جاري (الفريد)
Jarry (Alfred-) - Jarry (Alfred-)
جاري (ألفريد ـ)
(1873 ـ 1907)
ألفريد جاري Alfred Jarry شاعر وروائي وكاتب مسرحي فرنسي، ترك أثراً كبيراً في الأدب الأوربي عامة وفي المسرح خاصة. ويعد واحداً من مؤسسي الحركة السريالية[ر] والأب الروحي لمسرح العبث، إذ ظهر تأثيره في أعمال أنطونان آرتو[ر] وأوجين يونسكو[ر] وصموئيل بيكيت[ر] وجان جنيه[ر]. ولد في مدينة لافال Laval لعائلة ميسورة، وتميّز منذ طفولته بذكاء حاد وبقوة بدنية غير عادية. لكنه أنهك صحته باكراً بسبب تشجّنه الدائم حيال كل ما يحيط به وبسبب إدمانه المَرَضي على الكحول. فأصيب بمرض السل الذي أودى بحياته في مشفى في مدينة باريس وهو في الرابعة والثلاثين من عمره.
بدأ جاري حياته الأدبية شاعراً فأصدر في عام 1894 ديوان «دقائق الرمل التذكاري» Les Minutes de sable mémorial، ثمَّ في عام 1895 ديوان «قيصر المسيح الدجّال» César Antéchrist ، كما صدرت بعد وفاته بوقت طويل في عام 1964، مجموعة من قصائده الأولى التي كتبها في المدرسة الثانوية. وقد اصطبغ شعره برمزية مفرطة وبميل شديد نحو كسر القواعد والقوالب المتبعة في الصياغات الشعرية المألوفة آنذاك.
وفي مجال الرواية كتب جاري «الأيام والليالي» (1897) Les Jours et les Nuits، و«الحب المطلق» (1899)L’Amour absolu ، و«ميسّالين» (1901) Messaline، و«الذَّكر الكامل» (1902) Le Surmle، وأخيرا رواية «التنينة» La Dragonne التي مات قبل أن ينجزها وصدرت غير مكتملة بعد وفاته. وتدور موضوعات معظم هذه الروايات حول العلاقة بين الحب والموت. وجرّب جاري في كتابتها تقنيات سردية لم يجرؤ على مقاربتها أحد قبله، مما أكسبه عداوة معاصريه من النقاد.
ويبقى المسرح أهم ميدان أبدع جاري فيه وجدّد. وقد ظهر اهتمامه به باكراً منذ كان في المدرسة الثانوية في مدينة رين Rennes غربي فرنسة. حيث أخرج لمسرح الدمى المدرسي مسرحية «البولونيّون» عن أهزوجة متداولة بين طلاب المدارس تتهكم من شخصية الأب إبير Hebert أستاذ الفيزياء الأخرق. وفي عام 1896 تحولت «البولونيّون» إلى مسرحية «أوبو ملكاً» Ubu roi التي قدّمها المخرج الطليعي لونييه-بو Lugné-Poe على مسرح الصُّنعة L’Oeuvre المُخصَّص وقتئذ للمسرحيات الرمزية.
لم تكن بنية مسرحية «أوبو ملكاً» مختلفة عن المسرح السائد في ذاك العصر، فهي كالمسرح الكلاسيكي تتضمن خمسة فصول، وهي هزلية كمسرحيات الفودفيل Vaudeville الفرنسية الخفيفة، ومع ذلك لاقى العرض الأول للمسرحية انتقادات لاذعة جداً من الحضور ومن النقاد. وكان مما يستدعي تلك الانتقادات: الخروج على المألوف في استعمال أدوات العرض وفي تصميم أزياء الممثلين، واستعمال كلمات وحركات لم تكن تقاليد ذاك الوقت تسمح بتداولها علانية بين الناس، وإضفاء صفة إنسانية على شخصية الدكتاتور المأفون، إضافة إلى شعور المشاهدين بعدوانية يمارسها المؤلف عليهم. والواقع أن هذه العدوانية قد ميزت كل أعمال جاري المسرحية سواء تلك المسرحيات التي أكملت سلسلة أوبو: «أوبو مخدوعاً» (1897)، «أوبو مقيّدا» (1900)، «أوبو فوق التل» (1906) والتي يجد فيها بعض النقاد الإرهاص الأكثر وضوحا لمسرح العبث، أم في مسرحياته الأخرى: «المحبوب» (1906) L’Objet aimé، «بانتاغرويل» (1911) Pantagruel.
