الجمال (أو الإبل) camels حيوانات ضخمة الجثة مرتفعة القوام موطنها الصحارى الحارة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجمال (أو الإبل) camels حيوانات ضخمة الجثة مرتفعة القوام موطنها الصحارى الحارة

    جمل

    Camel - Chameau

    الجمل

    الجمال (أو الإبل) camels حيوانات ضخمة الجثة مرتفعة القوام موطنها الصحارى الحارة، تتميز بتحمل شروطها البيئية القاسية والصبر على نقص الغذاء والماء، وتستفيد من أغذية رديئة الصنف لا يستطيع غيرها من الحيوانات الاستفادة منها. وورد ذكرها في القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى: }أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت[، وفي آيات أخرى.
    يتبع جنس الجمل Camelus نوعان هما الجمال وحيدة السنام (ويسمونها أيضاً الجمال العربية) C. dromedarius (الشكل 1)، والجمال ثنائية السنام (أو العوامل) C. bactrianus (الشكل 2). وقد نشأت الجمال في أمريكة الشمالية قبل نحو 40 مليون سنة، وانتشرت منها إلى أمريكة الجنوبية وآسيا قبل نحو مليون سنة قبل أن تختفي نهائياً من المناطق التي نشأت فيها. وانتشرت في أمريكة الجنوبية أربعة أنواع صغيرة الحجم تنتمي إلى فصيلة الجمل هي اللاماllama والألبكة alpaca والغواناكو guanaco والفيكونة vicuna.

    الشكل (1) مجموعة من الجمال وحيدة السنام
    (الجمال العربية)

