أبوعبد الله شمس الدين محمد إبراهيم الجَزَرِي الدمشقي، مؤرِّخ ومحدث.درس الطب والصيدلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبوعبد الله شمس الدين محمد إبراهيم الجَزَرِي الدمشقي، مؤرِّخ ومحدث.درس الطب والصيدلة

    جزري (محمد مجد دين)

    Al-Jazari (Mohammad ibn Majd ed Din-) - Al-Jazari (Mohammad ibn Majd ed Dine-)

    الجَزَرِي (محمد بن مجد الدين ـ)
    (658ـ739هـ/1260ـ1338م)

    أبو عبد الله شمس الدين، محمد بن إبراهيم الجَزَرِي الدمشقي، مؤرِّخ ومحدث. اهتم بدراسة الطب والصيدلة وممارستهما.
    وُلد الجزري في دمشق، ودرس الحديث على عدد من كبار مشايخ عصره، من بينهم الفخر علي البخاري (ت690هـ) وابن المجاور (ت690هـ)، وعز الدين الفاروتي (ت691هـ)، وتقي الدين الواسطي (ت 692هـ) وغيرهم، وانتقل إلى القاهرة والإسكندرية، وأخذ العلم عن عدد من مشايخ مصر الكبار، ومنهم الدمياطي (ت 705هـ). حدَّث وألّف في الحديث، ومع أنَّه كان ضعيف السمع، إلا أنه كان محدثاً بارعاً. وصفه المؤرِّخ الصفدي المعاصر له (ت 764هـ) الذي نال إجازة منه سنة 730هـ، بأنه كان «حسن المذاكرة، سليم الباطن، صدوقاً في نفسه». وكان من كبار عدول دمشق، وظلَّ يشهد أمام القضاة ستين عاماً، دون أن ينال أجراً أو يقبل ولاية أو وظيفة. وكان القضاة يكتفون بشهادته إذا انفرد بهم لثقتهم به، وامتنع ورعاً منه عن الشهادة في قيمة الأملاك مع خبرته فيها. ولقد حجّ، وكان كثير البر والتصدُّق، وعلى معرفة جيدة بالطب والأدوية، ويعود المرضى ويصف لهم ما ينفعهم. وكان يقول الشعر، إلا أنه لم يكن مجوِّداً فيه.
    تستند شهرته إلى مؤلَّفه التاريخي «حوادث الزمان وأنبائه، ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه»، وعُرف بعنوان أبسط وأصغر هو «تاريخ الجَزَري». ويصفه المؤرخ السخاوي في كتابه «الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ» بـ«التاريخ الكبير»، وكذلك ابن العماد الحنبلي في «شذرات الذهب»، ونعته ابن كثير بـ«التاريخ الحافل»، وهو مؤلَّفٌ -على ما يبدو- كبير وحافل فعلاً ويتحدث بصفة خاصة عن تاريخ دمشق، في مرحلة تسبق ميلاد مؤلِّفه حتى وفاته، ولكن لم يصل منه سوى قطع متناثرة في بعض مكتبات العالم.
    اتبع الجَزَري في كتابه طريقة الحوليات، مع ما يرافقها من وفيات كل عام. ويؤكِّد «سوفاجه» Sauvaget أن ما قدمه الجَزَري في كتابه هو مصدر أصيل ووثيقة تاريخية هامة، لأنه كان شاهد عيان على الأحداث، أميناً وصادقاً، لما عرف عنه من عدل ونزاهة. وهو كثيراً ما يتحدث بصيغة المتكلم، وإذا أخذ معلوماته من مصدر ما، فإنه كان لا يستقيها إلَّا من ثقات كالقضاة أو الأمراء وأصحاب البريد والتجار الوافدين من الخارج، وكان يتداول الأحداث مع صديقه البِرْزالي. وقدم معلومات أهملها المؤرخون الآخرون، ويلاحظ أنه روى أحداث المرحلة الأخيرة من وجود الصليبيين على أرض الشام، واسترداد عكا منهم سنة (691هـ/1291م).
    ومع أنَّ المؤرخ الصفدي يذكر ناقداً الكتاب بأن فيه عجائب وغرائب وعاميّة، فإن كثيراً من المؤرخين استفادوا منه، ونقلوا عنه، من أمثال الحافظ المِزِّي (ت 748هـ)، بل إنَّ «سوفاجه» يضيف آخرين من أمثال ابن شاكر الكتبي (ت774هـ) وابن كثير (ت774هـ)، ومن المحتمل أن يكون المقريزي في مصر (ت845 هـ)، وابن قاضي شهبة (ت851 هـ) قد استفادا منه.
    توفي الجزري في إحدى ضواحي دمشق، ودفن بتربة باب الصغير. ومن ثم فقد كان وهماً ما أورده مترجمه في دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة الثانية)، بأن وفاته كانت في واسط.
    ليلى الصباغ

يعمل...
X