ثدييات
Mammalia - Mammifères
الثدييات
الثدييات Mammalia صف من الفقاريات. يوجد منها نحو 4000 نوعٍ، منها القطط والكلاب وحيوانات المزرعة كالماشية والخيل والبقر والغنم، ومنها أيضاً آكلات النمل والقرود والزرافات وأفراس النهر والكنغر والحيتان. أخذت أصولها من الزواحف في العصر الميزوزي وانتشرت في كل بقعة من الكرة الأرضية تقريباً، فهي توجد في المحيطات وعلى طول الشواطئ، وفي البحيرات والأنهار وتحت الأرض وعلى سطحها وعلى الأشجار، وبعضها غزا الجو.
تمتاز بعدد من الصفات تميزها من باقي الفقاريات، أهمها:
1- وجود الغدد الثديية التي تقدم الغذاء لصغارها بشكل الحليب.
2- كما يغطي جسمها، أو أجزاء منه، شعر يختلف توزعه باختلاف الأنواع، وقد يختفي لدى بعض الزمر كما في الحيتان.
3- يمتاز دماغها بزيادة حجمه مقارنة بالحيوانات الأخرى. ويمتاز بعضها كالشمبانزي والدلفين بدرجة عالية من الفهم والإدراك.
4- أسنانها ثلاثة أنواع، قواطع وأنياب وأضراس.
5- يفصل الصدر عن البطن حجاب حاجز.
6- هي كالطيور ثابتة الحرارة[ر] لوجود جهاز ينظم الحرارة الداخلية لديها.
7- إضافة إلى أنها حيوانات ولودة، يتطور الجنين في أجواف الجهاز التناسلي للأم.
أجسام الثدييات: تعد أكثر الحيوانات شبهاً بالإنسان من الناحية الفيزيولوجية. لذلك يستخدم الكثير منها لإجراء التجارب عليها، وأشهرها الفئران والكلاب والأحصنة والقردة.
الجلد والشعر: يغطي جسم الثدييات جلد يتكون من طبقة داخلية هي الأدمة dermis وأخرى خارجية هي البشرة epidermis (الشكل-1). تحتوي الأدمة على الشرايين والأوردة التي تحمل الدم. أما البشرة فهي خاوية من الدم، وتعمل على حماية الأدمة.
ويحوي الجلد عدداً من الغدد (الشكل-2)، منها الغدد اللبنية التي تنتج الحليب الذي تستخدمه الثدييات في إرضاع صغارها. وهناك غدد دهنية تنتج مادة دهنية تلين الشعر والجلد. وتقوم الغدد العرقية بتخليص الجسم من كميات قليلة من الفضلات السائلة والمساعدة في ترطيب الجسم بتبخر العرق. وتحتوي أجسام كثير من الثدييات على غدد عطرية تستعملها، كالكلاب، في أغراض الاتصال والاستدلال، بينما تستعملها الظربان الأمريكية وسيلة دفاعية كونها ذات رائحة كريهة.
الهيكل: يمتاز هيكل الثدييات بأن عظامه أكثر تعظماً من باقي الزمر الحيوانية. ويتألف هيكل الثدييات من عدة أقسام، هي هيكل الرأس والجذع والأطـراف (الشكل-3).
1- هيكل الرأس: ويشمل الجمجمة[ر] التي تضم القحف الذي يحوي داخله الدماغ، وهيكل الوجه الذي تحفظ عظامه أعضاء الحس في الرأس.
2- الجذع: ويتألف من العمود الفقري الذي يتألف من خمسة أنواع من الفقرات هي: الفقرات الرقبية والفقرات الظهرية والفقرات القطنية والفقرات العجزية والفقرات العصعصية أو الذيلية. وتوجد لدى الثدييات، ماعدا خراف البحر والكسلان، سبع فقرات عنقية. أما باقي أنواع الفقرات فيختلف عددها باختلاف نوع الحيوان الثديي. كما يتألف الجذع من القفص الصدري الذي يتألف من الأضلاع التي ترتكز على الفقرات من الخلف وعلى القص في الأمام، ليحمي القلب والرئتين.
3- هيكل الأطراف: وهو مبني بحسب الخطة نفسها في كافة الفقاريات رباعيات الأرجل. لكنه يبدي تبدلات عميقة للتكيف مع الأنماط المختلفة للحياة ومع طبيعة حركات الثدييات.
