جونسون (ليندون)
Johnson (Lyndon-) - Johnson (Lyndon-)
جونسون (ليندون ـ)
(1908ـ1973)
ليندون جونسون Lyndon B.Johnson، سياسي أمريكي سابق، والرئيس السادس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية. ولد في مدينة ستونوول ـ تكساس Stonewall-Texas، درس في دار المعلمين، وحصل على بكالوريوس العلوم سنة 1930. بدأ حياته العملية مدرساً في المعهد العالي بهوستن Houston، ثم انتقل إلى واشنطن حيث عمل سكرتيراً لأحد أعضاء الكونغرس، وهناك انتسب إلى جامعة جورج تاون حيث درس القانون، وتعرف على كلوديا تيلور Claudia Taylor وتزوجها، وقد أثرت في حياته السياسية، ولاسيما في دخوله الكونغرس نائباً فيما بعد.
في سنة 1935، استقال جونسون من وظيفته أمين سر في الكونغرس، ليصير مدير منظمة الشباب بتكساس. وبعد سنتين، رشح نفسه لعضوية الكونغرس، وقامت زوجته بتمويل حملته الانتخابية من ميراثها الخاص، ففاز على خصومه الثمانية، وصار نائباً في الكونغرس. وفي كانون الثاني 1941 كان جونسون أول عضو كونغرس يشترك في الحرب العالمية الثانية برتبة ملازم في البحرية الأمريكية، وحصل سنة 1942 على وسام النجم الفضي، ولكن الرئيس فرانكلين روزفلت Franklin Roosevelt أمر بعودة جميع أعضاء الكونغرس المتطوعين، فعاد جونسون إلى واشنطن.
في عام 1948، نجح جونسون في دخول مجلس الشيوخ، ولم يلبث أن أصبح أصغر زعيم للأغلبية الديمقراطية فيه، واهتم بتشريع أبحاث الفضاء 1958، حتى كلفه الرئيس دوايت أيزنهاور Dwight Eisenhower بتمثيل أمريكة في مباحثات الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. وفي سنة 1960 حاول جونسون ترشيح نفسه عن الديمقراطيين للرئاسة الأمريكية، ولكن الحزب الديمقراطي فضل ترشيح جون كينيدي John Kennedy، الذي اختار جونسون نائباً للرئيس، وكان كينيدي بعد فوزه يعتمد عليه في المفاوضات المهمة في برلين والشرق الأقصى في أثناء الحرب الباردة.
في 22/11/1963، فوجئ العالم بمقتل جون كينيدي في دلاس Dallas (في تكساس)، وفي اليوم التالي مباشرة أقسم جونسون اليمين بوصفه رئيساً للولايات المتحدة، وأعلن أمام الكونغرس عن ضرورة متابعة ما كان قد بدأه كينيدي بالنسبة للتعليم والضرائب والحقوق المدنية، وبعد ستة أشهر أعلن مفهومه عن «المجتمع العظيم» الأمريكي، ثم رشحه حزبه لانتخابات فترة رئاسة كاملة، ففاز فيها بأغلبية ساحقة، ولكن حدثت في عهده أزمة خانقة للدولار، كما وقعت حوادث عرقية خطيرة، وتم، بعد إقرار وثيقة الحقوق المدنية، تسجيل مليون من الملونين الأمريكيين في لوائح الانتخابات في الجنوب، وحصل الكثير منهم على وظائف فنية وإدارية.
