جماعه (بن)
Banu Jamaa - Banou Jamaa
جماعة (بنو ـ )
أسرة من العلماء تعود بأصولها إلى قبيلة مالك بن كنانة العدنانية، استوطنت حماة وعُرف أبناؤها ببني جَماعة، نسبة إلى جماعة بن صخر. أكبَّ الجد والأحفاد على تلقي العلوم، والارتحال إلى عدد من المراكز العلمية المشهورة، انتقل بعضهم إلى بيت المقدس في حين عاش آخرون في حماة ودمشق والقاهرة.
مَهَرَ أبناؤها في شتى الميادين العلمية الدينية والدنيوية المعروفة في أيامهم، وكان لهم دور رئيس في إرساء المذهب الشافعي ونشره في القدس خاصة، وفلسطين عامة، ولقد نالوا حظوة كبيرة لدى السلاطين والأمراء، وتولى الكثيرون منهم مناصب هامة في بلاد الشام ومصر، فكان منهم: قاضي القضاة والقضاة والمفتون والمدرسون وخطباء المسجد الأقصى، وبرز منهم المفسرون والمحدّثون والأطباء والفلاسفة والمتصوفة، بل وأسهم بعضهم في الكتابة بفن الحرب، وغير ذلك من العلوم، ولم يكن العطاء العلمي مقصوراً على الرجال فحسب، وإنما أسهمت نساؤهم بدور رائد، وظهر منهن عدد من العالمات الفاضلات كُنَّ مقصداً لطالبي العلم، ونيل إجازاته، مثل العالمة شهدة بنت عبد العزيز (ت757هـ/1356م)، والمُحدِّثة عائشة بنت عبد الرحيم، التي استوطنت دمشق إلى حين وفاتها (789هـ/1387م).
وقد ذاع صيت أعلام هذه الأسرة، فَقَصَدَ مئات الطلبة مجالس وعظهم، وحلقات دروسهم في أروقة المسجد الأقصى، وتوافد الناس لسماع خطبهم فيه، ومن أشهرهم:
محمد بن إبراهيم
(639ـ733هـ/1241ـ1333م)
ولد بحماة وتلقى العلوم فيها وفي غيرها من مدن العلم، وحصل على الكثير من الإجازات من أبرز علماء وقته، بدأ حياته العملية مدرساً في المدرسة القيمرية بدمشق، فقاضياً للقدس (687هـ/1287م)، ثم قاضياً للديار المصرية منذ رمضان (690هـ/1290م) بدلاً من ابن الأعز، في عهد الملك الأشرف صلاح الدين خليل من ملوك الأتراك في مصر، ولما صُرف عن القضاء إثر وفاة الأشرف، عمل مدرساً، وما لبث أن عُيّن قاضياً وخطيباً بدمشق، وأضيفت إليه مشيخة الشيوخ والتدريس والنظارة، ثم أعيد إلى قضاء مصر حتى صَرَفه ناصر الدين محمد (709-741هـ) ثانية، واستمر يُدرّس في مدارس الصالحية، والناصرية، والكاملية، وجامع ابن طولون، وزاوية الإمام الشافعي، وفَقَدَ بصره، ومع هذا، ظلَّ يمارس القضاء في منزله، أثنى عليه معاصروه فقالوا عنه: كان قوي المشاركة في الحديث، عارفاً بالفقه وأصوله، ذكياً، فطناً، ورعاً، تام الشكل، وافر العقل، حَسَنَ الهدي، متين الديانة، ودوداً، لين الجانب، حسن الأخلاق والمحاضرة، متقشفاً في كل شيء، ولما توفي شهد جنازته جمع غفير من أهالي القاهرة، ودُفن بالقرب من الإمام الشافعي، له عدد من المؤلفات منها: «التبيان لمهمات القرآن»، «غُرر البيان»، «المنهل الرويّ في علوم الحديث النبويّ»، «تحرير الأحكام في تدبير جيش الإسلام»، «مستند الأجناد في آلات الجهاد».
عز الدين عبد العزيز بن محمد
(694ـ767هـ/1294ـ1366م)
تلقى العلم على يد عدد كبير من علماء دمشق، وبعلبك، ومصر، وبغداد، والمغرب، وبلغ عدد شيوخه ألفاً وثلاثمئة، واستمر في طلب العلم حتى وفاته، كان كثير الحج والمجاورة، أُسندت إليه مناصب عدة، منها قضاء الديار المصرية، وخطيب الجامع الجديد، ثم فَوّض إليه الناصر مهمة تعيين قضاة الشام، وبقي كذلك حتى عَزَلَ نفسه سنة (754هـ/1353م)، إلا أنه، أُعيد أكثر من مرة حتى أعفي من منصبه سنة (766هـ/1365م)، بعد توسله إلى السلطان، وانصرف إلى تدريس الفقه والحديث في المدرسة الخشابية وجامع ابن طولون، وكان محمود السيرة، سليم الصدر، مُحباً لأهل العلم ومتودداً إليهم.
