أصوات عربية تناقش أبعاد الأزمة وتواجه مقولات التهميش والإنحسار عبد الرحيم الخصار
يعيش الشعر في العالم العربي اليوم مفارقة غريبة. فالناشرون يشتكون على الدوام من ضعف نسب المبيعات حين يتعلق الأمر بالمجاميع الشعرية، ولكن ثمة في المقابل تزايداً مستمراً في عدد الذين يكتبون الشعر، ووفرة هائلة في الأمسيات واللقاءات الشعرية، بل إن الجمهور الذي يحضر لسماع الشعر يفوق في الغالب الجمهور الذي يحضر لقراءة أشكال كتابية أخرى.
غير أن الخطاب الذي يروج منذ سنوات، هو خطاب يكاد ينعى الشعر، وينتصر في المقابل لما سواه، كما لو أن كل الأطراف، من نقد وإعلام ومؤسسات وهيئات ثقافية، اتفقت بشكل ضمني على أن زمن الشعر قد ولى من دون رجعة.
لقد أصبح الناشر العربي حين يفتح رسالة تتضمن مقترح كتاب شعري جديد، كأنما يفتح باب المغامرة. وقد تحول كثير من الشعراء، شيباً وشباباً، إلى الرواية لأن حظوظها في النشر والتتويج أكثر بكثير من حظوظ الشعر، بل إن صفة "شاعر" لم تعد مقنعة، لدى البعض وفي كثير من السياقات، بالأهلية الأدبية التي تمنحها مثلاً صفة "روائي". ما الذي يقع للشعر في العالم العربي؟ هل يعيش فعلا حالة تراجع وانحسار؟ هل هو مظلوم قياساً مع أشكال كتابية أخرى؟ إذا كانت هناك من أزمة يعيشها الشعر فهل هي أزمة قراءة أم أزمة نقد أم أزمة إعلام أم أزمة توجه ثقافي عام؟ أم أن الأزمة خلقها الشعراء أنفسهم؟ هل تراجع الشعر إلى الوراء تاركاً للرواية أن تصير ديوان العرب بعد أن عاش قروناً يستفرد بهذه المكانة؟
نفتح في "اندبندنت عربية" هذا النقاش، تزامناً مع اليوم العالمي للشعر (21 مارس/ آذار من كل عام) الذي أصبحت معظم مراكز العالم وأطرافه، تقيم خلاله أنشطة عديدة تسعى إلى تذكيرنا بأن الشعر حي لم يمت. وقد توجهنا بأسئلتنا إلى "سكان" مدينة الشعر العربي الراهن، محاولين تشخيص وضع الشعر في زمننا العربي الراهن، والاطمئنان على حاضره ومستقبله.
حرب من أجل البقاء
حين طرحنا أسئلتنا على الشاعر التونسي آدم فتحي أجابنا بجملة تشبه الخلاصة: "كلا، لم ينهزم الشعر"، كما لو أن الأمر يتعلق بحرب يخوضها الشعراء من أجل البقاء. يقول آدم فتحي "هل يعيش الشعر نهايته بالقياس إلى الأجناس الأدبية الأخرى؟ قطعاً لا. وهذا لا يعني أن الشعر في بحبوحة بقدر ما يعني أن الإنسانية كلها تمارس طقس حدادها على نفسها منذ البداية، بواسطة فنونها وآدابها. الشعر جزء من الأضواء الكاشفة التي تطل على مصير إنسانية ما انفكت تعبث بمصيرها ومصير هذا الكوكب. ولن ينفك الشعر يلعب دوره الحدادي البهيج حتى اللحظة الأخيرة. تلك هي صخرة سيزيف الخاصة به".
