تاثيرات خاصة لصور تتجاوز الواقع
لا يمكن أبدأ حصر التصوير الفوتوغرافي بمجرد نقل واقعي للمواضيع التي نواجهها ..هذا ما استعرضناه بإيجاز سابقأ ونعمل على تفصيله هنا تحت شعار التأثيرات الخاصة ، المثيرة وغير العادية وذلك بالاعتماد على أقل قدر ممكن من الأجهزة والعتاد والملحقات الفوتوغرافية .
يظن البعض ان مسالة الحصول على صور ذات تاثیرات خاصة ، من النوع الذي يبدو فيها الموضوع متحركاً او مكرراً باشكال ، جذابة . هي مسألة تعتمد على اجهزة ومعدات متنوعة ، او ان ذلك لن يتحقق إلا في جلسات محلولة وحرفية داخل الغرفة السوداء مع ان الأمر في الواقع لا يحتاج إلا لكاميرا عادية والمعرفة كيفية اعتماد تغييرات بسيطة في التعريض الضوئي مع القليل من الملحقات وغالبيتها زهيدة جداً ويمكن الاستغناء عنها وصناعة بدائل يدوية لها .
يشتمل انتاج هذه التاثيرات على إسلوبين رئيسيين إجراء تعريض ضوئي لأكثر من مرة على سلبية واحدة ، أو اعتماد التعريض الضوئي المتعدد ، والعمل بمرشحات تعريض ضوئي طويلة قطعة الملحقات الاضافية الأساسية في هذا المجال هي الركيزة ثلاثية الأرجل .
- تعريضات متعددة
لان التعريض الضوئي لأكثر من مرة كان بمثابة خطا يتكرر غالبألدي المصورين مع الكاميرات القديمة فقد تم استحداث الكاميرات بشكل يحول دون الوقوع في هذا . الخطا . وهكذا صار زر المغلاق مرتبطاً بميكانيكية اللف مع الكاميرات الحديثة ... ومن هنا يمكن القول ان إجراء تعريضات ضوئية متعددة بالكاميرات القديمة أمر في غاية السهولة اما مع الكاميرات الحديثة فيحتاج إلى أكثر من تدبير .
تتميز بعض الكاميرات الحديثة حالياً بوجود ضابط تعريض ضوئي متعدد خاص المغلاق لأي عدد تريده من المرات قبل اللف نحو الاطار التالي .
وهناك كاميرات اخرى تحتاج إلى عملية مخادعة ، للعلاقة بين المغلاق وميكانيكية اللف ، وربما نجد مع كتيب المعلومات المرفق ببعض الكاميرات تفاصيل وافية عن هذا الموضوع .
ومن هذه التفاصيل أو الوصايا يمكن اختصار التالي :
عملية شد للفيلم في الكاميرا بادارة مسكة إعادة اللف إلى حين نشعر بمقاومة شديدة ، مما يساعد في التأكيد على أن الفيلم باقي في مكانه تماماً حتى إجراء التعريض التالي .
بعد التعريض الأول نكبس على زر إعادة اللف ونتركه في موقعه بينما نقوم بادارة مسكة تقديم الفيلم يحدث هنا في غالبية الكاميرات أن المغلاق يتأهب للعمل من جديد دون التفاف الفيلم فعلا ، حيث يمكن إجراء التعريض الضوئي للاطار ذاته مرة ثانية بكبسة مغلاق . هذا ويمكن تكرار العملية لاجراء تعريضات ضوئية متعددة على قطعة فيلم واحدة إلا أن الفيلم قد يبدا بالانزلاق خارجاً عن موقعه بعد بضعة تعريضات من هنا علينا الحذر وبذل اقصى درجة من العناية حتى مع تعريضين ضوئيين اثنين للتاكد ان الفيلم لا يتحرك أبداً .
هناك القليل من الكاميرات التي يستحيل معها إجراء تعريضات ضوئية متعددة ، كما توجد بعض الكاميرات التي تحتاج إلى تقديم الفيلم لاطار واحد ثم إعادته إلى حيث كان .
هذا وبالامكان حساب التعريض الضوئي الصحيح للصور المتعددة بمنتهى السهولة ، عن طريق تقليل فترة التعريض الضوئي لكل جزء من التعـريضات المتعددة بحيث يتساوى المجموع مع فترة التعريض للقطة واحدة .
الطريقة الأفضل هنا هي ضرب قيمة رقم الأزا للفيلم بعدد التعريضات الضوئية التي نريد إجراءها على الاطار الواحد ، ثم نضع القيمة الجديدة على عداد التعريض الضوئي او قرص سرعة الفيلم .
مع تعريضين اثنين نضاعف السرعة ، ومع ثلاثة تعريضات نضرب بثلاثة وهكذا ، مما يعني إعطاء كل إطار نسبة من التعريض العادي تتساوى مع نسبة تقسيمه على التعريضات المتعددة .
