كانت جدتي ( الحبابة) تخضّ الشكوة وتردد أشعارًا من تغريبة بني هلال:
( أيا سعدا قلبي من العبد خايف
أرى كفوفه لطعن الرمح كبار . . .)
أسألها: ( حبابة شكد تحبين أبو زيد)
تردّ علي يُمّا أبو زيد زلمه. .)
( شلون يعني زلمة!؟
(يعني كلمته كلمه)
ألله ياجدتي درستُ الفلسفة عشر سنوات لكنك سبقت الجميع، حتى سارتر أفندي! الكلام مقدس، البشر دون الكلمة هم لا شيء، لا أحد. . أتذكر جدتي بينما هذا العالم يضج بكتب تسمى ( تنمية ذاتية) تعلمك كيف تكون متلاعبًا، مليونيرًا، كيف تهزم الخصوم ؟ كيف تدير شركات أكثر من ايلون ماسك ؟كيف تعوّض عن روحك الفقيرة بالمال والألقاب وتيجان الألماس. . لا أحد يعلمك كيف تكون إنسانًا مطمئًا! أو يخبرك أن النجاح هو نبتة تبرعم في القلب وتغذيها ماء الرضى. .!؟ لن يعلمك أحد كيف تتوق لصباحك وتنهض وتعدّ قهوتك وأنت مبتسم وهانئ كقطة تستلقي عل العشب. .
-أجول، هنا، ببصري دون أن أصادف سيارة شيفروليه ، أو أهل البرمان المرعز الذين يقطنون ذاكرتي، والذين لم يبق منهم أحد. .
-صباح القهوة والشاي والمتة التي تعلّم البدو شربها من جيرانهم السلامنة تحية للسلمية جارتنا البهية، بلد الأمراء، والشعراء والثقافة، والأحباء. .
تعليق