يرتكز كل من الطرفين الأماميين على الهيكل العظمي بزنار كتفي يتألف في الأساس، ماعدا وحيدات الثقب، من قطعتين هما لوح الكتف ذو الوضع الخلفي، والترقوة ذات الوضع الأمامي. أما العظم الغرابي فهو عبارة عن نتوء يبرز من لوح الكتف.
ويرتكز كل من الطرفين الخلفيين على آخر العمود الفقري بزنار حوضي يتمثل بالحوض المؤلف من التحام ثلاثة أجزاء هي الحوض والورك والعانة.
جهاز الهضم: يتألف من مجموعة من الأجواف والأعضاء التي تُسهم في معالجة الأغذية وتحويلها إلى مواد قابلة للتمثل لتغذية الكائن ولاختزان جزء منها لحين الحاجة. ويتألف الجهاز، أساساً، من الفم الذي يحتوي على اللسان والأسنان، يأتي بعده البلعوم والمريء والمعدة والأمعاء.
ويختلف الجهاز باختلاف نوع الغذاء الذي تتناوله. فالثدييات اللاحمة يكون جهازها الهضمي بسيطاً نسبياً وبه أمعاء قصيرة، ولها أسنان طويلة مدببة تمزق الغذاء (الأنياب والأضراس)، أما آكلات الأعشاب (المجترات) فلها معدة معقدة التركيب تتألف من أربعة أقسام هي الكرش والقلنسوة وذات الورق والمنفحة (الشكل-4) تقوم بهضم الغذاء مستعينة ببعض الكائنات الدقيقة التي تعيش فيها، ولها أسنان طاحنة مجهزة بحدبات تساعد في طحن الحشائش.
جهاز الدوران: يتألف من القلب والأوعية الدموية. وللثدييات قلب مؤلف من أربعة أجواف، تقوم بضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ويقوم الدم بدوره بنقل الغذاء والأكسجين إلى أنسجة الجسم، حيث يتم حرقها لإنتاج الطاقة.
ويتألف دم الثدييات من بلاسما تحتوي على عناصر خلوية هي الكريات الحمر الملونة باللون الأحمر بسبب الهيموغلوبين، وهي خلايا مقعرة الوجهين دون نواة، ماعدا الجمليات ذات الكريات الحمر محدبة الوجهين وذات نواة، والكريات البيض غير الملونة والمزودة بنوى قد تكون وحيدة وقد تكون متعددة، والصفائح الدموية .
جهاز التنفس: ويتكون من رئتين وقنوات مختلفة تؤدي إلى فتحتي الأنف التي توجد لدى معظم الثدييات في نهاية الخطم، بينما تقع لدى الحيتان والدلافين، وفيها توجد فتحة واحدة بدلاً من اثنتين، أعلى قمة الرأس.
الجملة العصبية: الجملة العصبية لدى الثدييات أعقد مما هي عليه في أي من الفقاريات الأخرى. وهي تتألف من جملة عصبية مركزية وجملة عصبية حشوية أو ذاتية. تتمثل الجملة المركزية بالمحور الدماغي الشوكي الذي يتألف من الدماغ ويسكن الجمجمة، ويتصف بكبره نسبة للفقاريات الأخرى، وخاصة نصفي الكرة المخيين والمخيخ، ومن النخاع الشوكي الذي يسكن القناة الشوكية في العمود الفقري، والأعصاب التي يُمَيَّزُ منها أعصاب قحفية يبلغ عددها 12 شفعاً، تخرج من الدماغ، وأعصاب شوكية تخرج من النخاع الشوكي.
أما الجملة العصبية فتتمثل بالجملة الودية ونظيرة الودية، وهما تتحكمان بفعاليات الوسط الداخلي للجسم، التي هي في الحالة الطبيعية غير إرادية، مثل النظم القلبي والحركة الحولية للأمعاء والتعرق.
الجهاز البولي والتناسلي: يتألف الجهاز البولي لدى الثدييات من كليتين، ينطلق من كل منهما حالب ينتهي في المثانة، ينطلق البول منها إلى الخارج عبر إحليل عند الذكر، في نهايته قضيب، وعند الأنثى، في المهبل. وتكون الكلية بسيطة كما في الإنسان والحصان، وقد تكون مفصصة كما في البقر والفيل والدب والحوت.
