التصوير الفوتوغرافي تحت الماء الاسلوب والمعضلات والظروف
التصوير تحت الماء يتم بمنتهى البساطة مع المصور الذي يجيد الغطس . لكن لا بد من إتباع العديد من الارشادات والملاحظات الخاصة بالمعدات وبالاسلوب وبالظروف الضوئية وغيرها ، مما سنواجهه تحت سطح الماء وعلى أعماق متفاوتة .
بعدما تعرفنا إلى التصوير على الشواطيء ننتقل إلى ما هو أبعد من ذلك التصوير الفوتوغرافي تحت الماء ، وبالرغم من انه نوع من التصوير الاختصاصي لكنه يصبح تصويراً عادياً جدأ لمن يجيد الغطس تحت الماء بحيث يصبح عليه مجرد إقتناء المعدات المطلوبة لذلك ، والمعروف أن هذه المعدات باتت متوفرة ومن ضمنها وحدات الفلاش البرمائية .
في المياه الضحلة يمكن للمصور الاستعانة بقناع الوجه وبالانبوبة الهوائية وحدهما أما التصوير الجـدي فيتطلب اجهزة غوص كاملة ، على انه من الضروري أن يتم الغطس جماعيا ، ويحذر من الغطس الافرادي ذلك أن استخدام الكاميرا تحت الماء يصرف إنتباه المصور عن الاخطار التي ربما تعرض لها لذلك يستحسن أن نغطس مع مساعد واحد لنا في حال عدم إمكانية الغطس مع عدد أكبر .
- معضلات وحلول
لو حاولنا تغطيس جزء من عصا مستقيمة في الماء سترى فورا انها تنحرف وتميل عن خطها المستقيم نفس هذا الأمر يحصل مع الضوء تحت الماء حيث تنحرف اشعته عن مسارها ، مما يؤدي إلى العديد من المعضلات التقنية نذكر :
ا - ظهور الاهداف اقرب مما هي منها في الواقع بربع المسافة الحقيقية . تبدو أكبر مما هي عليه بمقدار الثلث
ج - زاوية المشاهدة تصبح أضيق مما هي في الواقع بنسبة الربع ٤/١ - إزدياد الانحرافات البصرية نتيجة لذلك تم استحداث بعض
العدسات اللاصقة " لتصحيح هذه المعضلات والقصد منها هو الاستعمـال تحت الماء مع الكاميرات البـرمـانيـة أمثـال نیکونوز ، وغيرها ، وهذا يعني عدم إمكانية إستعمالها خارج الماء .
اما لدى العمل بكاميرات عادية ضمن تعليمات لمنع تسرب الماء فهناك طريقة أخرى لتجنب المعضلات المذكورة وهي تتمثل بالاستعانة بما يسمى الفتحة المقببة ( * ) بحيث تصبح هذه هي الواجهة الأمامية الأضـافيـة وتفيد في زاوية كما تزيل التضخم للعــدسـة المشاهدة الحاصل والانحرافات ، أما الشيء الوحيد الذي لا تصححه الفتحة فهو المسافة الظاهرية وهي يعملها كعدسة سلبية تحتاج إلى تركيز أقرب كما يحتاج الأمر عادة إلى وصلة أو عدسة تصوير عن قرب لامكانية حصول تركيز عادي .
- الاختيار
هذا ولاختيـار واحـدة من المعدات الشائعة نقف بين کامیرا و نیکونوز ، البرمائية أو رديفتها - الكاليبسو و مینولتا ۱۱۰ ، وبين تعليبة ويذرماتيك تمنع تسرب الماء وتوضع على الكاميرا التي بحوزتنا والمقارنة بين هذين الاحتمالين لم تحسم بعد لصالح أي منهما فالكاميرا البـرمـائيـة ومعها العدسات اللاصقة تبدو أعظم نظرياً لكن السيئة الواضحة فيها في النيكونوز مثلا ـ أنها كاميرا محدد نظر وليست عاكس أحـاديـة العدسة .
و الويذرماتيك » اوتوماتيكية محدودة أكثر في مجال تعدد الاستعمالات هذا إلى جانب ارتفاع تكاليف كل الكاميرات التي تعمل تحت الماء نسبة إلى تعلبية وحيدة يمكن إستعمالها مع معظم الكاميرا .
