جونسون ()
Johnson (Ben-) - Johnson (Ben-)
جونسون (بن ـ)
(1573ـ1637)
بن (بنجامين) جونسون Ben Jonson كاتب مسرحي وشاعر إنكليزي، يقال إنه من أصل اسكتلندي، وهو من معاصري شكسبير[ر] ومن مجموعة الكتاب الذين كانوا يسمون «ظرفاء الجامعة» University Wits. عاصر ثلاثة من حكام إنكلترة: الملكة إليزابيث الأولى والملك جيمس الأول James I والملك تشارلز الأول Charles I. ويعد في أهم الكتاب المسرحيين الإنكليز بعد شكسبير إذ كان مؤسساً لجنس مسرحي هو كوميديا الأمزجة والطبائع وكوميديا الهجاء، وأسس للنقد المسرحي أيضاً.
ولد جونسون في لندن بعد شهر من وفاة والده، فرباه زوج أمه الذي كان يعمل بنّاءً، وتتلمذ على يد المربي وليم كامدن William Camden، ولكنه لم يستطع الحصول على منحة دراسية لإتمام دراسته الجامعية. سعى زوج أمه لتعليمه مهنته ولكن جونسون هرب والتحق بالجيش الإنكليزي في فلاندر Flanders الذي كان يحارب ضد الإسبان، وعاد في عام 1592.
اشتهر جونسون مسرحياً أكثر منه شاعراً، ومع أنه لم يتلق تعليماً جامعياً إلا أنه قرأ الكثير. دخل عالم المسرح ممثلاً عام 1594 حين انضم إلى فرقة جوالة، وبعد ثلاث سنوات بدأ اسمه يرد في سجلات عروض مسرح السوان (البجعة) The Swan الذي اشتهر آنذاك، وكذلك في سجلات فرقة رجال بيمبروك The Pembroke‘s Men، وأدى الدور الرئيسي في مسرحية الكاتب المسرحي توماس كيد Thomas Kyd «المأساة الإسبانية» The Spanish Tragedy. بدأ مسيرته في الكتابة المسرحية عندما اشترك مع الكاتب توماس ناش[ر] Thomas Nashe بكتابة المسرحية الهجائية «جزيرة الكلاب» The Isle of Dogs التي أوقفتها الرقابة ومنعتها لأنها أثارت فضائح تمس السلطة، وسجن جونسون مع غيره من الكتاب والممثلين الذين شاركوا فيها وأُقفل مسرح السوان. لكن هذا لم يثن جونسون عن العمل في المسرح، فانضم بعد خروجه من السجن إلى فرقة رجال الأميرال The Admiral’s Men في مسرح الروز (الوردة) The Rose، وكتب عام 1598 أول مسرحية له وحده وهي ملهاة «كل امرئ بحسب مزاجه» Every Man in His Humour، التي حققت نجاحاً كبيراً فور عرضها، وكان شكسبير قد مثل أحد الأدوار فيها.
بدأ جونسون يُعرف في أوساط الأدب والمسرح، ولكن لسوء حظه وجد نفسه في العام ذاته في السجن تحت حكم الإعدام، إثر شجار قتل فيه جونسون الممثل غابرييل سبنسر Gabriel Spencer عن غير قصد. وقضى جونسون أكثر من عام في السجن، يقال إنه تحول خلالها من البروتستانتية إلى الكاثوليكية. وتمكن من الحصول على العفو باستخدامه لقانون حصانة رجال الدين والعلم، واكتفت المحكمة بمصادرة أمواله ووصم إبهامه بوصمة «المحكوم عليه». عاد جونسون بعد ذلك إلى الكتابة وحقق نجاحاً آخر في مسرحية «كل امرئ خارج مزاجه» (1600) Every Man Out of His Humour التي نشرت أيضاً بعد فترة قصيرة من عرضها، وكان من النادر أن يجد نص مسرحي طريقه إلى النشر بهذه السرعة. أظهر جونسون في هاتين المسرحيتين اللتين صارتا تسميان «مسرحيات الأمزجة» The Humours تطور أسلوبه الهجائي الذي اشتهر به في رسمه البارع للشخصيات واعتماده على الظرف وخفة الظل. وتعالج المسرحيتان فكرة الأمزجة الأربعة (الدم والبلغم والصفراء والسوداء) التي كان يعتقد أنها تدخل في تركيبة الإنسان وتشكل طبعه، وكيف تختلف الطبائع الإنسانية حسب اختلاط الأمزجة وتوازنها أو عدم توازنها وسيطرة مزاج أكثر من آخر. ويصور جونسون هذا من خلال شخصيات المسرحية المختلفة ومن خلال علاقات بعضها ببعضها الآخر، ويظهر جونسون معرفة عميقة بالنفس البشرية وتحليلاً بارعاً يشبه إلى حد بعيد أسلوب الكاتب المسرحي شو[ر]. ويعتمد جونسون على فصل الطبائع والمبالغة بها ليتسنى للمشاهد فهمها والحكم عليها بشكل موضوعي. وقد عالج جونسون في مسرحية الأمزجة الأولى شخصيات خلقت بطبائع معينة خارجة عن إرادتها، وفي المسرحية الثانية الشخصيات التي تصطنع طبائع معينة لأغراض خاصة أو لخداع الناس، فتظهر بأمزجة مفتعلة تثير الضحك والسخرية.
