التشكيلي السوري سمير الصفدي .. انعكاس الأمل من توافقات الواقع المؤلم
بشرى بن فاطمة
تبدو التجارب التي تستدرج صاحبها نحو التطرف الطريف في التعبيرية المتوافقة مع الواقع كما يشعر به جمالية ومثيرة وترشح ألوانها بالمعاني، كما تعبر من الخطوط نحو الذاكرة ومن المشاعر إلى الملامح لتطفو وتتوغل في شخصوها وتثبت حالاتها التي تستثير منها التيه أو التعلّق، فتلك الصيغ الممتعة في تسرّبها المتداخل بين الذات المُعبّرة والواقع مكّنت التشكيلي السوري سمير الصفدي من أن يضعها أمام المتلقي بحرفية حملته نحو تكاملات وعيه الواعي بأهمية الفنون في التعبير ومُختلف تداعياته الحسية، ليلامس منها كل تراكماته الذهنية ويستطلع من خلالها رؤاه مثل مرايا شظاياها تسرد تفاصيلا معتّقة عن الإنسانية.
يعدّ سمير الصفدي من أبرز التشكيليين في سورية تميّز بأسلوبه التجريبي المحاكي للون مع المفهوم من خلال التعبيرية التي ميّزها بطابعه الخاص وأسلوبه المتماهي مع مواقفه الجمالية من الواقع الصاخب.
ولد بمجدل شمس بالجولان درس الفنون بكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق قسم التصوير الزيتي عضو في اتحاد الفنانين السوريين كما أنه عضو مؤسس في مركز فاتح المدرّس في مجدل شمس، وهو أستاذ في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق.
قدّم الصفدي تجربته المتفرّدة ببصمته الحسية الخاصة التي تشبه معارفه ومدركاته أجاد التعبير عن كل ما رآه ويراه كما شعر به في الماضي واستشعره ببصرياته في الحاضر، فهو يستنطق ألوانه لتنطلق به أعمق، خاصة وأنه يعبّر عما يحتاجه حسيّا من خلال اللون وهو يستدرج بصيرته أبعد في التفاعل الذي تراكم معه.
فمن خلال المواد المتعدّدة أكريليك وباستيل وفحم موظّف على القماش حسب المساحات التي اختارها والأحجام التي تفاوتت في مساراتها الترتيبية لتبدو منسجمة ومتوازنة في التكوين، ينشغل بترويض الحسيات الذهنية في المعاني بموازين ثقيلة وخفيفة مكثفة ومنشغلة بترتيب ذاتها التي اختارتها لتمازج بين الألوان الحارة والترابية والباردة، تفاعلها مع الضوء يستنطق درجات التعبير المقصودة بين الحالات الحسية والواقع العام وانعكاسه، قد تبدو اللوحات للمتلقي لأول مرة كئيبة أو فيها قتامة عالية ولكنه يعرف كيف يتخلّص من ذلك في التوظيفات الروحية التي تخلق تماسا حيويا وحركيا وناضجا يحمّل اللوحة فكرة الحياة والإنسانية.
فكل لون يقدّم له صياغاته الخاصة ويستنطق منه حالاته حتى يجعل له توليفات مندفعة بتدرجاته تنتشل الانسان من معاناته رغم أنه يجيد ترتيب تلك الحالات بقتامتها التي تصله أوّلا كما يقول ماتيياس ” التعبيرية هي ما يصلني دون الفصل بين الاحساس الذي أكنه للحياة وبين طريقتي في التعبير عنه”، فاشتقاقاته اللونية داكنة وزاهية، متفجّرة به على الملامح ليتمازج معها ويتماهى وكأنه يستثير حكاياتها الحالمة أو العالقة في ثنايا الحلم مع لغته البصرية.
يعتمد الصفدي أسلوب التعبيرية ويحاول أحيانا أن يمزج منطق التجريد فيها ليثير معها بعض الغموض الذهني والتفاعل المنطلق في مساحاتها التي يروّض فيها الفراغ ويعتمد على العمق المزدوج بين ترتيب السطوح وإعادة تشكيلها وكأنه يصنع أمكنة أخرى عابرة للمكان الذي أطّر فيه شخوصه.
يقدّم الصفدي الإنسانية ببريق غامر من الضوء المُشبع بالمضمون الفكري وكأنه يستثير من تعابيره مفاهيم جديدة تفسّر الواقع والحياة، فالأسلوب التعبيري لم يتوقف به عند الأحداث وتناولها الحسي الواعي بها في تفاصيل سرده البصري ولكن حملت السرد بصخبه وصمته وحمّلت موقفه حسيات انفعلت وتابعت وامتدّت أكثر في التفصيل المختلف الذي خصّ الصفدي بالأسلوب والتميّز فيه خاصة وأنه تمكّن من التحكم في انفعالاته والتحرّر من توظيفاتها السطحية نحو اكسابها عمقا إنسانيا له تجليات فنية صامدة في قيمها.
