نور الدين عبد الرحمن جامي Al-Jami بن نظام الدين أحمد، آخر شعراء الصوفية بإيران.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نور الدين عبد الرحمن جامي Al-Jami بن نظام الدين أحمد، آخر شعراء الصوفية بإيران.

    جامي (عبد رحمن)

    Al-Jami (Abd al-Rahman-) - Al-Jami (Abd al-Rahman-)

    الجامي (عبد الرحمن ـ)
    (817 ـ 898هـ/1414 ـ 1492م)

    نور الدين عبد الرحمن جامي بن نظام الدين أحمد، آخر شعراء الصوفية المشهورين وأحد عظماء شعراء إيران. ولقبه «جامي» نسبة إما إلى ضاحية «جام» في قرية «خرجرد» القريبة من هرات التي فيها مسقط رأسه، وإما إلى الشاعر المتصوف شيخ الإسلام أحمد بن أبي الحسن الجامي (ت 536هـ) الذي يعده الجامي من أساتذته.
    قدم جامي في حداثته مع والده للدراسة إلى هرات وبعدها إلى سمرقند. وكانت المدينتان حاضرتي العلم والأدب والفن في عصر التيموريين. اشتهر منذ وقت مبكر، وحظي باحترام علية القوم وعامة الناس. حجّ عام 877هـ، وعاد من طريق دمشق وحلب، فحظي بتوقير العلماء فيهما، على عكس ما لاقاه وهو يمر ببغداد من مضايقات بعض أهلها وحسدهم مما اضطره لأن ينظم قصيدة شكا فيها جهالة هؤلاء من سكان المدينة. استقر المقام بالجامي في هرات منذ عام 878هـ/1473م. ونشأ بينه وبين الشاعر الأديب علي شيرنوائي وزير حاكم هرات التيموري حسين بايقرا (874-911/1469-1506) صلة ود وصداقة.
    انتسب إلى إحدى الطرق الصوفية، وهي الطريقة النقشبندية، وأخذ نفسه في طريق الرياضة الروحية. وجعل يرتقي في مقامات (مراتب) الصوفية، حتى تسلم مشيخة الطريقة، خلفاً لأستاذه سعد الدين الكاشغري. ولكنه ظل في سيرته اليومية على صلة وشيجة بالحياة والناس. وإذا كان اهتمام جامي الأكبر في أول حياته بشعر التصوف، ونظم على نسق المثنوي والرباعي والمعمى والأسلوب المسمى «ترجيع بند»، فإنه نبغ أيضاً في علوم الدين (التصوف ـ التفسير ـ الحديث) والأدب والبلاغة والخط والعروض والنحو والتاريخ والتراجم والموسيقى. وصرف إلى ذلك جلَّ اهتمامه في أخريات أيامه. وقدَّر بعضهم عدد مؤلفاته بين كتاب ورسالة بأربعة وخمسين، وأوصلها آخرون إلى تسعة وتسعين، وكان بعضها باللغة العربية، وغالب آثاره لا يزال مخطوطاً يحتفظ به في مكتبات برلين وفيينة والقاهرة والإسكندرية وطهران. وعلى الرغم من علاقات جامي الوطيدة مع بلاط هرات ولاسيما مع الوزير علي شيرنوائي؛ فقد ظل يحافظ على استقلاليته. وهو وإن تأثر في أسلوبه الشعري بمن سبقه من مشاهير الشعراء الإيرانيين أمثال نظامي (ت 614هـ) وسعدي (ت 691هـ) وأمير خسرو (ت725هـ) وغيرهم. وكان يضمن كتاباته اقتباسات من أقوالهم، فإنه في أفكاره كان تلميذاً لآراء أساتذته في الطريقة النقشبندية، ثم لكتابات الشيخ محيي الدين بن عربي (ت638هـ) في التصوف. وإنما جاءت شهرته من منزلته التي بلغها في هذا الميدان.
    والمعروف من آثار جامي نثراً وشعراً كثير أبرزه في النثر:
    1- شرحه عقائد الشيخ ابن عربي في الفلسفة والتصوف في كتابه «نقد النصوص في شرح الفصوص».
    2- كتابه «نفحات الأنس من حضرات القدس»، ترجم فيه لـ 616 متصوف، اعتمد فيه على كتاب «طبقات الصوفية» الذي كتبه بالعربية محمد بن حسين السُلَّمي النيسابوري (ت413هـ)، والإضافات التي ضمها إليه عبد الله الأنصاري (ت481هـ). وأضاف جامي في نفحات الأنس تراجم للمتصوفين حتى عصره. والكتاب باللغة الفارسية.
    3- كتابه «شواهد النبوة» في سيرة الرسول العربي عليه الصلاة والسلام وأصحابه، وهو بالفارسية.
    4- شرحه لكتاب «الكافية» في نحو اللغة العربية لعثمان بن الحاجب (ت647هـ).
    5- كتابه «بهارستان» (موطن الربيع)، وهو محاكاة بارعة قلد فيها الشاعر سعدي في كتابه «كلستان» (بستان الورود)، ويضم مجموعة من الحكايات والأشعار.
    6- تفسيره لبعض سور القرآن الكريم. وقد ذهب في تفسيره مذهب الصوفية الذي يقول بعدم الوقوف عند مدلولات الألفاظ، لأن هذه المدلولات هي عرضة للتبدل من عصر إلى آخر، ولذلك وجب العمل على استخلاص المعاني العميقة التي هي أجدر بالاهتمام.
    في الشعر:
    1- ديوانه: وهو من الشعر الغنائي ويحوي قصائد في الغزل والرثاء، قسمه إلى ثلاثة أقسام دعاها: فاتحة الشباب، واسطة العقد، خاتمة الحياة، بالفارسية.
    2- سبع قصائد على نسق المثنوي ذات طابع رومانتيكي موعظي. أعطاها عنوان «هفت اورنكك» (العروش السبعة). ثلاث منها مقتبسة من مؤلف نظامي «خمسة نظامي» .
    حظي جامي بمديح كثير من معاصريه. فقال عنه علي شيرنوائي: «يعجز الفكر عن تعداد كمالاته». وذكره كل من: دولتشاه (القرن العاشر الهجري)، وكان معاصراً له في كتابه «تذكرة الشعراء»، وسام ميرزا، ابن الشاه إسماعيل الصفوي، في كتابه «تحفة سامي»، وقال عنه «لسنا بحاجة إلى الحديث عن عبقريته، فإن أنوار فضائله قد عمت الشرقين».
    ونفذت آراء جامي في التصوف إلى خارج بلاده خراسان. وبلغت الهند ووسط آسيا وبلاد فارس وتركية. وقلده بعض الشعراء العثمانيين. وقال عنه بابر مؤسس دولة السلاطين التيموريين في الهند (932-937/1525-1530م): «إن مقامه الرفيع ليس بحاجة إلى أن يمدحه أحد». وراسله السلطانان العثمانيان محمد الفاتح (855-886هـ/1451-1481م) وابنه بايزيد الثاني (886-918هـ/1481-1512م)، وألحا عليه بلا جدوى لزيارة القسطنطينية. توفي جامي في هرات ودفن بها.
    مظهر شهاب
يعمل...
X