بعد نجاح مسرحيتي الأمزجة بدأت مسرحيات جونسون تتوالى الواحدة تلو الأخرى، فكتب مسرحية «مشاغبو سينثيا» (1600) Cynthia’s Revels، وهي مسرحية هجائية، سخر جونسون فيها من بعض الكتاب الذين كانوا يتملقون البلاط وانتقد طريقتهم في الكتابة، فبدأ ما سمي «حرب المسارح» بين الكتاب، فكتب جون مارستن John Marston وتوماس ديكر[ر] Thomas Dekker مسرحية يهجوان فيها جونسون، فرد عليهما بدوره بمسرحية «الشويعر» (1601) Poetaster، ونقد فيها نظريات الكتاب المسرحيين والقانون ورجال النفوذ، وكاد أن يدان بتهمة التشهير بالحكومة لولا تدخل أحد المحامين. ومنذ ذلك الحين اتجه جونسون إلى المسارح الخاصة ولكتابة المأساة كونها أقل مجازفة، ووجد لنفسه راعياً في شخص السير روبرت تاونسهيند Robert Townshend الذي قدم له منحة. كتب جونسون في هذه المرحلة مأساة «سقوط سيجانوس» (1603) Sejanus, His Fall، وهي مسرحية رومانية سياسية لم تحصد شعبية إلا في أوساط المفكرين والمثقفين، فقد كانت لغتها صعبة على الفهم رغم تفوق شكلها كنص مسرحي متكامل، ولأنها تنتقد الحكم الاستبدادي فقد سببت له بعض الخلافات مع البلاط أيام الملك جيمس. ولم يكف جونسون مع هذا عن انتقاد السلطة، إذ عُرف عنه أنه كان لا يحب التملق ويحب الجدل ولو سبب هذا موته، فوجد نفسه مرة أخرى في السجن مهدداً بقطع أنفه وأذنه مع الكاتبين مارستن وتشابمان Chapman بسبب بعض وجهات النظر التي عبروا عنها في مسرحية اشتركوا بكتابتها وهي «إلى الشرق، هيا» (1603) Eastward Ho!.
بعدما أطلق سراحه دعي جونسون ليكتب للبلاط مسرحيات قصيرة تنكرية masque، فكتب الكثير منها واشتهر بها واعتبر مؤسساً لهذا النوع من الفن، وظهرت من خلالها موهبته الشعرية، وخاصة في الشعر الغنائي، و من هذه المسرحيات «آلهة الساتير» Satyr و«مسرحية الظلام» (1605) The Masque of Blackness، و«مسرحية البوم» (1608) The Masque of Owles، و«مسرحية الجمال» (1908) The Masque of Beauty.
