جدعان
Judaan (Ibn-) - Judaan (Ibn-)
ابن جُدْعَان
أبو زهير، عبد الله بن جُدْعَان التيمي القرشي، من رؤساء تيم ومن أجواد قريش، أدرك الرسولr قبل البعثة.
كان ابن جدعان معروفاً بشرفه وكرمه، فكان يقري الضيوف ويطعم الطعام للمقيم والظاعن، وكانت له جفنة يأكل منها الراكب على البعير لسعتها، وقد حضر الرسولr إحدى مآدبه.
اشترك ابن جُدْعان في حرب الفجار الثاني، وكانت بعد عام الفيل بعشرين عاماً، وكان هذا اليوم بين قريش وبين كنانة وقيس الذين استحلوا المحارم، وقيل كان أمر قريش إلى ابن جدعان وقيل: إنه كان قائد بني تيم، وفي هذا اليوم جهز ابن جُدْعان مئة رجل، وذكر أن رسول اللهr قال عندما ذكر الفجار: «قد حضرته مع عمومتي ورميت فيه بأسهم، وما أحب أني لم أكن فعلت».
وكان عمر النبيr عشرين سنة. وقد تغلبت قريش على قيس وكنانة بعد قتال مرير.
ثم إن قبائل من قريش تداعت لحلف وهم: بنو هاشم وبنو المطّلب وأحلافهم، وبنو زهرة وبنو تيم، واجتمعوا في دار ابن جدعان لشرفه وسنّه، وتعاقدوا أن يكونوا يداً واحدة، وألاّ يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو من غيرهم إلا نصروه وقاموا معه على الظالم حتى تردّ مظلمته ويأخذ حقه، وسمّت قريش هذا الحلف حلف الفضول [ر. الحلف عند العرب]، ويروى أن الرسولr قال: «لقد شهدت مع عمومتي في دار ابن جُدْعان حلفاً ما أحبّ أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت».
كان ابن جُدْعان يتجنب الخمر استحياءً مما فيها من دنس، وقد حرّم على نفسه أن يذوقها، وكان لا يردّ سائلاً فقد كان ميسوراً، ولديه كثير من الموالي منهم كما تذكر كتب التاريخ صهيب الرومي الذي أسلم وكان أحد صحابة رسول اللهr.
وعندما أصبح ابن جُدعان شيخاً عليلاً لم يبق لديه إلا جاريتان تخدمانه سمّاهما جرادتي عاد، ويروى أنّ أميّة بن أبي الصلت جاء إليه وطلب منه ما يقضي دينه وأنشده:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
حياؤك أن شـيمتك الحياء
كريم لا يغيـره صـباح
عن الخلق الكريم ولا مساء
وأرضك كل مكرمة بنتها
بنو تيم وأنت لهم سـماء
فأعطاه ابن جُدعان إحدى الأمتين، فلمّا لام القوم أميّة لأنه حرم شيخاً مريضاً ممن يخدمه، أراد ردّ الأمة، فما كان من ابن جُدعان إلاّ أن أعطاه الثانية، فأنشده أمية:
ذكر ابن جدعان بخير كلّما ذكر الكرام
من لا يخون ولا يعق ّ ولا تغيره اللئام
توفى ابن جُدعان قبل مبعث الرسولr.
نهلة الحمصي
Judaan (Ibn-) - Judaan (Ibn-)
ابن جُدْعَان
أبو زهير، عبد الله بن جُدْعَان التيمي القرشي، من رؤساء تيم ومن أجواد قريش، أدرك الرسولr قبل البعثة.
كان ابن جدعان معروفاً بشرفه وكرمه، فكان يقري الضيوف ويطعم الطعام للمقيم والظاعن، وكانت له جفنة يأكل منها الراكب على البعير لسعتها، وقد حضر الرسولr إحدى مآدبه.
اشترك ابن جُدْعان في حرب الفجار الثاني، وكانت بعد عام الفيل بعشرين عاماً، وكان هذا اليوم بين قريش وبين كنانة وقيس الذين استحلوا المحارم، وقيل كان أمر قريش إلى ابن جدعان وقيل: إنه كان قائد بني تيم، وفي هذا اليوم جهز ابن جُدْعان مئة رجل، وذكر أن رسول اللهr قال عندما ذكر الفجار: «قد حضرته مع عمومتي ورميت فيه بأسهم، وما أحب أني لم أكن فعلت».
وكان عمر النبيr عشرين سنة. وقد تغلبت قريش على قيس وكنانة بعد قتال مرير.
ثم إن قبائل من قريش تداعت لحلف وهم: بنو هاشم وبنو المطّلب وأحلافهم، وبنو زهرة وبنو تيم، واجتمعوا في دار ابن جدعان لشرفه وسنّه، وتعاقدوا أن يكونوا يداً واحدة، وألاّ يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو من غيرهم إلا نصروه وقاموا معه على الظالم حتى تردّ مظلمته ويأخذ حقه، وسمّت قريش هذا الحلف حلف الفضول [ر. الحلف عند العرب]، ويروى أن الرسولr قال: «لقد شهدت مع عمومتي في دار ابن جُدْعان حلفاً ما أحبّ أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت».
كان ابن جُدْعان يتجنب الخمر استحياءً مما فيها من دنس، وقد حرّم على نفسه أن يذوقها، وكان لا يردّ سائلاً فقد كان ميسوراً، ولديه كثير من الموالي منهم كما تذكر كتب التاريخ صهيب الرومي الذي أسلم وكان أحد صحابة رسول اللهr.
وعندما أصبح ابن جُدعان شيخاً عليلاً لم يبق لديه إلا جاريتان تخدمانه سمّاهما جرادتي عاد، ويروى أنّ أميّة بن أبي الصلت جاء إليه وطلب منه ما يقضي دينه وأنشده:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
حياؤك أن شـيمتك الحياء
كريم لا يغيـره صـباح
عن الخلق الكريم ولا مساء
وأرضك كل مكرمة بنتها
بنو تيم وأنت لهم سـماء
فأعطاه ابن جُدعان إحدى الأمتين، فلمّا لام القوم أميّة لأنه حرم شيخاً مريضاً ممن يخدمه، أراد ردّ الأمة، فما كان من ابن جُدعان إلاّ أن أعطاه الثانية، فأنشده أمية:
ذكر ابن جدعان بخير كلّما ذكر الكرام
من لا يخون ولا يعق ّ ولا تغيره اللئام
توفى ابن جُدعان قبل مبعث الرسولr.
نهلة الحمصي