ثمانية طرق للتصوير باسلوب المحترفين من ليزل دينيس
المصورة الفوتوغرافية ليزل دينيس التي تجـــوب الـعـالـم بحثاً عن كل جديد في عالم التصوير ، تضيفه إلى العديد من صورها المنشورة في أشهر المطبوعات تطرح هنا مجموعة من التصورات لتحقيق صور شبيهة بتلك التي ينتجها المصورون المحترفون .
تصورات ليزل دينيس هذه تم وضعها في قالب عملي ، بعيداً عن الأطر النظرية وعلى شكل شروحات لمجموعة من الصور يمكن من خلالها الوصول إلى العديد من الأسرار التقنية التي تقف خلف صور ناجحـة ومميزة وإستثنائية .
عدد الصور ثماني صور يمكن القول انها عبارة عن ثماني طرق للتصوير من دينيس .
١ - تلميح لا تفصيل
كلما كانت محتويات اللقطة أقل كلما كان مضمونها أكبر و أكثر قيمة وحضوراً . ومع هذا المنظر لورقتي زهرة الغرنوقي ( Geranium ) على ارض مرصوفة من بلجيكا يترك لنا كما هو واضح مقداراً أكبر للمخيلة .
بحيث تتحول هذه الصورة إلى شيء من الغموض والرمزية مما يدع المجال لتفسيرات مختلفة .
أما عن مبرر طرح هاتين الورقتين المنفردتين فتقول دينيس :
- كل ما في الأمر أنهما قد سقطتا من حوض ازهار يقع على إحدى النوافذ ولانني كنت مكلفة بإنجاز صور إيضاحية حول شهرة المدينة بازهارها . فلفت نظري التناقض الحاصل بين الاحمرار العميق لأوراق الأزهار ، مع اللون الداكن للحصى على الرصيف ، ولا انكر انني رتبت الورقتين بحيث تعطيان ظلالا مثيرة .. لكنني عانيت كثيراً من تدخل الريح بين لحظة وأخرى بحيث اضطر لإعادة ترتيب الورقتين بالشكل المطلوب ، ولولا محـرك الدفع على كاميرتي لما استطعت
تحقيق هاتين اللقطتين .
۱۸ ملم ۳۰ / ١ ثانية ف / ۲۲ .
۲ - التفاصيل لسرد قصصي
اثنـاء تغطيتها لاحتفـال . أشانتي ، في غانا ، ركزت ليزل لقطتها على كفي هذا الزعيم إذ كثيراً ما تكون التفاصيل القوية قادرة على بعث تاثير أكبر وإعطاء معلومات اكثر مما هي الحال مع منظر كلي ، قالت ليزل :
- تجدر الاشارة إلى أن الأشانتي متعلقون جداً بالذهب ، وهذا ينعكس على ثيابهم ومجوهراتهم منذ أمد بعيد ، والناس ينظرون إلى صائغي الذهب عندهم على أنهم أمهر الحرفيين في افريقيا والحقيقة أن ما جذبني هنا هو تضارب الذهب اللماع مقابل بشرة سوداء وثياب أرجوانية داكنة ونشأ إلهامي الشديد من الحرارة والثياب الساحرة والطبول والأناشيد ... ولم اجد صعوبة في الحصول على إذن لي باخذ لقطات ، ماكـرو . لخواتم رائعة أو خلاخيل ذهبية حول الكواحل .
٥٥ ملم مايكرو - ١/٦٠ ثانية عند ف / ۸ .