حين طلبنا من صاحب "أناشيد لزهرة الغبار" أن يؤكد لنا إذا كان الشعر يعيش أزمة أم لا كان جوابه "طبعاً. ومتى لم يكن كذلك؟ هذا إذا اعتبرنا الأزمة إحساساً باختلال التوازن وانهيار المسلمات ورغبة في التحرر من الحدود التي تختنق داخلها الكينونة. نستطيع القول من هذه الناحية إن الشعر يقتات من أزماته. لقد عاش الشعر دائماً "على قلق" كأن الجمر تحته "أقلياً" وقائماً على "الندرة" في كل الأوقات، يدافع عن جوهره منسلخاً من "قشوره" قشرة بعد قشرة. هل انتقل الشعر إلى "دوائر" أخرى عن طريق فنون أخرى؟ قطعاً لا. حتى الآن في الأقل. وماذا لو حدث ذلك؟ في الانتظار ها هو يتجدد باستمرار. إنه جوهر "توسعي" بالمعنى النبيل للعبارة، وهو ما انفك يوسع من دائرته، لذلك لم ينهزم الشعر حتى الآن". يضيف الشاعر التونسي آدم فتحي "لن ينهزم الشعر ما دام يتقدم من هزيمته بروح انتصارية، بعيداً من ادعاء البطولة وتلبيس الأحلام وفلاحة البكائيات وتصنيع الفرح الكذاب وبيع الأمل الفارغ".
الانتصار البريء
يرى الشاعر المغربي نبيل منصر أن سؤال انحسار الشعر لا يفتأ يعود بمناسبة، ومن دونها. وعن رأيه في الموضوع يقول "لعل هذا السؤال من طبيعة الشعر نفسه، وليس يأتيه من سياق التلقي أو المؤسسة الثقافية التي تنتصر للأجناس الأدبية الظافرة بالمعنى التجاري. الشعر، حتى في نماذجه القائمة على وضوح الرسالة وشفافية التعبير والقصد، يكابد الانحسار ذاته. لنقل إن بعض معاناة الشعر مقتسمة بين جميع الأصناف الأدبية، بما في ذلك جنس السرد القصصي وجنس المقال والكتابة التأملية. الأدب الرفيع، خاصة في العربية، يعرف نوعاً من التجريف، الناتج من سعي مستمر للسطحية ولما ينتج عنها من ربح مادي سريع من قبل مؤسسات النشر والثقافة، ولما تمنح القارئ العام، في آنٍ، من دعة الاستهلاك وأريحية الانتماء السهل والمريح لنخبة الرأسمال الرمزي".
يبدو لصاحب "الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصر" أن الشعر، في نماذجه الرفيعة، "يبقى محصناً ضد الطرفين. لا تقرب منه مؤسسات الثقافة المتطلعة الربح السريع، ولا يتجرأ القارئ محدود الطموح والأفق على ارتياد فضائه وعوالمه، لكن الشعر يتأسس في العمق على هذه المقاومة التي تستعصي حتى على الشعراء المتعجلين، الذين يستعجلون قطف الثمار قبل أوانها".
يؤكد منصر أن "الشعر حتى في الأزمنة السابقة، وفي كل ثقافات العالم، كان يتعايش مع هذا المصير. الشعراء كانوا دوماً فرديات عميقة، وجماعات صغيرة، تتبادل مكابداتها الرمزية وما ينتج عنها من نصوص، تحمل بداخلها عناصر اغترابها إلى أن يحين زمن تكريسها، فتنخرط في دورة الأدب الكلاسيكي، الذي يشكل فخر وامتداد ثقافة من الثقافات. هذه الدورة عاشتها التجارب الشعرية الكبيرة في العالم: أقصد الانتقال من انحسار المقروئية والتأثير، إلى التكريس الهائل الذي يسمى الأدب الكلاسيكي. حداثة بودلير ورامبو ولوتريامون ومالارمي وغيرها عرفت هذا المسار".