على صعيد التعليية تجد أنها اقل مطوعية حيث البطء في تغيير العدسات والفيلم ، مع إحتمال تعريض الكاميرا للاعطاب في حال وجود اي تسرب عبرها .
نذكر أيضا أن مجال الاختيار بين الكاميرات البرمائية قليـل بينما التعليمات التجارية متوفرة من قبل عدة شركات منتجة والابسط بينها حقيبة الفينيل ( Vinyl ) اللينة ، مع فتحة مسطحة ومدخل على شكل قفازات ، وهذه الحقيبة أو التعليبة مأمونة حتى عمق ثلاثين قدماً تقريباً - عشرة امتار .
- التعليية الأكثر إحترافية
هي من الألومينيوم المسبوك ، وهي رغم ارتفاع ثمنها تبقى مأمونة وتسمح باستعمال محرك دفع وهذه حسنة كبيرة تساعد في التصوير تحت الماء .
هذا وعلى الرغم من ان العداد الضوئي الداخلي في الكاميرا يعمل بصورة مناسبة تحت الماء لكن إشارة ( LED ) في محدد النظر يصعب رؤيتها من خلال التعليمية عادة ومن هنا يصبح العداد الضوئي البرمائي المنفصل هو جهاز قياس التعريض الأفضل أما بالنسبة لوحدات الفلاش تحت الماء فيمكن استعمال فلاش المصابيح والفلاش الاليكتروني - ورغم ان المصابيح أشد قوة وارخص ثمناً لكن تغييرها تحت الماء قد يكون مزعجاً ومضيعة للوقت ، كما أن كلفة الفلاش الواحد مرتفعة أما وحدات الفلاش الاليكتروني الأحـدث والمصممة للعمل البرمائي فقط . فهي أعظم بكثير رغم أن كلفتها المبدئية أعلى .
- إرشادات للعناية
العناية بالمعدات أمر ضروري ويحتاج إلى نفس المحاذير والاحتياطات البالغة سواء كان العمل بالتعليية أو بالكاميرات البرمائية ، حيث ينبغي المحافظة على منع تسرب الماء ونتوء ترسبات ملحية تستطيع التسبب بالتاكل او بالتسرب وهنا مجموعة إرشادات ضرورية لهذه الغاية :
ا - لدى إبتباع تعليبة يستحسن الغطس بها وحدها دون وضع الكاميرا بداخلها لاختبارها والتأكد من عدم وجود عيوب بها قد تؤدي إلى التسرب ولا بد من الغطس إلى العمق لأنه كلما إزداد العمق كلما ارتفع ضغط الماء إزداد إحتمال حدوث تسرب .
ب - ينبغي العمل بإرشادات الشركة المنتجة للتعليمـة خصوصاً حول العناية بالحلقات الدائرية وهي عبارة عن حبال وصل و إحكام مطاطية وتتمثل بها مواقع الخطر الأكبر لحصول التسرب في آية تعليبة - أو حتى في الكاميرات البرمائية - هده الحلقات لاند من تنظيفها باستمرار بعد كل غطس مع تشحيمها كلما دعت الحاجة لذلك كما ينبغي وضع الشحم على البراغي والقطع المعدنية الأخرى لمنع التآكل .
ج - لا يكفي غسل التعليبة أو الكاميرا البرمائية بالماء العذب بعد كل عملية غطس بل يفضل نقعها بالماء ـ العذب طبعاً ـ لمدة نصف ساعة على الأقل للتأكد من ذوبان الملح العالق من جراء ماء البحر . د - يجب الانتباه لعدم ترك التعليبة محكمة الاغلاق عرضة للشمس إذ ربما ارتفعت حرارتها بصورة قد تؤدي لاتلاف الكاميرا والفيلم .
هـ ـ عدم نقل التعليبة بسرعة من البرودة إلى الحرارة أو العكس لتجنب التكثف الداخلي .
و - غسل وتنشيف التعليبات قبل تغيير الفيلم أو العدسات بعد عملية الغطس ولا بد من غسل الأيدي بالماء العذب ومن ثم تنشيفهما قبل كل شيء .
