جمايكه
Jamaica - Jamaïque
جمايكة
جمايكة Jamaica دولة في البحر الكاريبي، وهي ثالث جزيرة فيه من حيث المساحة، بعد جزيرتي كوبة وهسبانيولا، وتبعد عن جنوب فلوريدة نحو 770كم. كانت جمايكة تكون مع عدد من الجزر الأخرى، وأهمها ترينداد وبربادوس، وحدة سياسية مستقلة، أُطلق عليها في عام 1958 اسم جزر الهند الغربية، غير أن ذلك الاتحاد انحلَّ عام 1962، بعد أن خرجت منه جمايكة وترينداد، وبقيت الجزر الأخرى في شبه اتحاد يشمل الاقتصاد والتعليم والقضاء.
تقع جمايكة عند تقاطع خط العرض 17 درجة و58 دقيقة شمالاً مع خط الطول 76 درجة و48 دقيقة غرباً، وتبلغ مساحتها 10991كم2، أطلق عليها سكانها الأصليون (هنود الأوراك) اسم «زامايكة» ويعني هذا الاسم «أرض الخشب والماء».
الأوضاع الطبيعية
تمتد المرتفعات الجبلية في الأجزاء الشرقية من جمايكة، وتعرف هذه المرتفعات بالجبال الزرقاء، وهي مغطاة بالتكوينات الكلسية، وتمتاز بالتضرس والوعورة، ويصل أقصى ارتفاع لها إلى 2256م تقريباً فوق سطح البحر، في قمة الجبل الأزرق، وتفصل هذه الجبال بين السهول الساحلية في شرقي الجزيرة وغربيها.
وفي وسط الجزيرة هضبة كلسية يصل ارتفاعها إلى 1000م تقريباً، ويبلغ طولها من الغرب إلى الشرق نحو 260كم، ومن الشمال إلى الجنوب نحو 90كم، وتطل في أجزاء منها على الساحل بحواف مرتفعة تصل إلى 300م تقريباً، وفي أجزاء أخرى تتصل بالسهول الساحلية. ويغطي أكثر من نصف مساحة الجزيرة طبقات كلسية، يغلب عليها الحجر الكلسي الأصفر. وتسود المناطق المرتفعة الصخور العارية، أو ترب سطحية غير عميقة في حين تغطي سواحلها الترب الطفالية العميقة الخصبة. وتبلغ مساحة السهول المرتفعة والتلال أكثر من نصف مساحة الجزيرة، حيث يصل ارتفاعها إلى 300م عن سطح البحر. أما الأراضي السهلية والوديان فهي خصبة، لتوافر التربة الغرينية فيها، وتمثل نحو 13% من مساحة الجزيرة، وتنتشر في الجزيرة المنخفضات العميقة، وتتعرض جمايكة إلى زلازل، وإن كانت نادرة، وقد سبب بعضها تخريباً، كالذي حصل عام 1792، وزلزال عام 1907 الذي خرب العاصمة تخريباً كبيراً.
المناخ والمياه
مناخ جمايكة مداري، وتراوح متوسطات درجة الحرارة السنوية ما بين 27 و30 درجة مئوية، تنخفض في المرتفعات الجبلية إلى 4 درجات مئوية تقريباً، والمتوسط اليومي للعاصمة كنغستون 22 درجة مئوية.
تغزر الأمطار في المناطق الجبلية لتصل إلى 2400مم سنوياً تقريباً، في حين لا تتجاوز 700مم في المناطق الجافة، حيث تحتاج الزراعة في هذه المناطق إلى الري. وتصل الرطوبة النسبية السنوية إلى 80% تقريباً، ومما يميز الهطل في جمايكة امتداده طوال العام، ويحدث معظمه في شهري أيار وحزيران.
وفي جمايكة نحو 120 مجرى مائياً، ما بين جدول ونهر، ينحدر بعضها من الجبال، وتفيض صيفاً مسببة السيول العنيفة الجارفة، ويشكل بعضها (الذي يسير في السهول) الدلتات عند مصباتها، ومن الأنهار ما يسير فيها قوارب صغيرة، مثل النهر الأسود. وتنتشر في الجزيرة بوجه عام الينابيع والجداول والشلالات.
