في ظل العطاء
قبل أن ينام النهار،
تدس أمي الزهر في جيب الوسائد..
تفرغ ما في جعبة قلبها من هواجس على درب قصة بيضاء،
ستزورنا في حلم ما..
أمي،
لا تفرش الرمال بالحصى..
عين قلبها أدق قراءة!
تجيد أمي طحن عظام اليأس..
ترسم لنا من رماد احتراقه
زوراق من أمل..
وحين تصلي نجمة الصباح،
تستيقظ أمي..
تلقي التحية على أوراق الضياء..
تمسد شعر الضباب..
تضفر جديلة الياسمين..
تجمع التين والزيتون في سلائل الخير ..
توقد أسحار أرواحنا
بفتيل اليقين..
تنشر ريحة البخور في
خوابي الغدير، ليسيل السلام في كل سهول الحياة ..
أمي ملاكي
قبلتي الأولى وبرزخ نجاتي ..
جنتي الأغلى وريحانة فؤادي..
السنديانة الشامخة.. والدعوة المستجابة
والضحكة المسالمة ورائحة الخبز والقهوة!
يا طفلة الروح يا أمي .. علميني
كيف الماء لا يطفئُ نار القلب..
كيف لنار اللقاء أن تطفئَ نار القلب المحترق من مواقد البعد ..
علميني كيف لأصابعك الخمسة أن ترسم دروب الحياة..
أن تجمع في مساماتها الثلج والنار !
علميني كيف يلتحف الكرز
أثواب الكساء ،
ويرقص السلام بأثواب اللوز..
علميني كيف تعود عشتار
إلى سهول الخصب دون ماء وكيف لماء الحياة
أن يصبح عطرا يحادث الشمس !
حدثيني عن حبال سرية قطعت بين الأجساد،
لكنها بقيت أبد الدهر
تبث الحياة حياة ..