هذا التدبير لا يمكن الاعتماد عليه في حالة التعامل مع مواضيع مضاءة بشكل بزاق مقابل خلفية سوداء تماماً . كالاشخاص الذين تسلط عليهم الأضواء على المسرح هنا علينا اعتماد التعريضات عند القيمة العادية للفيلم ، ومن الأفضل أن يتم التعريض الضوئي بناء على قراءة ضوئية تؤخذ من الموضوع ذاته .
إذا عدلنا موقع الازا على العداد ، لا بد أن نتذكر إعادة التقييم الصحيح إلى حاله مع الانتهاء من صنع تعريضات ضوئية متعددة .
- مواضيع متعددة
هناك عدة طرق لاستخدام التعريضات الضوئية المتعددة نستطيع إجراء تعريضين ضوئيين لنفس الموضوع من وجهتي نظر مختلفتين مثلا ، كما تستطيع العمل بعدسة مقربة تيليفونو ، معتدلة
او طويلة لاجراء تعريضين ضوئيين واحد ضمن التركيز وآخر خارجه ، ويمكن لهذا التدبيران ياتي فعالا مع تصوير الأزهار ، وهنا تصبح الركيزة ضرورية مائة بالمائة للتاكد من ان الاطار ياتي متماثلا تماماً في كل من التعريضين الأول والثاني .
هناك أسلوب آخر يعتمد على استخدام عدسة زوم على الركيزة ثلاثية الأرجل لتركيب تعريضين ضوئيين الواحد منهما فوق الآخر وبموقعين مختلفين ـ على صعيد الأطوال البورية - هذا الأسلوب يحتاج لممارسة العديد من التجارب لاكتشاف العديد من الاحتمالات .
نشير إلى ان الشلالات ونوافير الماء هي من المواضيع الجيدة للقطات التعريض الضوئي المتعدد ، والمعروف أن بعض المصورين وبدلا من تجميد حركة المياه بسرعة مغلاق كبيرة ، يعملون العكس بتعريضات ضوئية طويلة لاظهار حركة الماء على الصخور وهذا التدبير يمكن أن يكون فعالا ومؤثرا ، لكنه يفقد طبيعته ويتحول من مظهره الواقعي إلى مشهد تجريدي .
وهنا يأتي دور التعريضات المتعددة كحل وسط جذاب بين التدبيرين .
نضع الكاميرا على ركيزة ثلاثية الأرجل ونضع عددا من التعريضات الضوئية على الاطار نفسه ـ حتى ثمانية تعريضات - مع سرعة مغلاق كبيرة ، وفي النتيجة النهائية سيتميز الماء بالكثير من الصلابة مع ظهور نقاط فردية ومرئية من الرذاذ . إلا ان الصور المتعددة تمتزج لتوحي بالحركة .
- تأثيرات على انواعها
في أواخر القرن التاسع عشر حدثت حركة نمو للتصوير الفوتوغرافي باسلوب صناعي هدفت الى انتاج ، صور غير واقعية ، واعتمدت اسلوب التعريض الضوئي المتعدد سهل الانجاز .. إذ كان يؤتى بشخص يرتدي ثوب شبح ويجرى له تعريضين ضوئيين على نفس الاطار الأول وهو في موقعه والثاني في نفس الموقع ودون الشبح ، وهنا تاتي الصورة النهائية لتعطي مشهداً عادياً
يحتوي على شخص شبه شفاف . التعريض الضوئي المتعدد الذي يعتمد على قناع ... نغطي نصف العدسة بقناع معلم ( Opaque ) من التغييرات الأكثر حداثة ياتي ونضع تعريضاً ضوئيا لموضوع ما ثم نحرك القناع بحيث يغطي النصف الآخر من العدسة ونصنع تعريضا ثانيا على الاطار ذاته وهكذا سيظهر الموضوع مرتين . اي مع تصوير الاشخاص سنری الشخص نفسه مكرراً الواحد بمواجهة الآخر .
القناع يمكن صناعته بسهولة من الكرتون الأسود كما يمكن شراؤه من بائعي المرشحات خصوصا من منتجي المرشحات النظـاميـة المربعة - Square System - . وهنا سيكون لعمق مجـال العدسة تاثيره على حدة الخط الفاصل بين نصفي الصورة كما على العدسات المقربة ان توضع عند فتحة صغيرة لتعطي فصلا جيدا بين النصفين ثم مع انظمة التعبير من خلال العدسة .. علينا اخذ قراءة التعريض الضوئي قبل وضع القناع في مكانه مع العمل بموقع صحيح لسرعة الفيلم .
