جميل معمر
Jamil ibn Moamar - Jamil ibn Moamar
جميل بن معمر
(… ـ 82هـ/ … ـ 701م)
أبو عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر، من بني عُذرة بن سعد هُذَيم، إحدى قبائل قضاعة اليمنية. أحد أعلام شعراء الغزل العفيف في العصر الأموي، وأحد عُشاق العرب المشهورين، اشتهر بحبه لبثينة العُذرية وتغزله بها في جُل شعره، حتى نُسب إليها فقيل له: جميل بثينة.
وقد اشتهرت قبيلة عُذرة بجمال نسائها وعفة شعرائها الغزليين وفرط خضوع رجالها لعاطفة الحب. قيل لأعرابي منهم: ما بال قلوبكم كأنها قلوب الطير تنماث (تذوب) كما ينماث الملح في الماء؟ فأجاب: إننا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها. وقيل لآخر: ممَّن أنت؟ فقال: من قوم إذا أحبوا ماتوا، فقالت امرأة سمعته: عُذري وربِّ الكعبة.
في نسب قضاعة خلاف بين علماء النسب، نسبها بعضهم إلى معد بن عدنان، ونسبها آخرون إلى قحطان، وهو ما استقر عليه نسبها عند أكثرهم، على أن جميلاً كان ينسب قومه إلى مَعَدٍّ ويفخر بهذا الانتماء، نحو قوله:
أنا جميلٌ في السَّنام من مَعَدّْ
في الأسرة الحصداء والعيص الأشد
[الحصداء: الكثيرة العدد. العيص، هنا: الأصل].
كان منزل جميل وقومه بوادي القُرى، في الطريق من المدينة إلى الشام، وكانت منازل قوم بثينة قريبة من منازل قومه، وكان جميل في بادئ أمره يشبب بأخت بثينة واسمها أم الجُسير، ثم اتفق أنه كان يورد إبله يوماً بوادٍ يقال له بغيض، فاضطجع وأرسل إبله إلى الماء، فجاءت بثينة وجارة لها تريدان ورود الماء، وهي يومئذ صغيرة السن، فطردت إبل جميل، فسبهما، فردت بسباب مماثل، فمَلُح إليه سبابها وأعجب بها، وإلى ذلك يشير بقوله:
وأول ما قاد المودة بيننا
بوادي بغيضٍ يا بُثَينَ سبابُ
وقلنا لها قولاً فجاءت بمثله
لكل كلام يا بثين جوابُ
ولقيها مرة أخرى في نفر من قومها بني الأحبّ، فازداد تعلقاً بها وتمكن حبها من قلبه، فأنشأ يقول الشعر في التغزل بها، وأعجبت بثينة به وراقها تغزله بها، وتوثقت بينهما أسباب المودة والحب، وكانت علاقتهما لا تتعدى الحديث والمناجاة وتبادل النظرات، فكان حبه حباً عفيفاً بعيداً عن الفحش والشهوات الجنسية، ومن هنا أطلق على الشعر الغزلي العفيف اسم الغزل العذري، نسبة إلى قبيلة عذرة التي ينتمي إليها جميل، وشعراء آخرون عُرفوا بعفتهم في غزلهم.
وقد صور عفته في قوله:
لا والذي تسجدُ الجباهُ لـه
ما لي بما دونَ ثوبِها خبرُ
ولا بفِيها ولا هَمَمْتُ به
ما كان إلا الحديثُ والنظرُ
كان جميل ينتهز غفلة الرجال من قوم بثينة، وهم جيران قومه، فيأتيها في محضر أخواتها، ويتبادلان الأحاديث البريئة من الإثم والفحش، ومالبث أن اشتهرت أشعاره فيها واتصل أمرها بقوم بثينة، فزجروه ونهوه عن الإلمام بديارهم، فهموا بقتله، ولكنهم خشوا وقوع الشر بينهم وبين قومه، فحرضوا شاعراً منهم يقال له عبد الله بن قطبة على هجائه، فهجاه، ولج التهاجي بينهما، فغلبه جميل، فغضب أخ له يقال له جَوّاس، فهجا جميلاً وتغزل بأخته ليغيظه، فغضب جميل وهجا جواساً وقومه. وكان أهل بثينة قد زوجوها رجلاً يقال له نبيه، وأبوا تزويجها منه حين خطبها لاشتهار تغزله بها، وهي عادة كانت معروفة في المجتمع القبلي، ولاسيما في البيئة البدوية. ولكن زواجها لم يمنع جميل من زيارتها والتغزل بها، فلم يجد قومها يومئذ سبيلاً إلى قطعه عن هجائهم وعن الإلمام بديارهم إلا باستعداء مروان بن الحكم عليه، وكان يومئذ عامل معاوية على المدينة، واستعداء السلطان على شعراء الهجاء والغزل كان معروفاً منذ قيام الدولة الإسلامية، [وقبل ذلك استعدى الزبرقان عمر بن الخطاب على الحطيئة لهجائه إياه فحبسه، واستعدى بنو العجلان عمر كذلك على النجاشي الشاعر لهجائه إياهم فحبسه عمر]، فلما استعدوا مروان نذر ليقطعن لسان جميل، فخافه جميل ولحق بقبيلة أخواله جُذام، فأقام فيهم حتى عُزل مروان فعاد إلى ديار قومه، وعاد إلى التشبب ببثينة، فلما طال الأمر على قومها وضاقوا به ذرعاً استعدوا عليه عامل وادي القرى دجاجة بن رِبْعي، فأهدر دمه إن هو ألم بديارهم، وإهدار الدم كان مألوفاً في مثل هذه الأحوال. فضاقت الدنيا بجميل ولم يجد مناصاً من مغادرة مواطن قومه، علّه يسلو حب بثينة، فمضى أولاً إلى الشام ثم إلى مصر.