ز - اختبار سلبية وإيجابية مقدرة التعليبة على العوم تحت الماء لدى إبتياع واحدة جديدة . فالتعامل مع إمكانية العوم أسهل ولكن هناك خطر فقدان المعدات نتيجة لحادث ما وهنا لا بد من العمل على إضافة اوزان لزيادة إمكانية العوم السلبية أو لجعل التعليبة متوازنة .
-الضوء
بعد الكشف على المعـدات واختبارها علينا إتخاذ القرار بنوعية التصوير الذي سنتعامل معه كل عملية قطس فالعدسات وأجهزة الاضاءة التي يسهل تبديلها على اليابسة لا مجال لتبديلها مطلقاً تحت الماء وهكذا لن يكون بإمكاننا التحول سريعا من التصوير من قرب إلى تصوير المناظر الشاملة ، إلا إذا کنا مزودين باكثر من كاميرا .
نبدأ هنا بالقول ان الشكل الأبسط للتصوير تحت الماء من الناحية التقنية ، هو الالتقاط مع الاستعانة بنور الشمس الطبيعي وهذا يمثل نقطـة إنطلاق مثالية لنا ، وهو المنهج الوحيد لتصوير مناظر ومواضيع واسعة وعلى الرغم من أن النتائج ستعاني من قلة الانحلال لكن غالباً ما يمكن التعويض عن ذلك بالجو والمدى .
الأحوال الجوية والمائية لها اهميتها الحاسمة في هذا المجال .
والظروف المثالية هي في وجود شمس براقة فوق الأفق عاليا مع مياه ساكنة وصافية ذلك أن أي تشتت لاشعة الشمس البراقة سوف يضاعف من معضلات التباين الضوئي والتشبع اللوني الضعيفين كذلك في الحال مع الضباب والسحب والأمواج على صفحات الماء ، كلها تسبب تشتتاً او تبعثراً في النور مما يعطب الصورة على ان صفاء الما ء يتفاوت بين وآخر ، لكن الحد الأدنى المناسب للعمل هو الظروف التي تمكننا من مشاهدة تفاصيل أهدافنا وهي على مسافة عشرة امتار من الكاميرا .
التيارات وحركة الماء على السطح تجعل المصور غير قادر على البقاء في الموقع الذي يريد التصوير منه وهنا يأتي دور القفازات السميكة التي تتيح التمسك بصخرة أو بالنتوءات المرجانية ، وهنا لا بد من حبس انفاسنا لحظة الضغط على زر الالتقاط للحظة تجنباً لاهتزاز الكاميرا .
هذا ولتجنب الزرقة التي تتضاعف في الأعماق .
لا بد من إستعمال مرشح تعويض لوني احمر - ولأننا لا نستطيع تبديل المرشحات تحت الماء علينا إتخاذ القرار قبل الغطس . وهنا سوف نضحي بلقطات تؤخذ في أعماق أخـرى خلال عملية الغطس نفسها .
للحصول على لقطات ومشاهد شاملة ينبغي العمل بعدسة واسعة الزاوية - ۲۸ او ٢٤ علم على كاميرا ٣٥ ملم - مع اعتماد فتحة مصححة كلما كان هذا ممكناً ذلك انه مع شمول جزء من الامامية كعمل العدسة واسعة الزاوية على إظهار الماء أكثر صفاء ، كما أن التغطية الواسعة لهذه العدسات تعمل على تسهيل شمول جزء من صفحة الماء على الأقل ، واللقطات التي تشمل السطح من الأسفل تميل إلى احتواء مقدار من التباين الضوئي والمزايا النقشية يفوق ما تحتويه لقطات تؤخذ والكاميرا مسددة إلى الأسفل ، كما ان المرجان والأسماك المظللة كلياً أو جزئياً مقابل شمس براقة يمكن ان تصور بجاذبية مميزة ، ومع هذا النوع من
التصوير يستحسن اعتماد جملة تعريضات ضوئية مختلفة للحصول على أكثر من إنطباع .
الصور التي تلتقط عن قرب في ظروف النور الطبيعي تاتي مخيبة للآمال إذا لم تلتقط بفيلم سريع وقد لا تكون سرعات المغلاق المحتملة كافية لوقف حركة سمكة هارية بسرعة ، كما أن التشبع اللوني في الأعماق الضحلة يقل بنسبة ملحوظة عما هو عليه عند سطح الماء حتى مع اعتماد المرشح المناسب .