زمن الشعر، بحسب الشاعر المغربي، يعلمنا أن التجارب القوية، تتفوق على عوامل الانحسار التي تطبع زمنها، بما تنطوي عليه من بذور الخلق والإبداع التي لا تموت. يخلص نبيل منصر إلى أن "الشعر الكلاسيكي هو الآن الأكثر مبيعاً وترجمة. فسؤال الانحسار له وجاهته في زمانه فحسب، أما سؤال الشعر فيتجاوز ذلك، لأنه ينفتح على لقاءات شعرية غير متوقعة، وفي أزمنة عديدة. الأدب الرفيع هو من جنس هذا النوع من الشعر، الذي يقاوم عوامل التجريف في عصره، ويطل بصبر وأمل من شرفات أزمنة تأتي".
تفاؤل بالشعراء الجدد
يبدو الناقد السعودي عبدالله السفر متفائلاً بحاضر الشعر العربي ومستقبله. يقول في هذا الصدد "افترض، بحسب متابعتي، أن الشعر العربي، وأخص القصيدة الجديدة إن جاز التعبير، حاضرة في المشهد الإبداعي والأدبي حضور الجمال بكامل عنفوانه وبأوفى نداوة يمكن تصورها. والأسماء التي تمر في عناوين الكتب وفي المواقع الإلكترونية وفي وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) هي أبلغ دليل على أن الشعر بخير وفي تمام عافيته من المحيط إلى الخليج. وها هي أسماء تأتي عفو الخاطر وتلمع في الذائقة: عاشور الطويبي وأحمد عبدالحسين وزياد السالم وعلاء خالد وأحمد يماني وباسل الأمين ورضوان العجرودي وآمنة أبو صفط وأسماء عزايزة وجلال الأحمدي وفراس سليمان وأبرار سعيد والخضر شودار وعبدالله حمدان الناصر وجعفر العلوي وملاك لطيف وعبدالرحيم الصايل، وغيرهم".
وإذ يذكر صاحب "اصطفاء الهواء والقصيدة الجديدة في السعودية" نماذج لأسماء تنعش حركية الشعر العربي الراهن، يتوقف في المقابل عند مكامن الأزمة "الشعر حاضر وبهي، والإشكالية أو الأزمة لا تأتي من الشعر العربي ولا من شعرائه. هي في مكان آخر، مكان يقضم حصة الشعر من المشهد ويكاد يخنقها. الأزمة عند سوق النشر وسلطته وتكييفه -هذه السوق- بعادات استهلاكية تتوافق مع نغمة الرواية والتنمية البشرية وتطوير الذات، ما أسميه هنا "التغول على عادة القراءة"، وجعلها في مسار معلوم لا تذهب اليد والعين إلا إليه".
غير أن الخطاب الذي يروج منذ سنوات، هو خطاب يكاد ينعى الشعر، وينتصر في المقابل لما سواه، كما لو أن كل الأطراف، من نقد وإعلام ومؤسسات وهيئات ثقافية، اتفقت بشكل ضمني على أن زمن الشعر قد ولى من دون رجعة.
لقد أصبح الناشر العربي حين يفتح رسالة تتضمن مقترح كتاب شعري جديد، كأنما يفتح باب المغامرة. وقد تحول كثير من الشعراء، شيباً وشباباً، إلى الرواية لأن حظوظها في النشر والتتويج أكثر بكثير من حظوظ الشعر، بل إن صفة "شاعر" لم تعد مقنعة، لدى البعض وفي كثير من السياقات، بالأهلية الأدبية التي تمنحها مثلاً صفة "روائي". ما الذي يقع للشعر في العالم العربي؟ هل يعيش فعلا حالة تراجع وانحسار؟ هل هو مظلوم قياساً مع أشكال كتابية أخرى؟ إذا كانت هناك من أزمة يعيشها الشعر فهل هي أزمة قراءة أم أزمة نقد أم أزمة إعلام أم أزمة توجه ثقافي عام؟ أم أن الأزمة خلقها الشعراء أنفسهم؟ هل تراجع الشعر إلى الوراء تاركاً للرواية أن تصير ديوان العرب بعد أن عاش قروناً يستفرد بهذه المكانة؟
نفتح في "اندبندنت عربية" هذا النقاش، تزامناً مع اليوم العالمي للشعر (21 مارس/ آذار من كل عام) الذي أصبحت معظم مراكز العالم وأطرافه، تقيم خلاله أنشطة عديدة تسعى إلى تذكيرنا بأن الشعر حي لم يمت. وقد توجهنا بأسئلتنا إلى "سكان" مدينة الشعر العربي الراهن، محاولين تشخيص وضع الشعر في زمننا العربي الراهن، والاطمئنان على حاضره ومستقبله.