وفي مصر اتصل جميل بواليها عبد العزيز بن مروان، فاحتفى به وأنزله داراً لإقامته، فقال فيه جميل مدائح قليلة، مالبث أن وافاه الأجل فدفن بمصر.
رويت حول جميل وبثينة أخبار كثيرة تصور عاطفته المضطرمة وما تعرض له من المخاطر في سبيل زيارتها، وبعض هذه الأخبار نسجه خيال الأخباريين على أنه من المحقق أن جميلاً كان صادقاً في حبه لبثينة، وقد شهد له الرواة ومن ترجموه بصدق الصبابة، وكان أهله يعذلونه على تعلقه الخائب بها، فكان يجيبهم أن حبها أمر قدره الله عليه فلا سبيل إلى رده.
أتى جميل بمعانٍ في الغزل لم يُسبق إلى كثير منها، وفي معانيه المبتكرة التي تذكر بشطحات الصوفية ذهابه إلى أن حبه لبثينة سابق على وجوده، وأن تعلقه بها سوف يلازمه طوال حياته، بل أنه سوف يبقى بعد موته، فيقول:
تعلقَ روحي روحَها قبل خَلْقِنا
ومن بعد ما كنّا نطافاً وفي المهدِ
فزاد كما زِدْنَا فأصبحَ نامياً
وليس إذا مِتْنا بمنتقصِ العهدِ
والوحدانية في الحب من سمات الحب العذري عامة، فالشاعر العذري العاشق يتعلق بمن أحبها وحدها، ولا سبيل إلى أن تحل محل حبيبته امرأة أخرى، ولو أنه أراد أن يتعلق بغيرها ويقول فيها غزلاً لما طاوعه شعره، فهو يفضلها على النساء جميعاً كما فضلت ليلة القدر على سائر الليالي.
وكان جميل ربما ضاق بحبه ذرعاً لكثرة معاناته فكان يتمنى الخلاص فلا يجد إلى ذلك سبيلاً:
عَدِمْتُك من حبٍ أما مِنْك راحةٌ
وما بك عني من تَوانٍ ولا فَتْر
ألا أيها الحبُ المبرِّحُ هل ترى
أخا كَلَفٍ أُغري بحب كما أغري
ولفرط تعلقه ببثينة وعفته في حبه كان يقنع منها بالنظرة العجلى واللقاء العابر:
وإني لأرضى من بثينة بالذي
لو أبصرَ الواشي لفرّت بَلابِلُه
وبالنظرةِ العَجْلى وبالحولِ ينقضي
أواخرُه ما تلتقي بأوائله
غزل جميل ببثينة من أرقى نماذج الغزل العفيف وأجودها معنىً وأسلوباً، وفي شعره عذوبة ورقة مع متانة التأليف وإحكام النسج، فهو زعيم شعراء الغزل العفيف غير منازع، وكان كثير عزّة راوية لشعره، وكان جميل راوية للشاعر العذري هدبة بن الخشرم، وكان كثير يقر بأستاذه جميل وتقدمه عليه، وما كان أحد يستنشده شعراً إلا يبدأ بإنشاد شعر لجميل، وكان يقول إذا سئل عنه: وهل وطّأ لنا النسيب إلا جميل؟
وقد شهد لـه بالتقدم والتفوق في الغزل العفيف جمهرة من الرواة والعلماء بالشعر، وقد وضعه ابن سلام في الطبقة السادسة من شعراء الإسلام التي وقفها على شعراء الغزل الحجازيين، مع عبد الله بن قيس الرقيات، والأحوص الأنصاري، ونصيب.
وقد تغنى المغنون كثيراً بشعر جميل لمواءمته للغناء في معانيه ورقة ألفاظه وسهولة أسلوبه.
