تويت
حسب العرف العشائري يكون ابي بمثابة الخال للروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي.
لم يخبرني احد بذلك ، فعبد الرحمن وامثاله لايعرفهم في هذه الارض الجاهلة الا القلة،مع انهم بمثابة النجوم
(الناس تتعثر بحفر الارض وافخاخها وقلما ترفع اعناقها للسماء.)
قبل اكثر من 7 سنوات كنت ضمن الحضور في الامسية التي اقيمت له في الناصرية ،لم اكن نماما لاخبره ان اهله يمرون على سيرته ببرود ،وان صغار قرية (ابو هاون) لايعرفون صاحب القمر والاسوار والوكر والوشم وذاكرة المدينة ..
بعد هزيمة حرب الخليج الاولى غادر الربيعي البلاد كما ملايين العراقيين وكانت وجهته تونس ، سارعت الجهات العراقية لطباعة مجموعة السومري القصصية كاشارة من الدولة لعدم قطع صلة الوصل......
كلما شعرت اني بحاجة لخلوة هادئة اتذكر ما كتبه عبد الرحمن الربيعي في احدى قصصه ،انه لم يغسل وجه وعفى ذقنه من الجز وقضى يومه بالبجاما وفصل فيشة التلفون ، ولم يفعل شيئا سوا غسل اسنانه بمعجون العنبر العراقي والاستسلام للسكينة والهدوء....
اليوم تسكن روح الاديب ابن الناصرية تونسي الهوى الملكوت
وليس بحاجة لفصل فيشة التلفون واعفاء الذقن من الجز
الليلة يتوقف الغد عن اقلاق سكينة ابن شارع عشرين وشارع عكد الهوى ،
تاركة لنا نحن القلة مطاردة اشباح قصصه ورواياته واستنطاق عوالمها وافكارها وموكلة لنا تخليد ذكره بمايليق...