احيانا ومع وجود كاميرا بلقاف يعمل بمحرك وضابط للتعريض الضوئي المتعدد ، قد تحقق تاثيرات مميزة دون اعتماد ركيزة ثلاثية الارجـل ، خصوصا إذا كانت الكاميرا تشتمل أيضا على موقفات اوتوماتيكية ( * ) بحيث تستطيع تحديد عدد التعريضات مسبقاً للوصول إلى نتيجة فوضوية لكنها مميزة .
هذا ومع وجود كاميرا منطقة تسمح بتغيير شاشات التركيز يمكن الاستفادة لوضع شاشة شبكية مرقمة عند إجراء تعريضات متعددة مما يساعد على تحديد موقع الصور المنفصلة بشكل
صحيح في الاطار وذلك لتجنب تجاوزه .
- الفـلاش
يمكن استبدال عملیات اطلاق المغلاق المتكررة باطلاق الفلاش لإجراء تعريض ضوئي متعدد وذلك بترك المغلاق مفتوحاً لفترة وجيزة نعمل خلالها على إنارة الموضوع لعدة مرات .. والطريقة المثلى لعمل كهذا تتم باستعمال فلاش اليكتروني مع تعريض ضوئي زمني ( * ) لتسجيل الصورة في كل تعريض هذا الأسلوب يستعمل عادة في غرفة مظلمة أو في ليل حالك خارجياً ومع مواضيع متحركة ينتج عنها تحليل للحركة أو تأثيرات نقشية ويستعمل هذا الأسلوب تصویر ضربات لعبة الغولف ا و اي نشاط رياضي ذي حركات متقاربة مع المواضيع المتحركة يحتاج الأمر إلى صنع تعريضات ضوئية سريعة جدا مع ادنى وقت ممكن بين ومضة واخرى .
وهكذا يصبح الاعتماد الرئيسي هنا عدا عن مقدرة المصور إطلاق سريع للفلاش هو في تاهب الفلاش نفسه للاطلاق بين ومضة واخرى ، وهكذا تصبح الفلاشات الصغيرة غير ذي فائدة إلا مع التعامل بحركات بطيئة جدا وهناك عدد قليل من وحدات الفلاش المتميزة بضوابط يدوية لتغيير الطاقة لدى استعمالها عند موقعها الأكثر انخفاضاً مع فيلم كبير السرعة ، وهي تستطيع صنع تعريضات ضوئية متعددة بالفلاش لمجال أوسع من المواضيع وهذا أسلوب يمكن العمل به على عدد مختلف المواضيع المتحركة علما ان البداية يجب ان تكون مع مواضيع بشرية وهي افضل من حركة الآلات الميكانيكية لامكانية التحكم بسرعتها .
العمل بهذا المنهج ببدا بوضع الموضوع غرفة . مجهزة بوسائل تعتيم كامل مقابل خلفية سوداء وقبل إجراء التعليم تعمل على تركيز الموضوع ضمن الاطار بحيث تصبح كل التحركات المهمة واقعة ضمن نطاق الصورة بعد ذلك نجري عدة تجارب للحركة التي ستعمل على تصويرها للتأكد من انها جميعها ستقع ضمن الاطار ، ومن ثم نضع مغلاق الكاميرا عند إشارة ( B ) الخاصة بالتعريض الضوئي الزمني . أما الفتحة فنضعها عند الموقع المناسب لسرعة الفيلم كما هو مشـار على القرص الحاسب وحدة الفلاش المستعملة وحين يصبح كل شيء جاهزا ونعمل على إطفاء الأنوار وفتح المغلاق ونعطي الاشارة لبدء الحركة المطلوبة نطلق وحدة الفلاش تكراراً إلى ننتهي من صنع التعريضات الضوئية الكافية .
ولكي نؤمن الوقت لانبوبة الفلاش كي تبرده .
علينا انتظار حوالي دقيقة قبل تكرار العملية مع إطار آخر ولقطات أخرى .
- بـدائـل
يمكن استبدال الفلاش هنا بجهاز ستـرو بسكوب من النوع المستعمل النوادي الليلية ، وهذا الجهاز اكثر استعداد أللعمل بسرعة رغم أنه يعطي إنارة ضعيفة ويجب اجراء التجارب عليه لمعرفة الفتحة المطلوبة للوصول إلى تعريض صحیح معه وستكون فتحة واسعة بالطبع .
المغلاق الدوارمع ضوء النهار هو ايضا من البدائل للفلاش في مواضيع كهذه ، وهذا المغلاق هو عبارة عن دائرة كرتون سوداء ، فيها بقعة أو بقع مقصوصة توضع أمام العدسة وتدار سريعاً امامها لاجراء تعريضات متكررة خلال الدوران كلما مرت بقعة مقصوصة أمام العدسة وهنا يمكن للصدفة أن تلعب دورا أكبر في التحكم بنوعية الصورة . وهي تفتقر إلى الحدة والدقة التي يعطيها الفلاش
الاليكتروني .