أما على صعيد السياسة الخارجية، فقد تدخلت القوات الأمريكية في جمهورية الدومينيكان المستقلة، وفرضت إجراء انتخابات تحت إشرافها ثم انسحبت. وعُقدت معاهدة في جنيف بسويسرة مع الاتحاد السوفييتي تتعلق بالأسلحة النووية، كما جددت اتفاقية حلف شمال الأطلسي بعد انسحاب فرنسة منه. ولكن ما شغل بال جونسون ووقته كان حرب فييتنام، إذ استمرت أمريكة في دعم حكومة فييتنام الجنوبية ضد ثوار «الفييت كونغ» Vietcong، وكانت أمريكة قد أمدت فييتنام الجنوبية بخبراء ومستشارين بلغ عددهم عند تولي جونسون الرئاسة نحو 16000، فأصر على إرسال قوات أخرى حتى صار عددها هناك يربو على نصف مليون سنة 1968، وصارت هذه الحرب كابوساً على جونسون وبلاده، وعرضته لانتقادات لاذعة، وأصبح الأمريكيون يشكون في مصداقيته، وانخفضت شعبيته، حتى أعلن أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى، واضطر إلى التوقف عن قصف فييتنام الشمالية في تشرين الثاني 1968، وبعد مفاوضات عسيرة، انسحبت القوات الأمريكية الضخمة من فييتنام في ظروف لم تكن مواتية لكرامة تلك القوات.
أما في الشرق الأوسط، فأصبح الصهاينة يعتمدون في تسلحهم على أمريكة، بعد تولي جونسون، فقد تم تزويدهم بأكثر من مائتي دبابة ثقيلة، وبثلث طائراتهم التي قامت بعدوان الخامس من حزيران 1967، وكان جونسون قد طلب من العرب عدم البدء بالقتال، مما حملهم على الاعتقاد بتدخل أمريكي عادل، ثم تبين أن ذلك كان من قبيل الخديعة، لأن الصهاينة بدؤوا هجومهم المباغت مباشرة، وكان جونسون يعتب على الاتحاد السوفييتي إعطاء العرب تلك الآليات المعقدة التي حاربوا بها أعداءهم. وبعد انتهاء رئاسته في كانون الثاني 1969، هجر جونسون السياسة، واعتزل في مزرعته، ومات في أوستن Austin بتكساس.
كان جونسون ذا طاقة كبيرة، ولكنه كثير الأخطاء السياسية، خلف للأمريكيين ذكريات أليمة، على الرغم من بعض إنجازاته، فقد تفاقمت حركات الطلاب المناوئة له، والحوادث العرقية في عهده، وظهر مؤيداً لأعداء العرب، وتسبب في أول هزيمة لأمريكة بعد الحرب العالمية الثانية، على رأي الكثير من المؤلفين، وأدت أخطاؤه إلى سقوط ذلك الكم الهائل من الضحايا الأمريكيين في فييتنام، كل ذلك ألقى بظلال سوداء على مدة رئاسة جونسون في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
محمد نادر العطار
Johnson (Lyndon-) - Johnson (Lyndon-)
جونسون (ليندون ـ)
(1908ـ1973)
في سنة 1935، استقال جونسون من وظيفته أمين سر في الكونغرس، ليصير مدير منظمة الشباب بتكساس. وبعد سنتين، رشح نفسه لعضوية الكونغرس، وقامت زوجته بتمويل حملته الانتخابية من ميراثها الخاص، ففاز على خصومه الثمانية، وصار نائباً في الكونغرس. وفي كانون الثاني 1941 كان جونسون أول عضو كونغرس يشترك في الحرب العالمية الثانية برتبة ملازم في البحرية الأمريكية، وحصل سنة 1942 على وسام النجم الفضي، ولكن الرئيس فرانكلين روزفلت Franklin Roosevelt أمر بعودة جميع أعضاء الكونغرس المتطوعين، فعاد جونسون إلى واشنطن.
في عام 1948، نجح جونسون في دخول مجلس الشيوخ، ولم يلبث أن أصبح أصغر زعيم للأغلبية الديمقراطية فيه، واهتم بتشريع أبحاث الفضاء 1958، حتى كلفه الرئيس دوايت أيزنهاور Dwight Eisenhower بتمثيل أمريكة في مباحثات الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. وفي سنة 1960 حاول جونسون ترشيح نفسه عن الديمقراطيين للرئاسة الأمريكية، ولكن الحزب الديمقراطي فضل ترشيح جون كينيدي John Kennedy، الذي اختار جونسون نائباً للرئيس، وكان كينيدي بعد فوزه يعتمد عليه في المفاوضات المهمة في برلين والشرق الأقصى في أثناء الحرب الباردة.