هذا وفي عمق يتجاوز بضعة اقدام تنخفض قوة الاشعة الشمسية إلى حد كبير ، حيث تغرق الألوان في مسحة زرقاوية نتيجة للامتصاص الانتقائي ، وفي اليوم المميز بالسحب ، لن يكون الاعتماد على النور الطبيعي مناسبا ، حتى في المياه الضحلة . من هنا تعتمد معظم أعمال التصوير الفوتوغرافي
تحت الماء على الضوء الاصطناعي خصوصاً لدى تصوير السمك أو المرجان إفرادياً فالضوء السليم متوازن هكذا ليعيد الألوان الأساسية إلى الموضوع .
ويعطي تنويراً كافياً لاستعمال مواقع الفتحة الصغيرة التي يحتاجها الأمر لعمق مجال
جيد في اللقطات القريبة .
ويمكن الاستعانة بالانوار المستمرة كتلك التي تستعمل في التصوير السينمائي . لكنها مزعجة عموما نظراً لمقدار التنوير الذي تعطيه أما الفلاش إذا كان اليكترونياً أو مصباحياً ، فهو الاختيار العادي والمطلوب .
- التعريض الضوئي
تحديد التعريض الضوئي المناسب هو المعضلة الأولى لأن دارات مقوم الترانزيستور " التي تعمل في اليابسة على إخماد الناتج الضوئي من وحدة الفلاش الاليكترونية عندما يحصل الموضوع على مقدار ضوئي من مصدر سابق آخر لا تعمل بشكل كاف تحت الماء حيث يكون الموضوع صغيراً ، وحيث أن الجسيمات والأسماك الصغيرة قد تؤثر على القراءة . أما المنهاج الأفضل فهو الاعتماد على الرقم الارشادي الذي تعطيه الشركة المنتجة كنقطة انطلاق ، ثم إجراء سلسلة من الاختبارات اما لدى العمل بوحدة فلاش خاصة ضمن تعلمية محكمة لدى استخدامها تحت الماء تكون منخفضة بنسبة الثلث عموماً ، وهنا لا بد من ممارسة التجارب بمواقع مسافة مختلفة ومواضيع مشعة ومعتمة .
- اللون
كلما إزدادت المسافة التي على الضوء اجتيازها في الماء ، كلما اشتدت الزرقة باستثناء الحالة التي تعمل فيها على التصوير عن قرب ، وعادة يحتاج الأمر إلى مرشح أحمر ، على رأس الفلاش - او واجهة عدسة الكاميرا ومرشح ( CC20 ) للتعويض اللوني هو المناسب في هذا المجال لمعظم الظروف .
- مواقع الإضاءة
على الرغم من أن اسلوب الإضاءة الابسط هو تسديد الفلاش من موقع الكاميرا لكن النتيجة لا تاتي طبيعية جداً كما انها تاتي رتيبة إذا اعتمدنا هذا الاسلوب دون تغييرات وهناك سيئة إضافية هنا ، وتتمثل بالجسيمات المعلقة بين الكاميرا والموضوع سوف تضاء هي الأخرى .
هذه الظاهرة تعرف باسم التبعثر الخلفي " ، ويمكن تجنبها باستعمال راس الفلاش بعيداً عن الكاميرا إما مع ذراع وصلة مفصلية مركبة على تعليبة الكاميرا أو إطارها وإبعاده عنها بمسافة الذراع ، أو بالتعاون مع رفيق الغطس حيث يطلب منه تسديدها باتجاه الموضوع ويعمل تغيير موقع الاضاءة على تامين تخطيط أفضـل .
حيث يصبح توجيه الاضاءة من فوق الرأس مباشرة أشبه بنور الشمس المباشر لبعث تأثير طبيعي ، على انه عندما تاتي الأضواء من زاوية لا بأس بها مع الكاميرا ينشا بعض الخطر من ظهور ظلال حـادة ، والمصـدر الضوئي الثاني يكون إما أقل قوة او من مسافة أبعد من الموضوع وقد تكون له قيمة كبيرة لاحداث توازن في التنوير من الجانب الآخر .. ثم بتعديل قوة الفلاش او سرعة المغلاق أو الفتحة يمكن إحداث توازن في الإضاءة بين وحدة الفلاش والنور الطبيعي بحيث يكون لكل منهما الدور في الصورة .
