كلمة العدد
التجريدية الفوتوغرافية ... ملامح ورؤيا
هذا الموضوع الذي يرد مع هذا العدد قد يكون واحداً من أهم المواضيع التي طرحناها ، باعتباره يشكل تحولا للفن الضوئي من خلال الأشكال والألوان ، وصولا إلى أنظمة المشاهدة والرؤية.
ومع إيماني بهذا النوع من العمل الفني المبدع فقد ترددت كثيراً قبل أن أدفع هذا الموضوع إلى المطبعة ولعدة أسباب أبرزها : ان المفهوم التجريدي هو ذو منحى تشكيلي بالأساس .
وهذا يحتم علينا التوقف عند كل عمل له هذا الطابع نظراً للعواقب التي سنحصدها ...
فليس من الممكن تسمية أعمالنا تجريدية بالسهولة التي ننطق بها بهذه الكلمة ، بل علينا تجسيدها بالمضمون . أي المعنى وهذا يتطلب منا إعادة قراءة الموضوع لأكثر من مرة ، إضافة لذلك .
علينا الابتعاد عن تقليد الصور المنشورة تجنباً لحصر المادة التجريدية بما نشرناه لأننا سوف نجد في كل لحظة أو في كل مكان ما يجسد رؤيتنا التجريدية ، خصوصاً وأن التجريد الفوتوغرافي لا يخضع لاية انظمة أو رؤية مسبقة أو لعدسات وافلام معينة ، إنما هو وليد لحظة هادئة ، تنسكب خلالها قوة التعبير وإنعكاس الرؤية في قالب جمالي لا شعوري .
من هنا نجد أنفسنا أمام مرحلة فنية سنتعامل معها بكثير من الجدية وسيتطلب ذلك الكثير من الوقت والتجارب قبل ان نصبح تجريديين بمعنى الكلمة .
الوقوف عند التصوير الفوتوغرافي التجريدي إذن ، وإن كنا قد قدمناه مقتضباً وسريعاً ، يحتاج منا إلى نظرة أكثر تفصيلا ـ وهذا ما سنعمل عليه لاحقاً ـ ويحتاج من الراغبين في التعاطي معه إلى تجارب وتعمق أكثر .
وهذا ما هو مطلوب منهم وما أحببت الإشارة إليه قبل تقديم مادة جاهزة إليهم ..
رئيس التحرير
فلاش يقدمه صالح الرفاعي
رؤية ... وصور
تمتد الرؤية ... تـجـول في اعماق المشهد ... تسبح في زوايا المشاهدة بحثاً عن إطار يلملم افكارك تنتظر .. الرؤية تلامسها الضبابية والعدسة واسعة وضوح وصفاء ، وقشعريرة تسري في داخلك ... تنبئك الزاوية والمسافة ما زالت فاصلة
تقف بعيداً بين الاحساس والرؤية ...
تقترب محاولا الالتصاق اكثر ..
تستبدل زاوية المشاهدة باخرى محاولا إيجاد عنصر الجمال والإبداع .
تسكب نظرك من جديد ...
بلحظة التسجيل الآلة جاهزة وما عليها سوى ترجمة احاسيسك .
فالمشهد جزء من المشاهدة ككل ، والنضوج يتكامل ويلتصق بالفكرة الى حين ترجمتها
ماذا نصور ؟ ...
لا شيء ... مجرد تكوين لرؤيتي المسكوبة في احساسي عبر الآلة .
فالرؤية إن استطعنا استدراكها قابلة للتعاطي مع المنظور الضوئي ، ولا يلزمنا سوى التحديق والتمعن لتجول في اعماق المشهد .
فمكنونات الحياة وما تحويه من ارض وسماء وماء لا يمكن التعامل مع مواضيعها ما لم نحس وما لم ننظر بصفاء وبوضوح .
ما لم نعيش المشهد ولحظته ..