تتعرض جمايكة إلى أخطر العواصف والأعاصير المعروفة باسم «هوريكان» Hurricane من وقت لآخر، وأشدها الذي حصل عام 1903، والإعصار الذي ضربها عام 1951، وإعصار عام 1988 الذي أدى إلى قتل وتخريب كبيرين.
النبات والحيوان
تنتشر في جمايكة أشجار الليغنوم Lignum التي تستخدم في التزيين، بسبب الزهرة التي تحملها هذه الأشجار، وتعرف باسم الزهرة الوطنية، وأشجار السنا Cassia والبُوِنْسيانة Poinciana، والماهوغاني Mahogany والأرز Cedrus وأشجار البطم Logwood، وأنواع من القطن المعروف بـ«القطن الحريري».
وتندر في جمايكة الحيوانات البرية، غير أنه تتوافر فيها أنواع من الأرانب الأوربية البرية والخنازير البرية والطيور المحلية مثل الببغاء والطائر الطنان Parakeet، وطائر الموز Banana Bird، ونقار الخشب الجمايكي Woodpecker، والحمام البري والطير الناق (الناعب) Croaker، إضافة إلى الخفاش وأنواع من الفراشات والحشرات الأخرى.
السكان ونظام الحكم
يرجع أصل سكان جمايكة إلى الهنود الأوراك، أما السكان الحاليون فيرجع معظمهم إلى خليط من الأصول الإفريقية والأوربية، إضافة إلى أقليات آسيوية وخاصة صينية، وعدد قليل من السوريين واللبنانيين. ويزاول الأوربيون من سكان جمايكة أعمالاً تجارية متنوعة، أما الصينيون والسوريون واللبنانيون فيزاولون العمل في الحوانيت الصغيرة في الوقت الذي يمارس فيه الإفريقيون الأعمال الزراعية.
اللغة الرسمية في جمايكة هي الإنكليزية، ويتكلم الجمايكيون لهجة محلية مشتقة من الإنكليزية، ويدين نحو 56% من سكان جمايكة بالمسيحية البروتستنتية، وبقية السكان بمذاهب مسيحية أخرى، وهناك عدد يقدر بنحو 100 ألف من السود لحركة دينية سياسية تعتبر هيلاسيلاسي امبراطور إثيوبية السابق إلهاً، وتُعرف باسم «راس تافاري» وهو الاسم الشائع لهيلاسيلاسي في البلاد.
يبلغ عدد سكان جمايكة 2554000 نسمة تقريباً بحسب تقديرات عام 1997، ويبلغ عدد سكان العاصمة كينغستون 538 ألف نسمة تقريباً في عام 1997، ويعيش 55% من السكان في المدن، مثل سبانيش تاون وبورتمر ومونتغوبي. كانت جمايكة مستعمرة بريطانية استقلت وأصبح نظام الحكم ملكياً برلمانياً، وهي عضو في الكومنولث (رابطة الشعوب البريطانية) منذ عام 1962، ويتألف البرلمان الجمايكي من مجلسين هما مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ويعين الحاكم العام 21 عضواً من مجلس الشيوخ، 13 منهم يعينون بمشورة رئيس الوزراء، ويعين الباقي بمشورة زعيم الأقلية في البرلمان، أما مجلس النواب فهو منتخب من قبل الجمايكيين مدة خمس سنوات. ومن الأحزاب السياسية المهمة في جمايكة حزب العمل الجمايكي وحزب الشعب الوطني، ورئيس الدولة هو ملكة بريطانية، يمثلها الحاكم العام.
الأوضاع الاقتصادية
يعدُّ قصب السكر من المحاصيل الزراعية المهمة في جمايكة، وتركز إنتاجه في القرنين السابع عشر والثامن عشر جنوباً في السهل الساحلي حول مدينة كينغستون، ومع تطور وازدهار صناعة قصب السكر اتسعت زراعته لتشمل منطقة صغيرة في الطرف الشرقي من الجزيرة، أما وسط الجزيرة فقد تركز النشاط الاقتصادي على الرعي وزراعة المحاصيل الغذائية المتنوعة للسكان.