حين طرحنا أسئلتنا على الشاعر التونسي آدم فتحي أجابنا بجملة تشبه الخلاصة: "كلا، لم ينهزم الشعر"، كما لو أن الأمر يتعلق بحرب يخوضها الشعراء من أجل البقاء. يقول آدم فتحي "هل يعيش الشعر نهايته بالقياس إلى الأجناس الأدبية الأخرى؟ قطعاً لا. وهذا لا يعني أن الشعر في بحبوحة بقدر ما يعني أن الإنسانية كلها تمارس طقس حدادها على نفسها منذ البداية، بواسطة فنونها وآدابها. الشعر جزء من الأضواء الكاشفة التي تطل على مصير إنسانية ما انفكت تعبث بمصيرها ومصير هذا الكوكب. ولن ينفك الشعر يلعب دوره الحدادي البهيج حتى اللحظة الأخيرة. تلك هي صخرة سيزيف الخاصة به".
حين طلبنا من صاحب "أناشيد لزهرة الغبار" أن يؤكد لنا إذا كان الشعر يعيش أزمة أم لا كان جوابه "طبعاً. ومتى لم يكن كذلك؟ هذا إذا اعتبرنا الأزمة إحساساً باختلال التوازن وانهيار المسلمات ورغبة في التحرر من الحدود التي تختنق داخلها الكينونة. نستطيع القول من هذه الناحية إن الشعر يقتات من أزماته. لقد عاش الشعر دائماً "على قلق" كأن الجمر تحته "أقلياً" وقائماً على "الندرة" في كل الأوقات، يدافع عن جوهره منسلخاً من "قشوره" قشرة بعد قشرة. هل انتقل الشعر إلى "دوائر" أخرى عن طريق فنون أخرى؟ قطعاً لا. حتى الآن في الأقل. وماذا لو حدث ذلك؟ في الانتظار ها هو يتجدد باستمرار. إنه جوهر "توسعي" بالمعنى النبيل للعبارة، وهو ما انفك يوسع من دائرته، لذلك لم ينهزم الشعر حتى الآن". يضيف الشاعر التونسي آدم فتحي "لن ينهزم الشعر ما دام يتقدم من هزيمته بروح انتصارية، بعيداً من ادعاء البطولة وتلبيس الأحلام وفلاحة البكائيات وتصنيع الفرح الكذاب وبيع الأمل الفارغ".
الانتصار البريء
يرى الشاعر المغربي نبيل منصر أن سؤال انحسار الشعر لا يفتأ يعود بمناسبة، ومن دونها. وعن رأيه في الموضوع يقول "لعل هذا السؤال من طبيعة الشعر نفسه، وليس يأتيه من سياق التلقي أو المؤسسة الثقافية التي تنتصر للأجناس الأدبية الظافرة بالمعنى التجاري. الشعر، حتى في نماذجه القائمة على وضوح الرسالة وشفافية التعبير والقصد، يكابد الانحسار ذاته. لنقل إن بعض معاناة الشعر مقتسمة بين جميع الأصناف الأدبية، بما في ذلك جنس السرد القصصي وجنس المقال والكتابة التأملية. الأدب الرفيع، خاصة في العربية، يعرف نوعاً من التجريف، الناتج من سعي مستمر للسطحية ولما ينتج عنها من ربح مادي سريع من قبل مؤسسات النشر والثقافة، ولما تمنح القارئ العام، في آنٍ، من دعة الاستهلاك وأريحية الانتماء السهل والمريح لنخبة الرأسمال الرمزي".