- تعريض ضوئي طويل
المعروف أن التعـريضات الضوئية السريعة تصنع عادة باجزاء من الثانية في معظم الصور الفوتوغرافية ، لكن وكما اشرنا مراراً يمكن العمل بتعريضات طويلة جدا في بعض الأحيان للوصول إلى تاثيرات خاصة ومميزة حيث ستاتي المواضع ضبابية أو متلاشية تماما في النتيجة النهائية للصورة هنا لا بد من وضع الكاميرا على ركيزة ثلاثية الأرجل مع العمل بفيلم بطيء ، وقد نحتاج أيضا إلى مرشح معدوم الكثافة لخفض كمية الضوء .
مع تعريضات كهذه يمكن تحويل طويل شلالات المياه إلى مشاهد ضبابية .
او تحويل حركة السير ليلا إلى لطخات ضوئية ، أو إظهار شارع مزدحم بالمارة وكانه خال تماماً من الناس وذلك يعود لكون كل موضوع متحرك لن يتسجل اطلاقا على الاطار بوجود تعريض ضوئي ونذكر هنا بان التعريضات الضوئية لن تنتج تاثيراً خاصاً إلا حين يحتوي المشهد على شيء من الحركة . وهنا مع وجود مواضيع جامدة يمكن تحريك الكاميرا أو العدسة كبديل لحركة الموضوع وذلك أثناء التعريض الضوئي ، ولا بد أن تكون الكاميرا على ركيزة ثلاثية الأرجل قوية وثابتة وذات راس دوار ومتحرك لإجراء تعريضات كهذه ، ونشير إلى أن اشارات انیون و اضواء المدن عموماً هي مواضيع مثالية في هذا المجال ومن المستحسن هنا صنع نصف التعريض الضوئي بينما الكاميرا ثابتة ، بحيث تظل الانظمة الضوئية مرئية .
ومن الجائز أن نجد صعوبة في الوصول إلى التعريض الضوئي المناسب ، ومن هنا علينا تجربة عدة تعريضات مختلفة للوصول إلى نتيجة معقولة في إحداها كما نشير إلى أن العمل مع افلام - السلايد ، الملونة يحتاج إلى تعريض ضوئي ضعيف لتاتي الوان الأضواء غنية ومشبعة .
وبدلا من تحريك الكاميرا للايحاء بحركة الموضوع ، يمكن إبدال موقع العدسة خلال العمل بفترات تعريض طويلة . ومن الممكن أيضاً في هذا المجال استعمال عدسة زووم ومن ثم تعديل الطول البؤري خلال التعريض للـوصـول إلى نفس النتيجة مما يعطي المواضيع حركة وديناميكية ، شرط تحريك ضابط الزووم بسرعة . علينا البدء بتشغيل الزووم في اللحظة نفسها مع إطلاق المغلاق .
ولاباس من التغيير لموقع التركيز قليلا اثناء تشغيل الزووم طالما أن الوضوح لا أهمية له في مواضيع كهذه .
هذا ويمكن أيضا مزج عناصر تعريض ضوئي متعدد مع أساليب تعريض طويل للوصول إلى نتائج ممتعة ، من الأمثلة على ذلك وضع حدود مشعه وبزاقة حول موضوع تم تصويره في غرفة مظلمة دون اجهزة سوى بطارية ضوئية وفلاش مع ركيزة ثلاثية الأرجل .. هنا يتم ترتيب الموضوع في موقع مواجه لكاميرا مثبتة على ركيزة صلبة ، ثم نضع سرعة المغلاق عند ( B ) مع تركيب سلك التقاط ممكن الاقفال ومن ثم تدخل وحدة الفلاش في محجر PC بالكاميرا ، ونجري كشفاً أخيراً على استعداد كل شيء للعمل بما في ذلك جاهزية البطارية الضوئية للعمـل .
ومع إطلاق المغلاق سيومض الفلاش منيراً الموضوع . فنترك المغلاق مفتوحاً بقفل سلك الالتقاط وتنتقل إلى الموضوع هنا على المواضيع الحية ان تظل ساكنة تماماً بانتظار المرحلة التالية من العملية التي تصل هنا إلى إنارة البطارية الضوئية والسير بنورها حول محيط الموضوع الظلام الدامس ، على ان يكون النور موجها باتجاه عدسة الكاميرا . ومن الأفضل للشخص الذي سيحمل البطارية - المصور غالباً ـ ان يرتدي ثيابأ سوداء حتى لا تتسجل صورته على الفيلم .
ومع الانتهاء من احاطة الموضوع بالهالة الضوئية نعود لنقفل المغلاق وتصبح اللقطة بحكم المنتهية .