    الشكل (2) جمل ثنائي السنام
    التوزع الجغرافي ومنتجات الجمال
    تقطن الجمال ذات السنامين المناطق المرتفعة في أواسط آسيا، ويعيش قطيع بري لا يتجاوز عدده ألف جمل منها في صحراء غوبي Gobi Desert الواقعة جنوبي منغولية وشمالي الصين، أما الجمال العربية فتنتشر في الهند والشرق الأوسط وشمالي إفريقية، وهي مستأنسة في هذه المناطق. ويعيش في أسترالية على نحو سائم نحو 25 ألف رأس منها.
    يبلغ تعداد الجمال في العالم نحو 18 مليون رأس، أغلبها ( نحو 16.5 مليون ) من الجمال وحيدة السنام. وتمتلك الدول العربية ثروة كبيرة منها تقدر بنحو ثلثي تعدادها العالمي، معظمها في الصومال والسودان وموريتانية ( الجدول 1)، ولكن أعدادها تناقصت في العقود الأخيرة من القرن الماضي في عدد من الدول العربية مثل سورية والسعودية والعراق والجزائر وليبية، ويعود ذلك إلى أسباب عدة منها تناقص استخدامها وسيلة ركوب ونقل، حتى في المناطق الصعبة، وإلى نزوح عدد كبير من مربيها إلى المعمورة. ويحتمل أن يؤدي استمرار ذلك إلى فقدان هذا النوع الهام، ففي سورية مثلاً لا يتجاوز عدد الجمال اليوم بضعة آلاف، وتستورد أعداد منها لسد حاجة السوق المحلية من منتجاتها.
    الدولة العدد(ألف رأس) إنتاج الحليب(ألف طن) إنتاج اللحم(ألف طن) إنتاج الجلود(ألف طن) إنتاج الوبر(طن)
    الصومال 5992 1618 120 479 7190
    السودان 2632 711 53 211 3185
    موريتانية 812 319 16 65 974
    ليبية 176 47 3.5 14 211
    تونس 170 46 3.4 14 204
    السعودية 164 44 3.3 13 197
    مصر 159 43 3.1 13 111
    الجزائر 150 40 3 12 180
    بقية الدول العربية 452 22 28.7 35 632
    المجموع 10707 2890 214 856 12848
    المصدر: المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد / ث ح/ن99/1989)
    الجدول (1) أهم الدول العربية الممتلكة للجمال ومنتجاتها
    سلالات الجمال العربية
    يمكن تصنيف سلالات الجمال ضمن أربع مجموعات هي:
    1- جمال الحليب: وهي متوسطة الحجم تتميز بإنتاج مرتفع من الحليب ( قد يصل إلى 2500كغ أو أكثر في الموسم). ومن أبرز سلالاتها الشلاغية والرشايدة في السودان، والسرتاوية والفاخرية في ليبية، وأولاد سيدي الشيخ في موريتانية والمغرب والجزائر.
    2- جمال اللحم: وتتميز بسرعة نموها وحجمها الكبير. ومن أبرز سلالاتها العربي في السودان والجندويل في موريتانية ونجمال في تونس والفلاحي في مصر.
    3- الجمال الثنائية الغرض: وتنتج سلالاتها كميات متوسطة من الحليب واللحم، ومن أهمها جمال الهور والسيفدعر في الصومال، والمغاربية من المغرب حتى مصر والعرارات في السودان والمجاهيم ولوراك في السعودية، والشامية في البادية السورية.
    4- جمال السباق: وهي نحيفة الجسم طويلة القوائم، تستخدم في السباق في عدد من دول الخليج العربي وبعض الدول الإفريقية. ومن أبرز سلالاتها جمال المهارى والهجن العربية الأصيلة.
    صفات الجمال
    يتميز الجمل عن غيره من الحيوانات باجتماع إصبعيه في خف عريض يتسع عندما يطأ الأرض فيساعده على السير على الرمال الصحراوية الناعمة، ولذلك سميت الجمال بذوات الخف.
    يمتلك الجمل مجموعة من الصفات تؤهله بجدارة لأن يسمى «سفينة الصحراء»، وهو عموما حيوان أنيس عديم المبالاة، إلا أنه يصبح شرساً إذا استثير، ويمكن أن يظهر غضباً ملحوظاً وخاصة إبان موسم التلقيح، وقد تعض الذكور المتشاجرة بعضها بعضاً عضاً مؤلماً.
    تختلف ألوان الجمال من حمرة وكتمة وصفرة وبياض ودهمة وغيرها، وتتميز بقوائمها الطويلة ورقابها النحيلة الطويلة. رؤوسها صغيرة بالنسبة لأحجامها، وأعينها كبيرة تحميها من الغبار والرمال أجفان واضحة ورموش طويلة مقوسة، وآذانها صغيرة وسمعها جيد، وفتحاتها مغطاة بأشعار. ويستطيع الجمل إغلاق فتحتي أنفه لمقاومة الرمال التي تذروها الرياح، وجلده مغطى بأوبار تكون أطول في الجمال ذات السنامين منها في الجمال ذات السنام الواحد، وتسقط الأوبار في الربيع لتحل محلها أوبار جديدة في الخريف. وللجمل وسادات متقرنة سميكة على صدره وركبه تساعده على حمل ثقل جسمه عند القعود على الأرض.
    تجتر الجمال الغذاء الذي تناولته مما قد يوحي أنها من المجترات، ولكنها ليست كذلك تماماً لكونها لا تمتلك المعدة الثالثة omasum. وعلى هذا فإن معدتها مركبة من ثلاث حجرات (بدلا من أربع كما في المجترات)، وتحتوي أولاها على أكياس صغيرة كانت تدعى خطأ «أكياس الماء» إذ كان يعتقد بأنها تخزن الماء بداخلها، وقد ثبت عدم صحة ذلك. ولا يمتلك الجمل حويصلاً صفراوياً ، وكريات دمه الحمراء بيضوية الشكل.
    السنام hump مخزن هام للدهون، ففي حال التغذية الجيدة يخزن الجمل كميات من الدهن في سنامه لحين الحاجة إليها فيستخدمها مصدراً للغذاء والماء بعد تأكسدها.