إحسان النص
جميل معمر
Jamil ibn Moamar - Jamil ibn Moamar
جميل بن معمر
(… ـ 82هـ/ … ـ 701م)
أبو عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر، من بني عُذرة بن سعد هُذَيم، إحدى قبائل قضاعة اليمنية. أحد أعلام شعراء الغزل العفيف في العصر الأموي، وأحد عُشاق العرب المشهورين، اشتهر بحبه لبثينة العُذرية وتغزله بها في جُل شعره، حتى نُسب إليها فقيل له: جميل بثينة.
وقد اشتهرت قبيلة عُذرة بجمال نسائها وعفة شعرائها الغزليين وفرط خضوع رجالها لعاطفة الحب. قيل لأعرابي منهم: ما بال قلوبكم كأنها قلوب الطير تنماث (تذوب) كما ينماث الملح في الماء؟ فأجاب: إننا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها. وقيل لآخر: ممَّن أنت؟ فقال: من قوم إذا أحبوا ماتوا، فقالت امرأة سمعته: عُذري وربِّ الكعبة.
في نسب قضاعة خلاف بين علماء النسب، نسبها بعضهم إلى معد بن عدنان، ونسبها آخرون إلى قحطان، وهو ما استقر عليه نسبها عند أكثرهم، على أن جميلاً كان ينسب قومه إلى مَعَدٍّ ويفخر بهذا الانتماء، نحو قوله:
أنا جميلٌ في السَّنام من مَعَدّْ
في الأسرة الحصداء والعيص الأشد
[الحصداء: الكثيرة العدد. العيص، هنا: الأصل].
كان منزل جميل وقومه بوادي القُرى، في الطريق من المدينة إلى الشام، وكانت منازل قوم بثينة قريبة من منازل قومه، وكان جميل في بادئ أمره يشبب بأخت بثينة واسمها أم الجُسير، ثم اتفق أنه كان يورد إبله يوماً بوادٍ يقال له بغيض، فاضطجع وأرسل إبله إلى الماء، فجاءت بثينة وجارة لها تريدان ورود الماء، وهي يومئذ صغيرة السن، فطردت إبل جميل، فسبهما، فردت بسباب مماثل، فمَلُح إليه سبابها وأعجب بها، وإلى ذلك يشير بقوله:
وأول ما قاد المودة بيننا
بوادي بغيضٍ يا بُثَينَ سبابُ
وقلنا لها قولاً فجاءت بمثله
لكل كلام يا بثين جوابُ
ولقيها مرة أخرى في نفر من قومها بني الأحبّ، فازداد تعلقاً بها وتمكن حبها من قلبه، فأنشأ يقول الشعر في التغزل بها، وأعجبت بثينة به وراقها تغزله بها، وتوثقت بينهما أسباب المودة والحب، وكانت علاقتهما لا تتعدى الحديث والمناجاة وتبادل النظرات، فكان حبه حباً عفيفاً بعيداً عن الفحش والشهوات الجنسية، ومن هنا أطلق على الشعر الغزلي العفيف اسم الغزل العذري، نسبة إلى قبيلة عذرة التي ينتمي إليها جميل، وشعراء آخرون عُرفوا بعفتهم في غزلهم.
وقد صور عفته في قوله:
لا والذي تسجدُ الجباهُ لـه
ما لي بما دونَ ثوبِها خبرُ
ولا بفِيها ولا هَمَمْتُ به
ما كان إلا الحديثُ والنظرُ
كان جميل ينتهز غفلة الرجال من قوم بثينة، وهم جيران قومه، فيأتيها في محضر أخواتها، ويتبادلان الأحاديث البريئة من الإثم والفحش، ومالبث أن اشتهرت أشعاره فيها واتصل أمرها بقوم بثينة، فزجروه ونهوه عن الإلمام بديارهم، فهموا بقتله، ولكنهم خشوا وقوع الشر بينهم وبين قومه، فحرضوا شاعراً منهم يقال له عبد الله بن قطبة على هجائه، فهجاه، ولج التهاجي بينهما، فغلبه جميل، فغضب أخ له يقال له جَوّاس، فهجا جميلاً وتغزل بأخته ليغيظه، فغضب جميل وهجا جواساً وقومه. وكان أهل بثينة قد زوجوها رجلاً يقال له نبيه، وأبوا تزويجها منه حين خطبها لاشتهار تغزله بها، وهي عادة كانت معروفة في المجتمع القبلي، ولاسيما في البيئة البدوية. ولكن زواجها لم يمنع جميل من زيارتها والتغزل بها، فلم يجد قومها يومئذ سبيلاً إلى قطعه عن هجائهم وعن الإلمام بديارهم إلا باستعداء مروان بن الحكم عليه، وكان يومئذ عامل معاوية على المدينة، واستعداء السلطان على شعراء الهجاء والغزل كان معروفاً منذ قيام الدولة الإسلامية، [وقبل ذلك استعدى الزبرقان عمر بن الخطاب على الحطيئة لهجائه إياه فحبسه، واستعدى بنو العجلان عمر كذلك على النجاشي الشاعر لهجائه إياهم فحبسه عمر]، فلما استعدوا مروان نذر ليقطعن لسان جميل، فخافه جميل ولحق بقبيلة أخواله جُذام، فأقام فيهم حتى عُزل مروان فعاد إلى ديار قومه، وعاد إلى التشبب ببثينة، فلما طال الأمر على قومها وضاقوا به ذرعاً استعدوا عليه عامل وادي القرى دجاجة بن رِبْعي، فأهدر دمه إن هو ألم بديارهم، وإهدار الدم كان مألوفاً في مثل هذه الأحوال. فضاقت الدنيا بجميل ولم يجد مناصاً من مغادرة مواطن قومه، علّه يسلو حب بثينة، فمضى أولاً إلى الشام ثم إلى مصر.