٣ - دقة تجهيز الاطار
من الخطا جداً التوهم أنه بعد تضمين المحتوى لعناصر متعددة تصبح هناك صورة جيدة آخذة في
الإنبعاث من خلال محدد النظر معتقدين انه لم يبق لدينا إلا تحديد التعريض الضوئي المناسب وكبس الزر . ذلك انه سيصبح علينا الانتظار الذي يعني الفارق بين صورة جيدة وصورة عظيمة . وتقول ليزل :
- اخذت هذه اللقطة في باربادوس من جزر - الإنديز » البريطانية الغربية والجدير بالذكر ان جزر الكاريبي مشهورة برمالها البيضاء ومائها الصافية وسمائها الزرقاء والزوارق المزركشة بالألوان على الشواطيء ، وبالامكان تضمين هذه العناصر الواضحة جميعها في الصور باسلوب متميز ، أما أنا فقد استعملت عدسة بالغة الاتساع لصنع إطار دقيق للزورق من زاوية دراماتيكية وبينما أنا أصور مرت الفتاة ضمن الاطار ، وسمح في محرك الدفع ان النقط في اللحظة الحاسمة تماماً ، دون أن يضطرني الأمر إلى إبعاد الكاميرا عن عيني لتقديم الفيلم وأفقد المحتوى بالتالي ،
ولأن باربادوس هي الجزيرة الأكثر نظاماً بين جزر الكاريبي حيث نجد فيها المستوى الثقافي الأوسع ومعدل الجرائم الأقل ، فانا احب الإحساس بالنظام الذي تعبر عنه التبقعات المرتبة هنا عاكسة هذا النظام في الجزيرة .
١٨ ملم نيكور ، ١/٦٠ ثانية عند ف / ۲۲ .
٤ - صور وجهية بمسحة بشرية
عن هذه الصورة قالت ليزل :
- أنا أوافق المصور الصحفي روبرت كابا على قوله الماثور :
- إذا لم تكن صورك كافية الجودة ، فانت لست قريباً كفاية . . والأكثر أهمية برايـي ان تكون مرنا سريع التفكير ومحببا من الأشخاص الذين تصورهم ، وقد تضطر إلى التحايل على الموضوع او تقنعه ليتخذ لك وضعا تصوره فيه كما قد لا تتوفر لك الفرصة لتصويره ، إلا مرة واحدة ، وأنا أجد نفسي اتعامل بحساسية مع شخص ما . وبشجاعة وجسارة مع آخر ، ثم بلطف كبير مع ثالث ... ومع هذا الزعيم الغاني تعمدت أن ابتسم له من وقت إلى آخر وانا على يقين أن هذه الابتسامات هي التي ستجعله يسمح لي بتصويره .
ولكنني دهشت عندما شاهدت مصورين آخرين يلتقطون من مسافة خمسة عشر قدماً ، وهم مختبئون وراء كاميراتهم كانها دروع هذا مع العلم أنه لا ينبغي أبدأ للكاميرا أن تكون درعا عليها ان تكون العكس اي مصافحة .
٥٥ ملم مايكرو - نيكور ١/٦٠ ثانية عند ف / ۸ .
وفي غواتيمالا وقعت انظاري على فتاة مراهقة بثيابها الكاملة التي تذهب بها إلى السوق الاسبوعي .
كانت تقترب مني قادمة عن بعد ، وانا اتطلع إلى جوانب الشوارع باحثة عن خلفية جيدة وسرعان ما عثرت على جدار بلون أزرق فاتح عليه شقوق وتبقعات مقشورة الطلاء .
بينما موضوعي المحتل ما زال يتقدم من ورائي ، هنا قللت من تسرعي حتى الفت انظار الفتاة إلى كاميرتي معبرة لها عن مدى جمالها . ثم كانت الخطوة التالية حيث أشرت إلى الجدار الأزرق فاتجهت الفتاة نحوه ، وانتصبت أمامه لوقت كان كافياً لأخذ لقطة واحدة فقط ، ما لبثت بعدها أن سارعت تبتعد مقهقهة .
٥٥ ملم مايكرو - نيکور ١/٦٠ ثانية ، عند ف / 11 .
اما هذا العجوز المصري فكان يبيع ، الزغاليل ، في أسوان عندما التقت عيناه بعيني . وكان رد فعلي الأول هو عدم وجود صورة هنا ولكنني عندما تطلعت من مسافة اقرب صدمت بالخلفية الزرقاء والبيضاء مقابل عمامته البيضاء ولحيته البيضاء كذلك أحببت تاثير الأبيض على الأبيض كما احببت النوعية النقشية وبعدما طلبت السماح لي - بلغة الاشارات - بتصوير الزغاليل بدأت مقتربة ثلاث خطوات .
