ثابت قيس
Thabit ibn Qayd - Thabit ibn Qayd
ثابت بن قيس
(... ـ12هـ /... ـ633م)
أبو محمد، ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج، صحابي وسيّد من سادات الأنصار وخطيبهم، وخطيب رسولr، شهد أحُداً وما بعدها من المشاهد، وكان الرسولr يُثني عليه ويقول: نِعْم الرجل ثابت بن قيس.
كان ثابت في الصدارة بين المسلمين، فهو خطيبهم المفوّه، ذو العقل الراجح والبيان الناصع المبين، المنافح عن العقيدة وعنهم. آية ذلك أن وفداً من بني تميم قَدِم إلى الرسولr في المدينة وفيه طائفة من كبار أشرافهم منهم عطارد بن حاجب بن زرارة رئيس الوفد، والأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، يريدون مفاخرة الرسول والمسلمين، وقام خطيبهم عطارد بن حاجب يزهو بمآثر قومه، ولما انتهى، انتدب الرسولr ثابت بن قيس للرد عليه، ففعل، وأحسن عرض رسالة الإسلام والمسلمين وعزّتهم، وأجاد وظهر على خطيب بني تميم، وقام حسان بن ثابت فرد على شاعر بني تميم فقال الأقرع بن حابس: «وأبي، إنَّ هذا الرجل لمؤتّى له! لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا» فلما فرغ القوم أسلموا. وكان اختيار الرسولr لثابت في هذه المناسبة المهمة دليلاً على علوّ شأنه وتقدم منزلته.
إلى جانب هذا كان ثابت ذا نفسٍ أوّابة وقلب خاشع يسكنه الوجل من خشية الله، وورد أنه لما نزلت الآية الكريمة }يا أيّها الذين آمنوا لا تَرْفَعوا أصواتَكُم فوق صوت النبيّ{[الحجرات:49]، دخل ثابت بيته وأغلق عليه بابه وبكى واعتزل الناس، وافتقده الرسولr فدعاه يسأله ما الخبر فقال: «أنا رجل شديد الصوت أخاف أن يكون قد حبط عملي» فقال الرسول الكريم: «إنك لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير ويدخلك الله الجنة». ولما نزلت الآية الكريمة }إنّ الله لا يُحبُ كل مُخْتَالٍ فَخْور{[لقمان:31]، فعل ثابت مثلما فعل من قبل وانقطع في داره محزوناً، فاستدعاه رسول الله وسأله فقال: «يا رسول الله، إني أحب الثوب الجميل، وأحب أن أسود قومي وقد خشيت أن أكون بهذا من المختالين»، فقال الرسولr: «إنك لست منهم بل تعيش حميداً وتقتل شهيداً ويدخلك الله الجنة».
اشترك ثابت في يوم اليمامة، وذلك حين وجه الخليفة أبو بكر الصديق المسلمين بقيادة خالد بن الوليد لقتال مسيلمة الكذاب مدّعي النبوة وصاحب الفتنة وقومه بني حنيفة. وكان ثابت في طليعة من ساروا إلى القتال، حاملاً راية الأنصار، وفي لقاء يوم اليمامة، دارت الدائرة على المسلمين أوّل المعركة، ثم تداعى المسلمون للثبات وهبَّ ثابت بن قيس، وقد لبس أكفانه -يؤازره سالم بن معقل مولى أبي حذيفة حامل راية المهاجرين- ونادى: «يا معشر المسلمين، أنتم حزب الله وهم أحزاب الشيطان، والعزة لله ورسوله ولأحزابه، أمَّا والله ما هكذا كنا نقاتل مع رسول اللهr، اللهم إني أبرأ إليك مما يعبد هؤلاء (ويعني جيش مسيلمة)، وأبرأ إليك مما يصنع هؤلاء (ويعني تراخي المسلمين في القتال) أروني كما أُريكم»، ثم حمل وقاتل مع رفيقه سالم حتى استشهدا، ولذلك كان لثابت دور كبير في تحويل هزيمة المسلمين إلى نصر حاسم.
ويروى في طائفة من كتب التراث أنه عندما قُتل ثابت في اليمامة كانت له درع فسرقت، فرآه رجل في نومه يقول له: «إن درعي في قدر تحت الكانون في مكان كذا وكذا وأوصاه بوصايا، فطلبوا الدرع فوجدوها وأنفذوا الوصية»، فكان ثابت أول رجل جازت وصيته بعد موته.