التصوير تحت الماء يتم بمنتهى البساطة مع المصور الذي يجيد الغطس . لكن لا بد من إتباع العديد من الارشادات والملاحظات الخاصة بالمعدات وبالاسلوب وبالظروف الضوئية وغيرها ، مما سنواجهه تحت سطح الماء وعلى أعماق متفاوتة .
بعدما تعرفنا إلى التصوير على الشواطيء ننتقل إلى ما هو أبعد من ذلك التصوير الفوتوغرافي تحت الماء ، وبالرغم من انه نوع من التصوير الاختصاصي لكنه يصبح تصويراً عادياً جدأ لمن يجيد الغطس تحت الماء بحيث يصبح عليه مجرد إقتناء المعدات المطلوبة لذلك ، والمعروف أن هذه المعدات باتت متوفرة ومن ضمنها وحدات الفلاش البرمائية .
في المياه الضحلة يمكن للمصور الاستعانة بقناع الوجه وبالانبوبة الهوائية وحدهما أما التصوير الجـدي فيتطلب اجهزة غوص كاملة ، على انه من الضروري أن يتم الغطس جماعيا ، ويحذر من الغطس الافرادي ذلك أن استخدام الكاميرا تحت الماء يصرف إنتباه المصور عن الاخطار التي ربما تعرض لها لذلك يستحسن أن نغطس مع مساعد واحد لنا في حال عدم إمكانية الغطس مع عدد أكبر .
- معضلات وحلول
لو حاولنا تغطيس جزء من عصا مستقيمة في الماء سترى فورا انها تنحرف وتميل عن خطها المستقيم نفس هذا الأمر يحصل مع الضوء تحت الماء حيث تنحرف اشعته عن مسارها ، مما يؤدي إلى العديد من المعضلات التقنية نذكر :
ا - ظهور الاهداف اقرب مما هي منها في الواقع بربع المسافة الحقيقية . تبدو أكبر مما هي عليه بمقدار الثلث
ج - زاوية المشاهدة تصبح أضيق مما هي في الواقع بنسبة الربع ٤/١ - إزدياد الانحرافات البصرية نتيجة لذلك تم استحداث بعض
العدسات اللاصقة " لتصحيح هذه المعضلات والقصد منها هو الاستعمـال تحت الماء مع الكاميرات البـرمـانيـة أمثـال نیکونوز ، وغيرها ، وهذا يعني عدم إمكانية إستعمالها خارج الماء .
اما لدى العمل بكاميرات عادية ضمن تعليمات لمنع تسرب الماء فهناك طريقة أخرى لتجنب المعضلات المذكورة وهي تتمثل بالاستعانة بما يسمى الفتحة المقببة ( * ) بحيث تصبح هذه هي الواجهة الأمامية الأضـافيـة وتفيد في زاوية كما تزيل التضخم للعــدسـة المشاهدة الحاصل والانحرافات ، أما الشيء الوحيد الذي لا تصححه الفتحة فهو المسافة الظاهرية وهي يعملها كعدسة سلبية تحتاج إلى تركيز أقرب كما يحتاج الأمر عادة إلى وصلة أو عدسة تصوير عن قرب لامكانية حصول تركيز عادي .
- الاختيار
هذا ولاختيـار واحـدة من المعدات الشائعة نقف بين کامیرا و نیکونوز ، البرمائية أو رديفتها - الكاليبسو و مینولتا ۱۱۰ ، وبين تعليبة ويذرماتيك تمنع تسرب الماء وتوضع على الكاميرا التي بحوزتنا والمقارنة بين هذين الاحتمالين لم تحسم بعد لصالح أي منهما فالكاميرا البـرمـائيـة ومعها العدسات اللاصقة تبدو أعظم نظرياً لكن السيئة الواضحة فيها في النيكونوز مثلا ـ أنها كاميرا محدد نظر وليست عاكس أحـاديـة العدسة .
و الويذرماتيك » اوتوماتيكية محدودة أكثر في مجال تعدد الاستعمالات هذا إلى جانب ارتفاع تكاليف كل الكاميرات التي تعمل تحت الماء نسبة إلى تعلبية وحيدة يمكن إستعمالها مع معظم الكاميرا .