وفي مصر اتصل جميل بواليها عبد العزيز بن مروان، فاحتفى به وأنزله داراً لإقامته، فقال فيه جميل مدائح قليلة، مالبث أن وافاه الأجل فدفن بمصر.
رويت حول جميل وبثينة أخبار كثيرة تصور عاطفته المضطرمة وما تعرض له من المخاطر في سبيل زيارتها، وبعض هذه الأخبار نسجه خيال الأخباريين على أنه من المحقق أن جميلاً كان صادقاً في حبه لبثينة، وقد شهد له الرواة ومن ترجموه بصدق الصبابة، وكان أهله يعذلونه على تعلقه الخائب بها، فكان يجيبهم أن حبها أمر قدره الله عليه فلا سبيل إلى رده.
أتى جميل بمعانٍ في الغزل لم يُسبق إلى كثير منها، وفي معانيه المبتكرة التي تذكر بشطحات الصوفية ذهابه إلى أن حبه لبثينة سابق على وجوده، وأن تعلقه بها سوف يلازمه طوال حياته، بل أنه سوف يبقى بعد موته، فيقول:
تعلقَ روحي روحَها قبل خَلْقِنا
ومن بعد ما كنّا نطافاً وفي المهدِ
فزاد كما زِدْنَا فأصبحَ نامياً
وليس إذا مِتْنا بمنتقصِ العهدِ
والوحدانية في الحب من سمات الحب العذري عامة، فالشاعر العذري العاشق يتعلق بمن أحبها وحدها، ولا سبيل إلى أن تحل محل حبيبته امرأة أخرى، ولو أنه أراد أن يتعلق بغيرها ويقول فيها غزلاً لما طاوعه شعره، فهو يفضلها على النساء جميعاً كما فضلت ليلة القدر على سائر الليالي.
وكان جميل ربما ضاق بحبه ذرعاً لكثرة معاناته فكان يتمنى الخلاص فلا يجد إلى ذلك سبيلاً:
عَدِمْتُك من حبٍ أما مِنْك راحةٌ
وما بك عني من تَوانٍ ولا فَتْر
ألا أيها الحبُ المبرِّحُ هل ترى
أخا كَلَفٍ أُغري بحب كما أغري
ولفرط تعلقه ببثينة وعفته في حبه كان يقنع منها بالنظرة العجلى واللقاء العابر:
وإني لأرضى من بثينة بالذي
لو أبصرَ الواشي لفرّت بَلابِلُه
وبالنظرةِ العَجْلى وبالحولِ ينقضي
أواخرُه ما تلتقي بأوائله
غزل جميل ببثينة من أرقى نماذج الغزل العفيف وأجودها معنىً وأسلوباً، وفي شعره عذوبة ورقة مع متانة التأليف وإحكام النسج، فهو زعيم شعراء الغزل العفيف غير منازع، وكان كثير عزّة راوية لشعره، وكان جميل راوية للشاعر العذري هدبة بن الخشرم، وكان كثير يقر بأستاذه جميل وتقدمه عليه، وما كان أحد يستنشده شعراً إلا يبدأ بإنشاد شعر لجميل، وكان يقول إذا سئل عنه: وهل وطّأ لنا النسيب إلا جميل؟
وقد شهد لـه بالتقدم والتفوق في الغزل العفيف جمهرة من الرواة والعلماء بالشعر، وقد وضعه ابن سلام في الطبقة السادسة من شعراء الإسلام التي وقفها على شعراء الغزل الحجازيين، مع عبد الله بن قيس الرقيات، والأحوص الأنصاري، ونصيب.
وقد تغنى المغنون كثيراً بشعر جميل لمواءمته للغناء في معانيه ورقة ألفاظه وسهولة أسلوبه.