توفي عبد العزيز بمكة المكرمة ودُفن بالحُجون، بالقرب من الفضيل بن عياض، بباب المعلاة، ترك مصنفات عدة منها: المناسك الكبرى والصغرى.
أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز
(749ـ819هـ/1349ـ1416م)
ولد بطريق ينبع على شاطئ البحر الأحمر، وانتقل إلى القاهرة وسكنها وتوفي فيها، تتلمذ على ابن خلدون وغيره، كان أديباً، نحوياً، فيلسوفاً، مُحدِّثاً، وخبيراً بالعلم العسكري، وفن الحرب، وصنّف في هذا الفن وفي كثير من العلوم، زادت مؤلفاته عن المئتين، ولكن فُقد الكثير منها، ومن مؤلفاته: حاشية على شرح ابن المصنف بدر الدين لألفية ابن مالك، حاشية على مطالع الأنوار للأرموي في المنطق، شرح «المنهل الروي في علوم الحديث النبوي»، «الأمنيّة في علم الفروسية»، «الأسوس في صنع الدبوس»، «أولى الأسباب في الرمي بالنشاب»، «البداية والنهاية في علم الرماية»، «مرشد الأجناد في آلات الجهاد».
ومن علماء هذه الأسرة:
- إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم (706-764هـ/1306-1362م).
- إسماعيل بن إبراهيم (710-776هـ/1310-1374م).
- إبراهيم بن عبد الرحيم (725-790هـ/1324-1388م).
- عمر بن عبد العزيز بن محمد (720-776هـ/1319-1374م).
- عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحمن (777-809هـ/1374-1406م).
- عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن (780-865هـ/1377-1460م).
- إبراهيم بن محمد بن محمد (805 -872 هـ/1402-1467م).
- أحمد بن إبراهيم بن عبد الله (ت889 هـ/1484م).
- محمد بن أحمد بن إبراهيم (ت897هـ/1492م). وغيرهم.
عبد الله محمود حسين
Banu Jamaa - Banou Jamaa
جماعة (بنو ـ )
أسرة من العلماء تعود بأصولها إلى قبيلة مالك بن كنانة العدنانية، استوطنت حماة وعُرف أبناؤها ببني جَماعة، نسبة إلى جماعة بن صخر. أكبَّ الجد والأحفاد على تلقي العلوم، والارتحال إلى عدد من المراكز العلمية المشهورة، انتقل بعضهم إلى بيت المقدس في حين عاش آخرون في حماة ودمشق والقاهرة.
مَهَرَ أبناؤها في شتى الميادين العلمية الدينية والدنيوية المعروفة في أيامهم، وكان لهم دور رئيس في إرساء المذهب الشافعي ونشره في القدس خاصة، وفلسطين عامة، ولقد نالوا حظوة كبيرة لدى السلاطين والأمراء، وتولى الكثيرون منهم مناصب هامة في بلاد الشام ومصر، فكان منهم: قاضي القضاة والقضاة والمفتون والمدرسون وخطباء المسجد الأقصى، وبرز منهم المفسرون والمحدّثون والأطباء والفلاسفة والمتصوفة، بل وأسهم بعضهم في الكتابة بفن الحرب، وغير ذلك من العلوم، ولم يكن العطاء العلمي مقصوراً على الرجال فحسب، وإنما أسهمت نساؤهم بدور رائد، وظهر منهن عدد من العالمات الفاضلات كُنَّ مقصداً لطالبي العلم، ونيل إجازاته، مثل العالمة شهدة بنت عبد العزيز (ت757هـ/1356م)، والمُحدِّثة عائشة بنت عبد الرحيم، التي استوطنت دمشق إلى حين وفاتها (789هـ/1387م).