يبدو لصاحب "الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصر" أن الشعر، في نماذجه الرفيعة، "يبقى محصناً ضد الطرفين. لا تقرب منه مؤسسات الثقافة المتطلعة الربح السريع، ولا يتجرأ القارئ محدود الطموح والأفق على ارتياد فضائه وعوالمه، لكن الشعر يتأسس في العمق على هذه المقاومة التي تستعصي حتى على الشعراء المتعجلين، الذين يستعجلون قطف الثمار قبل أوانها".
يؤكد منصر أن "الشعر حتى في الأزمنة السابقة، وفي كل ثقافات العالم، كان يتعايش مع هذا المصير. الشعراء كانوا دوماً فرديات عميقة، وجماعات صغيرة، تتبادل مكابداتها الرمزية وما ينتج عنها من نصوص، تحمل بداخلها عناصر اغترابها إلى أن يحين زمن تكريسها، فتنخرط في دورة الأدب الكلاسيكي، الذي يشكل فخر وامتداد ثقافة من الثقافات. هذه الدورة عاشتها التجارب الشعرية الكبيرة في العالم: أقصد الانتقال من انحسار المقروئية والتأثير، إلى التكريس الهائل الذي يسمى الأدب الكلاسيكي. حداثة بودلير ورامبو ولوتريامون ومالارمي وغيرها عرفت هذا المسار".
زمن الشعر، بحسب الشاعر المغربي، يعلمنا أن التجارب القوية، تتفوق على عوامل الانحسار التي تطبع زمنها، بما تنطوي عليه من بذور الخلق والإبداع التي لا تموت. يخلص نبيل منصر إلى أن "الشعر الكلاسيكي هو الآن الأكثر مبيعاً وترجمة. فسؤال الانحسار له وجاهته في زمانه فحسب، أما سؤال الشعر فيتجاوز ذلك، لأنه ينفتح على لقاءات شعرية غير متوقعة، وفي أزمنة عديدة. الأدب الرفيع هو من جنس هذا النوع من الشعر، الذي يقاوم عوامل التجريف في عصره، ويطل بصبر وأمل من شرفات أزمنة تأتي".
تفاؤل بالشعراء الجدد
يبدو الناقد السعودي عبدالله السفر متفائلاً بحاضر الشعر العربي ومستقبله. يقول في هذا الصدد "افترض، بحسب متابعتي، أن الشعر العربي، وأخص القصيدة الجديدة إن جاز التعبير، حاضرة في المشهد الإبداعي والأدبي حضور الجمال بكامل عنفوانه وبأوفى نداوة يمكن تصورها. والأسماء التي تمر في عناوين الكتب وفي المواقع الإلكترونية وفي وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) هي أبلغ دليل على أن الشعر بخير وفي تمام عافيته من المحيط إلى الخليج. وها هي أسماء تأتي عفو الخاطر وتلمع في الذائقة: عاشور الطويبي وأحمد عبدالحسين وزياد السالم وعلاء خالد وأحمد يماني وباسل الأمين ورضوان العجرودي وآمنة أبو صفط وأسماء عزايزة وجلال الأحمدي وفراس سليمان وأبرار سعيد والخضر شودار وعبدالله حمدان الناصر وجعفر العلوي وملاك لطيف وعبدالرحيم الصايل، وغيرهم".
وإذ يذكر صاحب "اصطفاء الهواء والقصيدة الجديدة في السعودية" نماذج لأسماء تنعش حركية الشعر العربي الراهن، يتوقف في المقابل عند مكامن الأزمة "الشعر حاضر وبهي، والإشكالية أو الأزمة لا تأتي من الشعر العربي ولا من شعرائه. هي في مكان آخر، مكان يقضم حصة الشعر من المشهد ويكاد يخنقها. الأزمة عند سوق النشر وسلطته وتكييفه -هذه السوق- بعادات استهلاكية تتوافق مع نغمة الرواية والتنمية البشرية وتطوير الذات، ما أسميه هنا "التغول على عادة القراءة"، وجعلها في مسار معلوم لا تذهب اليد والعين إلا إليه".