إحسان النص
Jamil ibn Moamar - Jamil ibn Moamar
جميل بن معمر
(… ـ 82هـ/ … ـ 701م)
أبو عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر، من بني عُذرة بن سعد هُذَيم، إحدى قبائل قضاعة اليمنية. أحد أعلام شعراء الغزل العفيف في العصر الأموي، وأحد عُشاق العرب المشهورين، اشتهر بحبه لبثينة العُذرية وتغزله بها في جُل شعره، حتى نُسب إليها فقيل له: جميل بثينة.
وقد اشتهرت قبيلة عُذرة بجمال نسائها وعفة شعرائها الغزليين وفرط خضوع رجالها لعاطفة الحب. قيل لأعرابي منهم: ما بال قلوبكم كأنها قلوب الطير تنماث (تذوب) كما ينماث الملح في الماء؟ فأجاب: إننا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها. وقيل لآخر: ممَّن أنت؟ فقال: من قوم إذا أحبوا ماتوا، فقالت امرأة سمعته: عُذري وربِّ الكعبة.
في نسب قضاعة خلاف بين علماء النسب، نسبها بعضهم إلى معد بن عدنان، ونسبها آخرون إلى قحطان، وهو ما استقر عليه نسبها عند أكثرهم، على أن جميلاً كان ينسب قومه إلى مَعَدٍّ ويفخر بهذا الانتماء، نحو قوله:
أنا جميلٌ في السَّنام من مَعَدّْ
في الأسرة الحصداء والعيص الأشد
[الحصداء: الكثيرة العدد. العيص، هنا: الأصل].
كان منزل جميل وقومه بوادي القُرى، في الطريق من المدينة إلى الشام، وكانت منازل قوم بثينة قريبة من منازل قومه، وكان جميل في بادئ أمره يشبب بأخت بثينة واسمها أم الجُسير، ثم اتفق أنه كان يورد إبله يوماً بوادٍ يقال له بغيض، فاضطجع وأرسل إبله إلى الماء، فجاءت بثينة وجارة لها تريدان ورود الماء، وهي يومئذ صغيرة السن، فطردت إبل جميل، فسبهما، فردت بسباب مماثل، فمَلُح إليه سبابها وأعجب بها، وإلى ذلك يشير بقوله:
وأول ما قاد المودة بيننا
بوادي بغيضٍ يا بُثَينَ سبابُ
وقلنا لها قولاً فجاءت بمثله
لكل كلام يا بثين جوابُ
ولقيها مرة أخرى في نفر من قومها بني الأحبّ، فازداد تعلقاً بها وتمكن حبها من قلبه، فأنشأ يقول الشعر في التغزل بها، وأعجبت بثينة به وراقها تغزله بها، وتوثقت بينهما أسباب المودة والحب، وكانت علاقتهما لا تتعدى الحديث والمناجاة وتبادل النظرات، فكان حبه حباً عفيفاً بعيداً عن الفحش والشهوات الجنسية، ومن هنا أطلق على الشعر الغزلي العفيف اسم الغزل العذري، نسبة إلى قبيلة عذرة التي ينتمي إليها جميل، وشعراء آخرون عُرفوا بعفتهم في غزلهم.
وقد صور عفته في قوله:
لا والذي تسجدُ الجباهُ لـه
ما لي بما دونَ ثوبِها خبرُ
ولا بفِيها ولا هَمَمْتُ به
ما كان إلا الحديثُ والنظرُ
كان جميل ينتهز غفلة الرجال من قوم بثينة، وهم جيران قومه، فيأتيها في محضر أخواتها، ويتبادلان الأحاديث البريئة من الإثم والفحش، ومالبث أن اشتهرت أشعاره فيها واتصل أمرها بقوم بثينة، فزجروه ونهوه عن الإلمام بديارهم، فهموا بقتله، ولكنهم خشوا وقوع الشر بينهم وبين قومه، فحرضوا شاعراً منهم يقال له عبد الله بن قطبة على هجائه، فهجاه، ولج التهاجي بينهما، فغلبه جميل، فغضب أخ له يقال له جَوّاس، فهجا جميلاً وتغزل بأخته ليغيظه، فغضب جميل وهجا جواساً وقومه. وكان أهل بثينة قد زوجوها رجلاً يقال له نبيه، وأبوا تزويجها منه حين خطبها لاشتهار تغزله بها، وهي عادة كانت معروفة في المجتمع القبلي، ولاسيما في البيئة البدوية. ولكن زواجها لم يمنع جميل من زيارتها والتغزل بها، فلم يجد قومها يومئذ سبيلاً إلى قطعه عن هجائهم وعن الإلمام بديارهم إلا باستعداء مروان بن الحكم عليه، وكان يومئذ عامل معاوية على المدينة، واستعداء السلطان على شعراء الهجاء والغزل كان معروفاً منذ قيام الدولة الإسلامية، [وقبل ذلك استعدى الزبرقان عمر بن الخطاب على الحطيئة لهجائه إياه فحبسه، واستعدى بنو العجلان عمر كذلك على النجاشي الشاعر لهجائه إياهم فحبسه عمر]، فلما استعدوا مروان نذر ليقطعن لسان جميل، فخافه جميل ولحق بقبيلة أخواله جُذام، فأقام فيهم حتى عُزل مروان فعاد إلى ديار قومه، وعاد إلى التشبب ببثينة، فلما طال الأمر على قومها وضاقوا به ذرعاً استعدوا عليه عامل وادي القرى دجاجة بن رِبْعي، فأهدر دمه إن هو ألم بديارهم، وإهدار الدم كان مألوفاً في مثل هذه الأحوال. فضاقت الدنيا بجميل ولم يجد مناصاً من مغادرة مواطن قومه، علّه يسلو حب بثينة، فمضى أولاً إلى الشام ثم إلى مصر.