منى الحسن
Thabit ibn Qayd - Thabit ibn Qayd
ثابت بن قيس
(... ـ12هـ /... ـ633م)
أبو محمد، ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج، صحابي وسيّد من سادات الأنصار وخطيبهم، وخطيب رسولr، شهد أحُداً وما بعدها من المشاهد، وكان الرسولr يُثني عليه ويقول: نِعْم الرجل ثابت بن قيس.
كان ثابت في الصدارة بين المسلمين، فهو خطيبهم المفوّه، ذو العقل الراجح والبيان الناصع المبين، المنافح عن العقيدة وعنهم. آية ذلك أن وفداً من بني تميم قَدِم إلى الرسولr في المدينة وفيه طائفة من كبار أشرافهم منهم عطارد بن حاجب بن زرارة رئيس الوفد، والأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، يريدون مفاخرة الرسول والمسلمين، وقام خطيبهم عطارد بن حاجب يزهو بمآثر قومه، ولما انتهى، انتدب الرسولr ثابت بن قيس للرد عليه، ففعل، وأحسن عرض رسالة الإسلام والمسلمين وعزّتهم، وأجاد وظهر على خطيب بني تميم، وقام حسان بن ثابت فرد على شاعر بني تميم فقال الأقرع بن حابس: «وأبي، إنَّ هذا الرجل لمؤتّى له! لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا» فلما فرغ القوم أسلموا. وكان اختيار الرسولr لثابت في هذه المناسبة المهمة دليلاً على علوّ شأنه وتقدم منزلته.
إلى جانب هذا كان ثابت ذا نفسٍ أوّابة وقلب خاشع يسكنه الوجل من خشية الله، وورد أنه لما نزلت الآية الكريمة }يا أيّها الذين آمنوا لا تَرْفَعوا أصواتَكُم فوق صوت النبيّ{[الحجرات:49]، دخل ثابت بيته وأغلق عليه بابه وبكى واعتزل الناس، وافتقده الرسولr فدعاه يسأله ما الخبر فقال: «أنا رجل شديد الصوت أخاف أن يكون قد حبط عملي» فقال الرسول الكريم: «إنك لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير ويدخلك الله الجنة». ولما نزلت الآية الكريمة }إنّ الله لا يُحبُ كل مُخْتَالٍ فَخْور{[لقمان:31]، فعل ثابت مثلما فعل من قبل وانقطع في داره محزوناً، فاستدعاه رسول الله وسأله فقال: «يا رسول الله، إني أحب الثوب الجميل، وأحب أن أسود قومي وقد خشيت أن أكون بهذا من المختالين»، فقال الرسولr: «إنك لست منهم بل تعيش حميداً وتقتل شهيداً ويدخلك الله الجنة».
اشترك ثابت في يوم اليمامة، وذلك حين وجه الخليفة أبو بكر الصديق المسلمين بقيادة خالد بن الوليد لقتال مسيلمة الكذاب مدّعي النبوة وصاحب الفتنة وقومه بني حنيفة. وكان ثابت في طليعة من ساروا إلى القتال، حاملاً راية الأنصار، وفي لقاء يوم اليمامة، دارت الدائرة على المسلمين أوّل المعركة، ثم تداعى المسلمون للثبات وهبَّ ثابت بن قيس، وقد لبس أكفانه -يؤازره سالم بن معقل مولى أبي حذيفة حامل راية المهاجرين- ونادى: «يا معشر المسلمين، أنتم حزب الله وهم أحزاب الشيطان، والعزة لله ورسوله ولأحزابه، أمَّا والله ما هكذا كنا نقاتل مع رسول اللهr، اللهم إني أبرأ إليك مما يعبد هؤلاء (ويعني جيش مسيلمة)، وأبرأ إليك مما يصنع هؤلاء (ويعني تراخي المسلمين في القتال) أروني كما أُريكم»، ثم حمل وقاتل مع رفيقه سالم حتى استشهدا، ولذلك كان لثابت دور كبير في تحويل هزيمة المسلمين إلى نصر حاسم.
ويروى في طائفة من كتب التراث أنه عندما قُتل ثابت في اليمامة كانت له درع فسرقت، فرآه رجل في نومه يقول له: «إن درعي في قدر تحت الكانون في مكان كذا وكذا وأوصاه بوصايا، فطلبوا الدرع فوجدوها وأنفذوا الوصية»، فكان ثابت أول رجل جازت وصيته بعد موته.
منى الحسن