ولكن شهرة جونسون الأدبية تعتمد بالدرجة الأولى على مسرحياته الكوميدية التي كتبها ما بين عامي 1605 و1614، وكان من أشهرها «فولبوني أو الثعلب» (1605) Volpone, or the Fox التي تتخذ من البندقية موقعاً لأحداثها، وتصور ظهور طبقة التجار في لندن والنفاق الاجتماعي والتملق من أجل المال، فيتظاهر فولبوني البخيل بأنه يحتضر وأنه يبحث عن أحد يوصي له بثروته إذ لا وريث له، ويبدأ مساعده باستقبال الناس المتملقين الذين يأتون بالهدايا على أمل الحصول على الثروة. ويستخدم جونسون روح الفكاهة العالية والسخرية ببراعة لينتقد عبرها النفاق الاجتماعي. كتب جونسون أيضاً مسرحية «ايبيسين أو المرأة الصامتة» (1609) Epicoene, or The Silent Woman و«الخيميائي» (1610) The Alchemist و«معرض بارثولميو» Bartholomew Fair و«الشيطان حماراً» The Devil is an Ass، وجميعها تتحدث عن النفاق وتصور الأشخاص الحمقى الذين يسهل خداعهم.
جمعت مسرحيات جونسون حيوية المسرحيين الإليزابيثيين من أمثال شكسبير ومارلو[ر] ونقاء الشكل الذي تميز به الاتباعيون. عرف برسمه البارع للشخصيات، فمع أن شخصياته نمطية بسيطة، إلا أنها مليئة بالحياة والزخم، ولهذا فإن مسرحياته مسلية إلى حد كبير، وركز فيها على موضوعات مثل الحسد والطمع وضعف النفس البشرية وآفات المجتمع. ويعتمد جونسون على المبالغة وتضخيم مواقف معينة في الحياة لإلقاء الضوء عليها بصورة هجائية ساخرة بهدف تعريتها وتحليلها كما في فن الكاريكاتور[ر]، ويضع أحداث مسرحياته في إطار حبكات محكمة تتبع وحدة النص والوحدات الثلاث (وحدة الزمان والمكان والحدث) التي أخذها عن الاتباعيين.
أما فيما يخص شعره، فلعل أهم القصائد التي كتبها جونسون واشتهر بها هي «إلى سيليا» To Celia التي تتصف بكمال الصيغة والشكل ولكنها تفتقر إلى العاطفة كما هي الحال في جل شعره. ومع هذا فقد أثر في معاصريه ومن جاء بعده من الشعراء من حيث كمال الصيغة، حتى أن بعض الذين كانوا يصغرونه سناً حذوا حذوه في الصيغة الشعرية ولقبوا أنفسهم «جماعة بن» The tribe of Ben، وعدّوه في أهم الشعراء الغنائيين.
حصل جونسون على لقب أمير الشعراء عام 1616، لكنه لم يكتب بالتميز ذاته بعد ذلك. وتوفي في لندن ودفن في كنيسة ويستمنستر Westminster.
ريما الحكيم
Johnson (Ben-) - Johnson (Ben-)
جونسون (بن ـ)
(1573ـ1637)
ولد جونسون في لندن بعد شهر من وفاة والده، فرباه زوج أمه الذي كان يعمل بنّاءً، وتتلمذ على يد المربي وليم كامدن William Camden، ولكنه لم يستطع الحصول على منحة دراسية لإتمام دراسته الجامعية. سعى زوج أمه لتعليمه مهنته ولكن جونسون هرب والتحق بالجيش الإنكليزي في فلاندر Flanders الذي كان يحارب ضد الإسبان، وعاد في عام 1592.
اشتهر جونسون مسرحياً أكثر منه شاعراً، ومع أنه لم يتلق تعليماً جامعياً إلا أنه قرأ الكثير. دخل عالم المسرح ممثلاً عام 1594 حين انضم إلى فرقة جوالة، وبعد ثلاث سنوات بدأ اسمه يرد في سجلات عروض مسرح السوان (البجعة) The Swan الذي اشتهر آنذاك، وكذلك في سجلات فرقة رجال بيمبروك The Pembroke‘s Men، وأدى الدور الرئيسي في مسرحية الكاتب المسرحي توماس كيد Thomas Kyd «المأساة الإسبانية» The Spanish Tragedy. بدأ مسيرته في الكتابة المسرحية عندما اشترك مع الكاتب توماس ناش[ر] Thomas Nashe بكتابة المسرحية الهجائية «جزيرة الكلاب» The Isle of Dogs التي أوقفتها الرقابة ومنعتها لأنها أثارت فضائح تمس السلطة، وسجن جونسون مع غيره من الكتاب والممثلين الذين شاركوا فيها وأُقفل مسرح السوان. لكن هذا لم يثن جونسون عن العمل في المسرح، فانضم بعد خروجه من السجن إلى فرقة رجال الأميرال The Admiral’s Men في مسرح الروز (الوردة) The Rose، وكتب عام 1598 أول مسرحية له وحده وهي ملهاة «كل امرئ بحسب مزاجه» Every Man in His Humour، التي حققت نجاحاً كبيراً فور عرضها، وكان شكسبير قد مثل أحد الأدوار فيها.