وقد ذاع صيت أعلام هذه الأسرة، فَقَصَدَ مئات الطلبة مجالس وعظهم، وحلقات دروسهم في أروقة المسجد الأقصى، وتوافد الناس لسماع خطبهم فيه، ومن أشهرهم:
محمد بن إبراهيم
(639ـ733هـ/1241ـ1333م)
ولد بحماة وتلقى العلوم فيها وفي غيرها من مدن العلم، وحصل على الكثير من الإجازات من أبرز علماء وقته، بدأ حياته العملية مدرساً في المدرسة القيمرية بدمشق، فقاضياً للقدس (687هـ/1287م)، ثم قاضياً للديار المصرية منذ رمضان (690هـ/1290م) بدلاً من ابن الأعز، في عهد الملك الأشرف صلاح الدين خليل من ملوك الأتراك في مصر، ولما صُرف عن القضاء إثر وفاة الأشرف، عمل مدرساً، وما لبث أن عُيّن قاضياً وخطيباً بدمشق، وأضيفت إليه مشيخة الشيوخ والتدريس والنظارة، ثم أعيد إلى قضاء مصر حتى صَرَفه ناصر الدين محمد (709-741هـ) ثانية، واستمر يُدرّس في مدارس الصالحية، والناصرية، والكاملية، وجامع ابن طولون، وزاوية الإمام الشافعي، وفَقَدَ بصره، ومع هذا، ظلَّ يمارس القضاء في منزله، أثنى عليه معاصروه فقالوا عنه: كان قوي المشاركة في الحديث، عارفاً بالفقه وأصوله، ذكياً، فطناً، ورعاً، تام الشكل، وافر العقل، حَسَنَ الهدي، متين الديانة، ودوداً، لين الجانب، حسن الأخلاق والمحاضرة، متقشفاً في كل شيء، ولما توفي شهد جنازته جمع غفير من أهالي القاهرة، ودُفن بالقرب من الإمام الشافعي، له عدد من المؤلفات منها: «التبيان لمهمات القرآن»، «غُرر البيان»، «المنهل الرويّ في علوم الحديث النبويّ»، «تحرير الأحكام في تدبير جيش الإسلام»، «مستند الأجناد في آلات الجهاد».
عز الدين عبد العزيز بن محمد
(694ـ767هـ/1294ـ1366م)
تلقى العلم على يد عدد كبير من علماء دمشق، وبعلبك، ومصر، وبغداد، والمغرب، وبلغ عدد شيوخه ألفاً وثلاثمئة، واستمر في طلب العلم حتى وفاته، كان كثير الحج والمجاورة، أُسندت إليه مناصب عدة، منها قضاء الديار المصرية، وخطيب الجامع الجديد، ثم فَوّض إليه الناصر مهمة تعيين قضاة الشام، وبقي كذلك حتى عَزَلَ نفسه سنة (754هـ/1353م)، إلا أنه، أُعيد أكثر من مرة حتى أعفي من منصبه سنة (766هـ/1365م)، بعد توسله إلى السلطان، وانصرف إلى تدريس الفقه والحديث في المدرسة الخشابية وجامع ابن طولون، وكان محمود السيرة، سليم الصدر، مُحباً لأهل العلم ومتودداً إليهم.
توفي عبد العزيز بمكة المكرمة ودُفن بالحُجون، بالقرب من الفضيل بن عياض، بباب المعلاة، ترك مصنفات عدة منها: المناسك الكبرى والصغرى.
أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز
(749ـ819هـ/1349ـ1416م)
ولد بطريق ينبع على شاطئ البحر الأحمر، وانتقل إلى القاهرة وسكنها وتوفي فيها، تتلمذ على ابن خلدون وغيره، كان أديباً، نحوياً، فيلسوفاً، مُحدِّثاً، وخبيراً بالعلم العسكري، وفن الحرب، وصنّف في هذا الفن وفي كثير من العلوم، زادت مؤلفاته عن المئتين، ولكن فُقد الكثير منها، ومن مؤلفاته: حاشية على شرح ابن المصنف بدر الدين لألفية ابن مالك، حاشية على مطالع الأنوار للأرموي في المنطق، شرح «المنهل الروي في علوم الحديث النبوي»، «الأمنيّة في علم الفروسية»، «الأسوس في صنع الدبوس»، «أولى الأسباب في الرمي بالنشاب»، «البداية والنهاية في علم الرماية»، «مرشد الأجناد في آلات الجهاد».
ومن علماء هذه الأسرة:
- إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم (706-764هـ/1306-1362م).
- إسماعيل بن إبراهيم (710-776هـ/1310-1374م).
- إبراهيم بن عبد الرحيم (725-790هـ/1324-1388م).
- عمر بن عبد العزيز بن محمد (720-776هـ/1319-1374م).
- عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحمن (777-809هـ/1374-1406م).
- عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن (780-865هـ/1377-1460م).
- إبراهيم بن محمد بن محمد (805 -872 هـ/1402-1467م).
- أحمد بن إبراهيم بن عبد الله (ت889 هـ/1484م).
- محمد بن أحمد بن إبراهيم (ت897هـ/1492م). وغيرهم.
عبد الله محمود حسين