لا يمكن أبدأ حصر التصوير الفوتوغرافي بمجرد نقل واقعي للمواضيع التي نواجهها ..هذا ما استعرضناه بإيجاز سابقأ ونعمل على تفصيله هنا تحت شعار التأثيرات الخاصة ، المثيرة وغير العادية وذلك بالاعتماد على أقل قدر ممكن من الأجهزة والعتاد والملحقات الفوتوغرافية .
يظن البعض ان مسالة الحصول على صور ذات تاثیرات خاصة ، من النوع الذي يبدو فيها الموضوع متحركاً او مكرراً باشكال ، جذابة . هي مسألة تعتمد على اجهزة ومعدات متنوعة ، او ان ذلك لن يتحقق إلا في جلسات محلولة وحرفية داخل الغرفة السوداء مع ان الأمر في الواقع لا يحتاج إلا لكاميرا عادية والمعرفة كيفية اعتماد تغييرات بسيطة في التعريض الضوئي مع القليل من الملحقات وغالبيتها زهيدة جداً ويمكن الاستغناء عنها وصناعة بدائل يدوية لها .
يشتمل انتاج هذه التاثيرات على إسلوبين رئيسيين إجراء تعريض ضوئي لأكثر من مرة على سلبية واحدة ، أو اعتماد التعريض الضوئي المتعدد ، والعمل بمرشحات تعريض ضوئي طويلة قطعة الملحقات الاضافية الأساسية في هذا المجال هي الركيزة ثلاثية الأرجل .
- تعريضات متعددة
لان التعريض الضوئي لأكثر من مرة كان بمثابة خطا يتكرر غالبألدي المصورين مع الكاميرات القديمة فقد تم استحداث الكاميرات بشكل يحول دون الوقوع في هذا . الخطا . وهكذا صار زر المغلاق مرتبطاً بميكانيكية اللف مع الكاميرات الحديثة ... ومن هنا يمكن القول ان إجراء تعريضات ضوئية متعددة بالكاميرات القديمة أمر في غاية السهولة اما مع الكاميرات الحديثة فيحتاج إلى أكثر من تدبير .
تتميز بعض الكاميرات الحديثة حالياً بوجود ضابط تعريض ضوئي متعدد خاص المغلاق لأي عدد تريده من المرات قبل اللف نحو الاطار التالي .
وهناك كاميرات اخرى تحتاج إلى عملية مخادعة ، للعلاقة بين المغلاق وميكانيكية اللف ، وربما نجد مع كتيب المعلومات المرفق ببعض الكاميرات تفاصيل وافية عن هذا الموضوع .
ومن هذه التفاصيل أو الوصايا يمكن اختصار التالي :
عملية شد للفيلم في الكاميرا بادارة مسكة إعادة اللف إلى حين نشعر بمقاومة شديدة ، مما يساعد في التأكيد على أن الفيلم باقي في مكانه تماماً حتى إجراء التعريض التالي .
بعد التعريض الأول نكبس على زر إعادة اللف ونتركه في موقعه بينما نقوم بادارة مسكة تقديم الفيلم يحدث هنا في غالبية الكاميرات أن المغلاق يتأهب للعمل من جديد دون التفاف الفيلم فعلا ، حيث يمكن إجراء التعريض الضوئي للاطار ذاته مرة ثانية بكبسة مغلاق . هذا ويمكن تكرار العملية لاجراء تعريضات ضوئية متعددة على قطعة فيلم واحدة إلا أن الفيلم قد يبدا بالانزلاق خارجاً عن موقعه بعد بضعة تعريضات من هنا علينا الحذر وبذل اقصى درجة من العناية حتى مع تعريضين ضوئيين اثنين للتاكد ان الفيلم لا يتحرك أبداً .
هناك القليل من الكاميرات التي يستحيل معها إجراء تعريضات ضوئية متعددة ، كما توجد بعض الكاميرات التي تحتاج إلى تقديم الفيلم لاطار واحد ثم إعادته إلى حيث كان .
هذا وبالامكان حساب التعريض الضوئي الصحيح للصور المتعددة بمنتهى السهولة ، عن طريق تقليل فترة التعريض الضوئي لكل جزء من التعـريضات المتعددة بحيث يتساوى المجموع مع فترة التعريض للقطة واحدة .
الطريقة الأفضل هنا هي ضرب قيمة رقم الأزا للفيلم بعدد التعريضات الضوئية التي نريد إجراءها على الاطار الواحد ، ثم نضع القيمة الجديدة على عداد التعريض الضوئي او قرص سرعة الفيلم .
مع تعريضين اثنين نضاعف السرعة ، ومع ثلاثة تعريضات نضرب بثلاثة وهكذا ، مما يعني إعطاء كل إطار نسبة من التعريض العادي تتساوى مع نسبة تقسيمه على التعريضات المتعددة .