على صعيد التعليية تجد أنها اقل مطوعية حيث البطء في تغيير العدسات والفيلم ، مع إحتمال تعريض الكاميرا للاعطاب في حال وجود اي تسرب عبرها .
نذكر أيضا أن مجال الاختيار بين الكاميرات البرمائية قليـل بينما التعليمات التجارية متوفرة من قبل عدة شركات منتجة والابسط بينها حقيبة الفينيل ( Vinyl ) اللينة ، مع فتحة مسطحة ومدخل على شكل قفازات ، وهذه الحقيبة أو التعليبة مأمونة حتى عمق ثلاثين قدماً تقريباً - عشرة امتار .
- التعليية الأكثر إحترافية
هي من الألومينيوم المسبوك ، وهي رغم ارتفاع ثمنها تبقى مأمونة وتسمح باستعمال محرك دفع وهذه حسنة كبيرة تساعد في التصوير تحت الماء .
هذا وعلى الرغم من ان العداد الضوئي الداخلي في الكاميرا يعمل بصورة مناسبة تحت الماء لكن إشارة ( LED ) في محدد النظر يصعب رؤيتها من خلال التعليمية عادة ومن هنا يصبح العداد الضوئي البرمائي المنفصل هو جهاز قياس التعريض الأفضل أما بالنسبة لوحدات الفلاش تحت الماء فيمكن استعمال فلاش المصابيح والفلاش الاليكتروني - ورغم ان المصابيح أشد قوة وارخص ثمناً لكن تغييرها تحت الماء قد يكون مزعجاً ومضيعة للوقت ، كما أن كلفة الفلاش الواحد مرتفعة أما وحدات الفلاش الاليكتروني الأحـدث والمصممة للعمل البرمائي فقط . فهي أعظم بكثير رغم أن كلفتها المبدئية أعلى .
- إرشادات للعناية
العناية بالمعدات أمر ضروري ويحتاج إلى نفس المحاذير والاحتياطات البالغة سواء كان العمل بالتعليية أو بالكاميرات البرمائية ، حيث ينبغي المحافظة على منع تسرب الماء ونتوء ترسبات ملحية تستطيع التسبب بالتاكل او بالتسرب وهنا مجموعة إرشادات ضرورية لهذه الغاية :
ا - لدى إبتباع تعليبة يستحسن الغطس بها وحدها دون وضع الكاميرا بداخلها لاختبارها والتأكد من عدم وجود عيوب بها قد تؤدي إلى التسرب ولا بد من الغطس إلى العمق لأنه كلما إزداد العمق كلما ارتفع ضغط الماء إزداد إحتمال حدوث تسرب .
ب - ينبغي العمل بإرشادات الشركة المنتجة للتعليمـة خصوصاً حول العناية بالحلقات الدائرية وهي عبارة عن حبال وصل و إحكام مطاطية وتتمثل بها مواقع الخطر الأكبر لحصول التسرب في آية تعليبة - أو حتى في الكاميرات البرمائية - هده الحلقات لاند من تنظيفها باستمرار بعد كل غطس مع تشحيمها كلما دعت الحاجة لذلك كما ينبغي وضع الشحم على البراغي والقطع المعدنية الأخرى لمنع التآكل .
ج - لا يكفي غسل التعليبة أو الكاميرا البرمائية بالماء العذب بعد كل عملية غطس بل يفضل نقعها بالماء ـ العذب طبعاً ـ لمدة نصف ساعة على الأقل للتأكد من ذوبان الملح العالق من جراء ماء البحر . د - يجب الانتباه لعدم ترك التعليبة محكمة الاغلاق عرضة للشمس إذ ربما ارتفعت حرارتها بصورة قد تؤدي لاتلاف الكاميرا والفيلم .
هـ ـ عدم نقل التعليبة بسرعة من البرودة إلى الحرارة أو العكس لتجنب التكثف الداخلي .
و - غسل وتنشيف التعليبات قبل تغيير الفيلم أو العدسات بعد عملية الغطس ولا بد من غسل الأيدي بالماء العذب ومن ثم تنشيفهما قبل كل شيء .
ز - اختبار سلبية وإيجابية مقدرة التعليبة على العوم تحت الماء لدى إبتياع واحدة جديدة . فالتعامل مع إمكانية العوم أسهل ولكن هناك خطر فقدان المعدات نتيجة لحادث ما وهنا لا بد من العمل على إضافة اوزان لزيادة إمكانية العوم السلبية أو لجعل التعليبة متوازنة .