يتألف الجهاز التناسلي لدى الذكر من خصيتين في النهاية الخلفية من الجسم، أو خارج الجسم في كيس جلدي هو كيس الصفن scrotum. ولا تنزل الخصية ضمن كيس الصفن عند بعض الثدييات إلا في فصل التكاثر. وللذكر قضيب واحد. أما القنوات الناقلة للنطاف فهي عبارة عن قنوات فولف الجنينية.
أما لدى الإناث فتنطلق من كل من المبيضين قناة ناقلة للبيوض (قنوات موللر الجنينية)، تسمى عند الإنسان قناة فالوب، يتوسع الجزء السفلي منها ليتشكل الرحم حيث ينمو الجنين. ويبقى الرحمان منفصلين لدى الجرابيات، أما لدى المشيميات فهناك درجات مختلفة من الانصهار (شكل-5). ويحمي الجنين، كما في الزواحف والطيور، أغشية جنينية هي الأمنيون amnion.
تمتاز الثدييات بتكون أجنتها في جوف الرحم، حيث يستمد الجنين غذاءه من جسم الأم عبر بنية خاصة تتشكل بين الجنين وجدار الرحم تسمى المشيمة placenta. وتختلف مدة «الحمل» من مجموعة لأخرى. فهي 3 أسابيع لدى الفأر، و18-24 شهر لدى الفيل. وبصورة عامة هي قصيرة لدى الأرانب والجرذان والفئران والقنافذ والكلاب والهررة، وطويلة لدى الحيوانات ذات التعضي الراقي السريعة الحركة كالحافريات والحوتيات.
حياتها
يعيش كثير من الثدييات في مجموعات يضم كل منها عدداً من الأفراد يتألف في الغالب من ذكر وأنثى مكتملَي النمو إضافة إلى نسلهما، كما في القردة. وقد تحتوي بعض المجموعات، مثل الذئاب، على عدة أفراد مكتملة النمو مع صغارها. وهناك نوع آخر من المجموعات يضم ذكراً واحداً وعدداً من الإناث مكتملة النمو وصغارها كما في قطعان الحمر الوحشية.
وللمعيشة الجماعية مزاياها، فالذئاب والأسود وغيرها من المفترسات تتعاون جميعها في الالتفاف حول الفريسة وإحضارها للأفراد الآخرين للقطيع. كما تستفيد الفرائس أيضاً من الحياة الجماعية، فإذا شعر أحد الغزلان مثلاً بالخطر فإنه يحذر القطيع من الخطر الداهم. وفي أنواع أخرى مثل ثيران المسك تجتمع المجموعة في تشكيل دفاعي متآزر للحماية من خطر الحيوانات المفترسة.
وهناك بعض الثدييات تقضي معظم حياتها وحيدة في حياة انعزالية، كالنمور ومعظم السنوريات الأخرى (باستثناء الأسود). وحتى هذه الثدييات فإنها قد تقضي بعض الوقت مع أعضاء من نوعها، فتجتمع الذكور والإناث سوية عند التزاوج، وتبقى الأم مع صغارها إلى أن يحين موعد الفطام.
والاستيطان أحد أشكال السلوك المعيشي تسعى إليه بعض الحيوانات للاستيطان في منطقة معينة تقوم بالدفاع عنها وحمايتها، بينما تبقى أعضاء أخرى من النوع نفسه خارج تلك المستوطنة. وتقوم كثير من الثدييات بتأسيس مستوطناتها في أثناء فترة التزاوج، فيقوم ذكر الفقمة مثلاً بتأسيس مستوطنته قبل بدء الجِماع، ثم يَطرد الذكورَ الأخرى خارج المستوطنة محاولاً في الوقت نفسه أن يجمع فيها أكبر عدد ممكن من الإناث.
وتحدد الثدييات حدود مستوطناتها بطرق مختلفة. والضباع مثلاً تستعمل مخلفاتها الصلبة، وكذلك الروائح التي تفرزها غدد معينة في جسمها، لإظهار حدود مستوطناتها، بينما تستعمل قطعان الذئاب البول علامة على تلك الحدود.