هذا التدبير لا يمكن الاعتماد عليه في حالة التعامل مع مواضيع مضاءة بشكل بزاق مقابل خلفية سوداء تماماً . كالاشخاص الذين تسلط عليهم الأضواء على المسرح هنا علينا اعتماد التعريضات عند القيمة العادية للفيلم ، ومن الأفضل أن يتم التعريض الضوئي بناء على قراءة ضوئية تؤخذ من الموضوع ذاته .
إذا عدلنا موقع الازا على العداد ، لا بد أن نتذكر إعادة التقييم الصحيح إلى حاله مع الانتهاء من صنع تعريضات ضوئية متعددة .
- مواضيع متعددة
هناك عدة طرق لاستخدام التعريضات الضوئية المتعددة نستطيع إجراء تعريضين ضوئيين لنفس الموضوع من وجهتي نظر مختلفتين مثلا ، كما تستطيع العمل بعدسة مقربة تيليفونو ، معتدلة
او طويلة لاجراء تعريضين ضوئيين واحد ضمن التركيز وآخر خارجه ، ويمكن لهذا التدبيران ياتي فعالا مع تصوير الأزهار ، وهنا تصبح الركيزة ضرورية مائة بالمائة للتاكد من ان الاطار ياتي متماثلا تماماً في كل من التعريضين الأول والثاني .
هناك أسلوب آخر يعتمد على استخدام عدسة زوم على الركيزة ثلاثية الأرجل لتركيب تعريضين ضوئيين الواحد منهما فوق الآخر وبموقعين مختلفين ـ على صعيد الأطوال البورية - هذا الأسلوب يحتاج لممارسة العديد من التجارب لاكتشاف العديد من الاحتمالات .
نشير إلى ان الشلالات ونوافير الماء هي من المواضيع الجيدة للقطات التعريض الضوئي المتعدد ، والمعروف أن بعض المصورين وبدلا من تجميد حركة المياه بسرعة مغلاق كبيرة ، يعملون العكس بتعريضات ضوئية طويلة لاظهار حركة الماء على الصخور وهذا التدبير يمكن أن يكون فعالا ومؤثرا ، لكنه يفقد طبيعته ويتحول من مظهره الواقعي إلى مشهد تجريدي .
وهنا يأتي دور التعريضات المتعددة كحل وسط جذاب بين التدبيرين .
نضع الكاميرا على ركيزة ثلاثية الأرجل ونضع عددا من التعريضات الضوئية على الاطار نفسه ـ حتى ثمانية تعريضات - مع سرعة مغلاق كبيرة ، وفي النتيجة النهائية سيتميز الماء بالكثير من الصلابة مع ظهور نقاط فردية ومرئية من الرذاذ . إلا ان الصور المتعددة تمتزج لتوحي بالحركة .
- تأثيرات على انواعها
في أواخر القرن التاسع عشر حدثت حركة نمو للتصوير الفوتوغرافي باسلوب صناعي هدفت الى انتاج ، صور غير واقعية ، واعتمدت اسلوب التعريض الضوئي المتعدد سهل الانجاز .. إذ كان يؤتى بشخص يرتدي ثوب شبح ويجرى له تعريضين ضوئيين على نفس الاطار الأول وهو في موقعه والثاني في نفس الموقع ودون الشبح ، وهنا تاتي الصورة النهائية لتعطي مشهداً عادياً
يحتوي على شخص شبه شفاف . التعريض الضوئي المتعدد الذي يعتمد على قناع ... نغطي نصف العدسة بقناع معلم ( Opaque ) من التغييرات الأكثر حداثة ياتي ونضع تعريضاً ضوئيا لموضوع ما ثم نحرك القناع بحيث يغطي النصف الآخر من العدسة ونصنع تعريضا ثانيا على الاطار ذاته وهكذا سيظهر الموضوع مرتين . اي مع تصوير الاشخاص سنری الشخص نفسه مكرراً الواحد بمواجهة الآخر .
القناع يمكن صناعته بسهولة من الكرتون الأسود كما يمكن شراؤه من بائعي المرشحات خصوصا من منتجي المرشحات النظـاميـة المربعة - Square System - . وهنا سيكون لعمق مجـال العدسة تاثيره على حدة الخط الفاصل بين نصفي الصورة كما على العدسات المقربة ان توضع عند فتحة صغيرة لتعطي فصلا جيدا بين النصفين ثم مع انظمة التعبير من خلال العدسة .. علينا اخذ قراءة التعريض الضوئي قبل وضع القناع في مكانه مع العمل بموقع صحيح لسرعة الفيلم .