وكانت زراعة الموز حتى الحرب العالمية الثانية تشغل مساحة تقدر بنحو 22% من المساحة المزروعة في جمايكة، وكان يصدر منه نحو 25 مليون قرط سنوياً، ويقوم بزراعة الموز صغار المزارعين، وعلى إثر ظهور أمراض في زراعة الموز، فقد انخفض محصوله وهبط معه الصادر، على الرغم من جهود الحكومة للسيطرة عليه، فوصل إلى 6ملايين قرط سنوياً، مما أدى إلى اهتزاز اقتصاد الجزيرة. ونتيجة لتدهور إنتاج محصولي قصب السكر والموز في جمايكة، برزت محاصيل غذائية أخرى مثل الذرة والأرز والبطاطا، وانتشرت زراعة البن في مناطق الجبال الزرقاء، والكاكاو في المناطق الساحلية وفي الشمال الشرقي من الجزيرة، وجوز الهند في أنحاء الجزيرة كافة، إضافة إلى استغلال مساحات واسعة في الرعي.
وبدأ استخراج البوكسيت في جمايكة إبان الحرب العالمية الثانية، وقد عوضت الجزيرة في استخراجه ما أصابها من التدهور الحاصل في اقتصادها، نتيجة تراجع محصولها في الموز وقصب السكر، ويبلغ إنتاج جمايكة من البوكسيت نحو 20% من جملة إنتاج العالم (1997)، وتتبادل جمايكة التجارة مع الولايات المتحدة ودول أخرى كثيرة، يأتي في مقدمتها المملكة المتحدة وفنزويلة، وتتبادل التجارة أيضاً مع المنظمة الاقتصادية للدول الكاريبية، تقدر صادراتها بنحو 1397 مليون دولار ووارداتها بنحو 3104 ملايين دولار أمريكي لعام 1998.
ازداد تحسن القطاع السياحي في جمايكة بعد الحرب العالمية الثانية، ويحتل مكانة مهمة لدعم الاقتصاد الجمايكي. وتُعد الشواطئ الرملية وهدوء البحر والفنادق الجميلة وبيوت الضيافة والأماكن الصالحة للتسلق في الجبال الزرقاء والأماكن التاريخية والمعمارية والرياضية وغيرها عوامل جذب للسياح.
وتربط مدن وبلدات جمايكة شبكة من الطرق الرئيسية يُقدر طولها بنحو 4800كم، إضافة إلى نحو 11000كم من الطرق الفرعية المعبدة. وترتبط جمايكة مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى بخطوط جوية خارجية، ويقوم مطاران أحدهما بالقرب من العاصمة كينغستون والثاني في مونتيغو Montego بخدمات النقل داخل جمايكة.
لمحة تاريخية
اكتشف كريستوف كولومبس Christopher Columbus جمايكة في الرابع من أيار عام 1494، في رحلته الثانية إلى العالم الجديد، وكان يسكنها وقتئذ هنود الأوراك، وادّعت إسبانية ملكيتها للجزيرة حتى عام 1655، واستخدمتها لأغراض التموين والإمداد، ولقي السكان الأصليون (الهنود الأوراك) من الإسبان معاملة ظالمة، وتفشت بينهم الأمراض التي حملها الاستعمار إليهم مما أسهم في إبادتهم.
وفي عام 1655 أرسلت بريطانية حملة فأصبح لها محطة استعمارية في جمايكة، وتمت سيطرة الإنكليز على جمايكة في عام 1660، ولجأ ما تبقى من الإفريقيين إلى المرتفعات الجبلية غير أنهم وقعوا مع الإنكليز اتفاقية سلام في عام 1738، وفي العام نفسه اتخذ البرلمان الإنكليزي قراراً يتضمن تحرير المستبعدين، فأثر ذلك في تجارة السكر في جمايكة نظراً لفقدان الأيدي العاملة بعد قرار التحرير.