وبعدما انتهيت من بضع لقطات للزغاليل - التي لم اكن مهتمة بها أبدأ - شغلت الزوم لبلوغ زاوية واسعة حيث شملت العجوز مع الزغاليل . ثم عندما لم يبد اي اعتراض عدت بالزوم إلى ٤٥ ملم وطوقت العجوز مقابل الباب سعيا وراء الصورة التي تخيلتها اولا .
زووم ۲۸ ـ ٤٥ ملم ١/٦٠ ثانية عند ف / ۸ .
وتابعت ليزل تقول :
- بينما اتجول في ارجاء قرية سويسرية بحثاً عن مواضيع . شاهدت إمراة بدت لي وكانها غسالة الجوارب الرسمية للقرية كلها كان معي زوجي الذي تحدث معها بالفرنسية بينما كنت أعد الاطار واركز ، بعد ذلك طلبنا منها أن تبعد الجوارب حتى يظهر لنا وجهها . والتقطت بسرعة مستعينة بمحرك الدفع ، لأن المرأة ارتبكت بسرعة الأمر الذي توقعته لها .
۸ - ۲۰۰ ملم نیکور زوم ١/٦٠ ثانية عند ف / ١١ .
ه - تحويل المـواضـيـع التقليدية
يعود التراث الفوتوغرافي لقصر فرساي بتاريخه إلى القرن التاسع عشر . فكيف السبيل بعد الحصول على آلاف الصور له من التقاط مشهد
جديد لهذا القصر ؟ ..
قالت ليزل :
- استسغت الألوان القديمة المرقشة للتمثال كامامية فقررت أن اركب الرأس على القصر . وانا عندما اصور مواقعاً تاريخية ، أفضل العثور على زوايا تزيل الناس الذين يعطون تاريخ للصورة بثيابهم ، أو أنهم يشغلون الناظر عن الاهتمام بجو الموقع . كذلك ارغب أحياناً بعزل مقطع نظيف مرتب يعطي علامة فارقة عن محيطه البالغ التعقيد . اظن ان البحث عن زوايا جديدة فيه شيء من المتعة ، وكثيراً ما ينتهي إلى وجهات نظر غير معتادة .
نيكون F2 ، ٢٤ ملم نيكور ١/٦٠ عندف / ۱۲ لاقصى عمق مجال .
٦ - ابعاد جديدة
تغص كتيبات السفر بلقطات واسعة الزاوية لكاتيدرائيات أما لیزل فتضعنا امام مشاهدة مضاعفة بقلب هذه الكاتيدرائية راسا على عقب ، ثم رميها على خلفية قرمزية .
يحدث للون والانعكاس هنا انهما يجذبان الاهتمام ويدفعان نحو محاولة اكتشاف ذلك الذي يحدث بالفعل كيف حققت ذلك ...
كانت هناك سيارة بسطح لماع امن الانعكاس والاحمرار أما الإعداد الدقيق للمحتـوى مـع خطـه الأفقي - العالي فيـزيـد من الإحساس بتضييق الحيز المكاني .
كما ان الشريط الأيمن والضيق في الأعلى مرقط بالسروال الأحمر لأحد المارة رابطأ هكذا بين الاتجاهين المتعارضين للصورة .
۷ - منظر طبيعي مختلف
في الصور المنشورة هنا تظهر ليزل طريقتين لمواجهة الموضوع ذاته إنه حقل - توليب ، في هولندا وهي تقول عنه :
- تقوم معظم الصـور الفوتوغرافية التي التقطت لهذه الأزهار على لون صارخ يقصد منه لفت الانظار أما أنا فقد إنجذبت إلى اللون الأقل في هذا المحتوى ذلك أن شريط الأبيض الفاقع يوازن الشرائط الملونة في الأعلى وتعمل العدسة الطويلة على تحويل الحقل
إلى تعبير تصميمي قوي . هذا ، وقد سمحت لي عدسة الزوم ، نيكور ۸۰ - ۲۰۰ ملم ، ان اطوق الصورة بدقة وعناية .