سخّر جاري أدبه ومسرحه بل حياته أيضاً للعبث، وجعل منها ميداناً لممارسة الحرية المطلقة ضارباً عرض الحائط بما يلقاه من انتقادات، غير آبه بتدهور صحته وانزلاقه نحو موته المبكر. هذا ما جعل بعض النقاد يقول عنه إنه السريالي الوحيد الذي وضع حياته بكاملها في خدمة السريالية.
حسّان عبّاس
Jarry (Alfred-) - Jarry (Alfred-)
جاري (ألفريد ـ)
(1873 ـ 1907)
ألفريد جاري Alfred Jarry شاعر وروائي وكاتب مسرحي فرنسي، ترك أثراً كبيراً في الأدب الأوربي عامة وفي المسرح خاصة. ويعد واحداً من مؤسسي الحركة السريالية[ر] والأب الروحي لمسرح العبث، إذ ظهر تأثيره في أعمال أنطونان آرتو[ر] وأوجين يونسكو[ر] وصموئيل بيكيت[ر] وجان جنيه[ر]. ولد في مدينة لافال Laval لعائلة ميسورة، وتميّز منذ طفولته بذكاء حاد وبقوة بدنية غير عادية. لكنه أنهك صحته باكراً بسبب تشجّنه الدائم حيال كل ما يحيط به وبسبب إدمانه المَرَضي على الكحول. فأصيب بمرض السل الذي أودى بحياته في مشفى في مدينة باريس وهو في الرابعة والثلاثين من عمره.
وفي مجال الرواية كتب جاري «الأيام والليالي» (1897) Les Jours et les Nuits، و«الحب المطلق» (1899)L’Amour absolu ، و«ميسّالين» (1901) Messaline، و«الذَّكر الكامل» (1902) Le Surmle، وأخيرا رواية «التنينة» La Dragonne التي مات قبل أن ينجزها وصدرت غير مكتملة بعد وفاته. وتدور موضوعات معظم هذه الروايات حول العلاقة بين الحب والموت. وجرّب جاري في كتابتها تقنيات سردية لم يجرؤ على مقاربتها أحد قبله، مما أكسبه عداوة معاصريه من النقاد.
ويبقى المسرح أهم ميدان أبدع جاري فيه وجدّد. وقد ظهر اهتمامه به باكراً منذ كان في المدرسة الثانوية في مدينة رين Rennes غربي فرنسة. حيث أخرج لمسرح الدمى المدرسي مسرحية «البولونيّون» عن أهزوجة متداولة بين طلاب المدارس تتهكم من شخصية الأب إبير Hebert أستاذ الفيزياء الأخرق. وفي عام 1896 تحولت «البولونيّون» إلى مسرحية «أوبو ملكاً» Ubu roi التي قدّمها المخرج الطليعي لونييه-بو Lugné-Poe على مسرح الصُّنعة L’Oeuvre المُخصَّص وقتئذ للمسرحيات الرمزية.
لم تكن بنية مسرحية «أوبو ملكاً» مختلفة عن المسرح السائد في ذاك العصر، فهي كالمسرح الكلاسيكي تتضمن خمسة فصول، وهي هزلية كمسرحيات الفودفيل Vaudeville الفرنسية الخفيفة، ومع ذلك لاقى العرض الأول للمسرحية انتقادات لاذعة جداً من الحضور ومن النقاد. وكان مما يستدعي تلك الانتقادات: الخروج على المألوف في استعمال أدوات العرض وفي تصميم أزياء الممثلين، واستعمال كلمات وحركات لم تكن تقاليد ذاك الوقت تسمح بتداولها علانية بين الناس، وإضفاء صفة إنسانية على شخصية الدكتاتور المأفون، إضافة إلى شعور المشاهدين بعدوانية يمارسها المؤلف عليهم. والواقع أن هذه العدوانية قد ميزت كل أعمال جاري المسرحية سواء تلك المسرحيات التي أكملت سلسلة أوبو: «أوبو مخدوعاً» (1897)، «أوبو مقيّدا» (1900)، «أوبو فوق التل» (1906) والتي يجد فيها بعض النقاد الإرهاص الأكثر وضوحا لمسرح العبث، أم في مسرحياته الأخرى: «المحبوب» (1906) L’Objet aimé، «بانتاغرويل» (1911) Pantagruel.
سخّر جاري أدبه ومسرحه بل حياته أيضاً للعبث، وجعل منها ميداناً لممارسة الحرية المطلقة ضارباً عرض الحائط بما يلقاه من انتقادات، غير آبه بتدهور صحته وانزلاقه نحو موته المبكر. هذا ما جعل بعض النقاد يقول عنه إنه السريالي الوحيد الذي وضع حياته بكاملها في خدمة السريالية.
حسّان عبّاس