في 22/11/1963، فوجئ العالم بمقتل جون كينيدي في دلاس Dallas (في تكساس)، وفي اليوم التالي مباشرة أقسم جونسون اليمين بوصفه رئيساً للولايات المتحدة، وأعلن أمام الكونغرس عن ضرورة متابعة ما كان قد بدأه كينيدي بالنسبة للتعليم والضرائب والحقوق المدنية، وبعد ستة أشهر أعلن مفهومه عن «المجتمع العظيم» الأمريكي، ثم رشحه حزبه لانتخابات فترة رئاسة كاملة، ففاز فيها بأغلبية ساحقة، ولكن حدثت في عهده أزمة خانقة للدولار، كما وقعت حوادث عرقية خطيرة، وتم، بعد إقرار وثيقة الحقوق المدنية، تسجيل مليون من الملونين الأمريكيين في لوائح الانتخابات في الجنوب، وحصل الكثير منهم على وظائف فنية وإدارية.
أما على صعيد السياسة الخارجية، فقد تدخلت القوات الأمريكية في جمهورية الدومينيكان المستقلة، وفرضت إجراء انتخابات تحت إشرافها ثم انسحبت. وعُقدت معاهدة في جنيف بسويسرة مع الاتحاد السوفييتي تتعلق بالأسلحة النووية، كما جددت اتفاقية حلف شمال الأطلسي بعد انسحاب فرنسة منه. ولكن ما شغل بال جونسون ووقته كان حرب فييتنام، إذ استمرت أمريكة في دعم حكومة فييتنام الجنوبية ضد ثوار «الفييت كونغ» Vietcong، وكانت أمريكة قد أمدت فييتنام الجنوبية بخبراء ومستشارين بلغ عددهم عند تولي جونسون الرئاسة نحو 16000، فأصر على إرسال قوات أخرى حتى صار عددها هناك يربو على نصف مليون سنة 1968، وصارت هذه الحرب كابوساً على جونسون وبلاده، وعرضته لانتقادات لاذعة، وأصبح الأمريكيون يشكون في مصداقيته، وانخفضت شعبيته، حتى أعلن أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى، واضطر إلى التوقف عن قصف فييتنام الشمالية في تشرين الثاني 1968، وبعد مفاوضات عسيرة، انسحبت القوات الأمريكية الضخمة من فييتنام في ظروف لم تكن مواتية لكرامة تلك القوات.
أما في الشرق الأوسط، فأصبح الصهاينة يعتمدون في تسلحهم على أمريكة، بعد تولي جونسون، فقد تم تزويدهم بأكثر من مائتي دبابة ثقيلة، وبثلث طائراتهم التي قامت بعدوان الخامس من حزيران 1967، وكان جونسون قد طلب من العرب عدم البدء بالقتال، مما حملهم على الاعتقاد بتدخل أمريكي عادل، ثم تبين أن ذلك كان من قبيل الخديعة، لأن الصهاينة بدؤوا هجومهم المباغت مباشرة، وكان جونسون يعتب على الاتحاد السوفييتي إعطاء العرب تلك الآليات المعقدة التي حاربوا بها أعداءهم. وبعد انتهاء رئاسته في كانون الثاني 1969، هجر جونسون السياسة، واعتزل في مزرعته، ومات في أوستن Austin بتكساس.
كان جونسون ذا طاقة كبيرة، ولكنه كثير الأخطاء السياسية، خلف للأمريكيين ذكريات أليمة، على الرغم من بعض إنجازاته، فقد تفاقمت حركات الطلاب المناوئة له، والحوادث العرقية في عهده، وظهر مؤيداً لأعداء العرب، وتسبب في أول هزيمة لأمريكة بعد الحرب العالمية الثانية، على رأي الكثير من المؤلفين، وأدت أخطاؤه إلى سقوط ذلك الكم الهائل من الضحايا الأمريكيين في فييتنام، كل ذلك ألقى بظلال سوداء على مدة رئاسة جونسون في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
محمد نادر العطار