جرب
Scabies - Gale
الجـرب
الجرب scabies آفة جلدية معدية، تتظاهر بحكة شديدة متوضعة أو متعممة.
وأول من وصف العامل الممرض للجرب هو الطبيب العربي الأندلسي أبو مروان عبد الملك بن زهر الإيادي (464-557هـ/1071-1161م) في كتابه الشهير «التيسير في المداواة والتدبير»، إذ قال في كلامه على الجرب: «ويحدث في الأبدان في ظاهرها شيء يعرفه الناس بالصؤاب، وهو حكة تكون في الجلد ويخرج إذا قُشِّر الجلد في مواضع منه حيوان صغير جداً يكاد يفوت الحس».
والجرب مرض شائع جداً، ومعروف منذ القديم، يصيب جميع الناس من مختلف الأعمار والأجناس، وأكثر ما يتفشى في الأوساط الفقيرة ذات الأسر الكبيرة، لعيش أفرادها محشورين في أماكن ضيقة، ونوم عدة أشخاص منهم في فراش واحد.
وهذا مما يسهل انتشار العدوى، وإصابة جميع أفراد الأسرة الواحدة. وينطبق ذلك على التجمعات الكبيرة كطلاب المدارس وخاصة الداخلية ومعسكرات الجيش.
العامل الممرض
ينجم الجرب عن العدوى بالقارمة الجربية الإنسانية Sarcoptes scabiei hominis (وهي نوع من رتبة الحلم من صنف العناكب)، التي تتطفل على جلد الإنسان تطفلاً دائماً.
وأنثى القارمة الملقحة هي التي تنقل العدوى من إنسان إلى إنسان ويحدث ذلك في الليل غالباً.
تحفر الأنثى الملقحة نفقاً في القسم العميق من الطبقة المتقرنة للبشرة، وتبيض فيه بمعدل 1ـ5 بيضات يومياً، وتفقـس البيوض بعد 3ـ7 أيام.
أما ذكر القارمة فهو أصغر من الأنثى، وهو لا يحفر أنفاقاً بل يعيش تحت الوسوف، ويقتصر عمله على التلقيح فقط.
طرق العدوى
كثيرة. وأهمها المصافحة، وخاصة في الليل، والنوم في فراش واحد. وهذا ما يفسر الإصابات العائلية، والإصابات الناجمة عن الاتصالات الجنسية، وعدوى أغطية الفراش في الفنادق والمعسكرات.
المظاهر السريرية
يتظاهر الجرب، سـريرياً، بالحكة pruritis، وخاصة ليلاً، حين خلع الثياب، ودخول الفراش، وفي الدفء.
وللجرب علامات سريرية مهمة هي:
1- الأتلام أو الأخاديد: وهي خطوط دقيقة جداً، متعرجة، تبدو بارزة على سطح الجلد كخدوش الإبر وتوافق الأنفاق التي تحفرها الأنثى الملقحة في الطبقة المتقرنة للبشرة.
ترى الأخاديد بوضوح على اليدين وخاصة فيما بين الأصابع (الأفوات)، وعلى المعصمين، وعلى الحشفة، وعلى أخمص القدمين عند الرضع، وعلى هالة الثديين عند المرضع.
2- الحويصلات اللؤلؤية: وهي حويصلات قاسية، شفافة، بارزة فوق سطح الجلد، وتصادف في أحد طرفي التلم، وتتمركز فيها أنثى القارمة، ويمكن إخراجها منها بإبرة رفيعة.
3- التقيحات الجلدية والتأكزم: تنجم هذه التقيحات عن الحكة والتخريـش والخمج الثانوي. ولذا فقد أطلق القدماء اسم (الجرب) على كل آفة جلدية حاكة ومتقيحة، وأرجعوا سبب ذلك إلى قلة الاستحمام وقذارة الثياب.
التوضعات
لتوضعات الجرب أهمية كبرى في التشخيص. وهو أكثر ما يتوضع في الأماكن الرقيقة من الجلـد، كالوجوه الجانبية للأصابع (الأفوات) والمعصمين والمرفقين والقسم الأمامي للناحيتين الإبطيتين والبطن (موضع الحزام) والناحيتين الأُربيتين والإليتين والأعضاء التناسلية، ويتوضع على أخمص القدمين عند الرضع، وعلى هالة الثديين عند المرضع.
تطور المرض
إذا لم يعالج الجرب معالجة فعالة، فإنه يدوم أشهراً وسنين، وكثيراً ما يعدي جميع أفراد الأسرة ومن يخالطها. وغالباً ما يصاب بالالتهاب والتقيح والتقوبؤ والتأكزم.
وفي بعض الحالات قد تفضي التقيحات إلى التهاب الكلية المزمن المترافق بالوذمة والبيلة الآحية أو الدموية.
والجرب آفة ناكسة جداً، وقد تنكس مرات عدة إذا لم تحسن معالجتها. لذا فهو يوقع المرضى العصبيين في قلق دائم، وتدعى حالتهم هذه (رهاب الجرب).
المعالجة
يتبع في مكافحة الجرب، المبدأ الهام القائل بوجوب معالجة جميع أفراد الأسرة، في آن واحد. ويتحاشى الاختلاط بالأشخاص المصابين خوفاً من العدوى.
وتعتمد المعالجة على النظافة التامة والاستحمام وتبديل الثياب الداخلية وأغطية الفراش وتنظيفها وغليها. وتستعمل الأدوية الموضعية الحديثة كمركبات بنزوات البنزيل benzyl benzoate، ومبيدات القارمة الجربية كمحلول البرميترين permethrine.