وفي عام 1865، قامت نزاعات بين المزارعين وعمالهم من الفلاحين، مما أدى إلى تمرد الفلاحين، وعُرف هذا التمرد بـ«تمرد خليج مورانت»، غير أن القوات الإنكليزية أنهته، وأصبحت جمايكة بعد هذا التمرد مستعمرة تخضع للحكم الإنكليزي خضوعاً كاملاً.
وفي عام 1944، حصلت جمايكة من الإنكليز على نوع من الحكم الذاتي، نتيجة مطالبة الشعب في جمايكة البرلمان الإنكليزي منحه المزيد من السلطات السياسية. وفي عام 1958، أصبحت جمايكة عضواً في اتحاد جزر الهند الغربية، وفي عام 1962 حلت بريطانية هذا الاتحاد، واستقلت جمايكة فغدت عضواً في رابطة الكومنولث، وانتسبت إلى منظمة الأمم المتحدة، وفي عام 1969 انضمت جمايكة إلى منظمة الدول الأمريكية.
المظاهر الحضارية والثقافية
انبثقت في داخل جمايكة وخارجها منذ الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين حركة فنية أدبية نشطة، ويبدو الفن المحلي الجمايكي ظاهرة حياتية يومية عند الجمايكيين. وفي جمايكة الكثير من الجمعيات والمؤسسات التي ترعى الفن الجمايكي وتحافظ عليه، مثل جمعية الفنانين الجمايكيين التي تقيم المعارض الفنية والحرفية سنوياً، وتُسهم المكتبات، ولاسيما التابعة للجامعات، في رعاية الفنون. وفي عام 1962، تأسست فرقة المسرح الوطني للرقص، وهي ذات سمعة عالمية، وفي جمايكة جهد واضح لحفظ التراث الموسيقي الشعبي، ويتجلى هذا الجهد في توظيف المسرح والرقص الحديث للحفاظ على التراث الشعبي واستمراره للأجيال. ويلتحق نحو 90% من أطفال جمايكة بالمدارس الابتدائية، والتعليم الابتدائي فيها مجاني، ويتابع نحو 55% منهم في المرحلة الثانوية. وفي جمايكة جامعة في العاصمة كينغستون، وجامعة جزر الهند الغربية التي تقع على بعد 11كم تقريباً من العاصمة، وتأسست في عام 1948 بعلاقة خاصة مع جامعة لندن، وتبلغ نسبة الأمية فيها 15% فقط.
فياض سكيكر
Jamaica - Jamaïque
جمايكة
تقع جمايكة عند تقاطع خط العرض 17 درجة و58 دقيقة شمالاً مع خط الطول 76 درجة و48 دقيقة غرباً، وتبلغ مساحتها 10991كم2، أطلق عليها سكانها الأصليون (هنود الأوراك) اسم «زامايكة» ويعني هذا الاسم «أرض الخشب والماء».
الأوضاع الطبيعية
تمتد المرتفعات الجبلية في الأجزاء الشرقية من جمايكة، وتعرف هذه المرتفعات بالجبال الزرقاء، وهي مغطاة بالتكوينات الكلسية، وتمتاز بالتضرس والوعورة، ويصل أقصى ارتفاع لها إلى 2256م تقريباً فوق سطح البحر، في قمة الجبل الأزرق، وتفصل هذه الجبال بين السهول الساحلية في شرقي الجزيرة وغربيها.
