير في هذا المجال إلى العرض الخاصّ الأول للفيلم الوثائقي "القوة العظمى/ Superpower" للمخرج شون بين، والمخرج آرون كاوفمان، الذي سيكون الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أحد شخصياته الرئيسية.
ويشارك في المهرجان فيلمان إيرانيان في قسمي "البانوراما"، و"الجيل"، حيث سيُعرض الفيلم الوثائقي "بوابة الأحلام" للمخرجـة نكين أحمدي في أول عرض دولي له، وهو عمل من إنتاج مشترك بين إيران والنرويج وفرنسا.
كما یشارك فيلم الرسوم المتحركة "صفارة الإنذار"، للمخرجة سبيده فارسي، في قسم البانوراما بالمهرجان، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ وبلجيكا.
وبعد الإعلان عن برنامج المهرجان، عقد مؤتمر صحافيّ سئل فيه مدير المهرجان، كارلو شاتريان، عن سبب وجود كثير من أفلام الميلودراما، وأفلام الحبّ، في برنامج المهرجان. فالمسابقة الرئيسية تتضمن 18 فيلمًا لأسماء جديدة، ولقليل من الأسماء الكبيرة. ومن بين الأسماء الكبيرة رواد الموجات السينمائية الجديدة في القرن العشرين، وبشكلٍ خاصّ قدامى المحاربين الألمان، مثل: مارغريت فون تروتا ذات الـ80 عامًا في فيلمها "أنغيبورغ باخمان: رحلة إلى الصحراء"، والمخرج كريستيان بتزولد الذي تجاوز الستين عامًا بفيلمه "السماء الكبيرة الحمراء"، وأنجيلا شانيليك، بفيلم "الموسيقى". وبالطبع، يمكن أن نضيف إلى القائمة الفرنسي فيليب غاريليا (75 عاما) بفيلمه "العربة الكبيرة/ Le Grand Chariot".
"يُعرض في المهرجان الفيلم الإيراني الوثائقي "بوابة الأحلام" للمخرجة نكين أحمدي في أول عرض دولي له. كما یشارك فيلم الرسوم المتحركة "صفارة الإنذار"، للمخرجة سبيده فارسي، في قسم البانوراما بالمهرجان" |
ومن بين المخرجين الأكثر شبابًا الألمانية إميلي عاطف في فيلم "يومًا ما سنروي لبعضنا كلّ شيءٍ"، ومواطنها كريستوف هوشهوسلر/Christoph Hochhنusler، والأسترالية إيفان سين بفيلم "ليمبو". ومن جنوب أفريقيا، جون ترنجوف بفيلم "مانودروم"، والأميركية سيلين سونغ بفيلم "حيوات سابقة". وهنالك أيضًا فيلم "سوزومي تغلق الأبواب/Suzume closes the doors" للمخرج ماكوتو سينكايا، والفيلم الوثائقي "الذي لا ينحني/ Relentless" للمخرج نيكولاي فيليبر.
وخيّب مهرجان برلين السينمائي توقعات الخبراء بعدم إدراج فيلم الفنلندي آكي كوريسماكي، والروماني كريستي بوبو، في برنامج المهرجان، وكذلك الأمر بالنسبة للعمل الجديد للمخرج كريل سيريبنيكوف عن إدوارد ليمونوف. ولكنّ هذه الأفلام ربما ستجد لها مكانًا في مسابقات مهرجان كان السينمائي المنافس الأبدي لمهرجان برلين.
في برنامجٍ تنافسيٍّ آخر من برامج المهرجان، "اللقاءات"، سنشهد مزيدًا من الأسماء الجديدة، من بينهم مليكا موسايفا (تلميذة ألكسندر سوكوروف). في برلين، سيعرض أول أعمالها في الإخراج "القفص يبحث عن طائر/Cage Looks for a Bird"، الذي جرى تصويره في جمهورية أنغوشيا، على الحدود مع الشيشان، بمشاركة فنانين شيشان غير محترفين يتكلمون بلغتهم الأمّ. في هذا الفيلم، تتشابك اقدار نسوة من مختلف المشارب، توحدن من حيث صراعهنّ الداخلي للتغلب على افتقار الحرية، والبحث عن طريق المستقبل. على الرغم من أنّ موسايفا لا تزال تواصل تعليمها السينمائي ومسيرتها المهنية في ألمانيا، فهي تنوي مواصلة تصوير أفلامٍ عن مواطنيها باللغة الشيشانية. يكتسب ظهور هذا الفيلم في مهرجان برلين أهمية خاصّة، لأنّه رُفض العام الفائت في مهرجان كان السينمائي. وقد علّق ألكسندر سوكوروف حينها على قرار مهرجان كان بالقول: "ربما يعود إلى طغيان فكرة مقاطعة السينما الروسية التي استحوذت على أذهان كثيرين في ذلك الوقت بعد بدء الحرب الروسية على أوكرانيا".
فيلم آخر استحوذ على الاهتمام في برنامج "اللقاءات"، وهو الوثائقي "الجبهة الشرقية"، الذي تم تصويره في أوكرانيا من قبل فيتالي مانسكي، ويفغيني تيتارينكو، بالتعاون بين دول عدّة: لاتفيا، تشيكيا، أوكرانيا، والولايات المتحدة الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، يتضمن برنامج "بانوراما" أفلامًا مثل "هل تحبني" للمخرج تونيا نيابريفا (وهو فيلم أوكراني ـ سويدي)، وفيلم "الفراشات الحديدية" للمخرج رومان لوبوف (فيلم أوكرني ـ ألماني يتحدث عن حادثة إسقاط روسيا لطائرة مدنية). أمّا برنامج الأجيال/ Generation فسيتضمن فيلمين أوكرانيين: "نحن لن نزول" للمخرجة أليسا كوفالينكو، وفيلم "الاستيقاظ في صمت" للمخرج ميلا جلوكتينكو. من ناحيةٍ أُخرى، ستتضمن مسابقة الأفلام القصيرة فيلمًا أوكرانيًا آخر هو "إنّه موعد" للمخرجة نايا بارفان، والفيلم الألماني "نساء في ماكويني" للمخرجة داريا بيلوفا.
خارج المسابقات، سيعرض فيلم الإثارة "في الداخل/ Inside" للمخرج اليوناني فاسيلي كاتسوليس، الذي يلعب فيه ويليام ديفو دور لصّ أعمال فنيّة. وبالإضافة إلى كلّ ما ذكر، سيكون هنالك عدد من الأفلام التي يتوقع لها النقاد النجاح. أمّا لجنة تحكيم المنافسة الرئيسية فستكون برئاسة الفنانة كريستين ستيوارت، التي تمثّل نموذجًا ملهمًا يقتدي به الشباب والطلاب: إذ لم يعرف المهرجان من قبل شخصًا يترأس لجانه التحكيمية في مثل عمر كريستين ستيوارت.
وسيفتتح المهرجان بالفيلم الكوميدي "لقد جاءت إليّ/ She Came to Me"، للمخرجة والممثلة الأميركية ريبيكا ميللر/ Rebecca Augusta Miller، من بطولة بيتر نديكلاج، وآن هاثاواي، بالإضافة إلى ماريسا تومي. أما جائزة المهرجان الفخرية "الدبّ الذهبي" فستكون من نصيب ستيفن سبيلبرغ.