احيانا ومع وجود كاميرا بلقاف يعمل بمحرك وضابط للتعريض الضوئي المتعدد ، قد تحقق تاثيرات مميزة دون اعتماد ركيزة ثلاثية الارجـل ، خصوصا إذا كانت الكاميرا تشتمل أيضا على موقفات اوتوماتيكية ( * ) بحيث تستطيع تحديد عدد التعريضات مسبقاً للوصول إلى نتيجة فوضوية لكنها مميزة .
هذا ومع وجود كاميرا منطقة تسمح بتغيير شاشات التركيز يمكن الاستفادة لوضع شاشة شبكية مرقمة عند إجراء تعريضات متعددة مما يساعد على تحديد موقع الصور المنفصلة بشكل
صحيح في الاطار وذلك لتجنب تجاوزه .
- الفـلاش
يمكن استبدال عملیات اطلاق المغلاق المتكررة باطلاق الفلاش لإجراء تعريض ضوئي متعدد وذلك بترك المغلاق مفتوحاً لفترة وجيزة نعمل خلالها على إنارة الموضوع لعدة مرات .. والطريقة المثلى لعمل كهذا تتم باستعمال فلاش اليكتروني مع تعريض ضوئي زمني ( * ) لتسجيل الصورة في كل تعريض هذا الأسلوب يستعمل عادة في غرفة مظلمة أو في ليل حالك خارجياً ومع مواضيع متحركة ينتج عنها تحليل للحركة أو تأثيرات نقشية ويستعمل هذا الأسلوب تصویر ضربات لعبة الغولف ا و اي نشاط رياضي ذي حركات متقاربة مع المواضيع المتحركة يحتاج الأمر إلى صنع تعريضات ضوئية سريعة جدا مع ادنى وقت ممكن بين ومضة واخرى .
وهكذا يصبح الاعتماد الرئيسي هنا عدا عن مقدرة المصور إطلاق سريع للفلاش هو في تاهب الفلاش نفسه للاطلاق بين ومضة واخرى ، وهكذا تصبح الفلاشات الصغيرة غير ذي فائدة إلا مع التعامل بحركات بطيئة جدا وهناك عدد قليل من وحدات الفلاش المتميزة بضوابط يدوية لتغيير الطاقة لدى استعمالها عند موقعها الأكثر انخفاضاً مع فيلم كبير السرعة ، وهي تستطيع صنع تعريضات ضوئية متعددة بالفلاش لمجال أوسع من المواضيع وهذا أسلوب يمكن العمل به على عدد مختلف المواضيع المتحركة علما ان البداية يجب ان تكون مع مواضيع بشرية وهي افضل من حركة الآلات الميكانيكية لامكانية التحكم بسرعتها .
العمل بهذا المنهج ببدا بوضع الموضوع غرفة . مجهزة بوسائل تعتيم كامل مقابل خلفية سوداء وقبل إجراء التعليم تعمل على تركيز الموضوع ضمن الاطار بحيث تصبح كل التحركات المهمة واقعة ضمن نطاق الصورة بعد ذلك نجري عدة تجارب للحركة التي ستعمل على تصويرها للتأكد من انها جميعها ستقع ضمن الاطار ، ومن ثم نضع مغلاق الكاميرا عند إشارة ( B ) الخاصة بالتعريض الضوئي الزمني . أما الفتحة فنضعها عند الموقع المناسب لسرعة الفيلم كما هو مشـار على القرص الحاسب وحدة الفلاش المستعملة وحين يصبح كل شيء جاهزا ونعمل على إطفاء الأنوار وفتح المغلاق ونعطي الاشارة لبدء الحركة المطلوبة نطلق وحدة الفلاش تكراراً إلى ننتهي من صنع التعريضات الضوئية الكافية .
ولكي نؤمن الوقت لانبوبة الفلاش كي تبرده .
علينا انتظار حوالي دقيقة قبل تكرار العملية مع إطار آخر ولقطات أخرى .
- بـدائـل
يمكن استبدال الفلاش هنا بجهاز ستـرو بسكوب من النوع المستعمل النوادي الليلية ، وهذا الجهاز اكثر استعداد أللعمل بسرعة رغم أنه يعطي إنارة ضعيفة ويجب اجراء التجارب عليه لمعرفة الفتحة المطلوبة للوصول إلى تعريض صحیح معه وستكون فتحة واسعة بالطبع .
المغلاق الدوارمع ضوء النهار هو ايضا من البدائل للفلاش في مواضيع كهذه ، وهذا المغلاق هو عبارة عن دائرة كرتون سوداء ، فيها بقعة أو بقع مقصوصة توضع أمام العدسة وتدار سريعاً امامها لاجراء تعريضات متكررة خلال الدوران كلما مرت بقعة مقصوصة أمام العدسة وهنا يمكن للصدفة أن تلعب دورا أكبر في التحكم بنوعية الصورة . وهي تفتقر إلى الحدة والدقة التي يعطيها الفلاش
الاليكتروني .