وفي وسط الجزيرة هضبة كلسية يصل ارتفاعها إلى 1000م تقريباً، ويبلغ طولها من الغرب إلى الشرق نحو 260كم، ومن الشمال إلى الجنوب نحو 90كم، وتطل في أجزاء منها على الساحل بحواف مرتفعة تصل إلى 300م تقريباً، وفي أجزاء أخرى تتصل بالسهول الساحلية. ويغطي أكثر من نصف مساحة الجزيرة طبقات كلسية، يغلب عليها الحجر الكلسي الأصفر. وتسود المناطق المرتفعة الصخور العارية، أو ترب سطحية غير عميقة في حين تغطي سواحلها الترب الطفالية العميقة الخصبة. وتبلغ مساحة السهول المرتفعة والتلال أكثر من نصف مساحة الجزيرة، حيث يصل ارتفاعها إلى 300م عن سطح البحر. أما الأراضي السهلية والوديان فهي خصبة، لتوافر التربة الغرينية فيها، وتمثل نحو 13% من مساحة الجزيرة، وتنتشر في الجزيرة المنخفضات العميقة، وتتعرض جمايكة إلى زلازل، وإن كانت نادرة، وقد سبب بعضها تخريباً، كالذي حصل عام 1792، وزلزال عام 1907 الذي خرب العاصمة تخريباً كبيراً.
المناخ والمياه
مناخ جمايكة مداري، وتراوح متوسطات درجة الحرارة السنوية ما بين 27 و30 درجة مئوية، تنخفض في المرتفعات الجبلية إلى 4 درجات مئوية تقريباً، والمتوسط اليومي للعاصمة كنغستون 22 درجة مئوية.
تغزر الأمطار في المناطق الجبلية لتصل إلى 2400مم سنوياً تقريباً، في حين لا تتجاوز 700مم في المناطق الجافة، حيث تحتاج الزراعة في هذه المناطق إلى الري. وتصل الرطوبة النسبية السنوية إلى 80% تقريباً، ومما يميز الهطل في جمايكة امتداده طوال العام، ويحدث معظمه في شهري أيار وحزيران.
وفي جمايكة نحو 120 مجرى مائياً، ما بين جدول ونهر، ينحدر بعضها من الجبال، وتفيض صيفاً مسببة السيول العنيفة الجارفة، ويشكل بعضها (الذي يسير في السهول) الدلتات عند مصباتها، ومن الأنهار ما يسير فيها قوارب صغيرة، مثل النهر الأسود. وتنتشر في الجزيرة بوجه عام الينابيع والجداول والشلالات.
تتعرض جمايكة إلى أخطر العواصف والأعاصير المعروفة باسم «هوريكان» Hurricane من وقت لآخر، وأشدها الذي حصل عام 1903، والإعصار الذي ضربها عام 1951، وإعصار عام 1988 الذي أدى إلى قتل وتخريب كبيرين.
النبات والحيوان
خليج مونتيغو في شمال غربي جزيرة جمايكة |
وتندر في جمايكة الحيوانات البرية، غير أنه تتوافر فيها أنواع من الأرانب الأوربية البرية والخنازير البرية والطيور المحلية مثل الببغاء والطائر الطنان Parakeet، وطائر الموز Banana Bird، ونقار الخشب الجمايكي Woodpecker، والحمام البري والطير الناق (الناعب) Croaker، إضافة إلى الخفاش وأنواع من الفراشات والحشرات الأخرى.
السكان ونظام الحكم
يرجع أصل سكان جمايكة إلى الهنود الأوراك، أما السكان الحاليون فيرجع معظمهم إلى خليط من الأصول الإفريقية والأوربية، إضافة إلى أقليات آسيوية وخاصة صينية، وعدد قليل من السوريين واللبنانيين. ويزاول الأوربيون من سكان جمايكة أعمالاً تجارية متنوعة، أما الصينيون والسوريون واللبنانيون فيزاولون العمل في الحوانيت الصغيرة في الوقت الذي يمارس فيه الإفريقيون الأعمال الزراعية.
اللغة الرسمية في جمايكة هي الإنكليزية، ويتكلم الجمايكيون لهجة محلية مشتقة من الإنكليزية، ويدين نحو 56% من سكان جمايكة بالمسيحية البروتستنتية، وبقية السكان بمذاهب مسيحية أخرى، وهناك عدد يقدر بنحو 100 ألف من السود لحركة دينية سياسية تعتبر هيلاسيلاسي امبراطور إثيوبية السابق إلهاً، وتُعرف باسم «راس تافاري» وهو الاسم الشائع لهيلاسيلاسي في البلاد.