وتدافع الثدييات عادة عن مستوطناتها بالتهديد والوعيد وليس بالعراك أو المشاجرات الحقيقية، كأن تقوم مثلاً مجموعة من القردة النابحة بالصياح والنباح لإبعاد القردة الأخرى عن المستوطنة.
تطور الثدييات وتصنيفها
أخذت الثدييات أصولها من الزواحف الثديية Therapsida، وربما حدث ذلك في العصر الترياسي من الحقب الثاني. ويميز علماء المستحاثات بعد ذلك ثلاثة خطوط تطورية للثدييات، يعتقد أن أحدها قاد إلى حيوانات بيوضة هي وحيدات الثقب Monotremata التي بقي منها حياً البلاتيبوس بَطّي المنقار duck-billed Platypus وقنفذ النمل (آكل النمل ذي الأشواك) (شكل-6)، حيث يتغذى الصغير بعد خروجه من البيضة بحليب الأم الذي تفرزه أثداؤها، لذلك وضعت في صفيف infraclass يسمى الثدييات الأوالي Prototheria، وهي تعد أكثر الثدييات ابتدائية.
وفي خط تطوري آخر ظهرت الجرابيات[ر] Marspialia التي توجد في أسترالية، وتضم الكنغر والكوالا والحيوانات الشبيهة بهما. وهي حيوانات ولودة، إلا أن مواليدها تكون بحالة بدائية، لذلك تنقلها الأم إلى جيب بطني لها حيث تتابع تناميها وتتغذى بحليب أثداء الأم. وتشكل هذه المجموعة صفيف تاليات المشيمة Metatheria.
ووضعت حيوانات الخط التطوري الثالث في صفيف حقيقيات المشيمة Eutheria الذي يضم الثدييات الحقيقية، التي تلد صغارها أكثر تطوراً، وتمتاز بالمشيمة التي تتألف من عناصر نسيجية من الأم والجنين، تقوم بتغذية الجنين الموجود في الرحم.
تعد حقيقيات المشيمة أكثر الثدييات انتشاراً، وتكيفت مع البيئات كافة، على اليابسة وفي الماء والجو، التي من أهمها:
1- آكلات الحشرات Insectivora: وتضم المناجذ (المناجذ مفردها الخلد) والـقنافذ hedgehoges والذَبابات shrews، وهي تتغذى بالحشرات، وتعد أكثر الثدييات المشيمية بدائيةِ وأقرب الثدييات إلى أسلاف الثدييات المشيمية. والذَبابة من أصغر الثدييات الحية، إذ إنَّ بعضها يزن أقل من خمسة غرامات فقط.
2- الخفافيش (الثدييات الطائرة) Chiroptera: وهي ثدييات تكيفت للطيران بتطاول أصابع أطرافها الأمامية واتصال هذه الأصابع بعضها ببعض بغشاء جلدي يصلها بأرجلها وجسمها على شكل الجناح. وهي تتغذى بالحشرات والفواكه، لكن بعضها يتغذى بدماء الحيوانات الأخرى. والخفافيش تتحسس ما حولها بإصدار ذبذبات فوق صوتية ترتد إليها وتتلقاها أجهزة تتحسس بها وتتعرف بها على ما حولها.
3- اللواحم Carnivora: وتضم القطط والكلاب والذئاب والثعالب والدببة وأسود البحر. وكلها آكلات لحم ذات أنياب حادة مدببة وأضراس ممزِّقة.
4- القوارض Rodentia: وتضم السناجيب والفئران والجرذان والهامستر وخنازير الهند. وهي ذات قواطع حادة شبيهة بالإزميل.
5- عديمات الأسنان (الدُّرُد) Edenata: وتضم آكلات النمل والمدرع (أرماديللو) وهي دون أسنان.
6- مزدوجات الأصابع Artiodactyla: التي تضم الغنم والماعز والخنازير والزرافات والغزلان. وهي حيوانات عاشبة ذات حوافر، مزدوجة الأصابع.
7- مفردات الأصابع Perissodactyla: وتضم الأحصنة وحمير الوحش (الزيبرا) والتابير والكركدن (وحيد القرن وذو القرنين). وهي حيوانات عاشبة أيضاً ذات حوافر لكنها مفردة الأصابع.