ثم لما كنت قادرة على إبقاء الكاميرا على عيني بفضل التقديم الذي يؤمنه محرك الدفع ، ساعدني هذا على تحقيق مزيد من دقة المحتوى . كذلك وجدت أنني مع المحرك ، استطيع تشغيل الكاميرا بسرعات مغلاق أبطا رغم انني احملها بيدي تجدر الإشارة هنا إلى أن معظم التعريضات الضوئية التي تعمل ليزل بها ، تعيرها بعينها فقط . وهي تقول في هذا الصدد :
- بعد سنوات من الخبرة ، ينمو عندك إحساس جيد بالضوء وإذا ساورتني الشكوك . استعمل عداداً يدوياً ( Gossen Luna - Pro ) . ١/٦٠ ثانية عند ف / ١٦ .
۸ - دع الأمامية تقود إلى الصورة
هنا قالت ليزل :
ـ ما تفتقر إليه الكثير من صور المناظر الطبيعية هو نقطة إرشاد مثيرة للاهتمام توضع في مكان مناسب من حيث علاقتها مع العناصر الأقل أهمية في المشهد .
ذلك ان العين بحاجة إلى شيء محدد معين ، صغيراً كان أم كبيراً ، لتتعلق به يخدم هذا العنصر كنقطة إنطلاق ، بحيث تستطيع العين ان تتجول في الأرجاء ثم تعود إلى النقطة المرجع ثانية إنه قانون يتحداني لأعثر على زوايا جديدة عندما يتعلق الأمر بمناظر طبيعية .
وقد خطر لي أن شكل هذه الزهرة فيه جمال خاص مميز ، فقطفتها . وامسكتها بيدي اليسرى امام الكاميرا ، التي ركبتها على ركيزة ثلاثية الأرجل ، حينذاك اصبح باستطاعتي المناورة بالزهرة حتى وصلت بها إلى الموقع الدقيق الذي اردته . ثم هبطت إلى ف / ١٦ سعياً وراء عمق مجال جيد .
۱۸ ملم - نيكور ١/٦٠ ثانية .
المصورة الفوتوغرافية ليزل دينيس التي تجـــوب الـعـالـم بحثاً عن كل جديد في عالم التصوير ، تضيفه إلى العديد من صورها المنشورة في أشهر المطبوعات تطرح هنا مجموعة من التصورات لتحقيق صور شبيهة بتلك التي ينتجها المصورون المحترفون .
تصورات ليزل دينيس هذه تم وضعها في قالب عملي ، بعيداً عن الأطر النظرية وعلى شكل شروحات لمجموعة من الصور يمكن من خلالها الوصول إلى العديد من الأسرار التقنية التي تقف خلف صور ناجحـة ومميزة وإستثنائية .
عدد الصور ثماني صور يمكن القول انها عبارة عن ثماني طرق للتصوير من دينيس .
١ - تلميح لا تفصيل
كلما كانت محتويات اللقطة أقل كلما كان مضمونها أكبر و أكثر قيمة وحضوراً . ومع هذا المنظر لورقتي زهرة الغرنوقي ( Geranium ) على ارض مرصوفة من بلجيكا يترك لنا كما هو واضح مقداراً أكبر للمخيلة .
بحيث تتحول هذه الصورة إلى شيء من الغموض والرمزية مما يدع المجال لتفسيرات مختلفة .
أما عن مبرر طرح هاتين الورقتين المنفردتين فتقول دينيس :
- كل ما في الأمر أنهما قد سقطتا من حوض ازهار يقع على إحدى النوافذ ولانني كنت مكلفة بإنجاز صور إيضاحية حول شهرة المدينة بازهارها . فلفت نظري التناقض الحاصل بين الاحمرار العميق لأوراق الأزهار ، مع اللون الداكن للحصى على الرصيف ، ولا انكر انني رتبت الورقتين بحيث تعطيان ظلالا مثيرة .. لكنني عانيت كثيراً من تدخل الريح بين لحظة وأخرى بحيث اضطر لإعادة ترتيب الورقتين بالشكل المطلوب ، ولولا محـرك الدفع على كاميرتي لما استطعت
تحقيق هاتين اللقطتين .