يبلغ عدد سكان جمايكة 2554000 نسمة تقريباً بحسب تقديرات عام 1997، ويبلغ عدد سكان العاصمة كينغستون 538 ألف نسمة تقريباً في عام 1997، ويعيش 55% من السكان في المدن، مثل سبانيش تاون وبورتمر ومونتغوبي. كانت جمايكة مستعمرة بريطانية استقلت وأصبح نظام الحكم ملكياً برلمانياً، وهي عضو في الكومنولث (رابطة الشعوب البريطانية) منذ عام 1962، ويتألف البرلمان الجمايكي من مجلسين هما مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ويعين الحاكم العام 21 عضواً من مجلس الشيوخ، 13 منهم يعينون بمشورة رئيس الوزراء، ويعين الباقي بمشورة زعيم الأقلية في البرلمان، أما مجلس النواب فهو منتخب من قبل الجمايكيين مدة خمس سنوات. ومن الأحزاب السياسية المهمة في جمايكة حزب العمل الجمايكي وحزب الشعب الوطني، ورئيس الدولة هو ملكة بريطانية، يمثلها الحاكم العام.
الأوضاع الاقتصادية
يعدُّ قصب السكر من المحاصيل الزراعية المهمة في جمايكة، وتركز إنتاجه في القرنين السابع عشر والثامن عشر جنوباً في السهل الساحلي حول مدينة كينغستون، ومع تطور وازدهار صناعة قصب السكر اتسعت زراعته لتشمل منطقة صغيرة في الطرف الشرقي من الجزيرة، أما وسط الجزيرة فقد تركز النشاط الاقتصادي على الرعي وزراعة المحاصيل الغذائية المتنوعة للسكان.
وكانت زراعة الموز حتى الحرب العالمية الثانية تشغل مساحة تقدر بنحو 22% من المساحة المزروعة في جمايكة، وكان يصدر منه نحو 25 مليون قرط سنوياً، ويقوم بزراعة الموز صغار المزارعين، وعلى إثر ظهور أمراض في زراعة الموز، فقد انخفض محصوله وهبط معه الصادر، على الرغم من جهود الحكومة للسيطرة عليه، فوصل إلى 6ملايين قرط سنوياً، مما أدى إلى اهتزاز اقتصاد الجزيرة. ونتيجة لتدهور إنتاج محصولي قصب السكر والموز في جمايكة، برزت محاصيل غذائية أخرى مثل الذرة والأرز والبطاطا، وانتشرت زراعة البن في مناطق الجبال الزرقاء، والكاكاو في المناطق الساحلية وفي الشمال الشرقي من الجزيرة، وجوز الهند في أنحاء الجزيرة كافة، إضافة إلى استغلال مساحات واسعة في الرعي.
وبدأ استخراج البوكسيت في جمايكة إبان الحرب العالمية الثانية، وقد عوضت الجزيرة في استخراجه ما أصابها من التدهور الحاصل في اقتصادها، نتيجة تراجع محصولها في الموز وقصب السكر، ويبلغ إنتاج جمايكة من البوكسيت نحو 20% من جملة إنتاج العالم (1997)، وتتبادل جمايكة التجارة مع الولايات المتحدة ودول أخرى كثيرة، يأتي في مقدمتها المملكة المتحدة وفنزويلة، وتتبادل التجارة أيضاً مع المنظمة الاقتصادية للدول الكاريبية، تقدر صادراتها بنحو 1397 مليون دولار ووارداتها بنحو 3104 ملايين دولار أمريكي لعام 1998.
ازداد تحسن القطاع السياحي في جمايكة بعد الحرب العالمية الثانية، ويحتل مكانة مهمة لدعم الاقتصاد الجمايكي. وتُعد الشواطئ الرملية وهدوء البحر والفنادق الجميلة وبيوت الضيافة والأماكن الصالحة للتسلق في الجبال الزرقاء والأماكن التاريخية والمعمارية والرياضية وغيرها عوامل جذب للسياح.