- تعريض ضوئي طويل
المعروف أن التعـريضات الضوئية السريعة تصنع عادة باجزاء من الثانية في معظم الصور الفوتوغرافية ، لكن وكما اشرنا مراراً يمكن العمل بتعريضات طويلة جدا في بعض الأحيان للوصول إلى تاثيرات خاصة ومميزة حيث ستاتي المواضع ضبابية أو متلاشية تماما في النتيجة النهائية للصورة هنا لا بد من وضع الكاميرا على ركيزة ثلاثية الأرجل مع العمل بفيلم بطيء ، وقد نحتاج أيضا إلى مرشح معدوم الكثافة لخفض كمية الضوء .
مع تعريضات كهذه يمكن تحويل طويل شلالات المياه إلى مشاهد ضبابية .
او تحويل حركة السير ليلا إلى لطخات ضوئية ، أو إظهار شارع مزدحم بالمارة وكانه خال تماماً من الناس وذلك يعود لكون كل موضوع متحرك لن يتسجل اطلاقا على الاطار بوجود تعريض ضوئي ونذكر هنا بان التعريضات الضوئية لن تنتج تاثيراً خاصاً إلا حين يحتوي المشهد على شيء من الحركة . وهنا مع وجود مواضيع جامدة يمكن تحريك الكاميرا أو العدسة كبديل لحركة الموضوع وذلك أثناء التعريض الضوئي ، ولا بد أن تكون الكاميرا على ركيزة ثلاثية الأرجل قوية وثابتة وذات راس دوار ومتحرك لإجراء تعريضات كهذه ، ونشير إلى أن اشارات انیون و اضواء المدن عموماً هي مواضيع مثالية في هذا المجال ومن المستحسن هنا صنع نصف التعريض الضوئي بينما الكاميرا ثابتة ، بحيث تظل الانظمة الضوئية مرئية .
ومن الجائز أن نجد صعوبة في الوصول إلى التعريض الضوئي المناسب ، ومن هنا علينا تجربة عدة تعريضات مختلفة للوصول إلى نتيجة معقولة في إحداها كما نشير إلى أن العمل مع افلام - السلايد ، الملونة يحتاج إلى تعريض ضوئي ضعيف لتاتي الوان الأضواء غنية ومشبعة .
وبدلا من تحريك الكاميرا للايحاء بحركة الموضوع ، يمكن إبدال موقع العدسة خلال العمل بفترات تعريض طويلة . ومن الممكن أيضاً في هذا المجال استعمال عدسة زووم ومن ثم تعديل الطول البؤري خلال التعريض للـوصـول إلى نفس النتيجة مما يعطي المواضيع حركة وديناميكية ، شرط تحريك ضابط الزووم بسرعة . علينا البدء بتشغيل الزووم في اللحظة نفسها مع إطلاق المغلاق .
ولاباس من التغيير لموقع التركيز قليلا اثناء تشغيل الزووم طالما أن الوضوح لا أهمية له في مواضيع كهذه .
هذا ويمكن أيضا مزج عناصر تعريض ضوئي متعدد مع أساليب تعريض طويل للوصول إلى نتائج ممتعة ، من الأمثلة على ذلك وضع حدود مشعه وبزاقة حول موضوع تم تصويره في غرفة مظلمة دون اجهزة سوى بطارية ضوئية وفلاش مع ركيزة ثلاثية الأرجل .. هنا يتم ترتيب الموضوع في موقع مواجه لكاميرا مثبتة على ركيزة صلبة ، ثم نضع سرعة المغلاق عند ( B ) مع تركيب سلك التقاط ممكن الاقفال ومن ثم تدخل وحدة الفلاش في محجر PC بالكاميرا ، ونجري كشفاً أخيراً على استعداد كل شيء للعمل بما في ذلك جاهزية البطارية الضوئية للعمـل .
ومع إطلاق المغلاق سيومض الفلاش منيراً الموضوع . فنترك المغلاق مفتوحاً بقفل سلك الالتقاط وتنتقل إلى الموضوع هنا على المواضيع الحية ان تظل ساكنة تماماً بانتظار المرحلة التالية من العملية التي تصل هنا إلى إنارة البطارية الضوئية والسير بنورها حول محيط الموضوع الظلام الدامس ، على ان يكون النور موجها باتجاه عدسة الكاميرا . ومن الأفضل للشخص الذي سيحمل البطارية - المصور غالباً ـ ان يرتدي ثيابأ سوداء حتى لا تتسجل صورته على الفيلم .
ومع الانتهاء من احاطة الموضوع بالهالة الضوئية نعود لنقفل المغلاق وتصبح اللقطة بحكم المنتهية .
تعليق