8- الخرطوميات Proboscidea: وتضم الفيلة وفيل الماموث. ولها خرطوم عضلي طويل وأنياب طويلة (عاج الفيل). وهي أكبر الحيوانات، وقد يصل وزنها إلى 7طن.
9- الخَيلانيات (عرائس البحر) Sirenia: وهي في طريق الانقراض. عاشبة أطرافها الأمامية تشبه الزعانف ودون أطراف خلفية. وهي تعيش في الماء وتضم خراف البحر.
10- الحوتيات Cetacea: وتضم الحيتان والدلافين. وهي ثدييات بحرية، لجسمها شكل السمك، وأطرافها الأمامية تشبه الزعانف ودون أطراف خلفية، ويغطي جسمها طبقة ثخينة من المادة الدسمة. أكبرها الحوت الأزرق الذي قد يصل طوله إلى 30 متراً ووزنه 135طن.
11- الرئيسات Primates: كالليمور والشامبانزي والقرود والسعادين والإنسان. وهي ذات أدمغة وعيون رفيعة التطور، ولها أظافر بدلاً من المخالب، وإبهام اليد أو الرجل تتقابل مع باقي الأصابع، كما أن عيونها موجهة للأمام.
حسن حلمي خاروف
Mammalia - Mammifères
الثدييات
الثدييات Mammalia صف من الفقاريات. يوجد منها نحو 4000 نوعٍ، منها القطط والكلاب وحيوانات المزرعة كالماشية والخيل والبقر والغنم، ومنها أيضاً آكلات النمل والقرود والزرافات وأفراس النهر والكنغر والحيتان. أخذت أصولها من الزواحف في العصر الميزوزي وانتشرت في كل بقعة من الكرة الأرضية تقريباً، فهي توجد في المحيطات وعلى طول الشواطئ، وفي البحيرات والأنهار وتحت الأرض وعلى سطحها وعلى الأشجار، وبعضها غزا الجو.
تمتاز بعدد من الصفات تميزها من باقي الفقاريات، أهمها:
2- كما يغطي جسمها، أو أجزاء منه، شعر يختلف توزعه باختلاف الأنواع، وقد يختفي لدى بعض الزمر كما في الحيتان.
3- يمتاز دماغها بزيادة حجمه مقارنة بالحيوانات الأخرى. ويمتاز بعضها كالشمبانزي والدلفين بدرجة عالية من الفهم والإدراك.
4- أسنانها ثلاثة أنواع، قواطع وأنياب وأضراس.
5- يفصل الصدر عن البطن حجاب حاجز.
6- هي كالطيور ثابتة الحرارة[ر] لوجود جهاز ينظم الحرارة الداخلية لديها.
7- إضافة إلى أنها حيوانات ولودة، يتطور الجنين في أجواف الجهاز التناسلي للأم.
أجسام الثدييات: تعد أكثر الحيوانات شبهاً بالإنسان من الناحية الفيزيولوجية. لذلك يستخدم الكثير منها لإجراء التجارب عليها، وأشهرها الفئران والكلاب والأحصنة والقردة.
الجلد والشعر: يغطي جسم الثدييات جلد يتكون من طبقة داخلية هي الأدمة dermis وأخرى خارجية هي البشرة epidermis (الشكل-1). تحتوي الأدمة على الشرايين والأوردة التي تحمل الدم. أما البشرة فهي خاوية من الدم، وتعمل على حماية الأدمة.
الهيكل: يمتاز هيكل الثدييات بأن عظامه أكثر تعظماً من باقي الزمر الحيوانية. ويتألف هيكل الثدييات من عدة أقسام، هي هيكل الرأس والجذع والأطـراف (الشكل-3).
1- هيكل الرأس: ويشمل الجمجمة[ر] التي تضم القحف الذي يحوي داخله الدماغ، وهيكل الوجه الذي تحفظ عظامه أعضاء الحس في الرأس.