وفي مصر اتصل جميل بواليها عبد العزيز بن مروان، فاحتفى به وأنزله داراً لإقامته، فقال فيه جميل مدائح قليلة، مالبث أن وافاه الأجل فدفن بمصر.
رويت حول جميل وبثينة أخبار كثيرة تصور عاطفته المضطرمة وما تعرض له من المخاطر في سبيل زيارتها، وبعض هذه الأخبار نسجه خيال الأخباريين على أنه من المحقق أن جميلاً كان صادقاً في حبه لبثينة، وقد شهد له الرواة ومن ترجموه بصدق الصبابة، وكان أهله يعذلونه على تعلقه الخائب بها، فكان يجيبهم أن حبها أمر قدره الله عليه فلا سبيل إلى رده.
أتى جميل بمعانٍ في الغزل لم يُسبق إلى كثير منها، وفي معانيه المبتكرة التي تذكر بشطحات الصوفية ذهابه إلى أن حبه لبثينة سابق على وجوده، وأن تعلقه بها سوف يلازمه طوال حياته، بل أنه سوف يبقى بعد موته، فيقول:
تعلقَ روحي روحَها قبل خَلْقِنا
ومن بعد ما كنّا نطافاً وفي المهدِ
فزاد كما زِدْنَا فأصبحَ نامياً
وليس إذا مِتْنا بمنتقصِ العهدِ
والوحدانية في الحب من سمات الحب العذري عامة، فالشاعر العذري العاشق يتعلق بمن أحبها وحدها، ولا سبيل إلى أن تحل محل حبيبته امرأة أخرى، ولو أنه أراد أن يتعلق بغيرها ويقول فيها غزلاً لما طاوعه شعره، فهو يفضلها على النساء جميعاً كما فضلت ليلة القدر على سائر الليالي.
وكان جميل ربما ضاق بحبه ذرعاً لكثرة معاناته فكان يتمنى الخلاص فلا يجد إلى ذلك سبيلاً:
عَدِمْتُك من حبٍ أما مِنْك راحةٌ
وما بك عني من تَوانٍ ولا فَتْر
ألا أيها الحبُ المبرِّحُ هل ترى
أخا كَلَفٍ أُغري بحب كما أغري
ولفرط تعلقه ببثينة وعفته في حبه كان يقنع منها بالنظرة العجلى واللقاء العابر:
وإني لأرضى من بثينة بالذي
لو أبصرَ الواشي لفرّت بَلابِلُه
وبالنظرةِ العَجْلى وبالحولِ ينقضي
أواخرُه ما تلتقي بأوائله
غزل جميل ببثينة من أرقى نماذج الغزل العفيف وأجودها معنىً وأسلوباً، وفي شعره عذوبة ورقة مع متانة التأليف وإحكام النسج، فهو زعيم شعراء الغزل العفيف غير منازع، وكان كثير عزّة راوية لشعره، وكان جميل راوية للشاعر العذري هدبة بن الخشرم، وكان كثير يقر بأستاذه جميل وتقدمه عليه، وما كان أحد يستنشده شعراً إلا يبدأ بإنشاد شعر لجميل، وكان يقول إذا سئل عنه: وهل وطّأ لنا النسيب إلا جميل؟
وقد شهد لـه بالتقدم والتفوق في الغزل العفيف جمهرة من الرواة والعلماء بالشعر، وقد وضعه ابن سلام في الطبقة السادسة من شعراء الإسلام التي وقفها على شعراء الغزل الحجازيين، مع عبد الله بن قيس الرقيات، والأحوص الأنصاري، ونصيب.
وقد تغنى المغنون كثيراً بشعر جميل لمواءمته للغناء في معانيه ورقة ألفاظه وسهولة أسلوبه.