اذن فلننظر حولنا ... وأمامنا
فلننظر إلى أعلى و إلى أسفل ...
إنها لحظات حالمة لتصوراتنا
ماذا نصور ؟
كل ما حوالينا قابل لأن يكون صورة .. بل لوحة فوتوغرافية .
فالأرض وما تتضمن من الوان التربة والأعشاب والبحر واليابسة ...
من امتداد الينابيع وسريان الجداول .. من أشجارنا المنتصبة وأوراقها المتجددة
إلى الكثبان على امتداد النظر الى الصخورونتؤاتها .. حتى عظمة الآثار وشهاداتها . .. مروراً بعظمة الجبال .. ومجاري الوديان
كل هذا قابل لأن يكون لوحة تنسكب فيها الأحاسيس لتؤطر لنا عملا فوتوغرافياً متكاملا ولنستمد من صفات هذه الأشياء افكارنا فلننظر عالياً في الأجواء ، بما تحمله وتحويه ...
ففي السماء رؤية متكاملة واستنهاض لعواطفنا وشعورنا من خلال الألوان البرتقالية والمتدرجة عند المغيب .
فلننظر حيث الأفق يعانق تشكيلات الغيوم المتفجرة بالوانها وأنواعها
ولنرقب قوس القزح علنا نصطاد الوانه ونجسدها في طابع تجريدي .
ولنمر على الألوف المؤلفة من الطيور وتشكيلات أسرابها .
ولننظر حولنا ... وفي وجوه الآخرين
في براءة الأطفال ومستقبلهم ...
في وجه امرأة أو رجل .. بحثاً عن مطامحهم ومقاصدهم .
فلننظر باستمرار .. إنما بمنظار العطاء من خلال التجسيد الحي والرؤية الواضحة وصدق مشاعرنا ..
من خلال عدستنا ولندرك أنها العين الثالثة ، قابلة لرؤية أدق التفاصيل وتسجيلها . إن نحن استطعنا التوجيه والتعبير .
التجريدية الفوتوغرافية ... ملامح ورؤيا
هذا الموضوع الذي يرد مع هذا العدد قد يكون واحداً من أهم المواضيع التي طرحناها ، باعتباره يشكل تحولا للفن الضوئي من خلال الأشكال والألوان ، وصولا إلى أنظمة المشاهدة والرؤية.
ومع إيماني بهذا النوع من العمل الفني المبدع فقد ترددت كثيراً قبل أن أدفع هذا الموضوع إلى المطبعة ولعدة أسباب أبرزها : ان المفهوم التجريدي هو ذو منحى تشكيلي بالأساس .
وهذا يحتم علينا التوقف عند كل عمل له هذا الطابع نظراً للعواقب التي سنحصدها ...
فليس من الممكن تسمية أعمالنا تجريدية بالسهولة التي ننطق بها بهذه الكلمة ، بل علينا تجسيدها بالمضمون . أي المعنى وهذا يتطلب منا إعادة قراءة الموضوع لأكثر من مرة ، إضافة لذلك .
علينا الابتعاد عن تقليد الصور المنشورة تجنباً لحصر المادة التجريدية بما نشرناه لأننا سوف نجد في كل لحظة أو في كل مكان ما يجسد رؤيتنا التجريدية ، خصوصاً وأن التجريد الفوتوغرافي لا يخضع لاية انظمة أو رؤية مسبقة أو لعدسات وافلام معينة ، إنما هو وليد لحظة هادئة ، تنسكب خلالها قوة التعبير وإنعكاس الرؤية في قالب جمالي لا شعوري .
من هنا نجد أنفسنا أمام مرحلة فنية سنتعامل معها بكثير من الجدية وسيتطلب ذلك الكثير من الوقت والتجارب قبل ان نصبح تجريديين بمعنى الكلمة .