2- الجذع: ويتألف من العمود الفقري الذي يتألف من خمسة أنواع من الفقرات هي: الفقرات الرقبية والفقرات الظهرية والفقرات القطنية والفقرات العجزية والفقرات العصعصية أو الذيلية. وتوجد لدى الثدييات، ماعدا خراف البحر والكسلان، سبع فقرات عنقية. أما باقي أنواع الفقرات فيختلف عددها باختلاف نوع الحيوان الثديي. كما يتألف الجذع من القفص الصدري الذي يتألف من الأضلاع التي ترتكز على الفقرات من الخلف وعلى القص في الأمام، ليحمي القلب والرئتين.
الشكل (3) |
يرتكز كل من الطرفين الأماميين على الهيكل العظمي بزنار كتفي يتألف في الأساس، ماعدا وحيدات الثقب، من قطعتين هما لوح الكتف ذو الوضع الخلفي، والترقوة ذات الوضع الأمامي. أما العظم الغرابي فهو عبارة عن نتوء يبرز من لوح الكتف.
ويرتكز كل من الطرفين الخلفيين على آخر العمود الفقري بزنار حوضي يتمثل بالحوض المؤلف من التحام ثلاثة أجزاء هي الحوض والورك والعانة.
جهاز الهضم: يتألف من مجموعة من الأجواف والأعضاء التي تُسهم في معالجة الأغذية وتحويلها إلى مواد قابلة للتمثل لتغذية الكائن ولاختزان جزء منها لحين الحاجة. ويتألف الجهاز، أساساً، من الفم الذي يحتوي على اللسان والأسنان، يأتي بعده البلعوم والمريء والمعدة والأمعاء.
ويختلف الجهاز باختلاف نوع الغذاء الذي تتناوله. فالثدييات اللاحمة يكون جهازها الهضمي بسيطاً نسبياً وبه أمعاء قصيرة، ولها أسنان طويلة مدببة تمزق الغذاء (الأنياب والأضراس)، أما آكلات الأعشاب (المجترات) فلها معدة معقدة التركيب تتألف من أربعة أقسام هي الكرش والقلنسوة وذات الورق والمنفحة (الشكل-4) تقوم بهضم الغذاء مستعينة ببعض الكائنات الدقيقة التي تعيش فيها، ولها أسنان طاحنة مجهزة بحدبات تساعد في طحن الحشائش.
الشكل (4) ترسيم لأجواف معدة المجترات |
ويتألف دم الثدييات من بلاسما تحتوي على عناصر خلوية هي الكريات الحمر الملونة باللون الأحمر بسبب الهيموغلوبين، وهي خلايا مقعرة الوجهين دون نواة، ماعدا الجمليات ذات الكريات الحمر محدبة الوجهين وذات نواة، والكريات البيض غير الملونة والمزودة بنوى قد تكون وحيدة وقد تكون متعددة، والصفائح الدموية .
جهاز التنفس: ويتكون من رئتين وقنوات مختلفة تؤدي إلى فتحتي الأنف التي توجد لدى معظم الثدييات في نهاية الخطم، بينما تقع لدى الحيتان والدلافين، وفيها توجد فتحة واحدة بدلاً من اثنتين، أعلى قمة الرأس.
الجملة العصبية: الجملة العصبية لدى الثدييات أعقد مما هي عليه في أي من الفقاريات الأخرى. وهي تتألف من جملة عصبية مركزية وجملة عصبية حشوية أو ذاتية. تتمثل الجملة المركزية بالمحور الدماغي الشوكي الذي يتألف من الدماغ ويسكن الجمجمة، ويتصف بكبره نسبة للفقاريات الأخرى، وخاصة نصفي الكرة المخيين والمخيخ، ومن النخاع الشوكي الذي يسكن القناة الشوكية في العمود الفقري، والأعصاب التي يُمَيَّزُ منها أعصاب قحفية يبلغ عددها 12 شفعاً، تخرج من الدماغ، وأعصاب شوكية تخرج من النخاع الشوكي.
أما الجملة العصبية فتتمثل بالجملة الودية ونظيرة الودية، وهما تتحكمان بفعاليات الوسط الداخلي للجسم، التي هي في الحالة الطبيعية غير إرادية، مثل النظم القلبي والحركة الحولية للأمعاء والتعرق.
الجهاز البولي والتناسلي: يتألف الجهاز البولي لدى الثدييات من كليتين، ينطلق من كل منهما حالب ينتهي في المثانة، ينطلق البول منها إلى الخارج عبر إحليل عند الذكر، في نهايته قضيب، وعند الأنثى، في المهبل. وتكون الكلية بسيطة كما في الإنسان والحصان، وقد تكون مفصصة كما في البقر والفيل والدب والحوت.