إحسان النص
جميل معمر
Jamil ibn Moamar - Jamil ibn Moamar
جميل بن معمر
(… ـ 82هـ/ … ـ 701م)
أبو عمرو، جميل بن عبد الله بن مَعْمَر، من بني عُذرة بن سعد هُذَيم، إحدى قبائل قضاعة اليمنية. أحد أعلام شعراء الغزل العفيف في العصر الأموي، وأحد عُشاق العرب المشهورين، اشتهر بحبه لبثينة العُذرية وتغزله بها في جُل شعره، حتى نُسب إليها فقيل له: جميل بثينة.
وقد اشتهرت قبيلة عُذرة بجمال نسائها وعفة شعرائها الغزليين وفرط خضوع رجالها لعاطفة الحب. قيل لأعرابي منهم: ما بال قلوبكم كأنها قلوب الطير تنماث (تذوب) كما ينماث الملح في الماء؟ فأجاب: إننا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها. وقيل لآخر: ممَّن أنت؟ فقال: من قوم إذا أحبوا ماتوا، فقالت امرأة سمعته: عُذري وربِّ الكعبة.
في نسب قضاعة خلاف بين علماء النسب، نسبها بعضهم إلى معد بن عدنان، ونسبها آخرون إلى قحطان، وهو ما استقر عليه نسبها عند أكثرهم، على أن جميلاً كان ينسب قومه إلى مَعَدٍّ ويفخر بهذا الانتماء، نحو قوله:
أنا جميلٌ في السَّنام من مَعَدّْ
في الأسرة الحصداء والعيص الأشد
[الحصداء: الكثيرة العدد. العيص، هنا: الأصل].
كان منزل جميل وقومه بوادي القُرى، في الطريق من المدينة إلى الشام، وكانت منازل قوم بثينة قريبة من منازل قومه، وكان جميل في بادئ أمره يشبب بأخت بثينة واسمها أم الجُسير، ثم اتفق أنه كان يورد إبله يوماً بوادٍ يقال له بغيض، فاضطجع وأرسل إبله إلى الماء، فجاءت بثينة وجارة لها تريدان ورود الماء، وهي يومئذ صغيرة السن، فطردت إبل جميل، فسبهما، فردت بسباب مماثل، فمَلُح إليه سبابها وأعجب بها، وإلى ذلك يشير بقوله:
وأول ما قاد المودة بيننا
بوادي بغيضٍ يا بُثَينَ سبابُ
وقلنا لها قولاً فجاءت بمثله
لكل كلام يا بثين جوابُ
ولقيها مرة أخرى في نفر من قومها بني الأحبّ، فازداد تعلقاً بها وتمكن حبها من قلبه، فأنشأ يقول الشعر في التغزل بها، وأعجبت بثينة به وراقها تغزله بها، وتوثقت بينهما أسباب المودة والحب، وكانت علاقتهما لا تتعدى الحديث والمناجاة وتبادل النظرات، فكان حبه حباً عفيفاً بعيداً عن الفحش والشهوات الجنسية، ومن هنا أطلق على الشعر الغزلي العفيف اسم الغزل العذري، نسبة إلى قبيلة عذرة التي ينتمي إليها جميل، وشعراء آخرون عُرفوا بعفتهم في غزلهم.
وقد صور عفته في قوله:
لا والذي تسجدُ الجباهُ لـه
ما لي بما دونَ ثوبِها خبرُ
ولا بفِيها ولا هَمَمْتُ به
ما كان إلا الحديثُ والنظرُ
كان جميل ينتهز غفلة الرجال من قوم بثينة، وهم جيران قومه، فيأتيها في محضر أخواتها، ويتبادلان الأحاديث البريئة من الإثم والفحش، ومالبث أن اشتهرت أشعاره فيها واتصل أمرها بقوم بثينة، فزجروه ونهوه عن الإلمام بديارهم، فهموا بقتله، ولكنهم خشوا وقوع الشر بينهم وبين قومه، فحرضوا شاعراً منهم يقال له عبد الله بن قطبة على هجائه، فهجاه، ولج التهاجي بينهما، فغلبه جميل، فغضب أخ له يقال له جَوّاس، فهجا جميلاً وتغزل بأخته ليغيظه، فغضب جميل وهجا جواساً وقومه. وكان أهل بثينة قد زوجوها رجلاً يقال له نبيه، وأبوا تزويجها منه حين خطبها لاشتهار تغزله بها، وهي عادة كانت معروفة في المجتمع القبلي، ولاسيما في البيئة البدوية. ولكن زواجها لم يمنع جميل من زيارتها والتغزل بها، فلم يجد قومها يومئذ سبيلاً إلى قطعه عن هجائهم وعن الإلمام بديارهم إلا باستعداء مروان بن الحكم عليه، وكان يومئذ عامل معاوية على المدينة، واستعداء السلطان على شعراء الهجاء والغزل كان معروفاً منذ قيام الدولة الإسلامية، [وقبل ذلك استعدى الزبرقان عمر بن الخطاب على الحطيئة لهجائه إياه فحبسه، واستعدى بنو العجلان عمر كذلك على النجاشي الشاعر لهجائه إياهم فحبسه عمر]، فلما استعدوا مروان نذر ليقطعن لسان جميل، فخافه جميل ولحق بقبيلة أخواله جُذام، فأقام فيهم حتى عُزل مروان فعاد إلى ديار قومه، وعاد إلى التشبب ببثينة، فلما طال الأمر على قومها وضاقوا به ذرعاً استعدوا عليه عامل وادي القرى دجاجة بن رِبْعي، فأهدر دمه إن هو ألم بديارهم، وإهدار الدم كان مألوفاً في مثل هذه الأحوال. فضاقت الدنيا بجميل ولم يجد مناصاً من مغادرة مواطن قومه، علّه يسلو حب بثينة، فمضى أولاً إلى الشام ثم إلى مصر.