بشرى بن فاطمة
تبدو التجارب التي تستدرج صاحبها نحو التطرف الطريف في التعبيرية المتوافقة مع الواقع كما يشعر به جمالية ومثيرة وترشح ألوانها بالمعاني، كما تعبر من الخطوط نحو الذاكرة ومن المشاعر إلى الملامح لتطفو وتتوغل في شخصوها وتثبت حالاتها التي تستثير منها التيه أو التعلّق، فتلك الصيغ الممتعة في تسرّبها المتداخل بين الذات المُعبّرة والواقع مكّنت التشكيلي السوري سمير الصفدي من أن يضعها أمام المتلقي بحرفية حملته نحو تكاملات وعيه الواعي بأهمية الفنون في التعبير ومُختلف تداعياته الحسية، ليلامس منها كل تراكماته الذهنية ويستطلع من خلالها رؤاه مثل مرايا شظاياها تسرد تفاصيلا معتّقة عن الإنسانية.
يعدّ سمير الصفدي من أبرز التشكيليين في سورية تميّز بأسلوبه التجريبي المحاكي للون مع المفهوم من خلال التعبيرية التي ميّزها بطابعه الخاص وأسلوبه المتماهي مع مواقفه الجمالية من الواقع الصاخب.
ولد بمجدل شمس بالجولان درس الفنون بكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق قسم التصوير الزيتي عضو في اتحاد الفنانين السوريين كما أنه عضو مؤسس في مركز فاتح المدرّس في مجدل شمس، وهو أستاذ في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق.
قدّم الصفدي تجربته المتفرّدة ببصمته الحسية الخاصة التي تشبه معارفه ومدركاته أجاد التعبير عن كل ما رآه ويراه كما شعر به في الماضي واستشعره ببصرياته في الحاضر، فهو يستنطق ألوانه لتنطلق به أعمق، خاصة وأنه يعبّر عما يحتاجه حسيّا من خلال اللون وهو يستدرج بصيرته أبعد في التفاعل الذي تراكم معه.
فمن خلال المواد المتعدّدة أكريليك وباستيل وفحم موظّف على القماش حسب المساحات التي اختارها والأحجام التي تفاوتت في مساراتها الترتيبية لتبدو منسجمة ومتوازنة في التكوين، ينشغل بترويض الحسيات الذهنية في المعاني بموازين ثقيلة وخفيفة مكثفة ومنشغلة بترتيب ذاتها التي اختارتها لتمازج بين الألوان الحارة والترابية والباردة، تفاعلها مع الضوء يستنطق درجات التعبير المقصودة بين الحالات الحسية والواقع العام وانعكاسه، قد تبدو اللوحات للمتلقي لأول مرة كئيبة أو فيها قتامة عالية ولكنه يعرف كيف يتخلّص من ذلك في التوظيفات الروحية التي تخلق تماسا حيويا وحركيا وناضجا يحمّل اللوحة فكرة الحياة والإنسانية.
فكل لون يقدّم له صياغاته الخاصة ويستنطق منه حالاته حتى يجعل له توليفات مندفعة بتدرجاته تنتشل الانسان من معاناته رغم أنه يجيد ترتيب تلك الحالات بقتامتها التي تصله أوّلا كما يقول ماتيياس ” التعبيرية هي ما يصلني دون الفصل بين الاحساس الذي أكنه للحياة وبين طريقتي في التعبير عنه”، فاشتقاقاته اللونية داكنة وزاهية، متفجّرة به على الملامح ليتمازج معها ويتماهى وكأنه يستثير حكاياتها الحالمة أو العالقة في ثنايا الحلم مع لغته البصرية.
يعتمد الصفدي أسلوب التعبيرية ويحاول أحيانا أن يمزج منطق التجريد فيها ليثير معها بعض الغموض الذهني والتفاعل المنطلق في مساحاتها التي يروّض فيها الفراغ ويعتمد على العمق المزدوج بين ترتيب السطوح وإعادة تشكيلها وكأنه يصنع أمكنة أخرى عابرة للمكان الذي أطّر فيه شخوصه.
يقدّم الصفدي الإنسانية ببريق غامر من الضوء المُشبع بالمضمون الفكري وكأنه يستثير من تعابيره مفاهيم جديدة تفسّر الواقع والحياة، فالأسلوب التعبيري لم يتوقف به عند الأحداث وتناولها الحسي الواعي بها في تفاصيل سرده البصري ولكن حملت السرد بصخبه وصمته وحمّلت موقفه حسيات انفعلت وتابعت وامتدّت أكثر في التفصيل المختلف الذي خصّ الصفدي بالأسلوب والتميّز فيه خاصة وأنه تمكّن من التحكم في انفعالاته والتحرّر من توظيفاتها السطحية نحو اكسابها عمقا إنسانيا له تجليات فنية صامدة في قيمها.