يتألف الجهاز التناسلي لدى الذكر من خصيتين في النهاية الخلفية من الجسم، أو خارج الجسم في كيس جلدي هو كيس الصفن scrotum. ولا تنزل الخصية ضمن كيس الصفن عند بعض الثدييات إلا في فصل التكاثر. وللذكر قضيب واحد. أما القنوات الناقلة للنطاف فهي عبارة عن قنوات فولف الجنينية.
تمتاز الثدييات بتكون أجنتها في جوف الرحم، حيث يستمد الجنين غذاءه من جسم الأم عبر بنية خاصة تتشكل بين الجنين وجدار الرحم تسمى المشيمة placenta. وتختلف مدة «الحمل» من مجموعة لأخرى. فهي 3 أسابيع لدى الفأر، و18-24 شهر لدى الفيل. وبصورة عامة هي قصيرة لدى الأرانب والجرذان والفئران والقنافذ والكلاب والهررة، وطويلة لدى الحيوانات ذات التعضي الراقي السريعة الحركة كالحافريات والحوتيات.
حياتها
يعيش كثير من الثدييات في مجموعات يضم كل منها عدداً من الأفراد يتألف في الغالب من ذكر وأنثى مكتملَي النمو إضافة إلى نسلهما، كما في القردة. وقد تحتوي بعض المجموعات، مثل الذئاب، على عدة أفراد مكتملة النمو مع صغارها. وهناك نوع آخر من المجموعات يضم ذكراً واحداً وعدداً من الإناث مكتملة النمو وصغارها كما في قطعان الحمر الوحشية.
وللمعيشة الجماعية مزاياها، فالذئاب والأسود وغيرها من المفترسات تتعاون جميعها في الالتفاف حول الفريسة وإحضارها للأفراد الآخرين للقطيع. كما تستفيد الفرائس أيضاً من الحياة الجماعية، فإذا شعر أحد الغزلان مثلاً بالخطر فإنه يحذر القطيع من الخطر الداهم. وفي أنواع أخرى مثل ثيران المسك تجتمع المجموعة في تشكيل دفاعي متآزر للحماية من خطر الحيوانات المفترسة.
وهناك بعض الثدييات تقضي معظم حياتها وحيدة في حياة انعزالية، كالنمور ومعظم السنوريات الأخرى (باستثناء الأسود). وحتى هذه الثدييات فإنها قد تقضي بعض الوقت مع أعضاء من نوعها، فتجتمع الذكور والإناث سوية عند التزاوج، وتبقى الأم مع صغارها إلى أن يحين موعد الفطام.
والاستيطان أحد أشكال السلوك المعيشي تسعى إليه بعض الحيوانات للاستيطان في منطقة معينة تقوم بالدفاع عنها وحمايتها، بينما تبقى أعضاء أخرى من النوع نفسه خارج تلك المستوطنة. وتقوم كثير من الثدييات بتأسيس مستوطناتها في أثناء فترة التزاوج، فيقوم ذكر الفقمة مثلاً بتأسيس مستوطنته قبل بدء الجِماع، ثم يَطرد الذكورَ الأخرى خارج المستوطنة محاولاً في الوقت نفسه أن يجمع فيها أكبر عدد ممكن من الإناث.
وتحدد الثدييات حدود مستوطناتها بطرق مختلفة. والضباع مثلاً تستعمل مخلفاتها الصلبة، وكذلك الروائح التي تفرزها غدد معينة في جسمها، لإظهار حدود مستوطناتها، بينما تستعمل قطعان الذئاب البول علامة على تلك الحدود.
وتدافع الثدييات عادة عن مستوطناتها بالتهديد والوعيد وليس بالعراك أو المشاجرات الحقيقية، كأن تقوم مثلاً مجموعة من القردة النابحة بالصياح والنباح لإبعاد القردة الأخرى عن المستوطنة.