-الضوء
بعد الكشف على المعـدات واختبارها علينا إتخاذ القرار بنوعية التصوير الذي سنتعامل معه كل عملية قطس فالعدسات وأجهزة الاضاءة التي يسهل تبديلها على اليابسة لا مجال لتبديلها مطلقاً تحت الماء وهكذا لن يكون بإمكاننا التحول سريعا من التصوير من قرب إلى تصوير المناظر الشاملة ، إلا إذا کنا مزودين باكثر من كاميرا .
نبدأ هنا بالقول ان الشكل الأبسط للتصوير تحت الماء من الناحية التقنية ، هو الالتقاط مع الاستعانة بنور الشمس الطبيعي وهذا يمثل نقطـة إنطلاق مثالية لنا ، وهو المنهج الوحيد لتصوير مناظر ومواضيع واسعة وعلى الرغم من أن النتائج ستعاني من قلة الانحلال لكن غالباً ما يمكن التعويض عن ذلك بالجو والمدى .
الأحوال الجوية والمائية لها اهميتها الحاسمة في هذا المجال .
والظروف المثالية هي في وجود شمس براقة فوق الأفق عاليا مع مياه ساكنة وصافية ذلك أن أي تشتت لاشعة الشمس البراقة سوف يضاعف من معضلات التباين الضوئي والتشبع اللوني الضعيفين كذلك في الحال مع الضباب والسحب والأمواج على صفحات الماء ، كلها تسبب تشتتاً او تبعثراً في النور مما يعطب الصورة على ان صفاء الما ء يتفاوت بين وآخر ، لكن الحد الأدنى المناسب للعمل هو الظروف التي تمكننا من مشاهدة تفاصيل أهدافنا وهي على مسافة عشرة امتار من الكاميرا .
التيارات وحركة الماء على السطح تجعل المصور غير قادر على البقاء في الموقع الذي يريد التصوير منه وهنا يأتي دور القفازات السميكة التي تتيح التمسك بصخرة أو بالنتوءات المرجانية ، وهنا لا بد من حبس انفاسنا لحظة الضغط على زر الالتقاط للحظة تجنباً لاهتزاز الكاميرا .
هذا ولتجنب الزرقة التي تتضاعف في الأعماق .
لا بد من إستعمال مرشح تعويض لوني احمر - ولأننا لا نستطيع تبديل المرشحات تحت الماء علينا إتخاذ القرار قبل الغطس . وهنا سوف نضحي بلقطات تؤخذ في أعماق أخـرى خلال عملية الغطس نفسها .
للحصول على لقطات ومشاهد شاملة ينبغي العمل بعدسة واسعة الزاوية - ۲۸ او ٢٤ علم على كاميرا ٣٥ ملم - مع اعتماد فتحة مصححة كلما كان هذا ممكناً ذلك انه مع شمول جزء من الامامية كعمل العدسة واسعة الزاوية على إظهار الماء أكثر صفاء ، كما أن التغطية الواسعة لهذه العدسات تعمل على تسهيل شمول جزء من صفحة الماء على الأقل ، واللقطات التي تشمل السطح من الأسفل تميل إلى احتواء مقدار من التباين الضوئي والمزايا النقشية يفوق ما تحتويه لقطات تؤخذ والكاميرا مسددة إلى الأسفل ، كما ان المرجان والأسماك المظللة كلياً أو جزئياً مقابل شمس براقة يمكن ان تصور بجاذبية مميزة ، ومع هذا النوع من
التصوير يستحسن اعتماد جملة تعريضات ضوئية مختلفة للحصول على أكثر من إنطباع .
الصور التي تلتقط عن قرب في ظروف النور الطبيعي تاتي مخيبة للآمال إذا لم تلتقط بفيلم سريع وقد لا تكون سرعات المغلاق المحتملة كافية لوقف حركة سمكة هارية بسرعة ، كما أن التشبع اللوني في الأعماق الضحلة يقل بنسبة ملحوظة عما هو عليه عند سطح الماء حتى مع اعتماد المرشح المناسب .
