القائمة القصيرة لجوائز "البافتا" 2023: تنافس شرس لأحصنة رابحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القائمة القصيرة لجوائز "البافتا" 2023: تنافس شرس لأحصنة رابحة

    القائمة القصيرة لجوائز "البافتا" 2023: تنافس شرس لأحصنة رابحة
    وائل سعيد 22 يناير 2023
    تغطيات
    ملصق فيلم "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية"
    شارك هذا المقال
    حجم الخط

    في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2022، انتهت لجان التحكيم من مرحلة التصويت الأولى على قوائم الأفلام المرشحة لجوائز "البافتا"، وكان على هذه الأفلام خوض عدة جولات متوالية من التصويت والفرز بغية الوصول إلى القائمة النهائية، لم تخرج اللجان خلالها عن التوقعات الشائعة. وكان ستيفن سبيلبرغ، الهوليوودي الأشهر، من بين أكثر التوقعات في السباق كحصان مضمون برائعته "آل فابلمان"، الفيلم الذي فيما يبدو لم يصادف هوى الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون، حيث خلت القائمة القصيرة التي أعلن عنها مؤخرًا من اسم سبيلبرغ، وإن تضمنت مجموعة مميزة وقوية من الأسماء والأفلام الأخرى.


    أحصنة رابحة
    يأتى في مقدمة السباق فيلمان يعدان من أقوى الأفلام المرشحة للفوز، سيما وأنهما حصلا على أكبر عدد من الترشيحات على مستوى الإخراج والتمثيل وبقية العناصر الفيلمية. الأول "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" من ألمانيا، وهو من أكثر الأعمال المميزة التي أنتجتها منصة نتفليكس في عام 2022، سيناريو الفيلم مأخوذ عن رواية إريك ماريا ريمارك الشهيرة التي تحمل العنوان نفسه، من إخراج إدوارد بيرغر، وبطولة دانيال برول. برع برول في أداء دور الجندي الشاب الذي لم تفارقه براءة الطفولة وهشاشتها، حيث يجد نفسه في الصفوف الأولى على خط النار وجهًا لوجه مع العدو، بينما الحرب العالمية في أوجها. داخل الخنادق يصطدم بالجثث والأعضاء المبتورة في كل مكان، وهو وزملاؤه يتلهفون على كسرة خبز، أو شربة ماء، وسط قذف القنابل والصواريخ. يقولون إن التجربة تصنع الرجال، ويدعي الفيلم أنها تعيد ولادتهم من جديد، من خلال الجندي الشاب الذي يرى في الفوز بحياته إيذانًا بأنه لم يعد شئ هادئًا بعد الآن.
    الفيلم الثاني من إيرلندا "حوريات أنشيرين"، من تأليف وإخراج مارتن ماكدونا، وبطولة مشتركة لكولين فاريل، وبرندان غليسون. حصد الفيلم العديد من الترشيحات والجوائز للفيلم في مهرجان البندقية السينمائي في سبتمبر/ أيلول الماضي، من بينها جائزتا الغولدن غلوب، كأفضل فيلم، وأفضل تمثيل. وعلى الرغم من عدم وضوح فكرة الفيلم بعض الشيء، فهو لا يخلو من إخراج مميز، ولغة بصرية غاية في الشعرية، ويبقى التميز الأكبر للفنان كولين فاريل، في دور الصديق غريب الأطوار.

    "في مقدمة السباق فيلمان حصلا على أكبر عدد من الترشيحات على مستوى الإخراج والتمثيل "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" من ألمانيا، والفيلم الإيرلندي "حوريات أنشيرين""


    ثمة مشاركة هامة أيضًا وجديدة يمكن اعتبارها مشاركة مصرية ضمن قائمة هذا العام، هي فيلم "السباحتان"، من إخراج سالي الحسيني، الأميركية من أصل مصري. اختارت سالي في فيلمها أختين حقيقيتين ناتالي، ومنال عيسى من لبنان، لتؤديا شخصيتي السباحتين، ويمزج الفيلم الوثائقي بالدرامي، والشخصي بالعام، ولا شك في أن له فرصة كبيرة في قنص إحدى الجوائز.


    وما نزال في المقدمة
    ملصقا الفيلمين "تار" و"إلفيس"
    ترجع أهمية قائمة هذا العام إلى قوة المنافسين، فالاختلافات بين الأفلام طفيفة في أحيان كثيرة. ثلاثة أفلام أخرى تتنافس على جائزة أفضل فيلم، اثنان من أميركا "كل شيء في كل مكان"، من إخراج دانيال كوان، وبطولة ميشيل يوه، "تار"، من تأليف وإخراج تود فيلدمان، وبطولة كيت بلانشيت. الفيلم الأول من نوعية أفلام الخيال العلمي، أما الثاني فهو دراما نفسية بصرية رائعة ربما تذهب جائزة التمثيل لبطلته.
    الفيلم الثالث من أميركا أيضًا، ولكن من حيث الموضوع فقط، حيث يتتبع "إلفيس" قصة حياة ملك الروك أند رول إلفيس بريسلي، واحد من أكثر شخصيات القرن العشرين شهرة، اختارته مجلة "رولينغ ستون" مؤخرًا ضمن قائمة احتوت على أعظم 200 مطرب في التاريخ، وهي من أهم الإصدارات الموسيقية عالميًا. الفيلم من إخراج الأسترالي باز لورمان، وبطولة أوستن باتلر، وتوم هانكس. ورغم جودة الفيلم، إلا أنه لم يقدم السيرة الذاتية كما ينبغي، فضلًا عن مرونة الممثل الكبير توم هانكس التي غابت تمامًا في أفلامه الأخيرة.