۱۸ ملم ۳۰ / ١ ثانية ف / ۲۲ .
۲ - التفاصيل لسرد قصصي
اثنـاء تغطيتها لاحتفـال . أشانتي ، في غانا ، ركزت ليزل لقطتها على كفي هذا الزعيم إذ كثيراً ما تكون التفاصيل القوية قادرة على بعث تاثير أكبر وإعطاء معلومات اكثر مما هي الحال مع منظر كلي ، قالت ليزل :
- تجدر الاشارة إلى أن الأشانتي متعلقون جداً بالذهب ، وهذا ينعكس على ثيابهم ومجوهراتهم منذ أمد بعيد ، والناس ينظرون إلى صائغي الذهب عندهم على أنهم أمهر الحرفيين في افريقيا والحقيقة أن ما جذبني هنا هو تضارب الذهب اللماع مقابل بشرة سوداء وثياب أرجوانية داكنة ونشأ إلهامي الشديد من الحرارة والثياب الساحرة والطبول والأناشيد ... ولم اجد صعوبة في الحصول على إذن لي باخذ لقطات ، ماكـرو . لخواتم رائعة أو خلاخيل ذهبية حول الكواحل .
٥٥ ملم مايكرو - ١/٦٠ ثانية عند ف / ۸ .
٣ - دقة تجهيز الاطار
من الخطا جداً التوهم أنه بعد تضمين المحتوى لعناصر متعددة تصبح هناك صورة جيدة آخذة في
الإنبعاث من خلال محدد النظر معتقدين انه لم يبق لدينا إلا تحديد التعريض الضوئي المناسب وكبس الزر . ذلك انه سيصبح علينا الانتظار الذي يعني الفارق بين صورة جيدة وصورة عظيمة . وتقول ليزل :
- اخذت هذه اللقطة في باربادوس من جزر - الإنديز » البريطانية الغربية والجدير بالذكر ان جزر الكاريبي مشهورة برمالها البيضاء ومائها الصافية وسمائها الزرقاء والزوارق المزركشة بالألوان على الشواطيء ، وبالامكان تضمين هذه العناصر الواضحة جميعها في الصور باسلوب متميز ، أما أنا فقد استعملت عدسة بالغة الاتساع لصنع إطار دقيق للزورق من زاوية دراماتيكية وبينما أنا أصور مرت الفتاة ضمن الاطار ، وسمح في محرك الدفع ان النقط في اللحظة الحاسمة تماماً ، دون أن يضطرني الأمر إلى إبعاد الكاميرا عن عيني لتقديم الفيلم وأفقد المحتوى بالتالي ،
ولأن باربادوس هي الجزيرة الأكثر نظاماً بين جزر الكاريبي حيث نجد فيها المستوى الثقافي الأوسع ومعدل الجرائم الأقل ، فانا احب الإحساس بالنظام الذي تعبر عنه التبقعات المرتبة هنا عاكسة هذا النظام في الجزيرة .
١٨ ملم نيكور ، ١/٦٠ ثانية عند ف / ۲۲ .
٤ - صور وجهية بمسحة بشرية
عن هذه الصورة قالت ليزل :
- أنا أوافق المصور الصحفي روبرت كابا على قوله الماثور :
- إذا لم تكن صورك كافية الجودة ، فانت لست قريباً كفاية . . والأكثر أهمية برايـي ان تكون مرنا سريع التفكير ومحببا من الأشخاص الذين تصورهم ، وقد تضطر إلى التحايل على الموضوع او تقنعه ليتخذ لك وضعا تصوره فيه كما قد لا تتوفر لك الفرصة لتصويره ، إلا مرة واحدة ، وأنا أجد نفسي اتعامل بحساسية مع شخص ما . وبشجاعة وجسارة مع آخر ، ثم بلطف كبير مع ثالث ... ومع هذا الزعيم الغاني تعمدت أن ابتسم له من وقت إلى آخر وانا على يقين أن هذه الابتسامات هي التي ستجعله يسمح لي بتصويره .