وقد أهملت المركبات القديمة المخرشة وذات الرائحة الكريهة الفاضحة كالكبريت والقطران وما شابههما.
عبد الكريم شحادة
Scabies - Gale
الجـرب
الجرب scabies آفة جلدية معدية، تتظاهر بحكة شديدة متوضعة أو متعممة.
وأول من وصف العامل الممرض للجرب هو الطبيب العربي الأندلسي أبو مروان عبد الملك بن زهر الإيادي (464-557هـ/1071-1161م) في كتابه الشهير «التيسير في المداواة والتدبير»، إذ قال في كلامه على الجرب: «ويحدث في الأبدان في ظاهرها شيء يعرفه الناس بالصؤاب، وهو حكة تكون في الجلد ويخرج إذا قُشِّر الجلد في مواضع منه حيوان صغير جداً يكاد يفوت الحس».
والجرب مرض شائع جداً، ومعروف منذ القديم، يصيب جميع الناس من مختلف الأعمار والأجناس، وأكثر ما يتفشى في الأوساط الفقيرة ذات الأسر الكبيرة، لعيش أفرادها محشورين في أماكن ضيقة، ونوم عدة أشخاص منهم في فراش واحد.
وهذا مما يسهل انتشار العدوى، وإصابة جميع أفراد الأسرة الواحدة. وينطبق ذلك على التجمعات الكبيرة كطلاب المدارس وخاصة الداخلية ومعسكرات الجيش.
العامل الممرض
وأنثى القارمة الملقحة هي التي تنقل العدوى من إنسان إلى إنسان ويحدث ذلك في الليل غالباً.
تحفر الأنثى الملقحة نفقاً في القسم العميق من الطبقة المتقرنة للبشرة، وتبيض فيه بمعدل 1ـ5 بيضات يومياً، وتفقـس البيوض بعد 3ـ7 أيام.
أما ذكر القارمة فهو أصغر من الأنثى، وهو لا يحفر أنفاقاً بل يعيش تحت الوسوف، ويقتصر عمله على التلقيح فقط.
طرق العدوى
كثيرة. وأهمها المصافحة، وخاصة في الليل، والنوم في فراش واحد. وهذا ما يفسر الإصابات العائلية، والإصابات الناجمة عن الاتصالات الجنسية، وعدوى أغطية الفراش في الفنادق والمعسكرات.
المظاهر السريرية
يتظاهر الجرب، سـريرياً، بالحكة pruritis، وخاصة ليلاً، حين خلع الثياب، ودخول الفراش، وفي الدفء.
وللجرب علامات سريرية مهمة هي:
1- الأتلام أو الأخاديد: وهي خطوط دقيقة جداً، متعرجة، تبدو بارزة على سطح الجلد كخدوش الإبر وتوافق الأنفاق التي تحفرها الأنثى الملقحة في الطبقة المتقرنة للبشرة.
ترى الأخاديد بوضوح على اليدين وخاصة فيما بين الأصابع (الأفوات)، وعلى المعصمين، وعلى الحشفة، وعلى أخمص القدمين عند الرضع، وعلى هالة الثديين عند المرضع.
2- الحويصلات اللؤلؤية: وهي حويصلات قاسية، شفافة، بارزة فوق سطح الجلد، وتصادف في أحد طرفي التلم، وتتمركز فيها أنثى القارمة، ويمكن إخراجها منها بإبرة رفيعة.
3- التقيحات الجلدية والتأكزم: تنجم هذه التقيحات عن الحكة والتخريـش والخمج الثانوي. ولذا فقد أطلق القدماء اسم (الجرب) على كل آفة جلدية حاكة ومتقيحة، وأرجعوا سبب ذلك إلى قلة الاستحمام وقذارة الثياب.
التوضعات
لتوضعات الجرب أهمية كبرى في التشخيص. وهو أكثر ما يتوضع في الأماكن الرقيقة من الجلـد، كالوجوه الجانبية للأصابع (الأفوات) والمعصمين والمرفقين والقسم الأمامي للناحيتين الإبطيتين والبطن (موضع الحزام) والناحيتين الأُربيتين والإليتين والأعضاء التناسلية، ويتوضع على أخمص القدمين عند الرضع، وعلى هالة الثديين عند المرضع.
إذا لم يعالج الجرب معالجة فعالة، فإنه يدوم أشهراً وسنين، وكثيراً ما يعدي جميع أفراد الأسرة ومن يخالطها. وغالباً ما يصاب بالالتهاب والتقيح والتقوبؤ والتأكزم.
وفي بعض الحالات قد تفضي التقيحات إلى التهاب الكلية المزمن المترافق بالوذمة والبيلة الآحية أو الدموية.
والجرب آفة ناكسة جداً، وقد تنكس مرات عدة إذا لم تحسن معالجتها. لذا فهو يوقع المرضى العصبيين في قلق دائم، وتدعى حالتهم هذه (رهاب الجرب).
المعالجة
يتبع في مكافحة الجرب، المبدأ الهام القائل بوجوب معالجة جميع أفراد الأسرة، في آن واحد. ويتحاشى الاختلاط بالأشخاص المصابين خوفاً من العدوى.
وتعتمد المعالجة على النظافة التامة والاستحمام وتبديل الثياب الداخلية وأغطية الفراش وتنظيفها وغليها. وتستعمل الأدوية الموضعية الحديثة كمركبات بنزوات البنزيل benzyl benzoate، ومبيدات القارمة الجربية كمحلول البرميترين permethrine.
وقد أهملت المركبات القديمة المخرشة وذات الرائحة الكريهة الفاضحة كالكبريت والقطران وما شابههما.
عبد الكريم شحادة