بدأ جونسون يُعرف في أوساط الأدب والمسرح، ولكن لسوء حظه وجد نفسه في العام ذاته في السجن تحت حكم الإعدام، إثر شجار قتل فيه جونسون الممثل غابرييل سبنسر Gabriel Spencer عن غير قصد. وقضى جونسون أكثر من عام في السجن، يقال إنه تحول خلالها من البروتستانتية إلى الكاثوليكية. وتمكن من الحصول على العفو باستخدامه لقانون حصانة رجال الدين والعلم، واكتفت المحكمة بمصادرة أمواله ووصم إبهامه بوصمة «المحكوم عليه». عاد جونسون بعد ذلك إلى الكتابة وحقق نجاحاً آخر في مسرحية «كل امرئ خارج مزاجه» (1600) Every Man Out of His Humour التي نشرت أيضاً بعد فترة قصيرة من عرضها، وكان من النادر أن يجد نص مسرحي طريقه إلى النشر بهذه السرعة. أظهر جونسون في هاتين المسرحيتين اللتين صارتا تسميان «مسرحيات الأمزجة» The Humours تطور أسلوبه الهجائي الذي اشتهر به في رسمه البارع للشخصيات واعتماده على الظرف وخفة الظل. وتعالج المسرحيتان فكرة الأمزجة الأربعة (الدم والبلغم والصفراء والسوداء) التي كان يعتقد أنها تدخل في تركيبة الإنسان وتشكل طبعه، وكيف تختلف الطبائع الإنسانية حسب اختلاط الأمزجة وتوازنها أو عدم توازنها وسيطرة مزاج أكثر من آخر. ويصور جونسون هذا من خلال شخصيات المسرحية المختلفة ومن خلال علاقات بعضها ببعضها الآخر، ويظهر جونسون معرفة عميقة بالنفس البشرية وتحليلاً بارعاً يشبه إلى حد بعيد أسلوب الكاتب المسرحي شو[ر]. ويعتمد جونسون على فصل الطبائع والمبالغة بها ليتسنى للمشاهد فهمها والحكم عليها بشكل موضوعي. وقد عالج جونسون في مسرحية الأمزجة الأولى شخصيات خلقت بطبائع معينة خارجة عن إرادتها، وفي المسرحية الثانية الشخصيات التي تصطنع طبائع معينة لأغراض خاصة أو لخداع الناس، فتظهر بأمزجة مفتعلة تثير الضحك والسخرية.
بعد نجاح مسرحيتي الأمزجة بدأت مسرحيات جونسون تتوالى الواحدة تلو الأخرى، فكتب مسرحية «مشاغبو سينثيا» (1600) Cynthia’s Revels، وهي مسرحية هجائية، سخر جونسون فيها من بعض الكتاب الذين كانوا يتملقون البلاط وانتقد طريقتهم في الكتابة، فبدأ ما سمي «حرب المسارح» بين الكتاب، فكتب جون مارستن John Marston وتوماس ديكر[ر] Thomas Dekker مسرحية يهجوان فيها جونسون، فرد عليهما بدوره بمسرحية «الشويعر» (1601) Poetaster، ونقد فيها نظريات الكتاب المسرحيين والقانون ورجال النفوذ، وكاد أن يدان بتهمة التشهير بالحكومة لولا تدخل أحد المحامين. ومنذ ذلك الحين اتجه جونسون إلى المسارح الخاصة ولكتابة المأساة كونها أقل مجازفة، ووجد لنفسه راعياً في شخص السير روبرت تاونسهيند Robert Townshend الذي قدم له منحة. كتب جونسون في هذه المرحلة مأساة «سقوط سيجانوس» (1603) Sejanus, His Fall، وهي مسرحية رومانية سياسية لم تحصد شعبية إلا في أوساط المفكرين والمثقفين، فقد كانت لغتها صعبة على الفهم رغم تفوق شكلها كنص مسرحي متكامل، ولأنها تنتقد الحكم الاستبدادي فقد سببت له بعض الخلافات مع البلاط أيام الملك جيمس. ولم يكف جونسون مع هذا عن انتقاد السلطة، إذ عُرف عنه أنه كان لا يحب التملق ويحب الجدل ولو سبب هذا موته، فوجد نفسه مرة أخرى في السجن مهدداً بقطع أنفه وأذنه مع الكاتبين مارستن وتشابمان Chapman بسبب بعض وجهات النظر التي عبروا عنها في مسرحية اشتركوا بكتابتها وهي «إلى الشرق، هيا» (1603) Eastward Ho!.