وفي مصر اتصل جميل بواليها عبد العزيز بن مروان، فاحتفى به وأنزله داراً لإقامته، فقال فيه جميل مدائح قليلة، مالبث أن وافاه الأجل فدفن بمصر.
رويت حول جميل وبثينة أخبار كثيرة تصور عاطفته المضطرمة وما تعرض له من المخاطر في سبيل زيارتها، وبعض هذه الأخبار نسجه خيال الأخباريين على أنه من المحقق أن جميلاً كان صادقاً في حبه لبثينة، وقد شهد له الرواة ومن ترجموه بصدق الصبابة، وكان أهله يعذلونه على تعلقه الخائب بها، فكان يجيبهم أن حبها أمر قدره الله عليه فلا سبيل إلى رده.
أتى جميل بمعانٍ في الغزل لم يُسبق إلى كثير منها، وفي معانيه المبتكرة التي تذكر بشطحات الصوفية ذهابه إلى أن حبه لبثينة سابق على وجوده، وأن تعلقه بها سوف يلازمه طوال حياته، بل أنه سوف يبقى بعد موته، فيقول:
تعلقَ روحي روحَها قبل خَلْقِنا
ومن بعد ما كنّا نطافاً وفي المهدِ
فزاد كما زِدْنَا فأصبحَ نامياً
وليس إذا مِتْنا بمنتقصِ العهدِ
والوحدانية في الحب من سمات الحب العذري عامة، فالشاعر العذري العاشق يتعلق بمن أحبها وحدها، ولا سبيل إلى أن تحل محل حبيبته امرأة أخرى، ولو أنه أراد أن يتعلق بغيرها ويقول فيها غزلاً لما طاوعه شعره، فهو يفضلها على النساء جميعاً كما فضلت ليلة القدر على سائر الليالي.
وكان جميل ربما ضاق بحبه ذرعاً لكثرة معاناته فكان يتمنى الخلاص فلا يجد إلى ذلك سبيلاً:
عَدِمْتُك من حبٍ أما مِنْك راحةٌ
وما بك عني من تَوانٍ ولا فَتْر
ألا أيها الحبُ المبرِّحُ هل ترى
أخا كَلَفٍ أُغري بحب كما أغري
ولفرط تعلقه ببثينة وعفته في حبه كان يقنع منها بالنظرة العجلى واللقاء العابر:
وإني لأرضى من بثينة بالذي
لو أبصرَ الواشي لفرّت بَلابِلُه
وبالنظرةِ العَجْلى وبالحولِ ينقضي
أواخرُه ما تلتقي بأوائله
غزل جميل ببثينة من أرقى نماذج الغزل العفيف وأجودها معنىً وأسلوباً، وفي شعره عذوبة ورقة مع متانة التأليف وإحكام النسج، فهو زعيم شعراء الغزل العفيف غير منازع، وكان كثير عزّة راوية لشعره، وكان جميل راوية للشاعر العذري هدبة بن الخشرم، وكان كثير يقر بأستاذه جميل وتقدمه عليه، وما كان أحد يستنشده شعراً إلا يبدأ بإنشاد شعر لجميل، وكان يقول إذا سئل عنه: وهل وطّأ لنا النسيب إلا جميل؟
وقد شهد لـه بالتقدم والتفوق في الغزل العفيف جمهرة من الرواة والعلماء بالشعر، وقد وضعه ابن سلام في الطبقة السادسة من شعراء الإسلام التي وقفها على شعراء الغزل الحجازيين، مع عبد الله بن قيس الرقيات، والأحوص الأنصاري، ونصيب.
وقد تغنى المغنون كثيراً بشعر جميل لمواءمته للغناء في معانيه ورقة ألفاظه وسهولة أسلوبه.
إحسان النص