وتربط مدن وبلدات جمايكة شبكة من الطرق الرئيسية يُقدر طولها بنحو 4800كم، إضافة إلى نحو 11000كم من الطرق الفرعية المعبدة. وترتبط جمايكة مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى بخطوط جوية خارجية، ويقوم مطاران أحدهما بالقرب من العاصمة كينغستون والثاني في مونتيغو Montego بخدمات النقل داخل جمايكة.
لمحة تاريخية
اكتشف كريستوف كولومبس Christopher Columbus جمايكة في الرابع من أيار عام 1494، في رحلته الثانية إلى العالم الجديد، وكان يسكنها وقتئذ هنود الأوراك، وادّعت إسبانية ملكيتها للجزيرة حتى عام 1655، واستخدمتها لأغراض التموين والإمداد، ولقي السكان الأصليون (الهنود الأوراك) من الإسبان معاملة ظالمة، وتفشت بينهم الأمراض التي حملها الاستعمار إليهم مما أسهم في إبادتهم.
وفي عام 1655 أرسلت بريطانية حملة فأصبح لها محطة استعمارية في جمايكة، وتمت سيطرة الإنكليز على جمايكة في عام 1660، ولجأ ما تبقى من الإفريقيين إلى المرتفعات الجبلية غير أنهم وقعوا مع الإنكليز اتفاقية سلام في عام 1738، وفي العام نفسه اتخذ البرلمان الإنكليزي قراراً يتضمن تحرير المستبعدين، فأثر ذلك في تجارة السكر في جمايكة نظراً لفقدان الأيدي العاملة بعد قرار التحرير.
وفي عام 1865، قامت نزاعات بين المزارعين وعمالهم من الفلاحين، مما أدى إلى تمرد الفلاحين، وعُرف هذا التمرد بـ«تمرد خليج مورانت»، غير أن القوات الإنكليزية أنهته، وأصبحت جمايكة بعد هذا التمرد مستعمرة تخضع للحكم الإنكليزي خضوعاً كاملاً.
وفي عام 1944، حصلت جمايكة من الإنكليز على نوع من الحكم الذاتي، نتيجة مطالبة الشعب في جمايكة البرلمان الإنكليزي منحه المزيد من السلطات السياسية. وفي عام 1958، أصبحت جمايكة عضواً في اتحاد جزر الهند الغربية، وفي عام 1962 حلت بريطانية هذا الاتحاد، واستقلت جمايكة فغدت عضواً في رابطة الكومنولث، وانتسبت إلى منظمة الأمم المتحدة، وفي عام 1969 انضمت جمايكة إلى منظمة الدول الأمريكية.
المظاهر الحضارية والثقافية
انبثقت في داخل جمايكة وخارجها منذ الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين حركة فنية أدبية نشطة، ويبدو الفن المحلي الجمايكي ظاهرة حياتية يومية عند الجمايكيين. وفي جمايكة الكثير من الجمعيات والمؤسسات التي ترعى الفن الجمايكي وتحافظ عليه، مثل جمعية الفنانين الجمايكيين التي تقيم المعارض الفنية والحرفية سنوياً، وتُسهم المكتبات، ولاسيما التابعة للجامعات، في رعاية الفنون. وفي عام 1962، تأسست فرقة المسرح الوطني للرقص، وهي ذات سمعة عالمية، وفي جمايكة جهد واضح لحفظ التراث الموسيقي الشعبي، ويتجلى هذا الجهد في توظيف المسرح والرقص الحديث للحفاظ على التراث الشعبي واستمراره للأجيال. ويلتحق نحو 90% من أطفال جمايكة بالمدارس الابتدائية، والتعليم الابتدائي فيها مجاني، ويتابع نحو 55% منهم في المرحلة الثانوية. وفي جمايكة جامعة في العاصمة كينغستون، وجامعة جزر الهند الغربية التي تقع على بعد 11كم تقريباً من العاصمة، وتأسست في عام 1948 بعلاقة خاصة مع جامعة لندن، وتبلغ نسبة الأمية فيها 15% فقط.
فياض سكيكر