تطور الثدييات وتصنيفها
وفي خط تطوري آخر ظهرت الجرابيات[ر] Marspialia التي توجد في أسترالية، وتضم الكنغر والكوالا والحيوانات الشبيهة بهما. وهي حيوانات ولودة، إلا أن مواليدها تكون بحالة بدائية، لذلك تنقلها الأم إلى جيب بطني لها حيث تتابع تناميها وتتغذى بحليب أثداء الأم. وتشكل هذه المجموعة صفيف تاليات المشيمة Metatheria.
ووضعت حيوانات الخط التطوري الثالث في صفيف حقيقيات المشيمة Eutheria الذي يضم الثدييات الحقيقية، التي تلد صغارها أكثر تطوراً، وتمتاز بالمشيمة التي تتألف من عناصر نسيجية من الأم والجنين، تقوم بتغذية الجنين الموجود في الرحم.
تعد حقيقيات المشيمة أكثر الثدييات انتشاراً، وتكيفت مع البيئات كافة، على اليابسة وفي الماء والجو، التي من أهمها:
1- آكلات الحشرات Insectivora: وتضم المناجذ (المناجذ مفردها الخلد) والـقنافذ hedgehoges والذَبابات shrews، وهي تتغذى بالحشرات، وتعد أكثر الثدييات المشيمية بدائيةِ وأقرب الثدييات إلى أسلاف الثدييات المشيمية. والذَبابة من أصغر الثدييات الحية، إذ إنَّ بعضها يزن أقل من خمسة غرامات فقط.
2- الخفافيش (الثدييات الطائرة) Chiroptera: وهي ثدييات تكيفت للطيران بتطاول أصابع أطرافها الأمامية واتصال هذه الأصابع بعضها ببعض بغشاء جلدي يصلها بأرجلها وجسمها على شكل الجناح. وهي تتغذى بالحشرات والفواكه، لكن بعضها يتغذى بدماء الحيوانات الأخرى. والخفافيش تتحسس ما حولها بإصدار ذبذبات فوق صوتية ترتد إليها وتتلقاها أجهزة تتحسس بها وتتعرف بها على ما حولها.
3- اللواحم Carnivora: وتضم القطط والكلاب والذئاب والثعالب والدببة وأسود البحر. وكلها آكلات لحم ذات أنياب حادة مدببة وأضراس ممزِّقة.
4- القوارض Rodentia: وتضم السناجيب والفئران والجرذان والهامستر وخنازير الهند. وهي ذات قواطع حادة شبيهة بالإزميل.
5- عديمات الأسنان (الدُّرُد) Edenata: وتضم آكلات النمل والمدرع (أرماديللو) وهي دون أسنان.
6- مزدوجات الأصابع Artiodactyla: التي تضم الغنم والماعز والخنازير والزرافات والغزلان. وهي حيوانات عاشبة ذات حوافر، مزدوجة الأصابع.
7- مفردات الأصابع Perissodactyla: وتضم الأحصنة وحمير الوحش (الزيبرا) والتابير والكركدن (وحيد القرن وذو القرنين). وهي حيوانات عاشبة أيضاً ذات حوافر لكنها مفردة الأصابع.
8- الخرطوميات Proboscidea: وتضم الفيلة وفيل الماموث. ولها خرطوم عضلي طويل وأنياب طويلة (عاج الفيل). وهي أكبر الحيوانات، وقد يصل وزنها إلى 7طن.
9- الخَيلانيات (عرائس البحر) Sirenia: وهي في طريق الانقراض. عاشبة أطرافها الأمامية تشبه الزعانف ودون أطراف خلفية. وهي تعيش في الماء وتضم خراف البحر.
10- الحوتيات Cetacea: وتضم الحيتان والدلافين. وهي ثدييات بحرية، لجسمها شكل السمك، وأطرافها الأمامية تشبه الزعانف ودون أطراف خلفية، ويغطي جسمها طبقة ثخينة من المادة الدسمة. أكبرها الحوت الأزرق الذي قد يصل طوله إلى 30 متراً ووزنه 135طن.
11- الرئيسات Primates: كالليمور والشامبانزي والقرود والسعادين والإنسان. وهي ذات أدمغة وعيون رفيعة التطور، ولها أظافر بدلاً من المخالب، وإبهام اليد أو الرجل تتقابل مع باقي الأصابع، كما أن عيونها موجهة للأمام.
حسن حلمي خاروف