ولكنني دهشت عندما شاهدت مصورين آخرين يلتقطون من مسافة خمسة عشر قدماً ، وهم مختبئون وراء كاميراتهم كانها دروع هذا مع العلم أنه لا ينبغي أبدأ للكاميرا أن تكون درعا عليها ان تكون العكس اي مصافحة .
٥٥ ملم مايكرو - نيكور ١/٦٠ ثانية عند ف / ۸ .
وفي غواتيمالا وقعت انظاري على فتاة مراهقة بثيابها الكاملة التي تذهب بها إلى السوق الاسبوعي .
كانت تقترب مني قادمة عن بعد ، وانا اتطلع إلى جوانب الشوارع باحثة عن خلفية جيدة وسرعان ما عثرت على جدار بلون أزرق فاتح عليه شقوق وتبقعات مقشورة الطلاء .
بينما موضوعي المحتل ما زال يتقدم من ورائي ، هنا قللت من تسرعي حتى الفت انظار الفتاة إلى كاميرتي معبرة لها عن مدى جمالها . ثم كانت الخطوة التالية حيث أشرت إلى الجدار الأزرق فاتجهت الفتاة نحوه ، وانتصبت أمامه لوقت كان كافياً لأخذ لقطة واحدة فقط ، ما لبثت بعدها أن سارعت تبتعد مقهقهة .
٥٥ ملم مايكرو - نيکور ١/٦٠ ثانية ، عند ف / 11 .
اما هذا العجوز المصري فكان يبيع ، الزغاليل ، في أسوان عندما التقت عيناه بعيني . وكان رد فعلي الأول هو عدم وجود صورة هنا ولكنني عندما تطلعت من مسافة اقرب صدمت بالخلفية الزرقاء والبيضاء مقابل عمامته البيضاء ولحيته البيضاء كذلك أحببت تاثير الأبيض على الأبيض كما احببت النوعية النقشية وبعدما طلبت السماح لي - بلغة الاشارات - بتصوير الزغاليل بدأت مقتربة ثلاث خطوات .
وبعدما انتهيت من بضع لقطات للزغاليل - التي لم اكن مهتمة بها أبدأ - شغلت الزوم لبلوغ زاوية واسعة حيث شملت العجوز مع الزغاليل . ثم عندما لم يبد اي اعتراض عدت بالزوم إلى ٤٥ ملم وطوقت العجوز مقابل الباب سعيا وراء الصورة التي تخيلتها اولا .
زووم ۲۸ ـ ٤٥ ملم ١/٦٠ ثانية عند ف / ۸ .
وتابعت ليزل تقول :
- بينما اتجول في ارجاء قرية سويسرية بحثاً عن مواضيع . شاهدت إمراة بدت لي وكانها غسالة الجوارب الرسمية للقرية كلها كان معي زوجي الذي تحدث معها بالفرنسية بينما كنت أعد الاطار واركز ، بعد ذلك طلبنا منها أن تبعد الجوارب حتى يظهر لنا وجهها . والتقطت بسرعة مستعينة بمحرك الدفع ، لأن المرأة ارتبكت بسرعة الأمر الذي توقعته لها .
۸ - ۲۰۰ ملم نیکور زوم ١/٦٠ ثانية عند ف / ١١ .
ه - تحويل المـواضـيـع التقليدية
يعود التراث الفوتوغرافي لقصر فرساي بتاريخه إلى القرن التاسع عشر . فكيف السبيل بعد الحصول على آلاف الصور له من التقاط مشهد
جديد لهذا القصر ؟ ..
قالت ليزل :
- استسغت الألوان القديمة المرقشة للتمثال كامامية فقررت أن اركب الرأس على القصر . وانا عندما اصور مواقعاً تاريخية ، أفضل العثور على زوايا تزيل الناس الذين يعطون تاريخ للصورة بثيابهم ، أو أنهم يشغلون الناظر عن الاهتمام بجو الموقع . كذلك ارغب أحياناً بعزل مقطع نظيف مرتب يعطي علامة فارقة عن محيطه البالغ التعقيد . اظن ان البحث عن زوايا جديدة فيه شيء من المتعة ، وكثيراً ما ينتهي إلى وجهات نظر غير معتادة .