هذا وفي عمق يتجاوز بضعة اقدام تنخفض قوة الاشعة الشمسية إلى حد كبير ، حيث تغرق الألوان في مسحة زرقاوية نتيجة للامتصاص الانتقائي ، وفي اليوم المميز بالسحب ، لن يكون الاعتماد على النور الطبيعي مناسبا ، حتى في المياه الضحلة . من هنا تعتمد معظم أعمال التصوير الفوتوغرافي
تحت الماء على الضوء الاصطناعي خصوصاً لدى تصوير السمك أو المرجان إفرادياً فالضوء السليم متوازن هكذا ليعيد الألوان الأساسية إلى الموضوع .
ويعطي تنويراً كافياً لاستعمال مواقع الفتحة الصغيرة التي يحتاجها الأمر لعمق مجال
جيد في اللقطات القريبة .
ويمكن الاستعانة بالانوار المستمرة كتلك التي تستعمل في التصوير السينمائي . لكنها مزعجة عموما نظراً لمقدار التنوير الذي تعطيه أما الفلاش إذا كان اليكترونياً أو مصباحياً ، فهو الاختيار العادي والمطلوب .
- التعريض الضوئي
تحديد التعريض الضوئي المناسب هو المعضلة الأولى لأن دارات مقوم الترانزيستور " التي تعمل في اليابسة على إخماد الناتج الضوئي من وحدة الفلاش الاليكترونية عندما يحصل الموضوع على مقدار ضوئي من مصدر سابق آخر لا تعمل بشكل كاف تحت الماء حيث يكون الموضوع صغيراً ، وحيث أن الجسيمات والأسماك الصغيرة قد تؤثر على القراءة . أما المنهاج الأفضل فهو الاعتماد على الرقم الارشادي الذي تعطيه الشركة المنتجة كنقطة انطلاق ، ثم إجراء سلسلة من الاختبارات اما لدى العمل بوحدة فلاش خاصة ضمن تعلمية محكمة لدى استخدامها تحت الماء تكون منخفضة بنسبة الثلث عموماً ، وهنا لا بد من ممارسة التجارب بمواقع مسافة مختلفة ومواضيع مشعة ومعتمة .
- اللون
كلما إزدادت المسافة التي على الضوء اجتيازها في الماء ، كلما اشتدت الزرقة باستثناء الحالة التي تعمل فيها على التصوير عن قرب ، وعادة يحتاج الأمر إلى مرشح أحمر ، على رأس الفلاش - او واجهة عدسة الكاميرا ومرشح ( CC20 ) للتعويض اللوني هو المناسب في هذا المجال لمعظم الظروف .
- مواقع الإضاءة
على الرغم من أن اسلوب الإضاءة الابسط هو تسديد الفلاش من موقع الكاميرا لكن النتيجة لا تاتي طبيعية جداً كما انها تاتي رتيبة إذا اعتمدنا هذا الاسلوب دون تغييرات وهناك سيئة إضافية هنا ، وتتمثل بالجسيمات المعلقة بين الكاميرا والموضوع سوف تضاء هي الأخرى .
هذه الظاهرة تعرف باسم التبعثر الخلفي " ، ويمكن تجنبها باستعمال راس الفلاش بعيداً عن الكاميرا إما مع ذراع وصلة مفصلية مركبة على تعليبة الكاميرا أو إطارها وإبعاده عنها بمسافة الذراع ، أو بالتعاون مع رفيق الغطس حيث يطلب منه تسديدها باتجاه الموضوع ويعمل تغيير موقع الاضاءة على تامين تخطيط أفضـل .
حيث يصبح توجيه الاضاءة من فوق الرأس مباشرة أشبه بنور الشمس المباشر لبعث تأثير طبيعي ، على انه عندما تاتي الأضواء من زاوية لا بأس بها مع الكاميرا ينشا بعض الخطر من ظهور ظلال حـادة ، والمصـدر الضوئي الثاني يكون إما أقل قوة او من مسافة أبعد من الموضوع وقد تكون له قيمة كبيرة لاحداث توازن في التنوير من الجانب الآخر .. ثم بتعديل قوة الفلاش او سرعة المغلاق أو الفتحة يمكن إحداث توازن في الإضاءة بين وحدة الفلاش والنور الطبيعي بحيث يكون لكل منهما الدور في الصورة .
تعليق