    أفلام وأفلام
    ملصقا "السباحتان" و"حوريات أنشيرين"
    هنالك مجموعة أخرى من الأفلام المتميزة تتنافس على أفضل فيلم بريطاني، يأتي في مقدمتها فيلم "بعد الشمس"، وهو التجربة الأولى في الإخراج للشابة شارلوت ويلز، وهي كاتبة ومنتجة أفلام مستقلة من اسكتلندا. البطلة في الفيلم في عمر المخرجة تقريبًا، دراميًا على الأقل، تجرب مشاعر جديدة حيال والدها، حين تستعيد عطلة قديمة قضتها معه، هو الذي لم يعد موجودًا الآن.

    "في فئة أفضل ممثل، يتنافس كل من أوستن بتلر، كولين فاريل، بريندان فريزر، داريل ماكورماك، بول ميسكال، وبيل نيجي"


    مخرج آخر من الشباب يقدم بجرأة تجربة محفوفة بالمخاطر، أوليفر هيرمانوس، ‏مُخرج وكاتب سيناريو جنوب أفريقي، من أبرز أفلامه Shirley Adams، وفاز فيلمه "بيوتي" بجائزة كوير بالم في مهرجان كان السينمائي. في فيلمه الجديد، "معيشة"، يُعيد هيرمانوس إحياء رائعة كوروساوا الخالدة "إيكيرو" (1952)، القصة كوميديا سوداء مستوحاة من إحدى الروائع القصيرة للروائي الروسي الكبير ليو تولستوي "موت إيفان إيليتش" (1886).
    "حظ موفق لك يا ليو غراندي" واحد من أكثر الأفلام خفة وجرأة في القائمة، والفيلم عبارة عن مونولوج مسرحي طويل داخل حجرة في أحد الفنادق. الفيلم يرصد فترة حرجة في حياة مُعلمة صارمة في مرحلة الخمسينات من عمرها. كانت أيضًا ربة بيت، وتعيش الآن بمفردها، تقتلها الوحدة، وفي حاجة إلى الدفء. أجادت المخرجة صوفي هايد (كاتبة ومنتجة أسترالية) في إسناد دور البطولة للنجمة إيما تومسون،‏ وهي ممثلة وكاتبة إنكليزية حصلت على عدد من الجوائز المرموقة على مدار عمرها الفني، كما تُوجت بالأوسكار. وبخلاف بعض المشاهد القليلة رتيبة الإيقاع، لم يشعر المشاهد بمدة الفيلم، خصوصًا وهي تدور في ذلك الحيز الضيق، حيث السيدة تلتقي بأحد الشباب من مُقدمي المتعة. كان هنالك عدد من المشاهد الواقعية الحسية غاية في الرهافة، حيث اللغة للجسد وفقط، الجسد المرتبك من لمس الآخر، وليس أمامه سوى قبلة حياة بالاتصال في سبيل المعافرة، في سبيل الحياة والتصالح معها ومع الرغبات المكبوتة التي لم تتحقق. تشارك تومسون أيضًا في فيلم "ماتيلدا"، وهو فيلم موسيقي تدور أحداثه في جو من الفانتازيا، من إنتاج نتفليكس.
    تحوى القائمة عددًا آخر من الأفلام المتنوعة والمختلفة؛ في أولى تجاربه "رايان وتشارلز"، يقدم المخرج جيم أرتشر دراما كوميدية خفيفة، وفي "إمبراطورية الضوء" ثمة دراما خفيفة أيضًا، لكنها في قالب رومانسي. الفيلم من تأليف وإخراج سام ميندز، صاحب الفيلم الرائع "جمال أميركي" (1999). ومن الدراما التاريخية يشترك سيباستيان ليليو بفيلمه "الفتاة المعجزة"، في عودة إلى الكوميديا الخفيفة؛ وفيلم "أنظر كيف يركضون"، من إخراج توم جورج، وبطولة النجم المتميز أدريان برودي، أحد الزوار السابقين للأوسكار.
    برغم أن قوائم أفضل الأفلام هي ما تجذب اهتمام الجماهير في أغلب الأحيان، إلا أن أقسامًا متعددة أخرى ما تزال في جعبة جوائز البافتا، منها قائمة أفضل فيلم وثائقي "كل هذا يتنفس ـ سفك الدماء ـ نار الحب ـ أحلام اليقظة"، كما ضمت قائمة الأفلام القصيرة مجموعة متنوعة منها "فتاة الحافلة ـ وداعًا أيرلندا ـ أغنية موريس"، بالإضافة إلى أفلام التحريك "جبلك ينتظر ـ الصبي ـ الثعلب والحصان". وفي قائمة أفضل مخرج، يتنافس كل من المخرجين إدوارد بيرغر، مارتن ماكدونا، بارك تشان ووك، دانيال كوان، وجينا برينس.
    أما في فئة أفضل ممثل، فيتنافس كل من أوستن بتلر، كولين فاريل، بريندان فريزر، داريل ماكورماك، بول ميسكال، وبيل نيجي. كما ضمت قائمة أفضل ممثلة كيت بلانشيت، فيولا ديفيس، دانييل ديدويل، آنا دي ماراس، ميشيل يوه، وإيما تومسون. من المعروف أن قوائم البافتا تمثل للنجوم وصناع السينما الخطوة السابقة لتنافس الأوسكار، وكثيرًا ما تكررت الأسماء في القائمتين.
    تم إطلاق جوائز BAFTA للمرة الأولى عام 1947، وتمنحها الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون للأفلام والأعمال المتميزة سنويًا، ويعلن عنها هذا العام في حفل النسخة الـ 76 المقرر إقامته في التاسع عشر من فبراير/ شباط المقبل، على أن يقوم الممثل البريطاني ريتشارد جرانت بتقديم الحفل في قاعة رويال الملكية.
يعمل...
X