نيكون F2 ، ٢٤ ملم نيكور ١/٦٠ عندف / ۱۲ لاقصى عمق مجال .
٦ - ابعاد جديدة
تغص كتيبات السفر بلقطات واسعة الزاوية لكاتيدرائيات أما لیزل فتضعنا امام مشاهدة مضاعفة بقلب هذه الكاتيدرائية راسا على عقب ، ثم رميها على خلفية قرمزية .
يحدث للون والانعكاس هنا انهما يجذبان الاهتمام ويدفعان نحو محاولة اكتشاف ذلك الذي يحدث بالفعل كيف حققت ذلك ...
كانت هناك سيارة بسطح لماع امن الانعكاس والاحمرار أما الإعداد الدقيق للمحتـوى مـع خطـه الأفقي - العالي فيـزيـد من الإحساس بتضييق الحيز المكاني .
كما ان الشريط الأيمن والضيق في الأعلى مرقط بالسروال الأحمر لأحد المارة رابطأ هكذا بين الاتجاهين المتعارضين للصورة .
۷ - منظر طبيعي مختلف
في الصور المنشورة هنا تظهر ليزل طريقتين لمواجهة الموضوع ذاته إنه حقل - توليب ، في هولندا وهي تقول عنه :
- تقوم معظم الصـور الفوتوغرافية التي التقطت لهذه الأزهار على لون صارخ يقصد منه لفت الانظار أما أنا فقد إنجذبت إلى اللون الأقل في هذا المحتوى ذلك أن شريط الأبيض الفاقع يوازن الشرائط الملونة في الأعلى وتعمل العدسة الطويلة على تحويل الحقل
إلى تعبير تصميمي قوي . هذا ، وقد سمحت لي عدسة الزوم ، نيكور ۸۰ - ۲۰۰ ملم ، ان اطوق الصورة بدقة وعناية .
ثم لما كنت قادرة على إبقاء الكاميرا على عيني بفضل التقديم الذي يؤمنه محرك الدفع ، ساعدني هذا على تحقيق مزيد من دقة المحتوى . كذلك وجدت أنني مع المحرك ، استطيع تشغيل الكاميرا بسرعات مغلاق أبطا رغم انني احملها بيدي تجدر الإشارة هنا إلى أن معظم التعريضات الضوئية التي تعمل ليزل بها ، تعيرها بعينها فقط . وهي تقول في هذا الصدد :
- بعد سنوات من الخبرة ، ينمو عندك إحساس جيد بالضوء وإذا ساورتني الشكوك . استعمل عداداً يدوياً ( Gossen Luna - Pro ) . ١/٦٠ ثانية عند ف / ١٦ .
۸ - دع الأمامية تقود إلى الصورة
هنا قالت ليزل :
ـ ما تفتقر إليه الكثير من صور المناظر الطبيعية هو نقطة إرشاد مثيرة للاهتمام توضع في مكان مناسب من حيث علاقتها مع العناصر الأقل أهمية في المشهد .
ذلك ان العين بحاجة إلى شيء محدد معين ، صغيراً كان أم كبيراً ، لتتعلق به يخدم هذا العنصر كنقطة إنطلاق ، بحيث تستطيع العين ان تتجول في الأرجاء ثم تعود إلى النقطة المرجع ثانية إنه قانون يتحداني لأعثر على زوايا جديدة عندما يتعلق الأمر بمناظر طبيعية .
وقد خطر لي أن شكل هذه الزهرة فيه جمال خاص مميز ، فقطفتها . وامسكتها بيدي اليسرى امام الكاميرا ، التي ركبتها على ركيزة ثلاثية الأرجل ، حينذاك اصبح باستطاعتي المناورة بالزهرة حتى وصلت بها إلى الموقع الدقيق الذي اردته . ثم هبطت إلى ف / ١٦ سعياً وراء عمق مجال جيد .
۱۸ ملم - نيكور ١/٦٠ ثانية .
تعليق