الوقوف عند التصوير الفوتوغرافي التجريدي إذن ، وإن كنا قد قدمناه مقتضباً وسريعاً ، يحتاج منا إلى نظرة أكثر تفصيلا ـ وهذا ما سنعمل عليه لاحقاً ـ ويحتاج من الراغبين في التعاطي معه إلى تجارب وتعمق أكثر .
وهذا ما هو مطلوب منهم وما أحببت الإشارة إليه قبل تقديم مادة جاهزة إليهم ..
رئيس التحرير
فلاش يقدمه صالح الرفاعي
رؤية ... وصور
تمتد الرؤية ... تـجـول في اعماق المشهد ... تسبح في زوايا المشاهدة بحثاً عن إطار يلملم افكارك تنتظر .. الرؤية تلامسها الضبابية والعدسة واسعة وضوح وصفاء ، وقشعريرة تسري في داخلك ... تنبئك الزاوية والمسافة ما زالت فاصلة
تقف بعيداً بين الاحساس والرؤية ...
تقترب محاولا الالتصاق اكثر ..
تستبدل زاوية المشاهدة باخرى محاولا إيجاد عنصر الجمال والإبداع .
تسكب نظرك من جديد ...
بلحظة التسجيل الآلة جاهزة وما عليها سوى ترجمة احاسيسك .
فالمشهد جزء من المشاهدة ككل ، والنضوج يتكامل ويلتصق بالفكرة الى حين ترجمتها
ماذا نصور ؟ ...
لا شيء ... مجرد تكوين لرؤيتي المسكوبة في احساسي عبر الآلة .
فالرؤية إن استطعنا استدراكها قابلة للتعاطي مع المنظور الضوئي ، ولا يلزمنا سوى التحديق والتمعن لتجول في اعماق المشهد .
فمكنونات الحياة وما تحويه من ارض وسماء وماء لا يمكن التعامل مع مواضيعها ما لم نحس وما لم ننظر بصفاء وبوضوح .
ما لم نعيش المشهد ولحظته ..
اذن فلننظر حولنا ... وأمامنا
فلننظر إلى أعلى و إلى أسفل ...
إنها لحظات حالمة لتصوراتنا
ماذا نصور ؟
كل ما حوالينا قابل لأن يكون صورة .. بل لوحة فوتوغرافية .
فالأرض وما تتضمن من الوان التربة والأعشاب والبحر واليابسة ...
من امتداد الينابيع وسريان الجداول .. من أشجارنا المنتصبة وأوراقها المتجددة
إلى الكثبان على امتداد النظر الى الصخورونتؤاتها .. حتى عظمة الآثار وشهاداتها . .. مروراً بعظمة الجبال .. ومجاري الوديان
كل هذا قابل لأن يكون لوحة تنسكب فيها الأحاسيس لتؤطر لنا عملا فوتوغرافياً متكاملا ولنستمد من صفات هذه الأشياء افكارنا فلننظر عالياً في الأجواء ، بما تحمله وتحويه ...
ففي السماء رؤية متكاملة واستنهاض لعواطفنا وشعورنا من خلال الألوان البرتقالية والمتدرجة عند المغيب .
فلننظر حيث الأفق يعانق تشكيلات الغيوم المتفجرة بالوانها وأنواعها
ولنرقب قوس القزح علنا نصطاد الوانه ونجسدها في طابع تجريدي .
ولنمر على الألوف المؤلفة من الطيور وتشكيلات أسرابها .
ولننظر حولنا ... وفي وجوه الآخرين
في براءة الأطفال ومستقبلهم ...
في وجه امرأة أو رجل .. بحثاً عن مطامحهم ومقاصدهم .
فلننظر باستمرار .. إنما بمنظار العطاء من خلال التجسيد الحي والرؤية الواضحة وصدق مشاعرنا ..
من خلال عدستنا ولندرك أنها العين الثالثة ، قابلة لرؤية أدق التفاصيل وتسجيلها . إن نحن استطعنا التوجيه والتعبير .
تعليق