بعدما أطلق سراحه دعي جونسون ليكتب للبلاط مسرحيات قصيرة تنكرية masque، فكتب الكثير منها واشتهر بها واعتبر مؤسساً لهذا النوع من الفن، وظهرت من خلالها موهبته الشعرية، وخاصة في الشعر الغنائي، و من هذه المسرحيات «آلهة الساتير» Satyr و«مسرحية الظلام» (1605) The Masque of Blackness، و«مسرحية البوم» (1608) The Masque of Owles، و«مسرحية الجمال» (1908) The Masque of Beauty.
ولكن شهرة جونسون الأدبية تعتمد بالدرجة الأولى على مسرحياته الكوميدية التي كتبها ما بين عامي 1605 و1614، وكان من أشهرها «فولبوني أو الثعلب» (1605) Volpone, or the Fox التي تتخذ من البندقية موقعاً لأحداثها، وتصور ظهور طبقة التجار في لندن والنفاق الاجتماعي والتملق من أجل المال، فيتظاهر فولبوني البخيل بأنه يحتضر وأنه يبحث عن أحد يوصي له بثروته إذ لا وريث له، ويبدأ مساعده باستقبال الناس المتملقين الذين يأتون بالهدايا على أمل الحصول على الثروة. ويستخدم جونسون روح الفكاهة العالية والسخرية ببراعة لينتقد عبرها النفاق الاجتماعي. كتب جونسون أيضاً مسرحية «ايبيسين أو المرأة الصامتة» (1609) Epicoene, or The Silent Woman و«الخيميائي» (1610) The Alchemist و«معرض بارثولميو» Bartholomew Fair و«الشيطان حماراً» The Devil is an Ass، وجميعها تتحدث عن النفاق وتصور الأشخاص الحمقى الذين يسهل خداعهم.
جمعت مسرحيات جونسون حيوية المسرحيين الإليزابيثيين من أمثال شكسبير ومارلو[ر] ونقاء الشكل الذي تميز به الاتباعيون. عرف برسمه البارع للشخصيات، فمع أن شخصياته نمطية بسيطة، إلا أنها مليئة بالحياة والزخم، ولهذا فإن مسرحياته مسلية إلى حد كبير، وركز فيها على موضوعات مثل الحسد والطمع وضعف النفس البشرية وآفات المجتمع. ويعتمد جونسون على المبالغة وتضخيم مواقف معينة في الحياة لإلقاء الضوء عليها بصورة هجائية ساخرة بهدف تعريتها وتحليلها كما في فن الكاريكاتور[ر]، ويضع أحداث مسرحياته في إطار حبكات محكمة تتبع وحدة النص والوحدات الثلاث (وحدة الزمان والمكان والحدث) التي أخذها عن الاتباعيين.
أما فيما يخص شعره، فلعل أهم القصائد التي كتبها جونسون واشتهر بها هي «إلى سيليا» To Celia التي تتصف بكمال الصيغة والشكل ولكنها تفتقر إلى العاطفة كما هي الحال في جل شعره. ومع هذا فقد أثر في معاصريه ومن جاء بعده من الشعراء من حيث كمال الصيغة، حتى أن بعض الذين كانوا يصغرونه سناً حذوا حذوه في الصيغة الشعرية ولقبوا أنفسهم «جماعة بن» The tribe of Ben، وعدّوه في أهم الشعراء الغنائيين.
حصل جونسون على لقب أمير الشعراء عام 1616، لكنه لم يكتب بالتميز ذاته بعد ذلك. وتوفي في لندن ودفن في كنيسة ويستمنستر Westminster.
ريما الحكيم