    يستطيع الجمل التغذي على الأعلاف الجافة والنباتات الشوكية على نحو جيد، وتساعده في ذلك شفته العليا المشقوقة نصفين، وهذا ما لا تستطيعه الأنواع الحيوانية الأخرى. ويمكن أن يتحمل نقص الغذاء والماء مدة أطول بكثير من حيوانات المزرعة، حتى أنه قد يفقد 25% من وزنه من دون أضرار كبيرة، ويستطيع أن يستعيد ما فقده من الماء بشرب كميات كبيرة منه قد تبلغ نحو مئة لتر في أقل من ربع ساعة. ويُعدَ ذلك ضاراً بالحيوانات الأخرى لما يسببه من مشكلات حلولية osmotic، ولكن الجمل يتحمل ذلك لأن الماء لا يمتص بسرعة من جهازه الهضمي ، فيتيح ذلك وقتاً كافياً لحدوث التوازن الحلولي في جسمه.
    تسير الجمال ذات السنامين بسرعة أقل من الجمال ذات السنام الواحد، ولكنها أقوى على حمل الأثقال وتحمل المشاق، والثانية أكثر ارتفاعاً وأخف وزناً من الأولى، وتستخدم أساساً للركوب. تضع الأنثى مولوداً واحداً بعد مدة حمل تراوح بين 12 و14 شهراً، وتُرضعه نحو سنة. ويمكن أن يعيش مع أمه لعدة سنوات ما لم يُفصل عنها، فإذا فُصل عنها فهو فصيل. ويصبح الحيوان بالغاً بعمر 10 ـ 12 سنة، ويمكن أن يعمر مدة قد تصل إلى 40 عاماً.
    يمتاز الجمل من الثدييات الأخرى بقدرة حرارة جسمه على التغير بين 34 - 41 درجة مئوية، ولا يبتدئ في التعرق حتى تبلغ درجة حرارة جسمه حداً مرتفعاً، مما يساعده على الإقلال من فقد الماء بالتبخر. أضف إلى ذلك أن بول الجمل مركز جداً وبرازه شبه جاف مما يساعد أيضاً على منع فقدان الماء. وجدير بالذكر أن الماء الذي يفقده من جسمه إنما يكون أساساً من أنسجة الجسم، مما يساعده على الاحتفاظ بسيولة الدم في حالة جيدة .
    تخد الجمال عندما تجبر على الإسراع، والوخد هو سرعة متوسطة ترتفع القدمان اللتان على جانب واحد وتطآن الأرض معا.
    الجمال عند العرب
    ارتبط الجمل منذ القدم بحياة البدوي في الوطن العربي، فقد وصفه وذكر خصائصه ومراعيه ونباتاتها وأمراضه بدقة كبيرة، واستعمله العرب في أسفارهم وقوافل تجارتهم وتنقلاتهم. وكانوا قادرين دوماً على تمييز الجمال ذات الصفات الجيدة والاعتناء بها، وأوجدوا لها تسميات مختلفة، منها تسميات تبعاً لتطورها مع تقدمها بالعمر، متخذين الأسنان معياراً للتسمية، فمثلا أدرجت في «لسان العرب» لابن منظور التسميات الآتية:
    «حوار»: أقل من سنة، «فصيل»: مفطوم في سنة أو أقل وفصل عن أمه، «ابن مخاض»: في السنة الثانية وتكون أمه حاملاً، «ابن لبون»: في الثالثة لأن أمه تكون ذات لبن أي ترضع أخاه، «حق»: إذا دخل السنة الرابعة لاستحقاقه أن يُحمل عليه، «جَذَع»: إذا استكمل الرابعة ودخل في الخامسة، «ثني»: إذا دخل في السادسة حيث تطلع الثنيتان الثابتتان، «رَبَاع»: إذا دخل في السابعة حيث تطلع الرباعيتان، «سديس»: إذا دخل في الثامنة حيث يطلع القارحان، «بازل»: إذا دخل في التاسعة فبزل ناباه، ويكون البعير قد بلغ أشده.
    ومن ألوان الجمال التي أوردها الثعالبي: «إذا لم يُخالط حُمرة البعير شيء فهو أحمر، فإن خالطها السواد فهو أرمك، فإن كان أسود يخالط سواده بياض كدخان الرمث فهو أورق، فإن اشتد سواده فهو جَون، فإن كان أبيض فهو آدم، فإن خالطت بياضه حُمرة فهو أصهب، فإن خالطت بياضه شقرة فهو أعيس، فإن خالطت حُمرته صفرة وسواد فهو أحوى، فإن كان أحمر يخالط حمرته سواد فهو أكلف».
    يقول الدميري إن الجمل كُنيَ بأبي أيوب دلالة على كثرة صبره، وإن من ألقاب الجمال، العيس: وهي الشديدة الصلبة، والشملال: وهي الخفيفة، واليعملة: وهي التي تعمل، والناجية: وهي السريعة، والعوجاء: وهي الضامرة، والشمرولة: وهي الطويلة، والهجان: وهي الجمال الكريمة، والكُوماء: وهي العظيمة السنام.
    وقد جاء ذكر الجمال في الأمثال العربية، وقيل في إحداها: «أشبعهُم سبَاً وراحوا بالجمال» ويضرب لمن لم يكن عندهم إلا الكلام. وقيل أيضاً «ما هكذا يا سعد تُورد الجمال»، ويُضرب لمن تكلف أمراً لا يحسنه، وقيل في آخر: «لا ناقة لي ولا جمل» في أمر من الأمور لا يهم القائل.
    وقال الطغرائي في المعنى نفسه:
    فيم الإقامة بالزوراء لا سَكَني
    فيها ولا ناقتي فيها ولا جملي
    وقالت العرب أيضاً: «أطيب الجمال لبناً ما أكل السعدان»، والسعدان نبات له ثمر مستدير مشوك الوجه، وهو من خير مراعي الربيع. ويحتوي التراث على أسماء ووصف لكثير من الأشجار والشجيرات التي ترعاها الجمال مثل الطاح والسمر والحرز والسيال، وكلها أنواع من الأكاسي Acacia sp، والسدر والعاقول والشبرق، وغيرها.
    وقد عرف العرب كثيراً من أمراض الجمال ووصفوها مع طرق مداواتها. وكانت تُعد معياراً للثراء، واستخدموها في دفع الدية ومهوراً للزواج، كما كان حليبها ولحمها يستخدم في إكرام الضيف.
    أسامة عارف العوا
يعمل...
X